المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحادي والستون والمئة الحديث الثامن عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال اسرعوا بالجنازة فان تك صالحة فخير تقدمونها اليه وان تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابي هريرة رضي الله عنه اسرعوا بالجنازة الى اخره فيه استحباب الاسراع بها وليس الاسراع بها خاصا بالاسراع بحملها فقط كما يظن ذلك بعض الناس بل المراد بذلك الاسراع في تغسيلها والصلاة عليها وحملها ودفنها وليس رغبة عن الميت بل لهذه المصلحة التي نبه عليها الشارع واما ما يفعله الجهال من تباطؤهم في ذلك فاذا حملوه مشوا الهوينا بل ربما تقهقروا الى وراء ويظنون ذلك اكراما للميت ورغبة فيه فذلك من جهلهم فانه ليس له ولا لهم مصلحة في بقائه بعد موته والعقل ايضا ينكر ذلك فانه انما كان انسانا بروحه فاذا فارقت روحه جسده لم يبق مصلحة في بقاء جسده ويستحب الاسراع فيه ما لم يعارظ ذلك مصلحة راجحة فان عارض ذلك مصلحة راجحة روعيت كما اذا انتظر به كثرة من يصلي عليه ونحو ذلك ويستحب الاسراع فيه ما لم يمت فجأة وموت الفجأة هو الذي لم يتقدمه سبب ظاهر فينتظر به حتى يتيقن موته فكم من انسان اصابته سكتة فظن انه ميت كما جرى للهمذاني صاحب المقامات فانه اصابته سكتة فظن انه ميت فلما دفن وكان الليل افاق من سكتته فجعل يصيح وسمعه اناس في المقبرة لكن استوحشوا فلم ينبشوه فلما كان من الغد نبشوا ذلك القبر فاذا هو الهمذاني واذا شعره ابيض وهو حين مات لم يكن فيه شعرة بيضاء واذا هو قابض على لحيته وقد وقع نحو هذا كثيرا فاذا كان موته فجأة فانه ينتظر به حتى يتيقن موته بالعلامات الظاهرة فمنها انخساف صدريه وميل انفه وارتخاء مفاصله رجليه ويديه فاذا تيقن موته استحب الاسراع به