وعنا انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل قال اذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوزته منهما الجنة. يريد عينيه. رواه البخاري. وعن عطاء ابن ابي رباح قال قال لي يا ابن عباس رضي الله عنهما الا اريك امرأة من اهل الجنة؟ فقلت بلى قال هذه المرأة السوداء واتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اني يصرع واني اتكشف فادعوا الله تعالى لي قال ان شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوة الله تعالى ان يعافيك. فقالت اصبروا فقالت الن يتكشف فادعوا الله الا تكشف فدعا لها. متفق عليه. وعن ابيه ابن الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال كاني ينظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن وجهه يقول اللهم اغفر فانهم لا يعلمون. متفق عليه. فبالله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه من اهتدى بهدى اما بعد هذه الاحاديث الثلاث مما يتعلق بالصبر وتقدمت ايات كثيرة في شأن الصبر وفضله وعظم شأنه ووجوبه وتقدم الحاج كثيرا ايضا بذلك وتقدم ان الصبر ثلاثة اقسام صبر على طاعة الله وصبر عن محارم الله وصبر على المصائب كلها واجبة على المؤمن يجب عليه ان يصبر حتى يؤدي فرائض الله وعليه يصبر حتى يكف عن محارم الله وعليه ان يصبر عند المصائب من مرض او فقر او غير ذلك. ولا يجزع تغدى انت جملة من احد ومنها هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا يقول ما لعبد اذا اخذت فصبر عوضته فيما الجنة. يقول جل وعلا ان الله وعد عبد المؤمن اذا اخذ حبيبتيه يعني عينيه فصبر عوضه فيهما الجنة تقدم حديثي اخذت صفيه من الدنيا فاحتسبه ليس له جزاء الا الجنة هذا فيه حث على الصبر وان الصابرين موعودنا بالجنة والكرامة وهكذا هذه المرأة التي كانت تتكشف تصرع قالت رسول ادعو الله لي قال انش صبرتي ولك الجنة قالت اصبر هذا يدل على ان الصبر له شأن عظيم. وانه من اسباب دخول الجنة قال ادعوا الله لان لا اتكشف فدعا الله لها الا اتكشف عند يعني عند الصرع هو ما يصيب الانسان من صرعهن يسقط في بعض الاحيان يصرعه من تلبس به من الجلد قد يبتلى الناس بهذا قد يصعب فليوم مرة ومرتين او في الاسبوع او يختلف ما يقع للناس من هذا وقد يكون الصرع باسباب اخرى غير بالسجن وهو ما يقع من الامراض في الرأس مرظ في الرأس وتوقف الرأس يصرع من اجلها فاذا عولج بالكي وغيره بريئة باذن الله والحديث حديث ابي مسعود رضي الله تعالى عنه في قصة بعظ الانبياء الانبياء هم اصبر الناس واشرف الناس عليهم الصلاة والسلام. هم اصبر الناس على البلاء وهو اتقى الناس لله عليهم الصلاة والسلام في الله وصبروا وبلغوا الرسالة من ذلك نبي من الانبياء ضربه قومه فادموه فهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومه فانه لا يعلمون يعني جهال ما عرفوا نبوتي فلهذا فعلوا ما فعلوا يدعوا لهم ان الله يغفر لهم ويهديهم حتى يعرفوا الحق هذا من صبرهم الجاهل قد يفعل ما لا ينبغي يدعى له بالهداية حتى ينتبه وحتى يعرف الحق ولما قيل النبي صلى الله عليه وسلم ان دوسا قد حتت بقيت على كفرها قال اللهم اهدنا وسوأت بهم فهداهم الله واتى بهم واسلموا. فالصبر له شأن عظيم والدعاء للعدو الجاهل لعل الله يهديه والعدو الذي يحصل منه مضرة عليك الدعاء بالهداية امر مطلوب اما العدو الذي قد اذى فلا بأس ان يدعى عليه كما دعا النبي على ابي جهل وعلى عثمان بن ربيعة وغيرهم من رؤساء مكة لما اشتد اذاهم له دعا اليهم ولعناهم لشدة اذاهم وكفرهم فلا بأس يدعى على الظالمين ولا بأس يعلى الظالمون لظلمهم وكفرهم هذا لعنة الله على الظالمين. اما من لم يتعدى يدعى له بالهداية يقول اللهم اهد فلانا اللهم اهدني هذا فلان اللهم جلهم على خير كما فعل الانبياء عليهم الصلاة والسلام وفق الله عليه وسلم هي التي لما ادموه قال اللهم اغفر لقومي