ولا يكون بيانه الا بعد ان تشتاق النفس اليه وتتوق الى معرفته هل تدري اين تذهب؟ اي هذه الشمس وقوله في هذا الحديث غربت الشمس هذا الغروب النسبة للبلد الذي جرى في هذا الحديث فالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الحافظ ابو العباس احمد ابن عبد اللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين. قال في كتابه التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح ولا ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب صفة الشمس والقمر بحسبان عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم حين غربت الشمس تدري اين ذهبت؟ قلت ورسوله اعلم قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك ان تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها. يقال لها ارجعي من حيث جئت. فتطلع من مغربها. فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال رحمه الله تعالى باب صفة الشمس والقمر بحسبان هذه الترجمة تتعلق بهاتين الايتين العظيمتين من ايات الله عز وجل الدالة على كماله وعظمة تدبيره سبحانه وتعالى وتسييره لهذا الكون فالشمس والقمر ايتان من اية الله وهما يسيران بتقدير العزيز العليم يسيران بحسبان قدره الله سبحانه وتعالى فلا يكون منهما عن ذلك تقدم او تأخر بل سيرهما بانتظام دقيق يدل على عظمة المسخر والمدبر تبارك وتعالى وهذه الكائنات العظيمة الباهرة لها عبوديتها لله عز وجل تسبح الله وتخشع وتخضع لله تبارك وتعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وفي هذه الترجمة اورد رحمه الله تعالى حديث ابي ذر رضي الله عنه قال لي النبي صلى الله عليه وسلم حين غربت الشمس تدري اين تذهب اتدري اين تذهب وهذا اسلوب عظيم في التسويق وهو يكثر في احاديث النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه كثيرا ما يأتي عنه مثل هذا السؤال الذي يسوق السامع معرفة الفائدة او الامر الذي يراد ان يبين ومن المعلوم انها تغرب على قوم وتطلع على اخرين في سيرها وهذا الغروب والشروق باعتبار الارض ومن تطلع عليهم اما الشمس من حيث هي فلها سير وسيرها بحسبان وهي تجري الى مستقر لها بتدبير الرب سبحانه وتعالى العزيز العليم جل وعلا لكن الغروب والشروق هذا متعلق بالارظ وبمن في الارظ اما فيما يتعلق بسيرها فهي لها سير مقدر وتجري بحسبان كما سخر الرب تبارك وتعالى ولا تزال تسبح في فلك وفي سير معين ومجرى معين وطريق معين كما قدر الله سبحانه وتعالى قال تدري اين تذهب قلت الله ورسوله اعلم قلت الله ورسوله اعلم وهذا فيه ان الواجب على المسلم في كل ما لا يعلمه ان يكل العلم الى عالمه والا يتكلف ان يقول ما ليس له به علم فان هذا من اخطر الامور قد قال الله تعالى ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا والصحابة رضي الله عنهم كانوا من ابعد الناس عن التكلف من ابعدهم عن القول على الله او في دينه بغير علم الا تدري اين تذهب قال قلت الله ورسوله اعلم قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش تذهب حتى تسجد تحت العرش والمراد بالعرش اي عرش الرحمن سبحانه وتعالى العظيم الكريم المجيد الذي هو سقف المخلوقات واعلاها وارفعها وهو فوق العالم وفوق العالم كالقبة ولا يقدر قدره الا الذي خلقه سبحانه وتعالى لكن نسبة السماوات والارض الى العرش تعد نسبة ضئيلة جدا فاذا كان الكرسي الذي ذكره الله جل وعلا في اية الكرسي وسع السماوات والارض وجاء في الحديث ان السماوات والارض قال ما السماوات والارض في الكرسي الا كحلقة القيت في فلاة كحلقة القيت في فلاة وفضل العرش على الكرسي مثل ذلك اي ان نسبة الكرسي الى العرش كحلقة القيت في فلاة فاذا كان نسبة السماوات والارض الى الكرسي كحلقة القيت في فلاة ونسبة الكرسي الى العرش في حلقة القيت في فلاة فاي شيء تكون هذه الارض اي شيء تكون هذه الارض التي نمشي عليها بالنسبة الى العرش المزيد العظيم الكريم كما وصفه الله سبحانه وتعالى بهذه الاوصاف في القرآن الكريم قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش هذا السجود الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم هو على ظاهره لكنه سجود يليق بها سجود يليق بها ويتناسب مع هذه الاية العظيمة من ايات الله تبارك وتعالى وهي لا تزال تسير سيرا بانتظام سيرا بحسبان الى مستقر لها كما في الاية الكريمة والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ومن ومما قيل في معنى قوله لمستقر لها اي الموضع المعين الذي تسجد فيه لله سبحانه وتعالى فالذي تسجد فيه لله سبحانه وتعالى الموظع الذي يكون فيها السجود لله جل وعلا وهذا الموضع يكون في وقت معين من سيرها وهي لا تزال تسير لكن في في وقت معين من سيرها في وقت معين من سيرها كل يوم وليلة في وقت معين من سيرها كل يوم وليلة لان تسير تطلع على قوم وتغرب على اخرين الى ان تعود الى موضعها الاول ففي هذا السير يكون منها سجود لله سبحانه وتعالى اشار اليه نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش حتى تسجد تحت العرش اي عرش الرحمن سبحانه وتعالى فتستأذن فيؤذن لها تستأذن فيؤذن لها تستأذن في مواصلة السير على الانتظام الذي هي عليه. والذي قدره العزيز العليم سبحانه وتعالى فتستأذن فيؤذن لها اخذ من هذا ان الاصل في الاوامر والاعمال التوقيف ابن الشارع ابن الرب سبحانه وتعالى وليس الانسان ان يأتي باعمال لم يأذن لم يأذن الله جل وعلا له بها كم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله قال فتستأذن فيؤذن لها ويوشك ان تسجد فلا يقبل منها يوشك ان تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها ويقال لها ارجعي من حيث جئت وهذا الوقت الذي يكون فيه هذا الحدث العظيم يعد اية من الايات وعلامة من العلامات وشرط من الاشراط الدالة على دنو قيام الساعة وقرب قيامها لانها لا تقوم الساعة حتى يكون بين يدي قيامها ايات عظام واشراط جسم منها طلوع الشمس من مغربها طلوع الشمس من مغربها فاذا جاء ذلك الوقت تسجد فلا يقبل منها وتستأذن من الرب سبحانه وتعالى ان تمضي في سيرها كما كانت فلا يؤذن لها ويقال لها ارجعي فيفاجئ الناس في ذلك اليوم العظيم واذا بالشمس تطلع من المغرب تطلع من المغرب واذا رأها الناس امنوا اجمعين لان هذا هذا اختلال في الكون اختلال في الكون فاذا رأى الناس هذا الاختلال المؤذن بانتهاء هذا الكون امنوا ويكون ايمانهم حينئذ ايمان مشاهدة ليس ايمان غيب والذي ينفع انما هو ايمان الغيب كما قال الله سبحانه وتعالى هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب. اما ايمان المشاهدة لا ينفع مثل الذي يعاين الموت لا ينفعه ايمانه وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان الا ينفعه الايمان مثل ذلك يوم يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل فاذا خرجت هذه الايات شوهدت هذه الاشراط والعلامات وحصل الايمان لم ينفع حينئذ ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها ما لم تطلع الشمس من مغربها. فاذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه لا ينفع الايمان حينئذ قال وتستأذن فلا يؤذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت ترجعي من حيث جئت جاءت من جهة المشرق فترجع الى جهة المشرق ويتوقف ذاك السير الذي بانتظام يتوقف ويقال له ارجعي من حيث جئتي فتطلع من مغربها يفاجئ الناس في ذلك اليوم انها تطلع من مغربها كذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم قوله فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومعلوم ان الشمس لا تزال في الفلك كما اخبر الله تعالى بقوله وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون فهي لا تزال تسبح في الفلك وهي تسجد لله وتستأذن كل ليلة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فهي تسجد سجودا يناسبها وتخضع له وتخشع كما يخظع ويخشى كل ساجد من الملائكة والجن والانس انتهى كلامه رحمه الله تعالى نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الشمس والقمر مكوران يوم القيامة قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مكوران يوم القيامة ومعنى مكوران اي مطويان يجمعان الشمس والقمر ويلقيان في في جهنم يلقيان في جهنم في النار. ولهذا جاء في بعض روايات هذا الحديث في رواية له عند البزار قال الشمس والقمر مكوران يوم القيامة في النار نعم ثم قال رحمه الله باب ما جاء في قوله وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى مخيلة من السماء اقبل وادبر ودخل وتغير وجهه فاذا امطرت السماء سري عنه فعرفته عائشة ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ادري له كما قال قوم فلما رأوه عارضا مستقر. فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم الاية قال باب ما جاء في قوله وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته بشرى بين يدي رحمته المراد الرحمة هنا الغيث المطر لان الغيث من اثار رحمة الله والقاعدة عند اهل العلم ان المصدر اذا اظيف الى الله سبحانه وتعالى تارة يراد به الصفة وتارة يراد به اثر الصفة فقوله بشرى بين يدي رحمته اي الغيث بين يدي رحمته اي الغيث الذي يغاث به العباد وهو نزول المطر والمطر اثر الرحمة والمطر اثر الرحمة اذا اطلق المصدر تارة يراد به الصفة وتارة يراد بها الاثر. مثل قوله في الحديث القدسي للجنة قول الله عز وجل للجنة انت رحمتي انت رحمتي اطلق الرحمة على الجنة وهي اثر رحمة الله وهي اثر رأى رحمة الله سبحانه وتعالى قال وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته اي مبشرات بشرا بين يدي رحمته اي مبشرات بالغيث ونزول المطر قال عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى مخيلة في السماء اقبل وادبر ودخل وخرج وتغير وجهه اقبل وادبر ودخل وخرج يدخل في في البيت ويخرج وتغير وجهه وتغير وجه صلوات الله وسلامه عليه قوله مخيلة اذا رأى مخيلة اي اذا رأى السحاب اذا رأى السحاب الذي يرى فيه اثر المطر وهو السحاب عندما يتلبد ويجتمع ويسود قال اذا رأى مخيلة في السماء اقبل وادبر ودخل وخرج وتغير وجهه وهذا الذي يكون منه عليه الصلاة والسلام ليس امرا يتكلفه وانما يتأثر حقيقة عليه الصلاة والسلام خشية ان تكون عقوبة لانه يذكر قول الله سبحانه وتعالى فلما رأوه عارظا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارظ ممطرنا بل وما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم قالت فاذا امطر امطرت السماء سري عنه اي ذهب عنه ذلك. اذا امطرت السماء سري عن اي ذهب عنه ذلك فعرفته عائشة ذلك معنى عرفته؟ قال تلاحظ عليك ان اذا انعقد السحاب وتلبد واجتمع انك تفعل كيت وكيت. عرفته ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ادري قال ما ادري لعله كما قال قوم فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا اي سحاب نغاث به ويمطر ارضنا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم. نعم ثم قال رحمه الله باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم عن عبد الله رضي الله عنه انه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال ان احدكم يجمع خلقه وفي بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا ويؤمر باربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه واجله وشقي او سعيد. ثم ينفخ فيه الروح. فان الرجل منكم يعمل حتى يكون بينه وبين فان الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة الا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل اهل النار فيعمل بعمل اهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة قال باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم الملائكة خلق من خلق الله سبحانه وتعالى وجند من جنوده قد قال الله تعالى وما يعلم جنود ربك الا هو والايمان بهم ركن من اركان الايمان واصل من اصول الدين قال الله عز وجل ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال عز وجل كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقال عز وجل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا فالايمان بهم اصل من اصول الايمان ومعنى كونه اصلا من اصول الايمان اي ان دين الله سبحانه وتعالى لا يقوم الا على ذلك اصول الايمان اي التي عليها قيامه قيام الدين واذا اختل اصل من هذه الاصول ولو واحدا بطل العمل واصبح حابطا غير مقبول كما قال الله تبارك وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين فالايمان بهم من اصول الايمان من اصول الايمان واركان الدين التي عليها قيامه والايمان بهم هو الايمان بكل اوصافهم ووظائفهم واسمائهم واعدادهم المذكورة في الكتاب والسنة اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل هذه اربعة امور تجمع جملة ما ينبغي ما ينبغي الايمان به مما يتعلق بالايمان بالملائكة الايمان بالاسماء والايمان بالاعداد والايمان بالاوصاف والايمان بالوظائف اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل وهذه الترجمة فيها ذكر الملائكة وذكر الملائكة انما يكون بذكر ما جاء من هذه الامور سواء الاسماء او الاعداد او الاوصاف او الوظائف اجمالا او تفصيلا في الكتاب او السنة وبدأ رحمه الله تعالى بحديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق وهذا الحديث يعرف عند اهل العلم بحديث الصادق المصدوق لان الصحابي ابن مسعود رضي الله عنه لما حدث بهذا الحديث قدم بهذه التقدمة قال الصادق المصدوق واصفا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الصادق الذي ليس في كلامي كذب او باطل بل كل كلامه حق لا باطل فيه. صدق لا كذب فيه هو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى المصدوق المؤيد من ربه سبحانه وتعالى بالحجج البينات والايات الظاهرات الدالة على صدقه عليه الصلاة والسلام ووفائه وامانته وقيامه البلاغ على التمام والكمال قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك وهذي اطوار اطوار خلق الانسان اولا اول ما يكون هذا الانسان نطفة تكون في قرار مكين رحم الام وتبقى على هذه الحال نطفة اربعين يوما ثم تتحول بعد ذلك الى علقة ان يصبح لونها لون الدم قطعة صغيرة من الدم ثم تبقى على هذه الحال ثم تتحول الى مضغة تتحول الى مضغة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم بقدر ما يمضى في الفم ثم بعد ذلك تكسى هذي يكسى تكسى العظام لحما يكون في هذه المضغة يكون فيها العظام المكسوة باللحم وهكذا ينشأ الانسان طورا بعد طور اربعين يوما نطفة ومثلها علقة ومثلها مضغة ثم ثم يبعث الله ملكا وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة ان من ملائكة الله عز وجل من هذه وظيفته وهذا عمله فالحديث فيه عمل من اعمال الملائكة التي يجب الايمان بها فالايمان بهذا العمل الذي ذكر في هذا الحديث جزء من الايمان بالملائكة الذي هو اصل من اصول الايمان فهذه وظيفة من وظائف الملائكة ثم يبعث الله ملكا ويؤمر باربع كلمات اي كتب اربع كلمات ان يكتب اربع كلمات يقال له اكتب عمله ورزقه واجله وشقي او سعيد كل هذه يكتبها الملكي وهي كتبت قبل ذلك في اللوح المحفوظ قبل ان يخلق قبل ان يخلق الله سبحانه وتعالى السماوات والارض بخمسين الف سنة كتبت هذه ولهذا يسمي العلماء هذا التقدير او هذه الكتابة التقدير العمري. لانه يتعلق بعمر كل انسان فيما يخصه وهذا التقدير العمري هو داخل في التقدير الذي كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ولهذا يقال عن هذا التقدير تقدير من بعد تقدير تقدير من بعد تقدير تقدير خاص من بعد التقدير العام تقدير خاص من بعد التقدير العام الذي كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فهو داخل فيه ليس امرا منفصلا او خارجا عنه بل هو داخل فيه فهو تقدير من بعد تقدير يؤمر بكتب اربع كلمات اكتب عمله ورزقه واجله وشقي وسعيد. عمله مفرد مظاف اي جميع اعماله عمله مفرد مضاف اي جميع اعماله السيء والحسن الصالح والطالح الايمان والكفر كلها يكتبها الملك في ذلك الوقت جميع اعماله الى ان يموت كل ذلك يكتب. من خير او شر يكتب ذلك الملاك كتب عمله ورزقه اي جميع ما يقتاتوا ويطعموا ويتغذاه الى ان يموت كل ذلك مكتوب ولن تموت نفس حتى تستتم رزقها وتستوفي ما كتب لها وشقي او السعيد ان يكتب حال هذا الانسان او حال هذا المخلوق هل هو من اهل السعادة او او من اهل الشقاوة ايضا هذا يكتب يكتب في عندما يكون في في بطن الام ويرسل اليه الملك وقبل ذلك كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ورزقه واجله. ايضا نهاية هذا الانسان والوقت الذي يموت فيه كل هذه تكتب ثم ينفخ فيه الروح ثم ينفخ فيه الروح فان الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة الا ذراعه فيسبق عليه كتابه فيسبق عليه كتابه يسبق عليه كتابه اي ما كتب له او عليه بان يختم له بذلك وان تكون خاتمته فالذي كتب هو الذي يكون الذي كتب هو الذي يكون فيسبق عليه كتابه كتابه اي الذي كتب وقدر فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل اهل النار في عمل بعمل اهل النار وهذا ينبغي ان يشتد خوف الانسان منه السوابق والخواتيم السوابغ والخواتيم. السوابق ما سبق قدر وكتب عن هذا العبد وحاله واعماله وهل هو من اهل السعادة او اهل الشقاوة والخواتيم اي ما يختم له به هذا الحديث فيه من فوائده الخوف من السوابق والخواتيم السوابق ما سبق الانسان والانسان لا يدري ما الذي سبق له في علم في علم الله وفيما كتب في اللوح المحفوظ انه يموت عليه ويختم له عليه ولا يدري ماذا تكون خاتمته ولا يدري ما ماذا تكون خاتمته ولهذا ينبغي على العبد المؤمن ان يكثر اللجأ الى الله سبحانه وتعالى ان يثبته والا يزيغ قلبه ومن اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويفعل مع ذلك الاسباب التي تكون بها نجاته يلجأ الى الله سبحانه وتعالى ويفعل اسباب التي تكون بها نجاته قد سأل الصحابة رضي الله عنهم النبي عليه الصلاة والسلام لما اخبرهم ان العمل فيما قدر وقضي وقالوا ففيم العمل اذا كانت الامور قدرت وقضيت ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة ثم تلف اما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى والانسان لا يدري عن المكتوب لا يدري هل مكتوب لا يدري ماذا كتب له ولا يدري ماذا تكون خاتمته لا يدري هذا امر غيب ولهذا يلجأ الى الله سبحانه وتعالى ويظرع ويفعل الاسباب التي تكون بها نجاتهم ويلح على الله سبحانه وتعالى بالدعاء ومن الدعوات العظيمة وهو في المسند وغيره وهو من كوامل الدعاء وجوامعه كما وصفه بذلك النبي عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم اعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم. انتبه ما علمت منه وما لم اعلم واسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل فاسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم واعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا تسأل الله ان يجعل حالك الى خير من خير الى خير ومن رفعة الى رفعة ومن سعادة الى سعادة مثل ما في الحديث الاخر وان تجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر. تجعل لان الامر بيد الله الامر بيد الله ان تجعل الحياة زيادة لي في كل خير. والموت راحة لي من كل شر. هذا بيد الله فتفزع الى الله وتلجأ اليه جل في علاه وتلح عليه سبحانه وتعالى بالدعاء وتبذل الاسباب التي تكون بها نجاتك وتأتني في الوقت نفسه بصلاح سريرتك بين بينك وبين الله لا يكتفي الانسان بصلاح الظاهر بل يعتني مع صلاح الظاهر بصلاح السريرة لان من اخطر ما يكون على الانسان في سوء الخاتمة فساد السريرة مع صلاحا في الظاهر مع صلاح في الظاهر هذا من اخطر ما يكون على الانسان. ولهذا جاء في بعض روايات هذا الحديث ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس فيما يبدو للناس ان يظهر للناس لكن سريرته ليست نقية ومن من الله سبحانه وتعالى عليه بصلاح السريرة بالايمان والصدق مع الله جل وعلا فان الله لا يخيبه ولا يخزيه بل يحفظه ويثبته سبحانه كما قال سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ولهذا صحة العقيدة وسلامتها من اعظم الاسس التي تنبني عليها السعادة في الدنيا والاخرة ويترتب عليها حسن الختام صلاح العقيدة بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى وسلامة الايمان وسلامة السريرة قال فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل اهل النار سيدخلها كما جاء في بعض روايات الحديث فيدخلها ان يختم له بهذه الخاتمة والعياذ بالله قال ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار الا ذراع اي مسافة قليلة شيء قليل فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخل الجنة وهذا يحصل السيرة في اخبار من هذا اخبار من هذا القبيل يعني من الصحابة من اسلم ودخل الجهاد مباشرة واستشهد حتى انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال اقاتل ثم اسلم قال لا اسلم ثم قاتل. فاسلم وقاتل واستشهد فلم كان ابو هريرة رظي الله عنه اذا اراد ان يذكره يقول من يذكر لي شخصا دخل الجنة ولم يصلي صلاة ولم يسجد سجدة مثله الرجل الذي جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام يسأل عن الاسلام وكان على ناقته فقال له تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام؟ فقال الرجل وهو فوق الناقة اقررت فساخت يد ناقته في حفرة جرذان فسقط على رقبته ومات من ساعته ليس له في الاسلام الا اقررت فقال النبي عليه الصلاة والسلام من اراد ان يرى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فهذا منهم ولهذا اوردها الحافظ ابن كثير تفسير هذه الاية من سورة الانعام وجود اسناد هذا الخبر وذكر له روايات وبعض الالفاظ التي ذكرها رحمه الله تعالى واذكر في احد الدروس ان احد الطلاب من احدى الدول غير المسلمة اخبر عن جدتي وكانت كافرة وجاوزت التسعين سنة انها اسلمت ولم تعش بعد اسلامها الا ثلاثة ايام لم تعش بعد اسلامها الا ثلاثة ايام القصص والاخبار من هذا القبيل كثيرة جدا قال يعمل حتى ما يكون بينه وبين النار الا ذراع الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة حتى مما نقل لي عن احد الدعاة في احدى الدول خصص نفسه في دعوة الكفار في المستشفيات وخاصة من يعني في حالات خطرة يشرح لهم عن الاسلام ويعرفهم بمحاسنه ويحثهم على الدخول فيه حتى تكون خاتمتهم على هذا الاسلام وتكون نجاتهم من سخط الله ومن النار فبعضهم يسلم ولا يلبث الا اياما قلائل ثم يموت والامر لله سبحانه وتعالى جل في علاه من قبل ومن بعد والشاهد من الحديث ذكر وظيفة من وظائف الملائكة نعم. قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا احب الله عبدا نادى جبريل ان الله يحب فلانا فاحبه فاحببه. فيحبه فينادي جبريل في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض نعم يؤجل الكلام عليه الى اللقاء القادم باذن الله سبحانه وتعالى اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا تناول المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه