بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو الدرس الاخير بمشيئة الله تعالى في شرح هذه الاربعون بعظمة رب العالمين الحديث الخامس والثلاثون منها حديث الشفاعة يجمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيقول بعض الناس الا ترون الى ما انتم فيه الى ما بلغكم الا تنظرون الى من يشفع لكم الى ربكم؟ فيقول بعض الناس ابوكم ادم فيأتونه فيقولون يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وامر الملائكة فسجدوا لك واسكنك الجنة الا تشفع لنا الى ربك الا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فيقول ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله الحديث رواه البخاري ومسلم والحديث السادس والثلاثون فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق الا ارحم الراحمين فيقبض قبضة من فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في افواه الجنة يقال له نهر الحياة الحديث رواه البخاري ومسلم واللفظ له في هذين الحديثين من عظمة رب العالمين انه لا يشفع عنده احد الا باذنه وان الله يوم القيامة ما لك يوم الدين لا يجرؤ احد يومئذ ان يتقدم بشيء ولا ان يتكلم بشيء الا اذا رضي له الرحمن واذن له عز وجل والشفاعة باللغة الوسيلة والطلب وفي العرف سؤال الخير للغير والشفاعة عند الله سؤال الله التجاوز وحقيقتها ان الله بلطفه وكرمه يأذن يوم القيامة لبعض الصالحين من خلقه من النبيين والملائكة والمؤمنين ان يشفعوا عنده في بعض اصحاب الذنوب من اهل التوحيد اظهارا لكرامة الشافعين عنده اظهارا لمكانة التوحيد ورحمة بالمشفوع لهم ولا تصح الشفاعة عند الله وربنا عظيم لا تصح الشفاعة عند الا بشرطين الاول اذن الله تعالى للشافع ان يشفع وقد دل على هذا الشرط قول الله تعالى في اية الكرسي من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وكذلك قال ولا تنفع الشفاعة عند الا لمن اذن له والنبي صلى الله عليه وسلم وهو اكرم الخلق على الله لا يشفع يوم القيامة حتى يستأذن من ربه ويؤذن له ويسجد تحت العرش ويسأل ربه ويقول له ربه اشفع تشفع رواه البخاري ومسلم ثانيا رضا الله عن المشفوع له ان يشفع فيه اذا الاذن للشافع والرضا في المشفوع ان يشفع فيه وقد دل على هذا الشرط قول الله تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى ولا يشفعون الا لمن ارتضى هذا في المشفوع له لابد ان يأذن عز وجل ايضا وهذان الشرطان مجملان في قوله تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وقد دلت النصوص على ان الله لا يرضى ان يشفع لا يرضى ان يشفع عنده الا في اهل التوحيد لما ثبت في الحديث لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها واريد ان اختبئ دعوتي شفاعة لامتي في الاخرة زاد في رواية فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا هذا موضع الشاهد فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا رواه البخاري ومسلم والزيادة لمسلم وقد قال تعالى في الكفار فما تنفعهم شفاعة الشافعين اما شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عن ابي طالب فهي شفاعة خاصة به وحده حتى لو قال واحد طيب ابو طالب من اهل النار وليس ممن شهد بالتوحيد وقد صرح الائمة المحققون بتواتر احاديث الشفاعة وهي مشتهرة في كتب الصحاح والمسانيد وتنقسم الشفاعة من حيث القبول والرد من حيث القبول والرد الى قسمين مردودة وهي ما فقدت احد الشرطين ما فقدت شرطا من الشرطين السابقين او كليهما ومقبولة وهي ما تحققت فيها شروط الشفاعة وقد ثبت لنبينا صلى الله عليه وسلم ثمانية انواع من الشفاعة وهي اولا الشفاعة العظمى ان يقضي الله سبحانه وتعالى في اهل الموقف وهي المقام المحمود وهذه الشفاعة مما اختص بها نبينا صلى الله عليه وسلم على غيره من الرسل عليهم صلوات الله اجمعين وهي التي دل عليها الحديث الاول من احاديث المجموع الاربعين وفيه فاسجد تحت العرش فيقال يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطى وفي رواية فانطلقوا فاتي تحت العرش فاقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لاحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطى اشفع تشفع ثانيا شفاعته صلى الله عليه وسلم لقوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ان يدخلوا الجنة ثالثا شفاعته صلى الله عليه وسلم في قوم قد استحقوا دخول النار الا يدخلوها رابعا شفاعته صلى الله عليه وسلم في رفع درجات ناس من اهل الجنة خامسا شفاعته صلى الله عليه وسلم في قوم ان يدخلوا الجنة بغير حساب ولولا شفاعته لحوسبوا سادسا شفاعته صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عمن كان يستحقه تخفيف وليس خروج هذه شفاعته في عمه ابي طالب سابعا شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الجنة ان يؤذن لهم بدخول الجنة ثامنا شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الكبائر من امته ممن دخل النار ان يخرج منها وقد دلت النصوص الصحيحة على جميع هذه الانواع ومن هذه الانواع ما هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما يشترك معه فيه غيره من الانبياء والصالحين كالشفاعة في اهل الكبائر الشفاعة تقبل عند الله بحسب حال الشافع وحال المشفوع له وكلما كان اه المؤمن اقرب الى الله كان اجدر بقبول شفاعته وفي هذين الحديثين وغيرهما من احاديث الشفاعة من الفوائد فضل التوحيد وان الشفاعة لا تكون الا لاهل التوحيد ولذلك لابد من تحقيق التوحيد والتوبة من الشرك والحذر من الشرك لان الشرك مانع من الشفاعة كما جاء في الحديث فما هي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا وكذلك في الحديث من عظمة رب العالمين اثبات صفة الغضب لله فانه قال في الحديث فيقول ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله وهذا الغضب على الوجه الذي يليق بالله عز وجل ليس كغضب المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقد قال الله تعالى وباءوا بغضب من الله وقال ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه وقال وباء بغضب من الله وفي العدل وفي الحديث ايضا سعت رحمة رب العالمين وهو ارحم الراحمين ولا يضيع من اعمال عباده شيئا وقد جاء في بعض الروايات ان الله يقول للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة انطلق فاخرج من كان في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال حبة خردل من ايمان فاخرجه من النار فاخرجه من النار الحديث مرة اخرى انطلق فاخرج من كان في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال حبة خردل من ايمان فاخرجه من النار فانطلق فافعل انفذ الحديث رواه البخاري ومسلم كذلك في فضل صحبة الصالحين واثبات الشفاعة المؤمنين وقد جاء في سياق الحديث الثاني حتى اذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما منكم من احد باشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لاخوانهم الذين في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم اخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد اخذت النار الى نصف ساقيه والى ركبتي الحديث رواه البخاري ومسلم في ناس من اهل التوحيد دخلوا النار بكبائر وسيئات عملوها و احترقوا قدر ما اراد الله ان يحترقوا ثم يأذن الله المؤمنين فيشفعون فيهم فيخرجون فهؤلاء المؤمنون الصادقون لم يتركوا لم يتركوا اخوانهم في العذاب بل ناشدوا ربهم ان يخرجهم وقوله معنا معنا هذا اثر الصحبة وان من صاحب المؤمنين واحب المؤمنين كان مع المؤمنين فانه يستفيد يوم القيامة حتى لو دخل النار يستفيد ان لا يزداد عذابا لا يبقى فيها لوسعت قال ابن رجب رحمه الله الميزان اوسع اوسع مما بين السماء والارض فما يملأ الميزان فهو اكبر مما يملأ ما بين السماء والارض ما يملأ الميزان اكبر مما يملأ ما بين مما بين يملأ ما بين السماء والارض قال النووي رحمه الله وكانوا في مناشدتهم تلك اشد من مناشدة احدنا ربه في الدنيا في استيفاء حق او استقصائه وتحصيله من خصمه والمتعدي عليه اذا الحديث السابع والثلاثون يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والارض لوسعت وهذا من عظمة الله ان ميزان ان ميزانه الذي خلقه لو وزنت فيه السماوات السبع والارض لوسعت فتقول الملائكة يا ربي لمن يزن هذا فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة من تجيز على هذا من يستطيع يجاوز هذا فيقول من شئت من خلقي فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك رواه الحاكم وصححه الالباني في والصحيحة وقد روي موقوفا على سلمان رضي الله عنه ورجح وقفه بالرجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم وفي التخويف من النار قد رواه ايضا المروزي في زوائد الزهد والاجر في الشريعة قد روى مسلم عن ابي سعيد الخدري قال بلغني ان الجسر ادق من الشعرة واحد من السيف وعند البيهقي اسحاق بن راهوية ايضا والطبراني اثار في الصراط وقد جاء عن ابن مسعود عند المروزي في تعظيم قدر الصلاة الصراط على جهنم مثل حد السيف وهو صحيح عن ابن مسعود ولفظ ولفظ الطبراني مثل حد السيف المرهف جاء عند الدارقطني في كتاب الرؤيا وبالمندف الايمان بلغني عنه ابن مسعود رضي الله عنه بلغني ان الجسر ادق عن سعيد بن ابي هلال عن سعيد بن ابي هلال قال بلغني بلغني ان الجسر ادق من الشعر واحد من السيف واسناده صحيح الى سعيد وقد رواه ابن ابي شيبة في المصنف وابو نعيم في الحلية عن عبيد بن عمير قال الصراط دحض مزلة كحد السيف سلقا وهو صحيح عنه من عقيدتنا الايمان بالميزان والايمان بالصراط وهما دليلان على عدل الله تعالى كما قال سبحانه ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين لا يترك الله شيئا وقال عز وجل والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون والميزان ميزان حقيقي محسوس له لسان وهي الحديد التي تكون في وسط الميزان وكفتان توزن فيه اعمال العباد ويكون بعد انقضاء الحساب يوم القيامة فاذا انقضى الحساب كان بعده وزن الاعمال لان الوزن للجزاء فينبغي ان يكون بعد المحاسبة فان المحاسبة لتقدير الاعمال والوزن لاظهار المقادير ليكون الجزاء بحسبها هذا كلام القرطبي في التذكرة ان الميزان بعد بالمحاسبة وقد اختلف اهل العلم هل هو ميزان واحد توزن فيه اعمال الجميع ام لكل واحد ميزان فرجح ابن كثير وابن حجر وغيرهما من اهل العلم انه ميزان واحد لكن جمع في قوله ونضع الموازين ونضع من موازين القسط ليوم القيامة باعتبار تعدد الموزون فيه الاعمال الموزونة فيه كما في تفسير الكثير وفتح الباري قال بعضهم ميزان لكل عامل له ميزان خاص على اية حال ميزان الله هذا الميزان العظيم الدال على عظمته تعالى دقيق عادل يزن مثقال الذرة توزن فيه الحسنات والسيئات بكيفية لا يعلمها الا الله فيرجح ولو بمثقال ذرة لو زادت الحسنات مثقال ذرة نجا نجا صاحبها لما جاء السائل وما وجدت الخادمة الا حبة عنب قالت عائشة تصدقي بها عليه وقالت الخادمة او الاماه ايش ما تغنيه فقالت عائشة كم من مثقال ذرة فيها كم مثقال ذرة في الحبة هذي ليش يعني قال اتقوا النار ولو بشق تمرة اه شق تمرة كم مثقال ذرة فيها يمكن ذرة من الذرات هذه هي التي ترجح بميزانك فهو ميزان دقيق حساس لا تظلم نفس شيئا عنده فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال الناظم والوزن بالقسط فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عمله فبين ناج راجح ميزانه ومقرف اوبقه عدوانه مقرف يعني مقترف قارف الذنوب ولا يعلم قدر الميزان الا الله. كما دل عليه الحديث فلو وزن فيه السماوات والارض لوسعت لو وزن في السماوات والارض وهو مع ذلك دقيق حساس جدا لكنه كبير جدا لو وزنت فيه السماوات والارض وقد دلت النصوص الشرعية على ان الذي يوزن في الميزان يوم القيامة ثلاثة اشياء فتارة توزن الاعمال وتارة توزن صحائف الاعمال وتارة يوزن العامل نفسه تفسير ابن كثير وقد يوزن كل ذلك فيوزن العامل وعمله وصحائفه معارج القبول اما وزن العمل فيؤتى بالاعمال خيرها وشرها يوم القيامة وتوزن في الميزان بعد ان يقلبها الله تعالى بقدرته اجساما يعني اجساما لها ثقل تفسير ابن كثير وقد دل على هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده. رواه البخاري ومسلم اما وزن الصحائف نفسها فجاء في حديث التسعة وتسعين سجلا قال ثم تخرج بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء. رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث صحيح وهذا حال خاص لعبد من عباد الله قد يكون عنده من الجهل شيء عظيم لكن معه اصل التوحيد ما بلغته شرائع ما بردت الشرائع الدين لكن معه اصل التوحيد فبالرغم من ان اعماله السيئة كثيرة جدا لكن نفعه اصل التوحيد والذين يقولونها تختلف احوالهم ايضا فمنهم من يقول خالصا من قلبه ومنهم يقول من طرف لسانه حتى كلمة لا اله الا الله يتفاوت قائلوها وما في قلوبهم ومعلوم ان لا اله الا الله لها شروط لتنجي لكن اه الذين يكونون في فترة بين نبيين آآ ما جاءهم من الدين الا لشيء يسير هؤلاء لهم احوال خاصة بالحساب بخلاف من قامت عليه الحجة وبلغ بلغها الدين وبلغته الاحكام ولا يقولن قائل لا نتعلم احسن حتى ما تقوم علينا الحجة نقول وتظن ان الاصرار على الجهل وتعمد الجهل لا يعاقب عليه صاحبه بل ان الاصرار على عدم تعلم دين الله ممكن يدل على الاعراض وفيه من انواع الكفر كفر الاعراض والعياذ بالله اما الدليل على وزن العامل نفسه صاحب العمل يعني فقد دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم انه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال اقرأوا فلا نقيم لهم لهؤلاء الكفار فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا رواه البخاري ومسلم ولما ضحكوا من ساق ابن مسعود رضي الله عنه في دقتها قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لهما اثقل في الميزان من احد ساقاء ابن مسعود اثقل في ميزان الله من جبل احد رواه الامام احمد وحديث صحيح قال ابن القيم رحمه الله في النونية افما تصدق ان اعمال العباد تحط يوم العرض في الميزان ولذاك تثقل تارة وتخف اخرى ذاك في القرآن ذو تبيان وله لسان كفتاه تقيمه والكفتان اليه ناظرتان ما ذاك امرا معنويا بل هو المحسوس حقا عند ذي الايمان هذا هذا الحديث دل على عظمة الله فان الذي يقدر ان يخلق ميزانا كهذا ويزن فيه العباد واعمالهم وصحائفهم اي عظمتنا هذه واذا استحضر المسلم هذا فجدير ان يخشى ان يخشى الله وان يتقيه واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كزبت وهم لا يظلمون ويحذر من الظلم اما الصراط فهو دال على عظمته تعالى لانه خلق عجيب فانه جسر ممدود على متن جهنم على متن جهنم يرده الاولون والاخرون ولابد من لابد لهم منه. قال تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا. فما هو الورود على النار المرور على الصراط كما فسر ذلك ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما والصراط ادق من الشعر واحد من السيف دحض مزلة تزل عليه الاقدام فيه الاقدام وفيه خطاطيف وكلاليب تأخذ من عليه تأخذ ممن عليه من وكلت به تقذفهم في النار وقد تخدشهم خدشا فيكون الناس عند المرور على الصراط ثلاثة انواع ناج مسلم ومخدوش ومكردس في نار جهنم ينصب الصراط في ظلمة والنار تحتها عمقها ابعد من سبعين خريفا ويعطى الناس انوارهم يعطى الناس انوارهم على قدر ايمانهم واعمالهم فيمرون على الصراط بسرعات ايضا بحسب اعمالهم وقد قال عليه الصلاة والسلام فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم. مكدوس يعني ملقى يدفع ويلقى نسأل الله ان يثقل موازيننا وان يبيض وجوهنا وان يسلمنا عند المرور على الصراط الحديث الثامن والثلاثون كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات والارض وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد رواه مسلم هذا الذكر من اذكار الرفع من الركوع وفيه ثناء على الله وانه يعطي ويمنع ولا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع فالخلق خلقه والامر امره وقوله احق ما قال العبد يعني ان هذه العبارة لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت من احق ما يقوله العبد في حق ربي تعالى وقوله وكلنا لك عبد جملة اعتراضية والتقدير فينبغي لنا ان نقول هذا ما دام هذا احق ما يقول العبد وكلنا لك عبد اذا ينبغي ان نقولها وفي هذا دليل ظاهر على فضيلة هذا الذكر فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان هذا احق ما قاله العبد فينبغي اذا على العباد ان يقولوها هذا دليل ظاهر على فضيلة هذا الذكر وانه حري بنا ان لا نهمله وان نحافظ عليه وانما كان احق ما قاله العبد لان فيه تفويض الامور الى الله والاذعان له والاعتراف بوحدانيته والتصريح بانه لا حول ولا قوة الا به وان الخير والشر بيده وكذلك فيه حث على الزهد في الدنيا والاقبال على الاعمال الصالحة. اين في اي جملة هذا الكلام باي جملة هذا الذكر فيه فيه حث العبد على الاعمال الصالحة ففي اي جملة من هذا الدعاء اه وهذا الذكر ولا ينفع ذا الجد منك الجد يعني لا ينفع صاحب السلطان والعظمة والمال لا ينفع عندك ماله وعظمة وسلطانه انما ينفعه عمل الصالح ولا ينفع ذا الجد منك الجد لا ينفعه جده سلطانه وعظمته وماله ما ينفعه عندك الا عمله الصالح قال تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا يعني ما يؤمنه الانسان فهذا الذي ينجي عند الله وقيل ان قوله احق ما قال العبد خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا الكلام احق ما قال العبد فيعود على قوله اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات والارض الحديث والمعنى تحميدك والثناء عليك وتمجيدك هو احق مقال العبد وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال فتبين ان حمد الله والثناء عليه احق ما قاله العبد وفي ضمنه توحيده له اذ قال لك الحمد اي لك لا لغيرك وقال في اخره لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت وهذا يقتضي الاعتراف بان الله المنفرد بالإعطاء والمنع فلا يستعان الا به ولا يطلب الا منه هذا ذكره شيخ الاسلام في قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات اهل الاسلام والايمان وعبادات اهل الشرك والنفاق وقوله عن التحميد في الحديث وملء ما شئت من شيء بعد اشارة الى الاعتراف بالعجز عن اداء حق الحمد بعد استفراغ المجهود فهو اعز من ان يحسب ويعد وملئ وملئ وملء السماوات وملء ما شئت من شيء بعد يعني بعد ملء السماوات والارض فانه صلى الله عليه وسلم حمد الله ملء السماوات والارض فحمده منتهى ما وصل اليه السابقون ثم احال الامر فيه على مشيئة الله تعالى وليس وراء ذلك الحمد منتهى ليس وراءهم انتهى ولم ينتهي احد من خلق الله في الحمد مبلغه ومنتهاه صلى الله عليه وسلم وبهذه الرتبة استحق ان يسمى احمد لانه كان احمد لله من كل مخلوق اخر كان احمدا لله عليه الصلاة والسلام كما في شرح ابي داوود العيني ونخب الافكار له اذا هذا الذكر مرة اخرى متى يقال يا جماعة اذا رفع رأسه من الركوع حقي ان يحفظ اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات والارض وملئ ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. رواه مسلم هذا من اذكار الرفع من الركوع وفي ثناء بالغ على الله وحمد عظيم لله وفيه دليل على عظمته سبحانه الذي له الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد بعد ذلك وانه المستحق للثناء والمجد اهل الثناء والمجد سبحانه المجيد صاحب المجد العظيم وبيده كل شيء يعطي ويمنع هذا من عظمته الحديث التاسع والثلاثون عن جابر رضي الله عنه قال لما رجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة البحر الذين هاجروا الى الحبشة لانهم هاجروا عبر البحر قال الا تحدثوني سألهم سألهم سأل المسلمين العائدين من الحبشة جاؤوا في المدينة قال الا تحدثوني باعاجيب ما رأيتم بارض الحبشة قال فتية منهم بلى يا رسول الله بين نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم يعني راهبة وكان الحبشة فيها بقية دين من النصارى وفيهم فيهم اطلاع على الكتاب على ما بقي من الانجيل وفيهم وفي بعضهم دين قوي قالوا بينا نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء فمرت بفتى منهم من في الحبشة من الحبشة بس يعني شاب طايش شاب طايش من بلغ من اذاه انه مع ان هذي من رهابينهم وانها عجوز تحمل قلة ماء وانه يعني تستحق الشفقة وينبغي ان تساعد مثلها لكبر سنها وما تحمله لكن من سوءه من سوءه هذا الشاب من سوءه ويشبه هذا حال كثير من شباب اليوم الا من رحم الله فمرت بفتى منهم فجعل احدى يديه بين كتفيها ثم دفعها تخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما ارتفعت قامت من هذه السقطة المؤلمة الاليمة الموجعة التفتت اليه فقالت سوف تعلم يا غدر يا ايها الغادر اذا وضع الله الكرسي هذا هذا عظمة الله هذا الشاهد الان هذا الشاهد الان من الحديث اذا وضع الله الكرسي وجمع الاولين والاخرين وتكلمت الايدي والارجل بما كانوا يكسبون فسوف تعلم كيف امري وامرك عنده غدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت صدقت هذا الان موضع الاقرار النبوي على يعني لولا هذا كيف كيف نثبت كيف نثبت اه ما يكون يوم القيامة من كلامها لكن لان الوحي صدقها قال صدقت صدقت كيف يقدس الله؟ كيف يطهرهم من الدنس والاثام امة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم رواه ابن ماجة وصححه ابن حبان وحسنه البوصيري والالباني وذكره ابن الملقن في البدر المنير مختصرا وقال هذا الحديث له طرق يحضرون منها عشرة ثم ساق اكثرها وقال السخاوي في مقاصد الحسنة وقد جمعت طرقه في الاجوبة الدمياطية وقال الذهبي في العلو اسناده صالح وعلق عليه الارنقوط حديث قوي بشواهده لما رجعت مهاجرة البحر الذين هاجروا الى النبي صلى الله عليه وسلم ورووا له هذه القصة والشاهد منها سوف تعلم يا غدر يا غادر اذا وضع الله الكرسي وجمع الاولين والاخرين اذا من عظمة ربنا انه يضع كرسيه لفصل القضاء ويجمع الاولين والاخرين ويأتي سبحانه فصل القضاء كما قال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة يأتي يأتي سبحانه ها اذا جاء الله انخلعت قلوب المجرمين انخلعت قلوب المجرمين لانه يأتي سبحانه في ظلم من الغمام والملائكة ومعه جنوده وجاء ربك ومالك صفا صفا مجيء الله يوم القيامة اذا جاء ربنا عز وجل انخلعت قلوب المجرمين والظالمين لمجيئه وسينصب كرسيه ويفصل بين العباد هذا شيء هذا مشهد رهيب رهيب هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر والى الله ترجع الامور فيأتي مع الظلل مع الظلل فاذا هذي في للمصاحبة وليست للظرفية فانه لا يحيط بالله شيء من المخلوقات لا الغمام ولا غيره لكن يأتي معه الغمام والملائكة قال تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام هذا غمام ابيض خاص ما هو مثل سحاب الدنيا هذا الغماء اللي نراه في الدنيا يوم القيامة تشقق السماء بالغمام غمام ابيض فلل عظيمة عظيمة لمجيء الله تبارك وتعالى قال الله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يأتي لفصل القضاء فيستشفعون بسيد بادم الى سيد ولد ادم والانبياء يتدافعون كل واحد يقول نفسي نفسي وجاء ربك والملك صفا صفا والناس خاضعين وقد جمع الله الجن والانس يتحداهم ان يفروا من من ارض المحشر لان الملائكة تحاصرهم بسبعة اطواق من كل سماء ينزل طوق من الملائكة يطوقهم يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان ولا سلطان الا سلطان الله ما اغنى عني ماليا هلك عني سلطانية ما عاد يستطيع لا جن ولا انس ولا احد يطير ولا يخترق ولا يتعدى ولا ولا يخرج اطلاقا محاصرين بارض المحشر يأتي الله مع ظلل الغمام والملائكة وينصب الكرسي ويبدأ في فصل القضاء وقد طوى سماواته وارضه ونثرت الكواكب وكورت الشمس والقمر واحاطت الملائكة بالخلائق فاذا جاء الله اشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون. ووفيت كل نفس ما عملت وهو اعلم بما يفعلون فتوى الحموية مختصر الصواعق معارج القبول تفسير السعدي هذا جدير ايضا بالتفكر فيه نسأل الله ان يسلمنا بالدنيا والاخرة طيب الحديث الاربعون الحديث الاخير عن عبدالله بن انيس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة او قال العباد عراة غرلا يعني غير مختونين بهما ما معهم شيء ما معهم شيء اذا حفاة عراة غير مختونين بهما ما معهم شيء قال قلنا وما بهما؟ قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قربة وهذا يدل على ان بعض اهل المحشر اقرب الى الله من بعض من اخرين يعني ماذا يقول؟ وهذا من عظمة رب العالمين هذا موضع الشاهد. انا الملك انا الديان انا الملك انا الديان ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار وله عند احد من اهل الجنة حق حتى اقصه منه ولا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عنده حق حتى اقصه منه. حتى اللطمة قال قلنا كيف وانما وانما نأتي الله عز وجل عراة عراة غرلا بهما فكيف سيكون القصاص؟ كيف سيكون التعويض ما معنى شيء ما في دينار ولا درهم قال بالحسنات والسيئات رواه الامام احمد وذكره البخاري مختصرا معلقا آآ وحسنه المنذري وابن القيم والعراقي وابن حجر وصححه الالباني وهذا الحديث الذي رحل جابر بن عبدالله شهرا الى الشام واشترى بعيرا خاصة خاصا لهذا لهذه السفرة ليسمع من عبدالله بن انيس هذا الحديث قال بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتريت بعيرا شوف هذا هذا يعني درس من جابر رضي الله عنه لطلبة العلم كيف تحمل المشاق لطلب العلم فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي فسرت اليه شهرا حتى قدمت عليه الشام فاذا عبد الله بن انيس هذا حديث عظيم في القصاص واقتصاص الخلائق بعض من بعض بالحسنات والسيئات فلا يجاوز الجسر ظلم ظالم حتى يقتص منه فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ثم وفيت كل نفس فكيف اذا جمعناهم اليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب حتى يقتص للبهائم والحيوانات من بعضها البعض كما قال عليه الصلاة والسلام لتؤدن الحقوق الى اهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء التي لا قرن لها من الشاة القرناء صاحبة القرون رواه مسلم وعن ابي ذر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال يا ابا ذر هل تدري فيما تنتطحان؟ قال لا. قال لكن الله يدري وسيقضي بينهما رواه احمد وحديث صحيح وقال عليه الصلاة والسلام من كانت له مظلمة لاخيه من عرضه او شيء فليتحلله منه اليوم قبل ان لا يكون دينار ولا درهم. ان كان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته وان لم تكن له حسنات اخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه رواه البخاري حديث اتدرون ما المفلس مع ان عنده صلاة وصيام وزكاة لكن يأتي وقد شت قد شتم هذا وقذف هذا وكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار رواه مسلم قوله انا الملك انا الديان الملك بيده ملك السماوات والارض الديان الحكم الحكم الذي يجازي ويحاسب ان خيرا فخير وان شرا فشر وقوله ثم يناديهم بصوت يسمع من بعد كما يسمع من قرب هذا فعلا شيء معجز البعيد والقريب سواء في السماء يسمعه من بعد كما يسمع من قروا وبعض الخلق اقرب الى الله وهو ينادي العباد انا الملك انا الديان عظمة عظمته سبحانه العظيم بهذا نكون قد اتينا على شرح اربعين حديثا في عظمة رب العالمين وهنا تنبيهان الاول في الحديث الخامس اخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر ادم بنعمان يعني عرفة فاخرج من صلبه كل ذرية ذراها فنثرهم بين يديه كالذر الحديث هذا روي مرفوعا وموقوفا عن ابن عباس رضي الله عنهما وصححه الحاكم مرفوعا ولم يتعقبه الذهبي والالباني لكن النسائي رحمه الله ضعفه مرفوعا فقال بعد اخراجه وكلثوم هذا يعني راويه عن سعيد بن جوير عن ابن عباس ليس بالقوي وحديثه ليس بالمحفوظ ممن ضعفه ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية في جمع المسائل وابن القيم في احكام اهل الذمة ورجح الموقوف الحافظ ابن مندف الرد على الجهمية وابن كثير وقال هو اكثر واثبت. يعني الموقوف وذكره الشيخ مقبل في كتابه احاديث معلى ظاهرها الصحة اذا من العلماء من من اخذ بالحديث واثبت عالم الذر ميثاق عالم الذر ومنهم من ضعفه ماذا يكون المعنى عندهم؟ يعني معنى قوله تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم قالوا هذا الفطرة يعني فطرهم على التوحيد تأولوه بمعنى فطرهم على التوحيد وان الاخراج هذا الاخراج يعني الاخراج المعروف وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في تفسيره في هذه الاية الكريمة وجهان من التفسير معروفان عند العلماء احدهما ان معنى اخذ ذرية بني ادم من ظهورهم هو ايجاد قرن منهم بعد قرن وانشاء قوم بعد اخرين كما قال تعالى كما انشأكم من ذرية قوم اخرين وقال هو الذي جعلكم خلائف في الارض وقال ويجعلكم خلفاء الارض ونحو ذلك وعلى هذا القول فمعنى قوله واشهدهم على انفسهم ولست بربكم ان اشهادهم على انفسهم بما نصب لهم من الادلة القاطعة بانه ربهم وهذا هو دليل الفطرة الوجه الثاني يقول الشنقيطي رحمه الله ان الله اخرج جميع ذرية ادم من ظهور الاباء في صور الذر واشدهم على انفسهم بلسان مقال يعني استخرجهم استخراجا حقيقيا من من ظهور ابائهم ونثرهم سبحانه وتعالى وكلموا قبلا دون واسطة اه كما تقدم معنا في شرح الحديث كما تقدم عن شرح الحديث فقط الاشارة هنا الذين ضعفوهم العلماء ماذا قالوا في الاية ما هو عالم الذر عندهم قال ابن القيم رحمه الله وقولهم بلى شهدناه واقرارهم بانه ربهم ومن اخبر بامر عن نفسه فقد شهد به على نفسه فان قولهم بلى شهدنا معناه انت ربنا وهذا اقرار منهم بربويته لهم وجعلهم شهداء على انفسهم بما اقروا به وقول اشهدهم يقتضي انه هو الذي جعلهم شاهدين على انفسهم بانه ربهم وهذا الاشهاد مقرون باخذهم من ظهور ابائهم وهذا الاخذ المعلوم المشهود الذي لا ريب فيه هو اخذ المني من اصلاب الاباء ونزوله في ارحام الامهات الى اخر كلامه رحمه الله في احكام اهل الذمة التنبيه الثاني ان بعض الاحاديث التي مرت معنا اه فيها خلاف بين اهل العلم في صحتها مثل حديث لو ان الله عذب اهل السماوات واهل ارضه عذبهم وهو غير ظالم له بالحديث وكذلك ما السماوات السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة في ارض فلاة وكذلك حديث آآ عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله كل يوم هو في شأن من شأنه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا الى اخره وحديث يوضع الميزان يوم القيامة آآ وان الحافظ ابن رجب وصحح وقفه على سلمان رضي الله عنه طبعا سلمان رضي الله عنه يروي احيانا عن اهل الكتاب على اية حال المقصود الاشارة الى وجود اه كلام للمحدثين في صحة بعض الاحاديث لكن لم نأتي بحديث مجمع على ضعفه ما في يعني ما الحمد لله لابد ان يكون احد من اهل العلم قد صححه يعني من المعتبرين اه لكن لا لا يعني انه لا يوجد خلاف في صحة اي حديث لا هذا هذه اشارة مهمة وختاما فان مضامين هذه الدورة في شرح الاربعين حديثا فيها ان الله عز وجل هو الاول قبل كل شيء والايمان بالقدر وان الله خلقه هو الذي اوجدهم وليس انهم وجدوا من غير موجد والمواثيق التي اخذها الله على بني ادم ثلاثة ميثاق الذر وميثاق الفطرة وميثاق الكتب والرسل وكيفية التعامل مع سؤال الشيطان من خلق الله واثبات ما اثبته الله لنفسه من الصفات وانه الحي القيوم ذو الحياة الكاملة وانه يحكم في خلقه بميزان العدل وانه منع نفسه من الظلم لعباده وان كل الخلق مفتقرون اليه ولذلك يسألونه الدين والدنيا وان جميع المخلوقات داخلة تحت قهره وسلطانه وانه يطوي السماوات والاراضين بيديه وانه اذا تكلم بالامر خضعت الملائكة لقوله وان العظمة والعز والكبرياء من صفاته وان الخلق خلقه والامر امره وان نعمه على عباد عظيمة يجب ان يشكروها وان خزائنه لا تنفد اثبات البعث وتفرد الله اعطاء النعم الظاهرة والباطنة وحكم سب الدهر و استحقاقه تعالى للعبادة وسجود الشمس تحت عرشه وان عرشه اول المخلوقات واعظم المخلوقات واثقل المخلوقات وانه كالقبة على الخلق وسعة رحمة الله والتوسل الى الله في الدعاء وانه يسمع ويبصر كل شيء ولا يعلم الغيب الا هو وان السماوات اطت من عبادة الملائكة له ولا تصح الشفاعة عنده الا باذنه والميزان المحسوس الذي ينصبه يوم القيامة لوزن الاعمال والصراط الذي يمده على جهنم ونصب الكرسي لفصل القضاء والحساب بالحسنات والسيئات هذا مضمون مجمل ما مر علينا من اربعين حديثا في هذه الدورة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحيينا مؤمنين وان يتوفانا مسلمين وان يلحقنا بالصالحين ونسأله سبحانه بفضله ورحمته ان يغفر لنا وان يتوب علينا وان يجعلنا من اهل جنته بغير حساب ولا عذاب انه هو الكريم الوهاب وصلى الله وسلم على نبينا محمد