من غيرهم لان الله يقول اذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا وذلك لعلمهم نعم. قوله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل محمد صلى الله عليه وسلم اقامة الصلاة تامة ظاهرا وباطنا لا تخفى عليه من احوال العباد خافية. قوله تعالى ومن يهد الله فهو المتجه ومن يضل فلن تجد لهم اولياء من دونه الايات فروت على انه منفرد بالهداية والاضلال فمن يهده فيسر وهذه الامور الثلاثة الخوف والرجاء والمحبة التي وصف الله بها هؤلاء المقربين عنده هي الاصغر المادة في كل خير فمن تمت له تمت له الامور واذا خلا القلب منها ترحلت الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد. يقول الاخ قوله تعالى حتى يلج الجمل في سم الخياط يقول فسر بعض المبتدعة الجمل بالحبل السميك هذا تفسير ورد لكنه ضعيف جدا. يقول هل تسمية البنت باسم ملاك يدخل في اقرار بقول المشركين الملائكة بنات اذا كان المقصود بتسمية البنت بالملاك ان الملائكة بنات فلا شك ان هذا كقول المشركين اما اذا كان المقصود بالملاك يعني الجمال فهذا امر مقرر في نفوس الناس ان الملائكة من اجمل خلق الله عز وجل حتى قال النسوة ما هذا بشر؟ ما ان هذا الا ملك كريم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد. فهذا هو المجلس الرابع عشر ونحن في يوم الرابع عشر من شهر رمضان يوم الاحد سنة سبع وثلاثين واربع مئة بعد الالف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وان شاء الله نأمل من الله عز وجل يبارك في وقتنا ينهي اليوم الاسراء والكاف ومريم والقراءة مع الشيخ يوسف يبدأ على بركة الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا مشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة عبدالرحمن عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى. تفسير سورة بني اسرائيل وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم. سبحان الذي اسرى بعبده الآية. ينزه تعالى نفسه ويعظمها لان له الافعال العظيمة والمنن الجسيمة التي من جملتها انه اسرى بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الذي هو اجل المساجد على الاطلاق الى المسجد الاقصى الذي هو من المساجد الفاضلة وهو محل الانبياء فاسرى به في ليلة واحدة الى مسافة بعيدة ورجع في ليلته وراه الله من اياته ما ازداد به هدى وبصيرة وثباتا وفرقانا. وهذا من اعتنائه تعالى به ولطفه حيث يسر ليسرى في جميع اموره وخوله نعما فاق بها الاولين والاخرين. وظاهر الاية ان الاسراء كان في اول الليل وانه من نفس المسجد الحرام لكن ثبت في الصحيح انه اسري به من بيت ام هانئ. فعلى هذا تكون الفضيلة في المسجد الحرام لسائر الحرم فكله ضعف فيه العبادة كتضاعفها في نفس المسجد. وان الاسراء بروحه وجسده معا والا لم يكن في ذلك اية كبرى ومنقبة عظيمة هذا هو الراجح ان المضاعفة في الصلاة في كل الحرم. كل الحرم بمئة الف هذا هو الراجح. وهو رأي شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله وشيخنا الشيخ عبد المحسن العباد وقد ذكر هذا القول الحافظ ابن حجر في الفتح نعم وقد تكاثرت الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج به من السماوات حتى وصل الى ما فوق السماوات العلى ورأى الجنة والنار والانبياء على مراتبهم وفرض عليه الصلوات خمسين ثم ما زال يراجع ربه واشارة موسى الكريم حتى صارت خمسا في الفعل وخمسين في الاجر والثواب. وحاز من المفاخر تلك الليلة هو وامته ما لا يعلم مقداره الا الله الله عز وجل وذكره هنا وفي مقام الانزال القرآني ومقام التحدي من صفة العبودية لانه نال هذا هذه المقامات الكبار بتكميله لعبودية ربي وقوله الذي باركنا حوله اي بكثرة الاشجار والانهار والخصب الدائم ومن بركته تفضيله على غيره من المسايس والمسجد الحرام من غسل المدينة وانه يطلب شد الرحل اليه للعبادة والصلاة فيه. وان الله اختصه محلا لكثير من انبيائه واصفيائه. ثم قال تعالى واتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل الآيات كثيرا ما يقرن الباري بين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوة موسى صلى الله عليه وسلم وبين كتابيهما وشريعتيهما لان كتابيهما افضل الكتب وشريعتيهما اكمل الشرائع نبوتيهما اعلى النبوات واتباعهما اكثر المؤمنين. ولهذا قال هنا واتينا موسى الكتاب الذي هو التوراة وجعلناه هدى لبني اسرائيل ابن ابيه في ظلمات الجهل الى العلم بالحق الا تتخذوا من دون وكيلا اي وقلنا لهم ذلك وانزلنا اليهم الكتاب لذلك ليعبدوا الله وحده وينيبوا اليه ويتخذون وحده وكيلا ومدبرا لهم في امر دينهم ودنياهم. ولا يتعلقوا بغيره من المخلوقين الذين لا يملكون شيئا ولا ينفعونهم بشيء كمن حملنا مع نوح ايا ذرية من منا عليهم وحملناهم مع نوح انه كان عبدا شكورا. ففيه التهوين بالثناء على نوح عليه السلام بقيامه بشكر الله واتصافه بذلك. والحث بذريته ان يقتدوا به في شكره ويتابعوه عليه. وان يتذكروا نعمة الله عليه اذا ابقاهم واستخلفهم في الارض واغرق غيرهم. وقضينا الى بني اسرائيل اي تقدمنا وعهدنا اليهم واخبرناهم في بهم انهم لابد ان يقع منهم اسناد في الارض مرتين بعمل المعاصي والبطل لنعم الله والعلو في الارض والتجبن فيها وانه اذا وقع واحدة منهما الله عليهم الاعداء وانتقم منهم وهذا تحذير لهم وانذار لعلهم يرجعون فيتذكرون فاذا جاء وعد اولاهما اي اولى المرتين اللتين يفسدون فيهما اي اذا وقع منهم ذلك الفساد بعثنا عليكم بعثا قدريا وسلطنا عليكم تسليطا كونيا جزائيا اذلنا اولي بأس شديد اي ذوي شجاعة وعدد وعدة فنصرهم الله عليكم فقتلوكم وسبقوا اولادكم ونهبوا اموالكم ثم جاسوا خلال الديار فهتكوا ودخلوا المسجد الحرام وافسدوه. وكان وعدا مفعولا لا بد من وقوعه لوجود سببه منهم واختلف المفسرون في تعيين هؤلاء المسلطين الا انهم اتفقوا على انهم قوم كفار اما من اهل العراق او الجزيرة او غيرها سلطهم الله على بني اسرائيل لما كثرت فيهم المعاصي وتركوا كثيرا من شريعتهم ثم رددنا لكم الكرة عليهم اي على هؤلاء الذين سلطوا عليكم فاجليتموهم من دياركم وامددناكم باموال وبنين اي اكثرنا ارزاقكم وكسرناكم وقويناكم عليهم وجعلناكم اكثر نفيرا اه منهم وذلك بسبب احسانكم وخضوعكم لله. ان احسنتم احسنتم لانفسكم لان النفع عائد اليكم في الدنيا كما شاهدتم من انتصاركم على اعدائكم وان اسأتم فلها. اي فلانفسكم يعود الضر كما امراكم الله من تسليط الاعداء فاذا جاء وعد الاخرتين مرة اخرى التي تفسدون فيها في الارض عليكم الاعداء كما دخلوها اول مرة والمراد بمسجد مسجد بيت المقدس وليتبروا وان يخربوا ويدمروا ما عنوا عليه تتبيرا فيخربوا بيوتكم مساجدكم وحرصكم عسى ربكم ان يرحمكم يدير لكم الكرة عليهم فرحمهم وجعل لهم الدولة ودعا لهم على المعاصي فقال وان عدتم الى الافساد في الارض عدنا الى عقوبتكم فعادوا لذلك فسلط الله عليه رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم الله به منهم. فهذا جزاء الدنيا وما عند الله من انك لاعظم واشنع ولهذا قال وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا يصنعونها ويلازمونها لا يخرجون منها ابدا وفي هذه الايات التحذير من هذه الامة من العمل بالمعاصي لان لا يصيبهم ما صابوا بني اسرائيل فسنة الله واحدة لا تبدل ولا ولا تغير ومن نظر الى تسليط الكفرة على المسلمين والظلمة عرف ان ذلك من اجل من اجل ذنوبهم وعقوبة لهم وانهم اذا قاموا وانهم اذا اقاموا كتاب الله وسنة رسوله مكن لهم في الارض واسرهم اعدائهم ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم الايات عن شغف القرآن والاخلاق فمن اهتدى بما يدعو اليه القرآن كان اكمل الناس واقومهم واهداهم في جميع الامور ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالواجبات والسنن ان لهم اجرا كبيرا اعده الله لهم في دار كرامته لا يعلم وصفهم الا هو وان الذي لا يؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذابا اليما في القرآن مشتمل مع البشارة والنذارة وذكر الاسباب التي تنال بها البشارة وهو الايمان والعمل الصالح التي تستحق النداء ترد ذلك ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا. وهذا من جهل الانسان وعجلته حيث يدعو على نفسه هذه بشرع عند الغضب يبادر بذلك الدعاء كما يبادر بالدعاء في الخير. ولكن الله من لطفه يستجيب له في الخير ولا يستجيب له في الشر ولو يعجل الله للناس اجلهم فمحونا اية الليل اجعلناه مظلما للسكون فيهم الراحة واجعلنا اية النهار مبصرة اي مضيئة لتبتغوا فضلا من ربكم في معايشكم صنائعكم وتجاراتكم واسفاركم ولتعلموا بطوال الليل والنهار واختلاف القبر عدد السنين والحساب فتبنون عليها ما تشاؤون من مصالحكم وكل شيء تفصيلا اي بينا الايات وصرفناه لتتميز الاشياء ويتبين الحق من الباطل. كما قال تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء الزمناه ضائره في عنقها الايتين وهذا اكبر عن كما هي عدله ان كل انسان يلزمه طائره في عنقه. اي ما عمل من خيره جعله الله ملازما له لا يتعداه لغيره فلا يحاسب بعمل غيره ولا يحاسب غيره بعمله. ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا فيه عمل وهذا من اعظم العدل والانصاف سب نفسك ان يعرف ما عليه من حق موجب للعقاب. وضلاله لنفسه لا يحمل احد لم احد ولا يدفع عنه والله تعالى اعدل للعادين يعذب احدا حتى تقوم عليه الحجة برسالته ثم يعاند الحجة واما من انقاذ الحجة تبلغه حجة الله تعالى فإن الله تعالى يعذب به استدل بهذه الآية على ان اهل الفترات واطفال المشركين لا يعذبه الله حتى يبعثهم رسول انه ما زرع عن الظلم واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها لايتين. يخبر تعالى انه اذا اراد ان يهلك قمة من القرى الظالمة ويستأصلها امر مترفيها امرا قدريا ففسقوا فيها واشتد طغيانهم فحق عليها القول اي كلمة العذاب التي لا مرد لها تدميرا وهؤلاء امم كثيرة ابادهم الله بالعذاب من بعد قوم نوح كعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ممن عاقبهم الله لما كثر بغيهم واشد الكفر انزل الله بهم عقابه العظيم وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا فلا يخافوا منه ظلما وانه يعاقبهم على ما عملوا من كان يريد العاجلة يخبر تعالى ان من كان يريد الدنيا العاجلة المنقضية الزائلة فعمل لها وسعى ونسي المبتدى او المنتهى ان الله يعجل له من حطامها واوداعها ما يشاء ويريده مما كتب الله له في اللوح المحفوظ ولكنه متاع غير نافع ولا دائم له ثم يجعل له في الاخرة جهنم مصلاها اي يباشر عذابها مذموما اي في هذا الخزي والفضيحة والدم من الله ومن خلقه والبعد عن رحمة الله فيجمع له بين العذاب والفضيحة ومن اراد الاخرة فرضيها واثرها على الدنيا وسعنا سعيها الذي دعت اليه الكتب السماوية والاثار النبوية فعمل بذلك على قدر امكانه وهو مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فاولئك كان سعيهم مشكورا اي مقبولا منما مدخرا لهم مجرهم وثوابهم عند ربهم. ومع هذا فلا يفوتهم من الدنيا فكن لن يمده الله منها لانه اعطاء لانه اعطاه واحسانه. وما كان عطاء ربك محظورا. اي ممنوعا من احد ما الجميع للخلق راكعون بفضله واحسانه. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعضهم في الدنيا بساعة الارزاق وقيمتها واليسر والعسر والعلم والجهل والعقل والسفه وغير ذلك التي فضل الله العباد بعضهم على بعضهم بها وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا فلا نسبة لنعيم الدنيا ولذاتها الى الاخرة وجه وجوهك فكم بين من هو في الغرف العاليات واللذات المتنوعة والسرور والخيرات والافراح ممن هو يتطلب بالجهيم ويعذب بعذاب اليم وقد حل عليه ربي الرحيم وكل من الدارين بين اهلها من التفاوت ما لا يمكن احدا عده. لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخدولا اي لا تعتقد ان احدا من المخلوقين يستحق شيئا من عبادته ولا تشرك بالله احدا منهم فان ذلك داع للذم للذم والخذلان. فالله وملائكته والرسل قد نهوا عن الشرك وذموا من عمله اشد الذم ورتبوا عليه من الاسماء المذمومة والاوصاف المقبوحة ما كان به متعاطيه اشنع الخلق وصفا واقبحهم نعتا وله من الخذلان في امر دينه ودنياه بحسب ما تركه من التعلق بربه. فمن تعلق بغيره فهو مخذول قد وكل الى من تعلق به ولا احد من الخلق ينفع احدا وكما ان من جعل مع الله اله اخر له الذنب والخذلان فمن وحده واخلص دينه لله وتعلق به دون غيره فانه محمود معان في جميع وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا الايتين لما نهى عن الشرك به امر بالتوحيد فقال وقضى ربك قضاء دين وامر اقوى امر شرعي ان ان لا تعبدوا احدا من اهل الارض والسماوات الاحياء والاموات الا اياه انه الواحد الاحد الفرد الصمد الذي له كل صفة كمال وله من تلك الصفة اعظمها على وجه لا يشبهه احد من خلقه وهو المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة الدافع لجميع النقم وخالق وازق مدبر لجميع الامور فهو المتفرد بذلك كله وغيره ليس له من ذلك شيء. ثم ذكر بعد حقه القيام بحق والديه فقال وبالوالدين احسانا ان يحسنوا اليهم جميع وجوه الاحسان القولي والفعلي لانهم انسبوا وجود العبد ولهما من محبة الولد والاحسان اليه والقرب ما يقتضي تأكد الحق وجوب البر ما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما اي اذا وصلا الى هذا السن الذي تضعف فيه قواهما ويحتاجان من لطف والاحسان ما هو معروف فلا قل لهما افنوا هذا احد مراتب الاذى نبه به على ما سواه هو المعنى لا تؤذيهما ادنى اذية ولا تنهرهما اي تزجرهما وتتكلم كلاما خشنا فقل لهما قولا كريما بلفظ يحبانه وتأدب وتلطف بكلام لين حسن يلد على قلوبهما وتطمئن به نفوس يختلف باختلاف الاحوال والعوائد والازمان. واخفض لهما جناح الذل من رحمته. تواضع لهما ذل لهما ورحمة واحتساب الاجر لا لاجل الخوف منهم او رجاءين ما لهما ونحو ذلك من المقاصد التي لا يؤجر عليها العبد. وقل ربي ارحمهما اي ادعوا لهما بالرحمة احياء وامواتا نزالا على تربيتهما اياك صغيرا ان من هذا انه كلما ازدادت التربية ازداد الحق. وكذلك من تولى تربية الانسان في دينه ودنياه وتربية صالحة غير الابوين. فانه على من رباه حق التربية ربكم اعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. اي ربكم تعالى امطع على ما كنته سرائركم من خير وشر وهو لا ينظر الى اعمالكم وابدانكم وانما ينظر الى قلوبكم ما فيها من الخير والشر ان تكونوا صالحين بان تكون ارادتكم ومقاصدكم دائرة على مرضات الله ورغبتكم فيما يقربكم انه ليس في قلوبكم ارادات مستغرة لغير الله فانه كان للاوابين اليه في جميع الاوقات غفورا. فمن اطلع الله على قلبه انه ليس فيه الا الانابة اليه ومحبته ومحبة ما يقرب اليه فانه وان جرى منه في بعض الاوقات ما هو مقتضى الطبائع البشرية فان الله يعفو عنه ويغفر له الامور والعائلات غير المستضرة وذلك الحق يتفاوت بتفاوت الاحوال والاقارب والحاجة وعدمها والازمنة والمسكين اتاه حقه من الزكاة من غيرها لتزول مسكنته وابن وابن السبيل وهو الغريب المنبطع به بلده فيعطى الجميع منقطع به عن بلده فيعطى الجميع من المال على وجه لا يضر المعطي ولا يكون لا يقف فان ذلك قد نهى الله عنه واخبر ان الودين اخوان الشياطين. لان الشيطان لا يدعو الا الى كل خصلة نميمة فيدعو الانسان الى البخل والامساك اذا في قوله عن عباد الرحمن لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. وقال هنا ولا تجعل يدك مغنونة الى عنقك. كناية عن شدة الامساك والبخل. ولا تبسطها كل البست فتنفق فيما لا ينبغي او زيادة على ما ينبغي فتقعد ان فعلت ذلك ملوما اي تنام على ما فعلت محسورا اي حاصروا ما بقي في ما في يدك من مال. وهذا الامر بايتاء ذي القربى مع القدرة والغنى فاما ادمي او تعصي نبغة حاضرة ردا جميلا فقال واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربه ترجوها الى وقت اخر ترجو فيه من الله تيسير الامر فقل لهم قولا ميسورا اي لطيفا برفق وواعد ووعد بالجميل عند سنوح عند سموح الفصل واعتذار واعتذار بعدم الامكان في الوقت الحاضر لينقلبوا عنك مطمئنة خواطرهم كما قال تعالى قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى. وهذا ايضا من لطف الله تعالى بالعباد امرهم بجوار الرحمة والرزق منه وان الانتظار ذلك عبادة. وكذلك وعدهم بالصدق الصدقة والمعروف عند التيسير عبادة حاضرة. لان الهم لان الهم بفعل الحسنة حسنة ولهذا ينبغي للانسان ان يفعل ما يقدر عليه من خير وينوي فعل ما لا لم يقدر عليه ليثاب على ذلك ولعل الله ييسر له بسبب رجائه. ثم اخبر تعالى ان الله يختار رزقا لمن يشاء من عباده ويقدره ويضيقها من شو حكمة منه انه كان من بعده خبيرا بصيرا فيجزيهم على ما يعمله ما يعلمه صالحا لهم ويدبرهم بلطفهم وكرمه ولا تقتلوا اولادكم خشية املأ غنايا وهذا من رحمته من عباده حيث كان ارحم بهم من والديهم. خوفا من الفقر والاملاق وتكفل برزق الجميع. واخبر ان ان قتلهم كان خطأ كبيرا اي من اعظم الكبائر الذنوب من اعظم كبائر الذنوب لزوال الرحمة من القلب والعقد العظيم والتجري على قتل اطفال الذي لم يدر منهم ذنب ولا معصية ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. والنهي عن قربانه ابلغ من النهي عن مجرد فعله لان يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه فان من حام حول الحمى يوشك ان يقع فيه خصوصا هذا الامر الذي في كثير من النفوس اقوى داع اليه ووصف الله زنا وقبحه بانه كان فاحشا اذ يستفحش في الشرع والعقل والفطر لتضمنه التجري على الحرمة في حق الله وحق المرض وحق اهلها وزوجها وافساد من المفاسد وقوله اي بئس السبيل سبيل من تجرأ على هذا الذنب العظيم الحق الاية وهذا شأن لكل نفس حرم الله قتلها من صغير وكبير وذكر وانثى وحر وعبد مسلم وكافر له عهد الا بالحق في النفس في النفس والزاني المحصن كاينين مفارقين الجماعة والباقي في حال بغيه اذا لم يندفع الا بالقتل ومن قتل مظلوما اي بغير حق فقد جعلنا نوليه وهو اقرب عصباته اي حجة موجبة للقصاص كالعمد كالعمد للعدوان والمكافأة فلا يسرف فلا يسرفني ولي في القتل انه كان نصيرا هذه الايات دليل على ان الحق في القتل الوليم فلم يمتص الا باذنه وان عفا سقط القصاص وان ولي المقصود يعينه الله على القتل ومن اعانه قتله ثم قال تعالى ولا تقربوا مال اليتيم الاية وهذا من لطفه ورحمته باليتيم الذي فقد والده غير عارف مصلحة نفسه ولا قائم فيها من امر اولياءه بحفظه وحفظ ماله واصلاحه والا يقربوه الى ابنته احسن من التجارة به وعدم تعنيضه للاخطاء والحرص على تنميته وذلك ممتد الى ان يبلغ اليتيم واشد اشد وذلك احسن الله اليكم اي بلوغه وعقله ورشده فاذا بلغ اشده زاته ولاية صار ولي نفسه ودفع اليهم ودفع اليهم كما قال تعالى فان انستم منهم رشدا فدفعوا اليهم اموالهم ووفوا الى العهد الذي عاهدتم الله عليه والذي الخلق عليهن العهد كان مسئولا اي مسئول عن الوفاء به وعدمه. فان وفيتم فلكم الثواب اللزين وان لم تفعلوا فعليكم اثم عظيم المستقيم ذلك خير واحسن تأويلا وهذا امر بالعدل وايفاء المكاييل والموازين بقسط من غير بخس ولا نقص ويؤخذ منه بالمعنى النهي وعن كل رش في زمن او مثمن او معقود عليه والامر بالنصح واستضيف المعاملة ذلك خير من عدمه واحسن تأويلا ان يحسن عاقبة به يسلم العبد من التبعات تنزل البركة ولا تقف ما ليس لك به علم الاية اي ولا تتبع ما ليس لك به علم بلتد. بل تثبت في كل ما تكون وتفعله فلا تظن ذلك بذهب لك ولا ولا عليك يذهب لا لك ولا عليك. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. فحقيق بالعبد الذي يعرف انه مسؤول وفعله وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته ان يعد للسؤال جوابا وذلك لا يكون الا باستماعها بعبودية الله واخلاص الدين له فيها عما اكرمه الله تعالى ولا تمش في الارض مرحا. تقول تعالى ولا تمشي في الارض مرحا اي كبرا وتيها وبطرا متكبرا على الحق وانت عاظما على الخلق انك في فعلك ذلك لن تخلق الارض ولن تبلغ الجبال طولا في تكبرك بل تكون حقيرا عند الله ومحتقرا عند الخلق عقوبا موقوتا حتى قد اكتسبت قد اكتسبت شر الاخلاق واكتسيت بارذلها من غير ادراك لبعض ما تروم. كل ذلك المذكور الذي نهى الله عنه فيما تقدم من قوله لا تجعل مع الله وما عطف على ذلك كان سيئه عند ربك مكروها اي كل ذلك يسوء العميق ويضرهم الله تعالى اكرهه ويأبى. ذلك الذي بيناه وضحناه ان هذه الاحكام اوحى اليك ربك من حكمة فان الحكمة والنهي عن اراضي الاخلاق واسوء الاعمال وهذه الاعمال المذكورة في هذه الايات من الحكمة العالية التي رب العالمين لسيد المرسلين في اشرف الكتب ليأمر بها افضل الامم فهي من الحكمة التي من اوتيها فقد اوتيها خيرا كثيرا ثم ختمها بنهي عبادة غير الله ما افتتحا بذلك فقال ولا تجعل مع الله يها اخر فتلقى في جهنم اي خالدا مخلدا فانه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وما هما طب بارك الله فيك القراءة مع الشيخ علي السلام اه كلمة مكروهة في لفظ واصطلاح الشارع يأتي بمعنى المحرم. منه قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كره لكم قيل وقال وبمعنى التحريم. وهنا كل كان سيئه عند ربك مكروها يعني محرما. نعم قال رحمه الله تعالى تفسير قول الله تعالى افاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما وهذا انكار شديد على من زعم ان الله اتخذ من خلقه بناته فقال ربكم بالبنين اي اختار لكم الصفة والقسم الكامل واتخذ لنفسه من ملائكة حيث زعموا ان الملائكة بنات الله انكم لتقولون قولا عظيما في اعظم اجراءات على الله حيث نسبتم له الولد المتضمن لحاجته واستغناء بعض المخلوقات عنه حكموا له باردأ القسمين وهن الاناث وهو الذي خلقكم واصطفاكم بالذكور فتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. قوله تعالى ولقد صرفنا في هذا القرآن ليتذكر وما يزيدهم الا نفر الايات فرط على ننصره لعباده في هذا القرآن من نوع الاحكام والضحى واكثر من الادلة والبراهين على ما دعا اليه ووعظ وذكر لاجل ان يتذكر ما ينفعهم فيسبوك وما يضرهم فيدعو. ولكن ابا اكثر الناس الا نفورا عن ايات الله لبغضهم الحق ومحبتهم ما كانوا عليه من الباطل حتى تعسروا ولباطنهم ولم يعيروا ايات الله ولم يعيروا ايات الله لهم سمعا ولا القوا لها بالا. ومن اعظم ما صرف الله صرف فيه من فيه والادلة ومن اعظم ما صرف فيه ايات والادلة التوحيد الذي هو اصل الاصول فامر به ونهى عن ضده واقام عليه الحجز العقلية والنقلية شيئا كبيرا بحيث ان من اصغى الى بعضها لا تدع في قلبه شكا ولا ريب ومن ادلة على ذلك هذا دليل عقلي الذي ذكر هنا فقال قل للمشركين الذين يجعلون مع الله الها اخر لو كان واليات كما يقولون اي على موجب زعمهم وافتراءهم سبيلا الى الله بعبادته والانابة اليه والتقرب بابتغال الوسيلة فكيف يجعل العبد الفقير الذي يرى شدة افتقاره لعبودية ربه الى اهم مع الله. هل هذا الا من اظلم الظلم واسفله فعلى هذا المعنى تكون هذه في قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهما اقرب كقوله تعالى ويوم يحشرون ما يعبدون من دون الله فيقول اانتم اضللتم عبادي هؤلاء امهم ضل السابعين قالوا كما كان ينبغي لنا ان نتخذ من دونك من اولياء. ويحتمل ان المعنى في قوله قل لو كان معه اله كما يقولون اذا طلبوا السبيل وسعيوا في مغالبة الله تعالى فاما ان يعلو عليه فيكون من على قهره والرب الامام فان فاما وقد علموا انهم يقرون ان الهتهم التي يدعون من مقورة مغلوبة ليس لها من الامر شيء قوله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. سبحانه وتعالى تقدس وتنزه وعلت اوصافه عما يقولون من الشرك به واتخاذ الانداد معه علوا كبيرا فعلى قدره واعظم واجلت كبريائه التي لا تقادر ان يكون معه الهة. فقد ضل من قال ذلك ضلالا بينما ظلم ظلما كبيرا ولقد تضاءلت لعظمته المخلوقات العظيمة وصبرت لدى كبرياء السماوات السبع وما فيهن والاراضون السبع وما فيهن والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات وطيات بيمينه وافتقر اليه العالم العلوي والسفلي فقرا ذاتيا لا يفك عن احد منهم في وقت من الاوقات هذا الفخر بجميع وجوهه فقر من جهة الخلق والرزق والتدبير فهقر من جهة الاضطرار الى ان يكون معبوده ومحفوظه الذي اليه يتقربون اليه في كل حال يفزعون. ولهذا قال تسبح له السماوات يعرض في نوع من شيء من حيوان ناطق او غيره ناطقا من الجهل ونبات وجامد وحي وميت الا يسبح بحمده باللسان الحالي واللسان المقال ولكن لا تفقهون تسبيحهم وتسبيح باقي المخلوقات على غير لغتكم بل يحيط بها علام الغيوب. انه كان حليما غفورا حيث لم يعادل عقوبته من قال فيه قولا تكاد السماوات والارض تنفطر منه وتخر له ولكنه امهلهم وانعم عليهم وعافاهم ورزقهم ودعاهم الى بابه ليتوبوا من هذا الذنب العظيم. ليعطيهم الثواب الجزيل ويغفر لهم ذنبهم لولا حلمه حلمه ومغفرته لسقطت السماوات والارض ولما ترك على ظهرها من دابة. فقر الاشياء الى ربها اذا اردت ان تعرف مدى شدة افتقار الشيء الى ربها تأمل الى اي شيء يصنعه الانسان. مثلا انسان يصنع بيت هذا البيت كم يحتاج الى هذا الانسان في كل سنة يحتاج الى هذا الانسان تنظيفا وترتيبا وصيانة وهو الى اخره. انسان صنع السيارة كم هذه السيارة بحاجة الانسان في كل دقيقة في كل لحظة في كل شيء يحتاج الى هذا مثال تقريبي والا فحاجة العبد الى ربه اشد من من حاجة العبد الى النفس والهواء. نعم. قوله تعالى واذا قرأت القرآن اجعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا لا تعالى عن عقوبته المكذبين بالحق الذين ضدوا هو اعرضوا عنه انه يحول بينهم وبين الايمان فقال واذا قرأت القرآن الذي فيه الوعظ والتذكير والهدى والايمان والخير والعلم جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا يسترهم عن فهمه حقيقة وعن التحقق بحقائق وانقياد الى ما يدعو اليه من الخير وجعلنا على قلوبهم وغشية لا يفقهون معها القرآن بل يسمعونه سماعا تقوم به عليهم الحجة. وفي اذانهم عن سماعه واذا ذكرت ربك في القرآن وحده داعيا لتوحيده عن الشرك به ولوا على ادبارهم من شدة بغضهم له ومحبتهم لما هم عليه من باطل كما قال تعالى ويذكر الله وحده اشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة اذا ذكر من دونه اذا هم يستبشرون. نحن اعلم بما يستمعون به انما منعناهم من الانتفاع عند سماع القرآن لاننا نعلم ان مقاصدهم سيئة دون ان يعثروا على اقل شيء ليقدحوا به وليس استماعهم لاجل الاستشهاد وقبول الحق وانما هو معتاد. وانما هم معتمدون على عدم اتباعه. ومن كان بهذه الحالة في لم يفيده الاستماع شيئا ولهذا قال اذ يستمعون اليك واذ هم نجواء متناجين اذ يقول الظالمون في مناجاتهم ان تتبعون الا رجلا مسحورا. فاذا كانت مناجاتهم الظالمة فيما بينهم وقد بنوها على انه مسحور فهم تعزمون انهم غير معتبرين لما قال وانه يهدي لا يدري ما يقول قال تعالى انظر متعجبا كيف ضربوا لك الامثال التي هي اضل الامثال وابعدها عن الصواب فظلوا عدل ذلك او فصارت سببا لضلالهم لانهم بنوا عليها المبني على فاسد افسدوا منه فلا يهتدون سبيلا لا يهتدون ان يهتداء. فنصيبهم الضلال المحض والظلم والصرف. هنا مسحورا استدل بهذه الاية المعتزلة على نفي السحر الذي وقع على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا ليس فيه دلالة اولا لان كلمة مسحورا هنا هي من مقال المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم في انه لا يدري ماذا يقول. واما السحر الذي اصيب النبي صلى الله عليه وسلم فهو سحر يصاب كما قال الله عز وجل آآ يريد به التفريق بين المرء وزوجه وما هم بضارين اذا به من احد الا باذن الله. ثم النبي صلى الله عليه وسلم سماه المشركون ساحرا. ولذلك قال بعض العلماء بمعنى ساحرا واسم المفعول يأتي بمعنى اسم الفاعل وان كان نادرا. نعم. قوله تعالى وقال واذا كنا ورفاة ائنا لمبعثون خلقا جديدا ولا تعالى عن قول المنكرين البعث وتكليفه واستبعادهم بقولهم اذا كنا عظاما ورفاة اجسادا باليتنا انا لمبعوثون خلقا لا يكون ذلك وهو محال بزعمهم فجهلوا اشد الجهل حيث كذبوا الرسل الله وجحدوا ايات الله وقاسوا قدرة الخالق السماوات والارض بقدرهم الضعيفة فلما رأوا ان هذا ممتنع عليهم لا يقدرون عليه جعلوا قدرة الله كذلك. فسبحان من جعل خلقا من خلقه يزعمون انهم اولى العقول والالباء للعقول والالباب فمن مثالا في جهل في جهل في جهل اظهر الاشياء واجلاها واوضحها يا براهين واعلاها. ليري عباده انه ما ثم الا توفيق واعانته او الهلاك والضلال. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. ولهذا امر رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول هؤلاء استبعادا قل كونوا حجارة او حديدا وخلقا مما يكبر ان يعظم في صدوركم لتسلموا بذلك على زعمكم ان تنالكم قدرة الله او تنفذ فيكم مشيئته فانكم غير عن معجزين الله في اي حالة تكونون على اي وصف تتحولون وليس لكم في انفسكم تدمير في حالة الحياة وبعد دعوا التدبير والتصريف لمن هو على كل شيء قدير وبكل شيء محيط. فسيقولون حين تقيم عليهم الحجة بالبعث من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة كما فطركم ولم تكونوا شيئا مذكورا فانه سيعيدكم خلقا جديدا كما بدأنا اول خلق نعيده. فسينغضون اليك رؤوسهم يهزون اكيارا وتعجبا مما قلت ويقولون متى هو متى وقت البعث الذي تزعمه على قولك لا اقرارا منهم لا يصف البعث بل ذلك سفه منهم وتعديل قل عسى ان يكون قريبا فليس تعيين وقته فائدة وانما الفائدة والمدار على تقريره والاقرار به واثباته والا فكل ما هو ات فهو فانه قريب. يوم يدعوكم للبعث والنشور وينفخ الصور وفيها ان الله اذا اراد هلاك امة تضاعف جرمها وعظم وكبر في حق عليها القول من الله فيوقع بها العقاب كما هي سنة اذا اخرجوا رسلهم بهذه الاية استدل بها بعض العلماء على ان العلماء وطلاب العلم الاثام منهم ليست كالاثام وينفع بالصور فتستجيبون بحمده تنقادون لامره ولا تستعصون عليه وقوله بحمده اي هو المحمود تعالى على فهمه. هو المحمود تعالى على فعله ويجزي به العبادة اذا جمعهم ليوم التنادي وتظنون ان لبستم الا قليلا من سرعتي وقوعه وان الذي مر عليكم من النعيم كانه ما وهذا الذي يقول عنه المكرون متى ويندمون غاية الندم عند وروده ويقال لهم هذا الذي كنتم فيه تكذبون. قوله تعالى وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ولايات عذاب عباده حيث امرهم باحسن الاخلاق والاعمال واقوال موجبات للسعادة في الدنيا والاخرة فقال وقل لعبادي وقولوا التي وهذا امر بكل كلام يقرب الى الله تعالى من قراءة وذكر وعلم وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتب منازلهم وانه اذا دار الامر بين وبين حسنين فانه يؤمر بايثار احسانهما ان لم يكن الجمع بينهما والقول الحسن داع لكل خلق خلق جميل وعمل صالح فان من لسانه ملك جميع امره وقوله ان الشيطان ينزغ بينهم يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم فجواؤ هذا الا يطيعوا في غير الحسنة التي يدعوهم اليها وان يلينوا فيما بينهم لان قمع الشيطان الذي ينزغ بينهم فانه عدوهم الحقيقي الذي ينبغي لهم ان يحاربوه فانه يدعوهم ليكونوا من اصحاب السعير واما اخوانهم فانهم وان نزغ الشيطان فيما بينهم وسعى في العداوة فان الحزم كل الحزم السعي في ضد عدوهم وان يقمعوا في انفسهم بالسوء التي يدخل الشيطان من قبلها وبذلك يطيعون ربهم ويستقيم امرهم ويهدون ويهدون لرشدهم ربكم اعلم بكم من انفسكم ولذلك لا يريد لكم الا ما هو الخير ولا يأمركم الا ما فيه مصلحة لكم وقد تريدون شيئا الخير في عكسه ان يشاء او ان يشأ يعذبكم يوفق من شاء لاسباب الرحمة ويخذل من شاء فيضل عنها فيستحق العذاب ما ارسلناك عليهم وكيلا تدبروا امرهم وتقوموا بمجازاتهم وان والله الوكيل وانت مبلغ هاد الى الصراط المستقيم. وربك اعلم بما في السماوات والارض من جميع اصناف الخلائق فيعطي كلا منهما يستحق وتقضي حكمته ويفضل بعضهم على بعض جميع الخصالة الحسية والمعلومية كما فضل بعض النبيين المشتركين بوحيه على بعض ذي الفضائل والخصائص الراجعة الى ما من به عليهم. من الاوصاف الممدوحة والاخلاق المرضية والاعمال الصالحة وكثرة الاتباع ونزول الكتب على بعضهم والمشتملة على الاحكام الشرعية والعقائد المرضية كما انزل على داوود زبورا وهو الكتاب المعروف. فاذا كان تعالى قد بعضهم على بعض واتى بعضهم كتبا فلم ينكر فلم ينكر المكذبون بمحمد صلى الله عليه وسلم انزله عليه وما فضله به من النبوة والكتاب قوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويل الايتين. يقول تعالى قل للمشركين بالله الذين اتخذوا من دونه انداد يعبدونه كما يعبدون الله ويدعونهم كما يدعونه ملزما لهم بتصحيح ما زعموه واعتقدوه ان كانوا صادقين ادعوا الذين زعمتم الهة من دون الله فانظروا هل ينفعونكم ويدفعون عنكم الضر فانهم لا يملكون وانا كشف الضر عنكم من مرض وفقنا ومن شدة ونحو ذلك فلا يدفعونه بالكلية ولا يملكون ايضا تحويلهم من شخص الى اخر. ومن شدة الى ما دونها فاذا كانوا بهذه الصفة على اي شيء تدعونه من دون الله فانهم لا كمال لهم ولا فعالة نافعة فاتخاذهم نقص في الدين والعقل وسفه في الرأي. ومن العجب ان السفه عند الاعتياد الممارسة وتلقيه عن الاباء الضالين بالقبول يراه صاحبه والرأي السديد والعقل المفيد ويرى اخلاص الدين لله الواحد الاحد الكامل المنعم بجميع النعم الظاهرة والباطنة والامر متعجب كما قال المشركون اجعلوا الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. ثم اخبر ايضا ان الذين يعبدونهم من دون الله في شغل شاغل عنهم باهتمامهم الافتقار الى الله تعالى وابتغاء الوسيلة اليه فقال اولئك الذين يدعون من الانبياء والصالحين والملائكة يبتغون الى ربهم وسيلته يتنافسون في القرب من ربهم ويبذلون كما يقدرون عليه من اعمال الصالحة المقربة الى الله تعالى والى رحمته ويخافون عذابه فيجتنبون كل ما يوصل العذاب ان عذاب ربه كان محظورا هو الذي ينبغي شدة الحذر منه والتوقي من اسباب انو الخيرات احاطت به الشرور وعلامة المحبة ما ذكره الله ان يجتهد العبد في كل عمل يقربه الى الله وينافس في قربه باخلاص الاعمال كلها لله والنصح بها طيب باكمل وجه اكمل الوجوه المقدور عليها فمن زعم انه يحب الله بغير ذلك فهو كاذب. وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة ومعلموها عذابا شديدا لا يهيما من قد يأتي من القرآن المكذبة رسل الله لابد ان يصيبهم ولكن قبل يوم القيامة وعذاب المشركين كتاب كتبه الله وقضاء ابرمه لابد منه فليبادر المكذبون بالانابة الى الله وتصديق رسله قبل ان تتم عليهم كلمة العذاب ويحق عليهم القول. وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذابها ونون الايات. اذكروا تعالى رحمته بعدم انزال الايات التي يقترح بها المكذبون انه ما منعه ان يرسلها الا خوفا من تكذيبهم لها فاذا كذبوا بها اعجلهم العقاب واحل بهم من غير تأخير كما فعل بالاولين الذين كذبوا بها ومن اعظم الايات اياته التي ارسلها الله الى ثمود وهي الناقة العظيمة الباهرة التي كانت تصدر عنها جميع القبيلة باجمعها ومع ذلك كذبوا بها فاصابهم ما قص الله علينا في كتابه. وهؤلاء كذلك لو جاءتهم الايات الكبار لم يؤمنوا فانه ما منعهم من الايمان خفاء ما جاء به صلى الله عليه وسلم اشتباه على هل هو حق ام باطل؟ فانه قد جاء بمن البراهين الكثيرة ما دل على صحة ما جاء به الموجب بالهداية من طلب الهداية فغيروا مثلها فلابد ان يسلكوا بها من سلكوا بغيرها فتركوا انزالها والحالة هذه خير لهم وافعى. وقوله وما نوصي الولاية الا تخويفا لم يكن القصد بها ان تكون داعية وموجبة ما الذي لا يحصل الا بهذا المقصود من التخويف والترهيب ليرتدعوا عما هم عليه. يعني لم يذكر الله في سورة الاسراء من الكفار الا يا قوم ثمود يعني هذا شيء عجيب. ذلك لانهم كانوا في رقي لم يبقى لهم الا التوحيد فكانوا الى مقام المقام العالي يستحقون بذلك رحمة الله لكنهم ابوا. واما الكفار الاخرون عندهم من غير الكفر والشرك اعمالا كثيرة لم يذكرهم الله تعالى في سورة الاسراء. نعم. قوله تعالى واذ لك ان ربك احاط بالناس علما وقدرة فليس لهم ملجأ يلجأون اليه ولا ملاذ يلوذون به عنه وهذا كاف لمن له عقل في الانكفاف عما يكرهه الله تعالى الذي وبالناس وما جعلنا الرؤيا التي رأيناها اكثر المفسرين على انها ليلة الاسراء. والشجرة الملعونة التي ذكرت في القارئ القرآن وهي شجرة الزقوم التي تنبت في اصل الجحيم والمعنى اذا كان هذا للامران قد صارا فتنة للناس حتى استلج الكفار بكفرهم وازداد شرهما وبعضهم من كان مكان ايمانه ضعيفا رجع عنه بسبب ان ما به من الامور التي كانت ليلة الاسراء ومن الاسراء من المسجد الحرام للمسجد الاقصى كان خارقا للعادة. والاخبار بوجود شجرة تنبت في اصل الجحيم اعظم من الخوارج فهذا الذي اوجب التكبير فكيف لو شاهدوا الايات العظيمة والخوارق الجسيمة ليس ذلك اولى ان يزداد بسببه شرهم. فلذلك رحمهم الله وصرفها عنه ومن هنا تعلم ومن هنا نعلم وان عدم التصريح بالكتاب والسنة بذكر الامور العظيمة التي حدثت في الازمنة المتأخرة اولى واحسن لان الامور التي لم يشاهدها لان الامور التي لم يشاهد الناس نظيرا وربما لا تقبلها عقولهم لو اخبروا بها قبل وقوعها فيكون ذلك ريبا في قلوب بعض المؤمنين ومانعا يمنع من لم يدخل الاسلام منفرا عنه بل بل ذكر الله الفاظا عامة تتناول جميع ما يكون والله اعلم. ونخوفهم بالايات فما يزيدهم التخويف الا طغيانا كبيرا هذا ابلغ ما يكون بالتحلي بالشر ومحبته وبعض الخير وبغض الخير وعدم الانقياد له. واذ قلنا لك ان قلنا للملائكة تسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس الايات. يربى تبارك وتعالى عباده على شدة عداوة الشيطان وحرصه على رضوانهم انه لما خلق الله هذا ما استكبر عن السجود له وقال متكبر راشد لما خلق طينا اي من طين وبزعمه انه خير منه. لانه خلق من نار وقد تقدم فساد هذا القياس الباطل من عدة اوجه. فلما تبين لابليس تفضيل الله ادم قال مخاطبا لله ارأيت ارأيتك هذا الذي كرمت علي ليه نخرتني الى يوم القيامة لاعتنك ان ذريته لاستغفننه بالاضلال ولاغوينهم الا قليلا من عرف الخبيث انه لابد ان يكون من منهم من يعاديه ويعصيه. فقال الله له اذهب فما تبعك منه وما اختارك على ربه ووليه الحق فان جهنم جزاؤكم جزاء مغفرا مدخرا لكم مغفرا جزاء اعمالكم ثم مروت على ان يفعل كل ما يقدر عليهم اظلالهم فقالوا استجيبوا بما استطعت منهم بصوتك ويدخل فيك هذا كل داع الى معصيتي واجلب عليهم بخيرك ورجلك ويدخل فيه كل راكب وماشي بمعصية الله فهو من خير الشيطان ورجله. والمقصود ان الله ابتلى العباد بهذا العدو المبين الداعي لهم بلا معصية الله باقوال وافعال وشاركوا في الاموال والاولاد وذلك شمل كل معصية تعلقت باموالهم واولادهم ممنع الزكاة وكفارات والحقوق الواجبة وعدم تدريب الاولاد وتربيتهم على الخير وترك الشر. واخذ الاموال بغير حقها بغير حقها واستعمال المكاسب الرديئة بل ذكر كثير من المؤثرين انه يدخل فيهم مشاركة في مشاركة الشيطان في الاموال والاولاد ترك التسمية عند الطعام والشراب وانه اذا لم يسم الله في ذلك شارك فيه الشيطان كما ورد فيه الحديث الاوعاد المزخرفة التي لا حقيقة لها ولهذا قال ويعدهم عليها الاجر لانهم يظنون انهم على الحق يقال تعالى الشيطان يعيدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء. والله يعدكم مغفرة منه وفضلا. ولما اخبر عما يريد الشيطان ان يفعل بالعباد ذكر ما يعتصم به من فتنته الله الايمان والتوكل فقال ان عبادي ليس لك عليهم سلطان تسلط وايضا بل الله يدفع عنهم بالقيام بعبوديته كل شر ويحفظه من الشيطان الرجيم ويقوم كفايتهم وكفى بربك وكيلا لمن توكل عليه وادى ما امر به. قوله تعالى ربكم الذي ينزل لكم الفلك في والسفن والمراكب والهمهم كيفية صنعتها وسخر لهم لها البحار بحر الملتطمة يحمله على ظهره لينتفع لينتفع العباد بها في الركوب والحمدلله الامتعة والتجارة هذا من رحمة بعباده انه لم يزل بهم رحيما ورؤوفا يؤتيهم يؤتيهم من كل ما تعلقت به ارادتهم ومنافعهم. ومن رحمته الدالة على انه وحده معبود دون ما سواه انه اذا مسهم ضر في البحر فخافوا من اهل ذلك تراكم لما تضل عنهم ما كانوا يدعون من دون الله في حالة الرخاء من الاحياء والاموات فكأنهم لم يكونوا يدعونهم في وقت من الاوقات لعلمهم انهم ضعفاء عاجزون عن الكشف والصرخ بدعوة بدعوة فاطري السماوات فاطر الارض والسماوات الذي تستغيث به الذي تستغيث به في شدائدها جميع المخلوقات واخلصوا له الدعاء والتضرع في هذه الحالة فلما كشف الله عنهم الضر ونجاهم الى البر ونسوا ما كانوا يدعون اليه من قبل واشركوا به ممن لا ولا يضر ولا يعطي ولا يمنع واعرضوا عن اخلاص ربهم ومليكهم. وهذا من جهل الانسان وكفره فان الانسان كفور النعم الا من هدى الله فمن عليه بالعقل السليم واهتدى الى الصراط المستقيم فانه يعلم ان الذي يكشف الشدائد وينجي من الاهوال هو الذي يستحق ان يفرد وتخلص له سائر الاعمال في الشدة والرخاء واليسر والعسر. واما من خذل وكل الى عقله انه لم يلحظ وقت الشدة الا مصلحته الحاضرة وان جاءه في كل تلك الحال فلما حصلت له النجاة وزالت عنه المشقة ظن بجهله انه قد اعجز وهو لم يخطر بقلبه شيء من العواقب الدنيوية فضلا عن نمور الاخرة. ولهذا ذكرهم الله تعالى بقوله افأمتم ان يقصد بكم جانب البرد او يرسل عليكم حاصبا فهو على كل شيء قدر شاء انزل عليكم عذاب اسفل منكم الخسية ومن فضلكم بالحاصب والعذاب الذي يحسبهم فيصبحوا هالكين فلا تظنوا ان الهلاك لا يكون الا في البحر وان ظننتم ذلك فانتم امنون من ان يعيدكم في البحر تارة اخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح ريح شديدة جدا تقصف ما انتم عليه فيغرقكم اذا كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبعا. اي تبعة ومطالبة فان الله لا يظلمكم مثقال ذرة. قوله تعالى ولقد كرمنا بني ادم وحملناه في البر والبحر الاية وهذا من كرم عليهم واحسانه الذي لا يقادر قدره بني ادم جميع وجوه الكرام يتكرمون بالعلم والعقل وارسال الرسل وانزال كثير وجعل منهم اولياء الصفاء الاصفياء وانعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة وحملناهم في البر على الركاب من الابل والبغال والحمير والمراكب البلية والبحر في السفن والمراكب ورزقناهم من الطيبات من المآكل ومن شر الملابس والمناكير قيم تتعلق به حوائجهم الا وقد اكرمهم الله به ويسره لهم غاية التيسير. وفضلناهم على كثير مما تفضيلا بما خصهم به من المناقب وفضلهم به من الفضائل التي ليست لغيرهم من انواع المخلوقات فلا يقومون بشكره من اولى النعم. افلا يقومون بشكر من لولا النعم ونعم ودفع النقم ولا تحجب ولا تحجبهم النعم عنه ولا تحجبهم النعم عن المنعم فيشتغلوا بها عن عبادة ربهم بل ربما استعانوا بها على معاصيه. يوم ندعو كل اناس بامامهم فمن اوتي كتابه بيمينه الايات. يخبر تعالى عن حال الخلق يوم القيامة وانه يدعو كل اناس معي امامهم وهادي من الرشد وهم الرسل ونواب ومتاع فتعرض كل امة ويحضرها رسولهم الذي دعاهم وتعرض اعمالهم على الكتاب الذي يدعو اليه الرسول هل هي موافقة له ام لا؟ فينقسمون بهذا الى قسمين فمن اوتي كتابه بيمينه لكونه اتبع امامه الهادي الى صراط مستقيم واهتدى بكتابه فكثرت حسناته وقلت سيئاته اولئك يقرؤون كتابهم قراءة سرور وبهجة على ما يرون فيها مما يفرحهم ويسرهم ولا يظلمون من الحسنات ومن كان في هذه الدنيا اعمى عن الحق فلم يقبله ولم ينقد له بل اتبع الضلالة فهو في الاخرة اعمال من سلوك طريق الجنة كما لم يشركوا في الدنيا واضل سبيلا فان الجزاء من جنس العمل وكما تدين وفي هذه الاية دليل على ان كل امة تدعى الى دينها وكتابها وهل عملت به ام لا؟ وانهم لا يؤاخذون بشرع نبي لم يؤمروا باتباعه وان الله لا يعذب احدا الا بعد بقي من حجة عليه مخالفته الى وان اهل الخير يعطون كتابهم بايمانهم. ويحصل لهم من الفرح والسرور شيء عظيم وان اهل الشر بعكس ذلك وانهم لا يقدرون على قراءة كتبه من شدة غمهم وحزنهم وثبورهم. قوله تعالى وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك لتفتري غيره الايات. اذكروا تعالى من اتى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم حفظه ومن اعدائهم حريصون على فتنته بكل طريق فقال وان كادوا لا يفتنونك على الذي اوحينا اليك لتبتلي علينا غيره لقد كادوا لك امرا لم يدركوه وتحينوا لك على ان تتري على الله غير الذي انزلنا اليك فتهديها بما يوافق ما انزل الله اليك واذا لو فعلت ما يهوى لاتخذوك خليلا حبيبا صفي حبيبا صفيا اعز عليه من احبابه. اللي ما جبلك الله عليهم من مكارم الاخلاق ومحاسن الاداب المحببة للقريب والبعيد وصديقي والعدو ولكن ولكني تعلم انهم لم يعادوك ويعبدوك الا العداوة وينابذوك العداوة الا للحق الذي جئت به لا لذاتك كما قال تعالى. قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون. فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون ومع هذا لولا انسبناك على الحق وامتننا عليك بعدم الاجابة لداعيين لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا من كثرة معالجتهم ومحبتك لهدايتهم اذا اليهم بما يهوون لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات لا اصبناك بعذاب مضاعف في الدنيا والاخرة. وذلك لكمال نعمة الله عليك وكمال معرفتك ثم لا تجدك علينا نصيرا ينقذك مما يحل بك من العذاب ولكن الله تعالى عصمك من اسباب الشر ومن الشر فثبتك وهداك الصراط المستقيم ولم تركن اليهم بوجه من الوجوه فله عليك اتم النعمة وابلغ منحة. وان كادوا ليستفزونك من ارض ان يخرجوك منها اي من بغضهم لمقامك بين ظهرهم وقد كادوا ان يخرجون من الارض ويدلوك عنها ولو فعلوا ذلك لم يلبثوا بعدك بها الا قليل حتى تهل بهم تحل بهم عقوبته كما هي سنة الله التي لا تحول ولا تبدل ولا تبدل في جميع الامم كل امة كذبت رسولها واخرجته عاجلها الله تعالى بالعقوبة ولما مكر به الذين كفروا واخرجوا ولم يلبسوا الا قليلا حتى قال الله بهم ببدر وقتل مددهم وفض بيضتهم فله الحمد وفي هذه الاية دليل على شدة ابتغاء العبد الى تثبيت الله اياه وانه ينبغي له ان لا يزال متملقا لربه ان يثبته على الايمان ساعيا في كل سبب موصل الى ذلك. لان النبي صلى الله عليه وسلم هو اكمل الخلق قال الله تعالى له ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركا والهم شيئا قليلا فكيف بغيره؟ وفيها تذكير الله تعالى للرسول منته عليه وعصمته من الشهر فدل ذلك على ان الله يحب من عباده ان يتفطن لانعامه عليه ينبغي عند وجود اسباب الشر بالعصمة منه والثبات على الايمان. وفيها انه بحسب علو مرتبة العبد وتواتر النعم عليه من من الله اسمه ويتضاعف جرمه اذا فعل ما يلام عليه لان الله ذكر رسوله لو فعل وحاشاه من ذلك بقوله اذا لا ذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا يقاتل لدلوك الشمس ميلانها الى الافق الغربي بعد الزوال فيدخل في ذلك صلاة الظهر والعصر الى غسق الليل اي ظلمته. فدخل في ذلك صلاة المغرب وصلاة العشاء وقرآن الفجر الفيديو سميت قرآن لمشروعيته طالت القرآن فيها اطول من غيرها والفضل ولفضل القراءة حيث يشهدها الله والملائكة الليل وملائكة النهار في هذه الاية ذكر ذكر الاوقات الخمسة للصلوات المكتوبات وان الصلوات الموقعة فيها فرائض لتخصيصها بالامر. وفيها ان وقت شرط لصحة الصلاة وانه سبب لوجوبها لان الله امر باقامتها لهذه الاوقات وان الظهر والعصر يجمعان والمغرب والعشاء كذلك للعذر لان الله جمع وقته وقتهما جميعا فضيلة صلاة الفجر وفضيلة اطالة القراءة فيها وان القراءة فيها ركن لان العبادة هي سميت ببعض اجزائها دل على فريضة ذلك. وقوله من الليل فتهجد به يصلي به في سائر اوقاته نافلة لك لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو القدر ورفع ورفع الدرجات بخلاف غيرك فانها تكون كفارة لسيئات ويحتمل ان يكون المعنى ان الصلوات الخمس فرض عليك وعلى المؤمنين بخلاف صلاة الليل. فانها فرض عليك بالخصوص لكرامتك على الله ان جعل وظيفتك اكثر من غيرك وليكثر ثوابك وهو تنال بذلك المقام المحمود وهو المقام الذي يحمده فيه الاولون والاخر والمقام الشفاعة العظمى حين يستشفع الخلائق بادم ثم نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى وكل من يعتذر ويتأخرون طبعا حتى يستشفعوا بسيد ولد ادم ان يرحمهم الله من هم الموقف واذكر به فيشفع عند ربه فيشفع ويقيم مقاما يربطه به الاول والاخرون وتكون لهم منة على جميع الخلق. وقوله قل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق ويجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك وعلى مرضاتك ذلك لتضمنها الاخلاص وموافقته الامر. واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا اي حجة ظاهرة وبرهانا قاطعنا على جميع ما اتيه وما اذره وهذا على حالة ينزلها الله العبد ان تكون احواله كلها خيرا ومقربة له الى ربه. وان يكون له على كل حالة من احواله دليل الله وذلك متضمن العلم النافع والعمل الصالح وللعلم بالمسائل والدلائل. وقوله وقل جاء الحق وزهق الباطل والحق هو ما اوحاه الله الى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فأمره الله ان يقول ويعلن قد جاء الحق الذي لا يقوم له شيء وزهق الباطل ان يضمحل وتلاشأن ان الباطل كان زوقا لهذا وصف وصف الباطل ولكنه قد يكون له صولة وروضان اذا لم يقابله الحق فعند مجيء الحق ينحل الباطل فلا يبقى له حراك ولهذا لا يروج الباطل الا لا في الازمان والامكانات الخالية من العلم بايات الله وبيناته. وقوله ونزل بالقرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وليس ذلك لكل احد وانما ذلك المؤمنين به المصدقين العالمين به. واما الظالمون بعدم التصديق به او عدم العمل به فلا تزيدوا ما يأتوا الا تقوم عليهم الحجة والشقاء اليه تضمنه القرآن عام والشفاء الذي تضمنه القرآن شفاء عام لشفاء القلوب من الشبه والجهالة والاراء الفاسدة والانحراف السيء والقصود السيئة. فانه مشتمل على علم يقيني الذي تزور به كل شبهة وجهالة والوعظ والتذكير الذي يزول به كل شهوة يخالف امر الله ولشفاء الابدان من الامها واسقامها واما الرحمة فان ما فيه من الاسباب والوسائل التي يحث عليها متى فعلها العبد. فاز بالرحمة والسعادة الابدية والثواب والاجل. واذا علمنا انعمنا على الانسان عرض ونأى بجانب الاية هذه طبيعة الانسان من حيث هو الا من هداه الله فان الانسان عند انعام الله تعالى عليه يفرح بالنعم بها ويعرض ويعرض وينأى بجانبه عن ربه فلا يشكره ولا يذكره واذا مسه الشر كالمرض ونحوه كان يغوص من الخير قد قطع رجاه وظن ان ما هو فيه دائم ابدا. واما من هداه الله فانه عند النعم يخضع لربه ويشكر نعمته وعند الضراء يتضرع ويرجو من الله العافية وازالة ما يقع فيه بذلك يخف عليه البلاء. قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا قل كل من الناس يعمل على على ما يليق بمحور ان كانوا من الصفوة الابرة لم يشاكلهم الا عملهم لرب العالمين ومن كانوا من غيرهم من المخزونين لم يناسبهم الا للمخلوقين ولم يوافقهم الا ما وافق اغراضهم. وربك اعلم بمن هو اهدى سبيلا فيعلم من فيعلم من يصلح للهداية فيهديه ومن لا يصلح فيخذله ولا يهديه ويسألونك عن رح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من علم الا قليلا وهذا مطلب من ردع من يسأل المسائل التي لا يقصد بها الا التعنت والتعجيز السؤال عن المهم فيسألون عن الروح التي هي من الامور الخفية التي لا يتقن وصفها وكيفيتها كل واحد. وهم قاصرون في العلم الذي يحتاج اليه العباد ولهذا الله ورسوله ان يديم سؤالهم لقوله قول الروح من امر ربه اي من جملة مخلوقاته التي امرها ان تكون فكانت فليس بالسؤال عنها كبيرة فائدة ان مع عدم علمكم بغيرها لا يدل على ان المسؤول اذا سئل عن امر الاولى بالسائل غيره ان يعرض عن جوابه ويدله على ما يحتاج اليه ويرشده الى ما ينفع ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليك ثم لا تجدك علينا به وكيلا الايتين يقول تعالى ان الوحي ان القرآن الوحي الذي اوحاه الله يا رسوله رحمة منه عليه وعلى عباده واكبر نعمة اطلقها رسله فان فضل الله عليه كبير لا يقادر قدره. فالذي تفضل به عليك قادر على ان يذهب به ثم لا تجده رادا يرده نتوجه عند الله فيه لتغتبط لتغتبط به وتقر به عينك ولا يحزنك تكذيب المكذبين واستهزاء الضالين فانهم عرضت فعليهم اجل النعم فردوها لهوانهم على الله وخذلانه لهم. قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يتوبوا مثل هذا القرآن لا يأتون مثله وكان بعضهم الا بعض ظهيرا وصدقه هذا حيث تحدى الله الانس والجن ان يأتوا بمثله واخبر انهم لا يأتون بمثلي ولو تعاملوا كلهم على ذلك لم عليه وقع كما اخبر الله فان دواعي اعدائه المكذبين به متوفرة على رد ما جاء به باي وجه كان. وهم اهل اللسان والفصاحة ولو كان عندهم ادنى تأهل وتمكن في ذلك لفعلوه فعلم بذلك انهم اذعنوا غاية الاذعان طوعا وكرها وعجزوا. وعجزوا عن معارضته وكيف يقدر المخلوق بالتراب من من جميع الوجوه الذي ليس له علم ولا قدرته ولا ارادة ولا مشيئة ولا كلام ولا كمال الا من ربه ان يعارض كلام رب السماوات والارض المطلع على سائر الخفيات الذي له كما المطلق والحمد المطلق والمجد العظيم الذي لو ان البحر يمده من بعده سبعة ابحر ابحر مدادا والاشجار كلها اقلام لنفد المداد الاقلام ولم تنفد كلمات الله فكما انه ليس احد المخلوقين من الله في اوصافه فكلامه من اوصافه التي لا يماثل فيها احد فليس كمثله شيء في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله تبارك وتعالى فتبا لمن اشتبه عليه كلام الخالق بكلام المخلوق وزعم ان محمدا افتراه على الله واختلقه من نفسه قوله تعالى ولقد القرآن بكل مثل باب يقول تعالى وقد صرفنا للناس في هذا القرآن بكل مثل نوعنا فيه المواعظ والامثال وثنينا فيه المعاني التي يضطر اليها العباد لاجل ان يتذكروا ويتقوا فلم يتذكر الا القليل منهم. الذين سبقت لهم من الله سابقة السعادة اعانه الله بتوفيقه وما اكثرنا شبابه الا كفارا لهذه النعمة التي هي اكبر من جميع النعم واجعله يتعنتون عليه ايات غير ايات يخترعونها من تلقاء انفسهم الظالمة الجاهلة فيقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس اتى بهذا القرآن مجتمع على كل برهان واية لن نؤمن لك حتى تضجر لنا من ارضهم وانهارا جارية شكرا لك جنة من نخيل وعلم تستغني بها عن عن المشي في الاسواق والذهاب والمجيء. او تسقط السماء كما زعمت علينا كسبا قطعا من العذاب او تأتي بالله قبيلا جميعا من المقابلة ومعاينة يشهدون لك بما جئت به. او يكون لك بيت من زخرف مزخرف من ذهب وغيرها او ترقى في السماء رقيا حسيا ومع هذا افلم نؤمن لك لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه ولما كانت هذه تعنتات وتعجيزات وكلام الناس واظلمهم. المتضمنة الى رد الحق وسوء الادب مع الله وان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يأتي بالايات امره الله وان ينزهه فقال قل سبحان ربي عما تقولون علوا كبيرا الله سبحانه ان تكون احكامه اياته تابعة لاهوائهم الفاسدة وارائهم الضالة. هل كنت الا بشر رسولا ليس بيده ليس بيده شيء من الامر وهذا السبب الذي من اكثر النجم لمن؟ حيث كانت الرسل التي ترسل اليهم من جنسهم بشرا وهذا من رحمته بهم اي ارسل اليهم بشرا منهم فانهم لا يطيقون التلقي من الملائكة فلو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين ان يثبتون على رؤية الملائكة وتلقوا عنهم لنزلنا عليهم من السماء ملكا يمكنهم التلقي عنه. قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم انه كان من عبادي خبيرا بصيرا فمن شهادته رسوله صلوا ما ايده به من جزاء ما انزلوا عليهم الايات ونصره على من عاداه وناوأه فلو تقول عليه بعض الاقاويل لاخذ منه باليمين. ثم لقطع منه الوتين فانه خبير بصير لليسرى ويجنبه العسرى فهو المتجهل حقيقة ومن يضلله يخفى يخذله ويكله الى نفسه. فلا هادي الا هو فلا هادي له من دون الله وليس له ولي ينصره من عذاب الله حين يحشرهم الله تعالى على وجوه خزيا عميا فبكما. عميا فبكما لا يبصرون ولا ينطقون مأواهم. اي مقرهم ودارهم جهنم التي جمعت كلها هم وغم وعذاب كلما اخذت هيئات الانطفاء زدناهم سعيرا سعرنا بهم لا يفتر عنهم العذاب ولا يقضى عليه ولا يخففان من عذابها ولم يظلم الله تبارك وتعالى بل جزاهم بما كفروا باياتهم وانكروا البعث الذي اخبرت به الرسل ونطقت به الكتب وعجزوا ربهم فانكروا تمام قدرته وقالوا واذا كنا عظام غرفة انا لمبعثون خلقا يكون هذا لانه في غاية البعد عن عند عقولهم الفاسدة. او لم ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان يخلق مثلهم وهي اكبر من خلق الناس قادر على ان يخلق مثلهم بلى انه على ذلك قدير ولكنه قد جاء بذلك اجل لا ريب فيه ولا شكاوى الا فلو شاء لجاءهم به بغتة ومع اقامة ومع اقامته الحجج والادلة على البعث فابى الظالمون الا كفار الظلم منهم وافتراء قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي التي لا تنفذ ولا الا اذا لامسكتم خشية الانفاق اي خشية ان ينفذ ما تنفقون منه مع انه من المحال ان تنفذ ان تنفذ ان تنفد خزائن الله ولكن الانسان مطموع على الشح والبخل. قوله تعالى ولقد اتينا موسى بينات فسل بني اسرائيل الان لست ايها الرسول المؤيد بالآيات اول رسول كذبه الناس فلقد ارسلنا قبلك موسى بن عمران الكريم الى فرعون وقبله واتيناه وتسع ايات بينات على كل واحدة منها تكفي لمن قصد لمن قصده اتباع الحق كالحية والعصا والطوفان والجراد والقرب من الضحى والدم والرجز وفلق البحر فان شائكت بشيء من ذلك فسل بني اسرائيل وقال فرعون مع هذه الايات اني لاظنك يا موسى مسحورا. فقال له موسى لقد علمت يا فرعون ما زلاء هؤلاء لا يأتي الا رب البصائر منه لعباده فليست فليس قولك هذا بالحقيقة وانما قلت ذلك ترويجا على قولك واستخفافا اللهم اني لا اظنك فرعون قوتا ملقى في العذاب انك الويل والذم واللعنة فاراد فرعون ان يستفزهم من الارض ان يجلبهم ويخرجهم منها فاغرقناهم ومن معه جميعا واورثنا بني اسرائيل ارضهم وديارهم ولهذا قال وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض فاذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا. اي جميعا ليجازي كل كل ليجازي كل كل عامل بعمله. هنا اه الشيخ ذكر تسع ايات وذكر رجز. الرجز معناه العذاب. والعلما يذكرون التسع وبدال الرجز يضعون اليد البيضاء فكان يدخل يده في جيبه ليخرجها بيضاء. فتصير الحية الحية والعصا واليد والطوفان جراد والقمل والضفادع والدم وفلق البحر. فمجموعها يصير تسع. نعم. قوله تعالى وبالحق انزلناه نزل وما ارسلناك الا مبشرون ذي رأيه وبالحق انزلنا هذا القرآن الكريم لامر العباد ونهيهم وثوابهم وعقابهم والحق نزل اي بالصدق والعد والحفظ من كل شيطان رجيم وما ارسلناك الا بشر من اطاع الله بثواب العاجل والاجل ونذيرا لمن عصى الله بالعقاب العاجل والاجل. ويلزم من ذلك بيان ما يبشر به وينذر فرقناه لتقرأ عنا سلام اقسم ونزلناه تنزيل الايات وانزلنا هذا القرآن مفرقا فارق مفرقا مفرقا بين مفرقا فارقا بين والضلال والحق والباطل لتقرأوا على الناس على على مهل يتدبروا ويتفكروا ايمانه ويستخرجوا علومه ونزلناه تنزيلا شيئا فشيئا مفرغا في ثلاث وعشرين سنة ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. فاذا تبين انه الحق الذي لا شك فيه ولا ريب وجه من وجوه فقل لمن كذب واعرض عنه فامنوا به او لا تؤمنوا فليس لله حاجة فيكم ولستم بضاريه شيئا وانما ضر ذلك عليكم فان لله عبادا غيركم وهم الذين اتاهم الله العلم النافع اذا يتلى عليهم يخرون الى اتقان السجناء يتأثرون به غاية التأثر يخضعون له ويقولون سبحان ربنا عما لا يليق بجلاله مما نسبه اليه المشركون ان كان وعد ربنا ان كان وعد ربنا بالبعث والجزاء بالاعمال ان مفعولا لا خلف فيه ولا شك. ويخرون للاتقان على وجوههم يكفون ويزيدهم القرآن خشوعا وهؤلاء كالذين من الله عليهم موني اهل كتابك عبد الله ابن سلام وغيره ممن اسلم في وقت النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك. قل ادعوا الله وادعوا الرحمن اي ما تدعو فله الاسماء الحسنى الايات قولوا تعالى لعبادي ادعوا الله ادعوا الرحمن اي ما شئتم ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى اليس له اسم غير حسن اي حتى ينهى عن دعائه به. بل اي اسم تدعون اي بل اي اسم دعوتموه به حصل به المقصود. والذي ينبغي ان يدعى في كل مطلوب بما ذلك الاسم ولا تجهر بصلاتك قراءتك ولا تخافت بها فان بكل في كل من الامرين محظور اما الجار فان المشركين المكذبين به لا سمعوه وسبوه وسبوا من به واما المخافة واما المخافة فانه لا يحسن المقصود لمن اراد استماعه مع الاخفاء وابتغي بين ذلك بين الجهل والاخفاء سبيلا ان تتوسط فيهما اي تتوسط فيما بينهما وقل الحمد لله الذي له الكمال والثناء والحمد والمجد من جميع الوجوه ما نزل عن كل افة الاقصى الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك بل الملك كله لله الواحد القهار فالعالم العلوي والسفلي كلهم مملوكون لله ليس لاحد من الملك شيء ولم يكن له ولي من الذل اين يتولى احدا من خلقه ليعتز به ويعاونه فانه الغني الحميد الذي لا يحتاج الى احد المخلوقات في الارض ولا في السماوات ولكنه يتخذ اولياءه احسانا منهم احسانا منه اليهم ورحمة بهم الله ولي الذين امنوا يخرجون من الظلمات الى النور وكبروا تكبيرة عظمه واجل واجل واجله باوصافه العظيمة وبالثناء عليه باسمائه الحسنى وبتمجيد الافعال المقدسة وتعظيمه وجلال العبادة وحده لا شريك له واخلاص الدين كله له. تم تفسير سورة الاسراء ولله الحمد وتناول الحسن على يد جامع عبد الرحمن ابن ناصر عبد الله السعدي وغفر الله له لوالديه ولجميع المسلمين امين. وكان هذا الفراغ من هذا الجزء عام اربعة واربعين وثلاث مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ونبدأ الان مع سورة الكهف مع الشيخ غلام. نرجو اليوم ننهي من الكهف ومريم. ان شاء الله. نعم بسم الله. قال رحمه الله تفسير سورة الكهف وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. قال رحمه الله الحمد هو الثناء عليه بصفاته التي هي كلها وصفات كمال وبني عمه الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية واجل نعمه على الاطلاق انزال الكتاب العظيم على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فحمد نفسه وفي ضمنه ارشاد العباد ليحمدوه على ارسال الرسول اليهم. وانزال الكتب عليهم ثم وصف هذا الكتاب وصفين مشتملين على انه الكامل من جميع وهما نفس العوج عنه واثبات انه مقيم مستقيم في الانف والعوج يقتضي انه ليس في في اخبار كذب. ولا في اوامره نواهيه ظلم ولا عبث واثبات الاستقامة يقتضي انه لا يخبر ولا يأمر الا باجل الاخبارات. وهي الاخبار التي تملأ قلوب معرفة وايمانا وعقلا كالاخبار باسماء الله وصفاته وافعاله ومنها غيوب القلوب المتقدمة والمتأخرة وان اوامره ونواهيه تزكي النفوس وتطهرات او تكملها لاشتمالها على كمال العدل والقسط والاخلاص والعبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له. وحقيق بكتاب منصوب بما ذكر انه احمد الله انه بما ذكر ان يحمد الله نفسه على انزاله وان يتمدح الى عباده به. وقوله لينذر بأسا شديدا لدن اي لينذر بهذا القرآن الكريم عقابه الذي عنده اي قدره اي قدره وقضاه اي قدره وقضاه على من خالف امره وهذا يشمل عقاب الدنيا وعقاب الاخرة. وهذا ايضا من نعمه ان خوف عباده وانذرهم ما يضرهم ما يهلكهم كما قال تعالى لما ذكر في هذا القرآن قلنا له قال ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقون. ومن رحمتي بعبادي ان قيد العقوبات الغليظة على من خالف امرا وبينها لهم لهم الاسباب الموصلة اليها. ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا. ايها انزل الله على عبده الكتاب وليبشر المؤمنين بي وبرسله وبكتبه الذي كمل ايمانهم عمل الصالحات من اعمال صالحة من واجب ومستحب التي جمعت الاخلاص والمتابعة هو الثواب الذي رتبه الله على الايمان والعمل الصالح واعظمه واجله الفوز برضا الله ودخول الجنة التي فيها ما لعين رأت وعذر سمعت ولا خطر على قلب بشر وفي وصفه بالحسن دلالة على انه لا مكدر فيه ولا منغص بوجه من الوجوه وجد فيه شيء من ذلك لم يكن حسنه تاما. ومع ذلك فهذا الاجر الحسن ماكثين فيه ابدا لا يزول عنهم ولا يزولون عنه بل نعيمهم في كل وقت متزايد وفي ذكر التبشير بما يقتضي الذكر والاعمال الموجبة للمبشر به. وهو ان هذا القرآن قد اجتمع على كل عمل لصالح الموصل لما تستبشروا به النفوس تفرح به الارواح. وينذر الذين قالوا اتخذ الله وندى من اليهود والنصارى والمشركين الذين قالوا هذه المقالة الشنيعة فانهم لم يقولوها عن علم ولا يقين. لا علم منهم ولا علم من ابائهم الذين قلدوهم واتبعوهم بل يتبعون الا الظن ان ومات هو الانفس كبرت كلمة تخرج من افواه من عظمت شناعتها واشتدت عقوبتها واي شناعة اعظم من وصي بالاتخاذ لولد الذي يقتضي نقصه ومشاركة غيره لو في خصائص الربوبية والولاية والكذب عليه فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ولهذا قال هنا ان يقولون الا كذبا اي كذبا محضا ما فيه من الصدق شيء وادمان وتأمل كيف ابطل هذا القول بالتدريج والانتقال من شيء اذا ابطل منه فاخر اولا انه ما لهم به من علم ولا لآباء من قول على الله بلا علم لا شك في منعه وبطلانه ثم اخبر ثانيا انه قول قبيح شنيع فقال كبر كلمة تخرج من افواههم ثم ذكر ثالثا مرتبته من القبح وهو الكلم المنافي للصدق. ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على الخلق سعيا في ذلك اعظم السعي فكان صلى الله عليه وسلم يفرح يسير بهداية المهتدين ويسأل الناس على المكذبين الضالين شفقة منه صلى الله عليه وسلم عليهم ورحمة بهم ارشده الله الا الا يشغل نفسه بالاسد على هؤلاء الذين لا يؤمنون بهذا القرآن كما قال في الاية الاخرى نفسك الا يكونوا مؤمنين وقال فلا تذهب نفسك عليهم حسرات وهنا قال فلعلك باخر نفسك اي ملكها غما اسفا عليهم وذلك ان اجرك قد قد وجب على الله وهؤلاء لو علم الله فيهم خير الادام ولكنهم ولكنه علم انهم لا يصلحون الا للنار فلذلك خذلا فلم يهتدوا فاشغالك نفسك عما اغما واسفا عليم ليس فيه فائدة لك وفي هذه الاية ونحوها عبرة فان المأمور بدعاء الخلق الى الله عليه التبليغ والسعي بكل ما يوصل الى الهداية وسد طرق الضلال والغواية في غاية ما التوكل على الله في ذلك فان اهتدوا فبها ونعمة والا فلا يحزن ولا يأس فان ذلك مضعف للنفس هادم القوى ليس فيه فائدة بل على فعله الذي كلف به وتوجه اليه وما عدا ذلك فهو خارج عن قدرته. واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له انك لا تهدي من احببت وموسى عليه السلام يقول ربي اني لا املك الا نفسي واخي الاية فمن عداهم من باب اولى واحرى قال تعالى فذكر انما انت مذكر لست عليهم مسيطرون اخبر تعالى انه جعل جميع ما على وجه الارض من مآكل لذيذة ومشارب وملابس طيبة واشجان وانهار وزروع وثمار ومناظر بهجة ورياض انيقة واصوات شجية وصور مريحة وذهب وفضة وخير وابل ونحوها. الجميع جعله الله زينة لهذه الدار فتنة واختبارا اي اخلصوا واصوبوا. ومع ذلك سيجعل الله جميع هذه المذكورات فانية مضمحلة وزائنة وستعود الارض سعيدا قد ذهبت لذاتها وانقطعت انهارا واندرست اثارها وزال نعيمها. هذه حقيقة قد جلاها الله لنا كأنها رأي عين وحذرنا من الاغترار بها ورغبنا في دار يدوم نعيمها ويسعد مقيمها كل ذلك رحمة بنا كرة بزغر في الدنيا وزينتها من من نظر الى ظاهر الدنيا دون باطنها. فصحبوا الدنيا صحبة البهائم. وتمتعوا بها تمتع السوائل لا ينظرون في بربهم ولا يهتمون لمعرفتي بل همهم تناول الشهوات من اي وجه حصلت على اي حالة اتفقت. فهؤلاء اذا حضر احدهم احدهم الموت قلقا لخراب وفوات لذاته لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات. واما من نظر الى باطن الدنيا وعلم المقصود منها ومنه فانه تناول منا ما به على ما خلق له وانتهز الفرصة بعمره الشريف جان الدنيا منزل عبور الا محل عبور وشقة سفر لا منزل اقامة وبذل جهده في معرفة ربه في اوامره واحسان العمل فهذا باحسن المنازل عند الله وحقيق منه بكل كرامة ونعيم وسرور وتكريم. فنظر الى باطن الدنيا حين نظر المغتر الى اخرتي حين عمل البطال لدنياه فشتان ما بين الفريقين وما ابعد الفرق بين الطائفتين ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من ايات اعجبا. ام حسبت احسن الله اليكم الايات وهذا الاستفهام بمعنى النفي والنهي اي لا تظن ان قصة اصحاب الكهف وما جرى لهم غريبة على ايات الله وبديعة في حكمته وانه لا نظير لها ولا مجانس لها بل لله جعل من الايات العجيبة الغريبة ما هو كثير من جنس اياته في اصحاب الكهف واعظم واعظم منها فلم يزل الله يري من الايات في الافاق وفي انفسهم ما يتبين به الحق من الباطل والهدى من الضلال. وليس المراد بهذا النفي ان ان تكون قصة اصحاب الكهف من العذاب العجيب انما المراد ان جنسها كثير جدا فالوقوف مع وحدها في مقام العدل والاستغراب نقص في العلم والعقبة الوظيفة المؤمن التفكر بجميع ايات الله التي دعا الله التي دعا الله العباد الى التفكر فيها فانها مفتاح الايمان وطريق العلم والايقاف واضافتهم الى الكهف الذي هو الغار بالجبل. والراقين اي الكتاب الذي قد اقيمت فيه اسماؤهم وقصتهم لملازمة ابن دهرا طويلا. ثم ذكر قصة مجملة فصلها بعد ذلك فقال اذ اوى الفتية اي الشباب الى يريدون بذلك التحصن والتحرز من فتنة قومهم فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة اي تثبتنا بها وتحفظنا من الشر وتوفقنا للخير وهيئ لنا من امرنا رشدا. ان يسر لنا كل سبب موصل الى الرشد واصلح لنا امر ديننا ودنيانا. وجمعوا بين السعي والفرار من الى محل يمكن استخفاؤه فيه. وبين تضرع وسؤاله وبين تبرعهم وسؤالهم لله تيسير من امورهم وعدم اتكالهم على انفسهم فلذلك استجاب الله دعاء مقيظا لهم ما لم يكن في حسن حسابهم قال وضربنا على داء في الكهف اي انمناهم سنين عددا ثلاث مئة سنة وتسع وتسع سنين وفي النوم المذكور حفظ لقلوبهم من الاضطراب والخوف من قوم قوم اية بينة فبعثناهم اي من نومهم لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا ومدى اي لنعلم اي محصن مقدار مدة كما قال تعالى وكذلك وفي العلم بمقدار وقتهم ضبط للحساب معرفة لكمال قدرة الله وحكمته ورحمته فلو استمروا على نوم لم يحصل الاطلاع على شيء من ذلك من قصتهم نقص عليك نبأ بالحقلات هذا شروع في تفصيل قصتهم وان الله يقص على نبيه بالحق والصدق الذي ما فيه شك ولا شبهة بوجه منه وجوه فتية امنوا بربهم وهذا من جموع القلة يدل ذلك على انهم دون العشرة امنوا بالله وحده لا شريك لهم من دون قومهم وشكر الله لهم ايمانا مدنيه بسبب الاهتداء من الايمان وزادهم الله من الهدى الذي هو العلم النافع للعمل الصالح. كما قال تعالى وربطنا على قلوب من صبرنا وثبتنا وجعلنا قلوب مطمئنة في تلك الحالة المزعجة وهذا من لطفه تعالى بهم ان وفقهم للايمان والهدى والصبر والثبات اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض اي اللي خلقنا ورزقنا ودبرنا وربانا وخالق السماوات والارض المنفرد بخلق هذه المخلوقات العظيمة تلك الاوثان والاصنام التي لا تخلق ولا ترزق ولا تملك نفعا ولا ضر ولا موت ولا حياة هنا توحيد الالهي اذا قالوا لن ندعو من دوني الهي من سائر المخلوقات لقد قلنا اذا اي اذا ان دعونا مع والاتن بعد ما علمنا انه الرب الاله الذي لا ولا تنبغي العبادة الاله شط قائمين عظيمين على الحق وطريقا بعيدة عن الصواب. وجمع بيننا القرآن بتوحيد الربوبية وتوحيد الله والتزام ذلك وبين انه الحق وما سواه باطل. وهذا دليل على كمال معرفة بربهم وزيادة الهدى من الله لهم اية الاية لما ذكروا ما من الله به علي من الايمان والهدى والتقوى التفتوا الى ما كان عليه قوم من اتخاذ الايات من دون الله فمقسوهم وبينوا انهم ليسوا على يقين من امرهم بل هم في غاية الجان والضلال فقالوا لولا يأتون عليهم بسلطان بين اي بحجة وبرهان على ما هم عليه من الباطل لا يستطيعون سبيلا الا ذلك انما ذلك افتراء منهم على الله وكذب عليه. وهذا اعظم الظلم لان قال فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا. واذ اعتزلتموه يعبدون الا الله الاية اي قال بعضهم لبعض اذا اذ حصل لكم اعتزال قومكم في ايتامكم ثم اديانكم فلم يبقى الا النجاة من شرهم والتسبب الى اسباب في المخطية لذلك لانه لا سبيل لهم الى قتال ولا بقاء بين اظهرهم وهم لغير على غير دينهم فاوذي الكهف انضموا الي واختفوا فيه وينشر لكم ربكم من رحمته ويهينكم من امركم مرفقا وفيما تقدم اخبر انهم دعوا بقول ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا بين تبريء من حولهم وقوتهم والالتجاء الى الله في صلاح امرهم ودعائه بذلك وبين الثقة بالله انه سيفعل ذلك. ما جرم ان الله نشر لهم من رحمته وان يأله من امره من اياته الى خلقه ونشر له من السماء من السماء الحسن ما هو من رحمته بهم ويسر لهم كل سبع حتى المحل الذي ناموا فيه انا كما كان على غاية ما يمكن من الصيانة قال وترى الشمس اذا طلعت دهرا كبهم ذات اليمين الايات اي حفظهم الله من الشمس ويسر لهم واذا طلعت الشمس تميل عنه يمينا وعند غروبها تميل فلا ينالهم حرها فتفسد ابدانها فتفسد ابدان ام بها وهم في فجوة من اي من الكهف اي مكان متسع وذلك ليطرقهم الهواء والنسيم يزول عنهم الوهم والتأديب بمكان الضيق خصوصا مع طول المكث وذلك من ايات الله واجابة دعائهم وهدايتهم حتى في هذه الامور. ولهذا قال من يهد الله فهو المهتد. اي لا سبيل الى نيل الهداية الا من الله اولادي المرشد لمصالح الدارين ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا اي لا تجد من يتولاه يدبره على ما فيه صلاح ولا يفسد الى الخير والفلاح لان الله قد حكم عليه بالضلال ولا راد لحكمه. ايها الناظر اليهم كأنهم ايقاظ والحال انهم لينقل المفسرون وذلك لان اعينهم منفتحة لان لا تفسد فالناظر اليهم يحسبوا ميقاظهم وهم نقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وهذا ايضا من حفظه لابدانهم لان الارض من طبيعتها اكل الاجسام المتصلة بها فكان من قدر الله ان قلبهم على جنوبهم بينا وشمالا بقدر ما بقدر ما لا تفسد الارض اجسامهم والله تعالى قدر من الارض من غير دخل ولكنه كان حكيم اراد ان تجد سنته في الكون ويربط الاسباب المسببة بمسببات وكلبهم باسط ذي رعيب وصيدي الكلب الذي كان من اصحاب الكلب اصابه ما اصابه من النوم وقت الحراسة فكان باسطا في رعيه بالوصل اليه الباب وهذا حفظه من الارض واما حفظ من الادميين فاخبر انه حمام بالرعب الذي نشره الله عليه فلو اطلع عليهم احد لامتلأ قلبه رعبا ولى منهم فرارا وهذا الذي اوجب ان يبقوا كل هذه المدة الطويلة وهم لم يعثر لم يعثر عليهم احد من قربهم من المدينة جدة والدليل على قربهم انهم لما استيقظوا ارسلوا احد من سرير لهم طعاما من المدينة سبقوا في انتظاره فدل ذلك على شدة قربهم منها. وكذلك بعثناهم يتساءلوا بينهم الايتين. يقول تعالى وكذلك فانهم منهم ومن يتساءل بينما اذ يتباحث للوقوف على الحقيقة من مدته لبسهم. قال قائل منهم كم لبتم؟ قالوا لبثنا يوما او بعض يوم. او هذا مبني على ظن قالوا كانه وكأنهم وقع عندهم اشتباها بطول مدتهم الاذى. قالوا ربكم اعلم بما نبتم فردوا العلم الى المحيط علمه بكل شيء جملة وتفصيلا. ولعل الله بعد ذلك اطلعهم على مدة لبسهم لانه بعثهم ليتساءل بينهم واخبر انهم تساءلوا وتكلموا بمبلغ ما عنده وصار وصار اخر امر فلابد ان يكون قد اخبرهم يقينا علمنا ذلك من حكمته في بعثهم في بعثهم وانه لا يفعل ذلك عبثا من رحمته بمن طلب علم الحقيقة في المطلوب علمها وسعة لذلك ما انكره فان الله يوضح له ذلك وبما ذكر فيما بعده من قول وكذلك اثر ما عليهم ليعلموا ان وعد الله حق لا ريب فيها فلولا انه حصل العلم بحالهم لم يكونوا دليلا على ما ذكر. ثم انهم لما تسألوا بينما جرى منهم ما اخبر الله به ارسله احدهم بوارقهم اي بالدراهم التي كانت معهم ليشتري لهم طعاما يأكلونه من المدينة التي خرجوا منها وامروا ان يتخيروا من الطعام وازكى اي اطيبوا ولذوا وان يتلطفوا بالذهب والشراء وايابه وان يختفي بذلك ويخفي حال اخوانه ولا يشعرن بهم احدا واذكروا المحظور من اطلاع غيرهم عليهم وظهورهم وعليهم ان بين امرين اما رجم الحجارة يقتلون مشانق لحمقهم عليهم وعلى دينهم واما ان يفتنون مع دينهم ويردوهم عن ملتهم وفي هذه الحال لا تفلحون اذا ان ابد بل يخسرون في دينهم ودنياهم واخراهم. وقد دلت هاتان اية على عدة فوائد منها الحث على العلم وعلى المباحثة فيه ليكون الله بعدهم لاجل ذلك ومنها الادب في من اشتبه عليه العلم ان يرده الى علي وان يقف عند حده. ومنها صحة الوكالة في البيع والشراء. صحة الشركة بذلك ومنها جوازات للطيبات والمطاعم اللذيذة اذا لم تخرج الى حد الاسراف المني يعني ولقوله فلينظر ايها ازكى طعاما فلا تكن برزق منه. وخصوصا اذا كان الانسان لا يلائمه الا ذلك ولعل هذا عمدة كثير من المفسرين قائلين بان هؤلاء اولاد ملوك. لكونهم امروا باذكى الاطعمة التي جرت اعادة الاغنياء الكبار لتناولها ومنها الحث على التحرج والاستخفاء والبعد عن مواقع الفتن في الدين واستعمال الكتمان بذلك على الانسان وعلى اخوانه في الدين. ومنها شدة رغبة هؤلاء الفجية وفراره من كل فتنة في دينه وترك موتانا في الله. ومنها ذكر ما اشتمل عليه الشر عليه الشر من المضار والمفاسد الداعية لبغضه وتركه وان هذه هي طريقة المؤمنين المتقدمين والمتأخرين لقولهم يخبره تعالى انه انه اطلع الناس على حال اهل الكهف وذلك والله اعلم بعدما استيقظ وبعثه احدهم يشتري لهم طعاما وامروا بالاستخفاء والاخفاء فاراد الله امرا فيه للناس وزيادة هذه اللوم وان الناس يرأوا منهم اية من ايات الله المشاهدة بالعيان على ان وعد الله حق لا شك فيه ولا مرية ولا بعد بعدما كانوا يتنازعون بينهم امر فمن مثبت للوعد والجزاء ومن ناف لذلك. فجعل قصتهم زيادة بصيرة ويقين للمؤمنين وحجة على الجاحدين. وصار لهم اجر هذه القضية. وشهر الله امرهم رفع قدرهم حتى عظمهم الذين اطلعوا عليهم قالوا ابنوا عليهم بنيان والله اعلم بحالهم ومآله وقال من غلب على امرهم الذين لهم الامر لنتخذن عليهم مسجدين اعبدوا الله تعالى ونتذكر به احوالهم ما ترى لهم وهذه الحالة المحظورة النبي صلى الله عليه ما دام مفاعلها ولا يدل ذكرها هنا على عدم ذمها فان السياق في شأن اهل الكهف والثناء عليه وان هؤلاء صادهم الحال الى ان قالوا ابن علي مسجدا بعد خوف الشديد من قومهم وحدني من الاطلاع عليهم ووصلت الحال الى ما ترى. وفي هذه القصة دليل على ان من فر بدينه من الفجر سلم الله منها وان من حرص على العبد عافاه الله من اوى الى الله ياواه الله تعالى هداية لغيره ومن تحمل الذل في سبيله ابتغاء مرضاته كان اخر في عاقبة العظيم من حيث لا يحتسب ما عند الله خير للابرار وقوله سيقول ثلاث سيقولون ثلاثة رابع كلبهم الاية يخبرك على نفس اذى للكتاب في عدة اصحاب كهف اختلافا صادر عن رجل بالغيب وتقبل بما لا يعلمون انهم فيه معناها ثلاثة اقوال منهم من يقول ثلاثة رابع كلب ممنوما يقول خمسة سادسهم كلبهم واذان قولين ذكر الله بعضهم ان اذى رجل منهم الغيب فدل على بطلان ومنهم من يقول سبعة وثامنهم كلبهم الله اعلم والصواب لان الله ابطل الاولين ولم يبطلوا فدل على صحة وهذا من الاختلاف الذي لا فائدة تحته. ولا يحصل بمعرفته عادتهم مصلحة للناس دينية ولا دنيوية ولهذا قال تعالى قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلم الا قليل وهم الذين اصابوا الصواب وعلموا اصابتهم فلا تماري اي تجادل وتحاج اي مبينا على العلم مبنيا على العلم واليقين. ويكون ايضا فيه فائدة واما المماراة المبنية على الجهل والرجل بالغيب او التي لا فائدة فيها اما ان يكون الخصم تكون المسألة الاهمية فيها. ولا تحصل فائدة دينية بمعرفة كعدد اصحاب الكهف ونحو ذلك فان في كثرة المناقشات والبحوث المتسلسلة تضييعا للزمن وتأثيرا في مودة القلوب بغير فائدة ولا تستفتي في شأن اهل الكهف منهم اي من اهل الكتاب احد وذلك لان وذلك لان مبنى كلامهم فيهم على رجل بالغيب والظن الذي لا يغني من الحق شيئا ففيها دليل على المنع من استفتاء من لا يصلح للفتى ما لقصوره في الامر المستفتي في اما لقصوره في الامر المستفتى فيه او لكونه لا يبالي بما تكلم فيه بما تكلم به وليس عنده ورع يحجزه اذا هذا الجنس فنهيه عن هو عن الفتوى من باب اولى واحرى. وفي الاية دليل وفي اياته ايضا دليل على ان الشخص قد يكون منهي عن الاستفتاء في شيء من دون اخر فيستفتى فيما هو اهل له بخلاف غيره ان الله لم ينه عن استفتاء مطلقا. انما نهى عن استفتاء في قصة اصحاب الكهف وما اشبه. احسنت بارك دكتوراه مع الشيخ يوسف. شيخ يوسف نريد السرعة ما في كاميرات تصيدك يعني. اذا تقدر يعني قال تعالى في الامور المستقبلة ذلك من دون ان يقينه بمشيئة الله وذلك لما فيه من الغيوم يفعله امنا وهل تكون ام لا وفيه رد الفعل بمشيئة الله باستغلال وذلك محظور محظور لان المشيئة كلها لله. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. ولما ذكر ولما في ذكر مشيئة الله وحسن البركة في الاستعانة من العبد لربه ولما كان العبد بشرا لابد ان يسهو عن ذكر مشيئة امره الله ان يستجيب اذا ذكر ليحصل المطلوب ويندفع المحذور ويؤخذ من عموم قوله واذكر ربك اذا نسيت الامر بذكر الله عند النساء فانه يزيله ويذكر العبد ما سهى عنه وكذلك يؤمر الساهي الناس بذكرها ان يذكر ربه ولا يكن من الغافلين ولما كان الله في توفيقه الاصابة وعدم الخطأ في اقواله وافعاله امره الله ان يقول عسى فامره ان يدعو الله ويرجوه ويثق به ان ان يهديه الطرق الموصلة الى الرشد وحري بعبد تكون هذه في حالهم ثم يبذل جهده ويستدلوا سعيهم في طاب الهدى والرشد ان يوفق لذلك وان تاتيه المعونة من ربه وان يسدده في جميع اموره. بعض الناس اذا نسي شيء يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ذكر لله لان الله يقول واذكر ربك اذا نسيت وانت تقول اللهم صلي على محمد او تقول لا اله الا الله فلا فيه واسع نعم. ثم قال تعالى الله عالم الغيب والشهادة العالمية بكل شيء اخبره الله بمدة لبثهم وان وان علم ذلك عنده وحده فانه من غير السماوات والارض وغيبها مختص به فما اخبر يعني من كمال سمعه ووصله واحاطتهما بمسموعة ومبصرات ومبصرات بعدم بعدما اخبر بحق علمه من معلومات ثم اخبر عن الانفراد بالولايات العامة والخاصة اصحاب الكهف وكرمه ولم يكلهم الى احد من الخلق ولا يشرك في حكمه احدا. وهذا اسمه الحكم الكوني القدري او الحكم الشرعي الدينية فانه الحاكم في خلقه قضاء وقدم وخلقا الحاكم فيهم بامره ونهيه وثوابه وعقابه. ولما اخبر انه تعالى له غير السماوات والارض فليس لمخلوق اليها طريق الا عن الطريق التي يخبر بها عبادة وكان هذا القرآن قد اجتمع على كثير من الغيوب امر الله تعالى بالاقبال عليه فقال واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه متحدا. التلاوة هي الاتبع يتبع ما اوحى ما اوحى الله اليك بمعرفة معانيه وفهمه او تصديق اخباره وامتثال امره ونواهيه فانهم تلاوة للذي لا مبدل للكلمات التي لا اي لا تغير ولا تبدل نطقها وعدها وبالوها من حسن فوق كل غاية واتمت كلمة ربك صدقا وعدلا فلكمال اية من دون ربك ملجأ تلجأ اليه ولا معادا تعود به. فاذا تعين له وحده الملجأ في كل تعين ان يكون هو الملأ المرغوب اليه في السراء والضراء مفتقر في جميع الاحوال المسؤول في جميع المطالب. واصل النفس مع الذين يدعون ربهم الا يأمروا تعالى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وغيره اسوته في الاوامر والنواهي ان يصبر نفسه معلوميا العباد المنيبين. الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي اي اول النار واخرهم يريدون بذلك وجه الله. فوصفهم بالعبادة والاخلاص فيها ففيها الامر بصحبة الاخيار ومجاهدة النفس على صحبة مخالطهم. وان كانوا فقراء فان في صحبتهم من الفوائد ما لا يحصى ولا تعد عينك عنهم اي لا تجاوزهم بصرك وترفع عنهم نظرك تريد زينة الحياة الدنيا فان هذا دار غير نافع قاطع عن المصالح الدينية فان ذلك يجب تعلق القلب بالدنيا وتزول من القلب الرغوة في الاخرة. فان زينة الدنيا تروق للناظر وتسحب القلب فيغفل القلب عن ذكر الله ويقول عن اللذات والشهوات فيضيع وقته وين وين فرطوا امره فيخسر الخسارة الابدية والندامة السرمدية. ولهذا قال ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا غفل عن الله بان اغفله عن ذكره واتبع هواه اي صار تبع الهواه حيثما اشتهت نفسه فعله وسعى في ركه ولو كان فيه هلاك وخسرانه وهو قد اتخذ الهوا واو كما قال تعالى فرأيت من اتخذ الهوا وهو ضله الله على علم الاية وكان امره اي مصالح ديني دنياه فرطا اي ضائعة معطاة فهذا قد نهى الله عن طاعته لان طاعته تدعو الى الابتلاء به. ولانه لا يدعو الا لما هو متصل به. ودلت الاية على ان الذي ينبغي استقامة افعاله وجعلنا سيئا ما من الله به عليه فعققوا بذلك ليتبع ويجعل اماما الصبر المذكور في هذه الاية والصوم على طاعة الله الذي هو اتموا الباقي يتم باقي الاقسام وفي الايات استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرف النهار ان الله مدحهم بفعل وكل فعل مدح الله فاعله دل ان الله يحبه واذا كان يحبه فانه يأمر به ويرغب فيه. وقل الحق من ربكم الايات اي قل للناس يا محمد هو الحق من ربكم ان وبين الهدى من الضال والرشد من الغي والصفات والصفات والصفات والشقاوة وذلك بما بينه الله على لسان رسوله شبهة فمن شاء فليؤمن ومن شاء الا سلوك واحد الطريقين بحسب توفيق العبد وعدم توفيقه. وقد اعطاه الله مشيئة بها يقدر على الايمان والكفر والخير الشريف من امن فقد وفق للصواب ومن كفر فقد قامت هذه الحجة وليس بمكره عن الايمان كما قال تعالى اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي وليس في قوله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكن اذن في كلا الامرين وان ملائكة تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام كما ليس فيه فيها ترك وتلقى فيه ثم ذكر تعالى سرادقها لا ضيق ولا ولا مخلص منها النار الحامية وان يستغيثوا ان يطلبوا الشراب ليطفئ ما نزل به من العطش الشديد يغاث بماء كالمهل الرصاص المدام او كعب كعكن او كأكل الزيت من شدة حمارته يشمل وجوهه فكيف بالأمعاء والبطون كما قال تعالى به ما في بطونهم والجنود ولهم مقامع من حديد بئس الشراب الذي يراد ليطفئ العطش ليطفئ العطش ويدفع بعض العذاب فيكون زيادة في عذابهم وشدتهم وشدة عقابهم وساءت النار مرتفقا وهذا ذم الله لحالة النار انها ساءت المحل الذي يرتفق به فانها ليست فيها اتفاق وانما فيه العذاب العظيم الشاق الذي لا يفتر عنهم ساعة وهم فيهم مجلسون قد ايسوا من كل خير ونسيهم الرحيم في العذاب كما نسوا ثم ذكر الفريق الثاني فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين الايمان بالله وملائكته واليوم الاخر والقدر خيره وشره وعمل الصالحات من واجبات ومستحبات احسن عمل واحسان من عمله ان يريد العبد العمل لوجه الله متبعا في ذلك شرع الله فهذا العمل لا يضيعه الله نسيا منه بل يحفظه للعمل بحسب عملهم وفضلهم واحسانه وذكر اجرهم بقوله اولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الانهار يحلون فيها من اساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق. متكئين فيها على الارائك. اولئك اولئك الموصفون بالايمان والعمل الصالح انهم جنات العالية فقد كثرت الجمال فاجنت من فيها وكثرة تجري من تحت تلك اشجار انيقة ومنازل رفيعة حليتهم فيها الذهب ولباسهم فيها الحجر اخضر من السندس. وهو الغليظ من الدباج والاستبرغ وهما رق منهم التكييف كذلك ذلك من الحفرة والسوء والفرح الدائم واللذات والمتواترة والنعم المتوافرة. واي مرتفق احسن من دار ادنى اهلها يسير في ملكه ونعيمه وقصوره وبساتينه الفي سنة الفي سنة ولا يرى يسير في ملكه ونعيمه وقصوره ومساته الفي سنة ولا يرى فوق ما هو من ما هو فيه من نعيم قد اعطي جميع امانيه وطالبه وزيد من المطالب الاحسان لشر ما عدا من التقصير والعصيان ودلت الاية الكريمة وما شاء واعلم الحلية كما ورد في الاخبار الصحيحة لانه اطلبها في قوله يحل يوحى اللون وكذلك ونحوه واضرب لهم مثلا رجلين الايتين يقول كل منهما من اقوال ما فعل وما حصل بسبب ذلك العقاب العاجل والاجر والثواب والثواب فائدة تحصل من قصتهما فقط اي بس واي بسانين حسنين معملان وحفناهما بنخل اي في هاتين الجنتين من من كل الثمرات وخصوصا اشرف الاشجار العنب والنخل والعنب النخل قد حف بذلك ودار به فحصل فيه من حسن المنظر وبهائه وبروز الشعر والنخل للشمس والرياح التي تكبل بها الثمار وتنضج جوهر ومع ذلك جعل بين تلك الاشجار زرعا فلم يبقى عليهما الا ان يقال كيف ثمار هذه الجنة وهل لهما ما فيهما فاخبرت على ان كلا من الجنتين اتت اكلها اي ثمرها وزرعها ضعفين مضاعفة وانها لم تضل من شيئا لم تنقص اي لم تنقص من اكلها لا شيء. ومع ذلك سارحة وارجحن اشجارهما ولم تعظ لهما افة او نقص فهذا غاية منتهزية الدنيا في الحرص. ولهذا اغتر هذا الرجل وتبجح وافتخر ونسي اخرته فقال لصاحبه المعتادة مفتخر عليه انا اكثر منك مالا واعز نفع فخر بكثرة ماله وعزتي انصاره من عبيد وهذا جنوا منه والا فاي افتخار بامر خالدين ليس فيه فضيلة نفسية ولا صفة معنوية وانما هو بذات فخر الصبي بالامان التي لا حقائق تحتها ثم لم يكفه هذا الانتقام على صائم وظلمه وظنني ما لما دخل جنته ابدا فاطمئن الى هذه الدنيا ورضي بها وانكر فقال يخلو من امرين اما ان يكون كلامه هذا على وجه التهكم والاستهزاء فيكون زيادة كفر من كفره واما ان يكون هذا ظنه في العقيدة فيكون من اجهل الناس وخسم حظا من العقل. في تلازم بين عطاء الدنيا وعطاء الاخرة حتى يظنت بجهله ان من اعطي في الدنيا اعطي في الاخرة. بل الغالب ان الله يزوي الدنيا عن اوليائه واصفيائه ويوسع على اعدائه الذين ليس لهم في الاخرة نصيب والظاهر انه يعلم حقيقة الحال ولكنه قال هذا الكلام على وجه لقوله ودخل جنته وهو ظالم لنفسه فاثبات ان وصفه الظلم في حال دخوله الذي جرى منه من القول ما جرى ويدل على تمرده وعناده قال له صاحب وهو يحاور الايات اي قاله صاحب المؤمن ناصحا له مذكرا له حاله الاولى التي اوجده الله فيها في الدنيا من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا فهو الذي انعم عليك بنعمة الايجاد والابداد وواصل عليك النعم ونقلك من قول الى قول حتى سواك رجلا كان من الاعضاء والجوارح والمعقولة وبذلك يسر لك الاسباب وهيأ لك ما هيأ من نعم الدنيا فلم تحصل لهم لك الدنيا بحولك وقوتك بل بفضل الله تعالى عليك كيف يليق بك ان تكفر بالله الذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا وتجهل نعمته وتزعم انه لا يبعثك وان فكأنه يعطيك خيرا من جنتك هذا مما لا ينبغي ولا يليق ولهذا لما رأى صاحبه المؤمن حاله على كفره وطغيانه قال مخبرا عن نفسه على وجه الشرك بربه والاعلان بدينه عند ورود المجادلات والشبه. لكنه الله ربي ولا اشرك بربي احدا والتزام طاعته وعباده وانه لا يشرك به احد من المخلوقين. ثم اخبرنا نعمة الله عليه بالايمان والاسلام ولو مع قلة ما ليدينها هي النعمة الحفيظية معرض للزوال والعقوبة عليه والنكال فقال للكافي صاحبه المؤمن انت وان فخرت عن كثرة مالك واذكارتني اقل منك مالا ووردا فانما عند الله خير وابقى. وما يرجى من خير واحسان افضل من جميع الدنيا التي يتنافس فيها المتنافسون خيرا من جنتك ويرسل عليها اي على جنتك ياتي طويت بها وغرتك حسبانا من السماء عذابا بمطر او غيره فتصبح بسبب ذلك صعدا زنقا اي قد اقتلعت قد اقتلعت الشجرة وتنفت ثمارها وغرق زرعها وزاد نفعها او يصبح ماء الذي مادته مادتها منه غورا اي غيرا في الارض فان تستطيع له طلبا اي غائرا لا يستطيع الوصول اليه بالمعاوني ولا بغيرها وانما دعا لجنة المؤمن غضبا لربه لكونها غرته واطغته واطمأن اليها لعله ينيب ويراجع نفسه ويبصر في امره فاستجاب الله دعاء محيطه ان اصابه عذاب احاط به واستهلكه فمقامه شيء لذلك اسفا فاصبح يقلب كفيه على منفق وفيه على كثرة النفقات الدنيوية عليها حيث اضمحلت وتلاست فلم يقال لها عوض وندم ايضا على شركه وشره ولهذا قال ويقول يا ليتني لم اشرك بربي احدا والله تعالى ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله بجنته ذهب عنه ما كان يفتخر به من قوله لصاحبه انا اكثر منك ما لو اعز نفرا فلم يدفع عنه من العذاب شيء اشد ما كان اليهم حاجة وما كان بنفسه منتصرا وكيف ينتصر ويكون له انفصال عن قضاء الله وقدره الذي اذا امضاه وقدره لو اجتمع عنه السماء والارض؟ ولا يستبعد من رحمة الله ولطفه ان صاحب هذه التي احيط بها تحسنت حاله ورزقه الله الانابة اليه وراجع رشده وذهب تمرده وطغيانه بدليل انه يرضيه ويعاقبه في الدنيا واذا اراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا وفضل الله لا تحيط به الاوهام والعقول وما ينكره الا ظالم جهول ولكن الولاية لله حقه هو خير ثوابه وخير عقبى اي في تلك الحالة التي اجرى الله فيها العقوبة من امن وعمل صالحا وشكر الله ودعا غيره لذلك تبين وتوضح ان الولاية الحق لله وحده فمن كان مؤمن به تقيا كان له وليا فثوابه ففي هذا ففي هذه العظيمة اعتبار بحال الذي انعم الله عليه نعما دنيوية فالهته عن اخرته واطوته وعصى الله فيها ان مآلها تعوض محلال انه ان تمتع بها قليلا فانه يحرمها طويلا. وان العبد ينبغي له اذا اعجبه شيء من ماله او ولده ان يضيف نعمة يا موليها ومسيها وان يقول ما شاء الله لا قوة الا بالله. ليكون شاكرا لله متسبيا للقاء نعمته عليه من قوله قلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله الدنيا وشهواتها ما عند الله من الخير لقوله كما لو ولدا فعسى ربي ان يؤتين خيرا من جنتك لا ينفعني ان لم يعينا على طاعة الله كما قال وما اموالكم ولا اولادكم تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا بسببه على المؤمنين هي الولاية لله الحق هو خير ثواب وخير عقبى. الايات يقول النبي صلى الله عليه وسلم اصلا الحياة الدنيا فقال له متى ورأيت ذوينا الى الصخرة؟ الم تعلم حين او ان الليل الى تلك الصخرة المعروفة بينهما فاني نسيت الحوت لانه سوى في ذلك واتخذ سبيله بالوحي عجبا اي لما انسرق في البحر ودخل فيه كان ذلك من عذاب قال المفسرون كان ذلك المسلك للحوت سربا سربا ولموسى وفتاه عجبا ويؤذن ايهما اولى بالاثار وانما وانما مثل هذه الحياة الدنيا كمثل المطر ينزل على الارض فيختط نباتها تنبت من كل زوج بهيج. فبين زهرتها وزخرفها تسر ناضية وتفرح المتبرعين وتأخذ بعيون الغافلين اذا اصبحت شيما تضر الرياح فذهب ذلك النبات الناظر والزهر الزاهر والمنظر البهي فاصبحت الارض امرأة ترابا قد انحرف عنها النظر وصرف عنها البصر ووحشت القلب كذلك هذه الدنيا بينما صاحبها قد قد اعجب بشبابه وفاق في اعنقانه واترابه وحصن درهمها ودينارها واقتضت من لذتها ازهارا وخاض في الشهوات بجميع اوقاته وظن انه لا يزال فيها سائر ايامه اذ اصابه الموت او التلف لماله فذهب عنه سروره وزالت لذته وحضوره واستوحش قلبه من لآم وفارق شبابه وقوته وماله والفاظ بصالح بصالح اعماله. هنالك يعض الظالم على يديه حين يعلم حقيقة ما هو عليه ويتمنى العودة الى الدنيا ليستدرك ما فرط منه من الغفلات بالتوبة والاعمال الصالحة. فالعاقل الحازم يعرض على نفسه هذه الحالة ويقول لنفسه قدري لانك قد مت ولابد ان تموتي فيلحاتي تختارين الاغترار بزخرف هذه الدار والتمتع بها كتمتع بالانعام السارحة ام العمل لدائن وظلها وفيها ما تشتهي الانفس وتناول هذا يعرف توفيق العبد من خذلانه وربحه من خسرانه ولهذا اخبرت عن ان المال زينة الحياة الدنيا اي ليس وراء ذلك شيء وان الذي يبقى ان الانسان ينفعه ويسره الباقيات الصالحات وهذا يشمل جميع الطاعات الواجبات المستحبة الواجبات المستحبة من حقوق الله من حقوق عباده من صلاة وزكاة وصدقة وحج وعمرة وتسبيح وتحميد وتمام وتكبير وقراءة وطلب علم نافع وامر بمعروف ونهي عن منكر وصلة رحم وبر والدين دين وقيام والدين وقيام بحق الزوجات والممالك والبهائم وجميع الوجوه الاحسان الى الخلق. كل هذا من الباقيات الصالحات فهذه خير عند الله ثوابا وخير ام لا. فثوابها يبقى ويتضاعف على الاباء ويؤمل اجرها وبرها ونفعها عند الحاجة. فهذه التي ينافسون ويستبق اليها العاملون ما جد في تحصيلها المجتهدون. وتأمل كيف مما ضرب الله مثلا الدنيا وحالها ذكر ان الذي فيها نوعان نوع من يتمتع بها يخبر تعالى عن حال يوم القيامة وما فيه من الاموال المقلقلة والشدائد المزعجة فقال ويوما سير الجبال ثم يجعلها كالعين المنفوس ثم هباء منبتا وتبرز الارض فتصير طاعا ولا امتا ويحشر الله جميع الخلق على تلك الارض فلا يغادر منهم احدا فلا يغادر منهم احدا بل يجمع الاولين والاخرين وقعوا للبحار ويجمعهم بعد ما تفرموا ويعيدهم بعد ما خلقا جديدا ويعرضون عليه صفا ليستعرضهم وينظر في اعمالهم ويحكم فيهم بحكمه العدل الذي لا جبر فيه ولا ظلم ويقول لهم لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة بل اي بلا مال ولا اهن ولا عشرة ما معهم الا الاعمال التي عملوها والمكاسب في الخير والشر التي كسبوها. كما قال تعالى لجئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين انهم فيكم شركاء وقال هنا مقاتلين البعث وقد شاهدوه عيانا لزعمتم ان لن نجعل لكم موعدا اي انكرتموه الجزاء عن الاعمال الله وعيده فها قد رأيتموه وذقتموه. فحينئذ تحضر تلك كتب الاعمال التي كتب الملائكة الابرار فتطير لها القلوب. وتكاد الانصار الصلاب تذوب ويشفق منها المجرمون فاذا رواها عليهم اعمالهم محصن عليهم اقوالهم وافعالهم. قالوا يا ويلتنا ما لهذا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. اي لا يترك خطيئة صغيرة ولا كبيرة الا وهي مكتوبة فيه محفوظة. لم ليس منها عمل سر ولا علانية ولا ليل ولا نهار. ووجدوا ما عملوا حاضرا لا يغدرون عن كره ولا يظلم ربك احدا. فحينئذ يجازون بها ويقررون بها ويخزون ويحق ويحق عليهم العذاب ذلك بما قدمت ايديهم وان الله ليس بظلام للعبيد بل هم غير خالدين من عدله وفضله. احسنت بارك الله فيك القراءة مع الشيخ عبد السلام. ان شاء الله نسأل الله ان يبارك لنا وننتهي من سورة الكهف. نعم قال رحمه الله تعالى تفسير قوله تعالى الملائكة تسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لاياتكم ورت على عداوة ابليس لادم وذريته وان الله يجوز للانسان بالوحي والالهام ان يقتل انسان مهما كان صالحا هو ذكره بالعبودية لانه عملك ولم يذكره بالنبوة. نعم. ومنها ان العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان علم مكتسب يدرك العبد بجده بجده واجتهاده ونوى امر الملائكة بالسجود لادم اكراما وتعظيما امتثالا لامر الله تعالى فامتثلوا ذلك الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه. وقال اسجد لمن خلقته طينا وقال انا خير منه فتبين بها الاعداءة لله ولابيه. فكيف تتخذونه وذريته والشياطين اولياء من دونهم لكم عدوهم ليس للظالمين بدلا بئس ما اختاروا لانفسهم من ولايات الشيطان الذي لا يأمرهم الا بالفحشاء والمنكر عن ولاية الرحمن الذي كل السعادة والفلاح والسرور في ولايته وفي هذه الاية حث على اتخاذ الشيطان عدوا والاغراء بذلك وذكر سبب لذلك وانه لا يفعل ذلك الا ظالم ولولده كفر اوليائهم الطاغوت يخرجونه من النور الى الظلمات وقال تعالى انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله. قوله تعالى ما اشهدتم خلق السماوات والارض ولا خلقا الايات. يقول تعالى ما اشدت الشياطين وهؤلاء المضلين قحا قد السماوات والارض ولا خلق انفسهم اي ما حضرتم ذلك ولا شاورتم عليه فكيف يكونون خالقين لشيء من ذلك المتبرد بالخلق والتدبير والحكمة والتقدير هو الخالق هو الله الخالق كل الاشياء كلها المتصرف فيها بحكمته فكيف يجعل له شركاء من الشياطين يوالون ويطاعون كما يطاع الله وهم لم يخلقوا. ولم يشهدوا ولم يشهدوا خلقا ولم يعاونوا الله تعالى. ولهذا قال ما كنت متخذا المضلين عضوا معاونين ظاهرين لله على شان من شري ما ينبغي ولا يليق بالله ان يجعل له قسط من اتى به لانهم ساعون الى اظلال الخلق والعداوة ربهم. فاللائق ان يقصيهم ولا ولما ذكر حال من اشرك بالله به في الدنيا وابطل هذا الشرك غاية الابطال وحكم بجهل صاحبه وسلفه اخبر عن حالهم مع شركائهم يوم القيامة. وان الله يقول لهم نادوا شركاء بزعمكما اي على مودي بزعمكم الفاسد والا في الحقيقة ليس لله شريك في الارض ولا في السماء انادوهم لينفعوكم ويخلصوكم من الشدائد الشدائد فدعوا فلم يستجيبوا لهم لان الحكم والملك يومين باذن الله لا احد يملك مثقال ذرة من نفع لنفسه ولا لغيره وجعلنا بينهم بين المشركين وشركائهم موبقا مهلكا يفرق بينهم وبينهم ويبعد بعضهم عن بعض ويتبين بين العداوة الشركاء لشركائهم وكفرهم بهم وتبريهم منهم. كما قال تعالى واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعها ولم يجدوا عنها لما كان يوم القيامة حصل من حصل وحصل من من الحساب ما حصل وتميز كل فريق من اعمالي محقق كلمة العذاب على المجرم او فراغ جهنم قبل دخولها فانزعجوا واشتد قلقهم لظنهم انهم مواقعها ظن قال المفسرون انه بمعنى اليقين ايقنوا انهم داخلوها ولم يجدوا عنها مصرفا معدلا يعدلون اليه ولا شافع له من دون الله من دون اذنه وفي هذا من التخفيف والتري ما ترعد له والقلوب طريق موصول الى العلوم النافعة والسعادة الابدية في كل طير يعصم من الشر والهلاك في امثال الحلال والحرام والجزاء الاعمال والترهيب والترهيب واخبار الصادقة النافعة للقلوب اعتقادا ونورا وهذا مما يوجب التسليم لهذا القرآن وتلقيه بالانقياد والطاعة وعدم منازعة له في امر من ومع ذلك كان كثير من الناس يجادلون في الحق بعد ما تبينوا يجادلون بالباطل يدحضوا به ولهذا قال وكان الانسان اكثر شيء جدلا مجادلة ومنازعة مع ان ذلك غير لائق بهم ولا عدل منهم والذي اوجب له ذلك عدم الايمان بالله انما هو الظلم والعناد لا للقصور في بيانه وحجة وبرانه والا فلو جاءهم العذاب وجاءهم ما جاء قبلهم وجاءهم ما قبله لم تكن هذه حالهم ولهذا قال ومنع الناس من هدى ويستغفروا ربهم الاية ما منع الناس من الايمان والحال وان الهدى الذي يحصل به الفرق بين الهدى والباطل والحق من الهدى والضلال والحق والعباد قد وصل اليهم وقامت عليهم حجة الله فلم يمنعهم من عدم البيان بل منعهم الظلم والعدوان عن الايمان فلم يبقى الا ان تأتيهم سنة الله الاولين من انهم اذا لم يؤمنوا عوجلوا بالعذاب او يرون العذاب قد اقبل عليهم ورأوه مقابلة معاينة فليخافوا من ذلك وليتوبوا من كفره قبل ان يكون العذاب الذي لا مرد له. وما نوصي المرسلين الا مبشرين ومنذرين الاية. لم نرسل الرسل عبثا ولا ان يتخذوا الناس شربا ولا يدعوهم لانفسهم بل ارسلناهم يدعون الناس الى كل خير وينهون عن كل شيء ويبشرونه عن امتثال ذلك الثواب بالثواب العاجل والاجل. وينذرونهم على معصية ذلك بالعقاب العادل والاجل الظالمون والكافرون الا المجادلة الباطل به الحق فسعوا في نصر الباطل مهما امكنهم وفي طهد الحق وابطاله واستهزأ برسول الله واياته وفرحوا بما عندهم من علم ويأبى الله الا يتم نورا ولو كره الكافرون الحق على الباطل ولنقلب بل نقذف بالحق على الباطل فان نغفل والزاقر من حكمة الله ورحمته ان تقييده المبطلين والمجادلين والحق بالباطل من الارض من اسباب حق وتبيين شواهد وادلة وتبيين الباطل وفساده فبضد ان تتبين الاشياء فانه لا يعظم ظلما وذاك رجل ومن من عبد ذكر بايات الله يبين له الحق بالباطل والهدى من الضلال وخوف ورهب ورهب ورغب فاعرض عنها ولم يتذكر ما ذكر ولم يرجع عما كان عليه ونسي ما قدمت يداه من الذنوب. ولم يراقب علام الغيوب فهذا اعظم ظلما من المعرض الذي لم تأتيه ايات الله ولم يذكر بها وان كان فانه اشد غضبا منها ذلك والعاصي على بصيرته وعلم اعظم ممن ليس كذلك ولكن الله تعالى عاقبه بسبع راضع ان يأتي ونسيان لذنوبه ورضاه لنفسه حالة الشر مع ليبيا ان ان سد عليه ابواب الهداية بان جعل على قلبها كنة يعطيها محكمة تمنعهم ان يفقه الايات وان سمعها فليس امكانية الفقه الذي يصل الى القلب وفي اذانه مقرا صمم ان يمنعه من وصول الايات ومن سماعه على وجه الانتفاع. وان كانوا بهذه الحالة فليس لهدايتهم سبيل وان تدعون الى الهدى فلن يهتدوا اذا ابدا لان الله الا ان الذي يرجى ان يجيب الداعي الهادي من ليس عالما واما هؤلاء الذين ابصروا ثم عموا رأوا طريق الحق وتركوه وطريق الضلال فسلكوه وعاقبهم الله باقفال القلوب والطبع عليها فليس في هدايتهم حيلتهم على طريق وفي هذه الاية التخويف لمن ترك الحق بعدما علموا ان يحال بينه وبينه تمكن منه بعد ذلك مما هو اعظم مرهب وزاد عن ذلك. ثم اخبرتها على عن سعة مغفرته ورحمته وانه يغفر الذنوب ويتوب على الله تعالى على ما يتوب يشمل باحسان وانه لو اخذ العباد على ما قدمت ايديهم لذنوبهم عجل لهم العذاب ولكنه تعالى حليم لا يعجل عقوبته بل يمهل ولا يهمل والذنوب ولابد من وقوع اثارها وان تأخرت عنها مدة طويلة. ولهذا قال بل لهم موعد لا يجدوا من دونهم. وان له موعد يجازون فيه باعمالهم لابد لهم منه ولا ممدوحة لهم عنه ولا ملجأ ولا محيد عنه سنته في الاولين والاخرين انه لا يعادله بالعقاب لسيدهم الى التوبة والانابة فان تابوا وانا غفر لهم ورحمهم وزال عنهم عقابه الا فان استمروا على ظلمهم وعنادهم وجاء الوقت الذي جعله موعدا لهم انزل بهم بأسهم ولهذا قال وترك وتلك القرى اهلكناها اهلكناهم لما ظلموا بظلمهم لا بظلم منا وجعلنا لمهلكهم موعدا وقتا مقدرا لا يتقدمون عنه ولا يتأخرون قوله تعالى وقال موسى الفتاه لابره حتى ابلغ مجمع البحرين الايات النبي موسى عليه السلام من شدة رغبته في الخير وطلب العلم انه قال لفتاوى خادم يلازمه في حظر وسفره وهو يوشع ابن النون الذي نبهه الله بعد ذلك لا يبرح حتى ابلغ مجمع البحرين لا يزال المسافر وان طالت علي الشقة ولحقتني المشقة حتى الى مجمع البحرين وهو المكان الذي اوحى اوحي اوحي اليه انك ستجد فيه عدة من عباد الله العالمين عنده من علم ما ليس عندك او امضي مسافة طويلة معنى ان الشوق والرغبة حمل موسى ان قال فتى غازيا وقال وهذا عزو منه جازم فلذلك الله فلما بلغ هو وهتاه مجمع بينهما كان معه حوت يتزودان منه وياكلان قد وعد انه متى ما متى فقد الحوت فتم ذلك العبد الذي قصدته واتخذ فاتخذ ذلك الحوت سبيله طريقه في البحر هذه من الايات قال المفسرون ان ذلك الحتى الذي كان يتزودان منه لما وصل الى ذلك المكان اصابه البحر من سرب باذن الله في البحر وصار مع حيواناته حيا. فلما جاوز موسى وفاتاه مجمع البحرين قال موسى الفتاه واتنا غدا لقد لقينا من سفرنا السفر المجاور المجاوز فقط والا فالسفر الطويل الذي وصل به لم يجد من التعب فيه وهذا من الايات والعلامات الدالة لموسى على وجود وبه وايضا فان الشوق المتعلق بالوصول الى ذلك المكان سهل لهما الطريق فلما تجاوزا غايتهما وجدا مس التعب فلما قال موسى لفتاه وهذه فلما قال لي له فتاوى هذا القول وكان عند موسى وعد من موسى وعد من الله انه اذا فقد الحوت وجد الخضر فقال موسى ذلك ما كنا انا بغينا طوب فارتدا رجع على ثاني ما قصر رجع يقصان اثرهما الى المكان الذي نسي فيه الحوت. فلما وصل اليه وجد عبدا من عباده الخضر وكان عبدا صالحا لا نبينا اتيناه رحمة من عندنا اعطاه الله رحمة خاصة بها ازداد علمه وحسن عمله علمناه من لدنا اي من عندنا علما وكان قد اعطي من علما الم يعطى موسى وان كان موسى عليه السلام اعلى منه باكثر الاشياء وخصوصا في العلوم الايمانية والاصولية لانه من اولي العزم للمرسلين والذي فضلهم الله على سائر الخلق من العلم والعمل وغير ذلك. هذا احد الاقوال انه عبد صالح. والاخر انه نبي والاخر انه ملاك. وانا اذهب الى آآ رأي شيخي ابو زكريا رحمه الله انه كان ملكا يمشي على صورة رجل. نعم فلما اجتمع به موسى قال من هو على وجه الادب والمشاورات والاخبار عن مطلبه هل اتبعك على ان تعلمني اما علمت رشدا؟ هل اتبعك على ان تعلمني بما علمك الله به ما به يسترشد يعرف به الحق في جميع القضايا وكان الخضر قد اعطاه الله من الالهام والكرامة ما به يحصل له الاطلاع على بواطن كثير من الاشياء التي خفيت حتى على موسى عليه السلام قال والخضر فقال الخضر لموسى لا امتنع من ذلك ولكنك لن تستطيع معي صبرا لا تقدر على اتباع ملازمته لانك ترى ما لا تقدر على الصبر عليه من الامور. التي ظاهرها وغير ذلك ولهذا قال وكيف تصبر على ما لم تحيط به خبرا؟ اي كيف تصبر على امر ما احط بباطنه وظاهره وعلمت المقصود منه وما اله. فقال موسى ستدري ان شاء الله صابر ولا يعصي لك امرا هذا اعزم منه قبل ان يوجد شيء ممتحن به والعزم شيء هو ووجود الصبر شيء اخر ولذلك ما صبر موسى عليه السلام حين وقع الامر فحين اذ قال له الفضل فان اتبعت تاني بلد سامع شيئا حتى اواجه ذلك منه ذكراي لا تبتدئني بسؤال منك. وانكار حتى حتى اكون انا الذي اخبرك بحاله في الوقت الذي ينبغي اخبارك به فناء وعن سؤاله وعده ان ان يوقفه على حقيقة الامر. فانطلقا حتى اذا ركب في السفينة خرقا اقتلع الخضر منها لوحا وكان مقصود في ذلك سيبينه فلم يصبر موسى عليه السلام لان ظاهره انه منكر لانه عيب للسفينة وسبب من غرق اهله او لهذا قال موسى خرقتها لتورغ اهلها لقد جئت شيئا امرا عظيما شنيعا وهذا من عدم صبره عليه السلام. فقال له الخضرة الم اقل لك انك لم تستطيع معي صبرا فوقع كما اخبرتك وكان هذا من موسى نسيانا قالت واخذني ما نسيت ولا تعسر علي الامر واسمح لي فان ذلك وقال اودي النسيان فلا تؤاخذني او في اول مرة فجمع بين قواربه والعذر منه لك ايها الخضر والشدة على صاحبك فسمح عنه الخضر فانطلق حتى اذا لقي غلاما صغيرا فقتله الخضر واشتد موسى بالغضب واخذت الحمية الدينية حين قتل ولا من صلى لم يدرك فقال قتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا واي نكر مثل قتل الصغير الذي ليس عليه ذنب لم يقتل احدا وكان موسى نسانا وهذه غير نسيان ولكن عدم صبر. فقال له الخضر معاتبا ومذكرا لم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا فقال له موسى ان سألتك عن شيء بعد هذه المرة فلا تصاحبني ما انت بذلك وبترك شفته قد بلغت من الدين من لدني عذرا اعذرت مني ولم تقصر هذا من الادلة انه لم يكن عبدا صالحا آآ رجلا يعني لانه كيف يعلم ان هذا الابن سيظل الا بوحي فاما ان يكون نبيا واما ان يكون ملكا ما له طريق اخر. اما استدلال الصوفية بانه آآ كشف له الحجاب. فبالكشف علم ذلك فهذا من من ما يكون ولا يصح الاستدلال به. نعم. قال تعالى فانطلق حتى اذا اتى اهل قرية استطعم اهلها يضيفوهما فوجد فيها جدارا يريد ان ينقض اي قد عاب واستهدم فقام. فاقامه فاقامه الخضر اي بناه وعاد جديدة فقال له موسى ولو شئت لاتخذت علي اهل هذه الاهل وهذه القرية لم يضيفونا مع وجوب ذلك عليهم وانت تبنيه من دون اجرة وانت تقدر عليها فحينئذ لم يف موسى عليه السلام ما قال واستعذر الخضر منه فقال له هذا فرق بيني وبينه كما انك شردت ذلك على نفسك فلم يبقى الان عذر ولا موضع للصحبة سأنبئك بتويل ما لم تستطع عليه صبرا ساخبرك بما انكرت. سأخبرك بما انكرت علي وانبك بأن لي في ذلك من مآرب ما يؤول اليه الأمر. اما التي خرجها فكانت المساكين يعملون في البحر يقضي ذلك الرقة عليهم الرأفة بهم. فاردت ان اعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا كان مرورهم على ذلك الملك الظالم في كل سفينة صالحة تمر عليه ما فيها عيب غصبها واخذها ظلما فاردت ان يكون فيها عيب فتسلم من ذلك الظالم. واما الغلام الذي قتلته فكان ابوه ابواه مؤمنين فخشينا ان يرغقهما طغيان وكفرا كان ذلك الغلام قد قدر عليه انه لو بلغ لارهى قابضه طغيانه لحملهما على الطغيان كفر ما لاجل محبتهما اليه اياه او للحاجة اليه ويحملهما على ذلك. اي فقتلته للاطلاع على ذلك سلامة لدين ابويه المؤمنين واي فائدة اعظم من هذه الفائدة وهو وهو ان كان في اساءة اليهما وقطع لذرية الله تعالى شياطين وذرية ما هو خير منه ولهذا قال فاردنا ان يبدلهما ربما خيرا منه زكاة اي ولدا صالحا ذكيا وواصلا لرحمه. فان الغلام الذي قتل لو بلغ لاعقه ما اشد العقوز بحمله مع الكفر والطيان. واما الجدار الذي اقمته كان لغلامين يأتي من في المدينة وكان تحته كنز لهما كان ابوهما صالحا حالهما تقتضي الرفعة بهما ورحمتهما لكونهما صغيرين. عدما اباهما وحفظهما الله وايضا بصلاح والديهما فاراد ربك يوم الغاء اشدهم ان يستخرجها كنزهما فلهذا اعدمت الجدار واستخرجت ما تحته من كزيما ورددته واعدته مجانا. رحمة من ربك هذا الذي فعلته رحمة من الله اتاها الله عبده الخضر وما فعلته عن امرئ ما اتيت شيئا من قبل نفسي ومجرد ارادتي وانما ذلك من رحمة الله وامره ذلك الذي فسرته لك تأويل ولم تستطع عليه صبرا. وفي هذه القصة العجيبة الجليلة من الفوائد والاحكام والقواعد شيء كثير ينبه على بعضه بعون الله في منها فضيلة العلم بطلب في طلبه وانه اما الامور فان موسى عليه السلام رحم مسافة طويلة ولقي النصر ترك القود عند بني اسرائيل تعليم وارشادهم واختار السفر لزيادة العلم على ذلك هذه الرحلة الوحيدة في العلم المذكورة في القرآن اشرف رحلة مذكورة في القرآن هي رحلة موسى في طلب العلم. نعم. ومنها البدأت فان زيادة العلم علم الانسان اهم من ترك ذلك والاشتغال بالتالي من دون تزود من العلم والجمع بين الامرين اكمل ومنها جواز اخذ الخادم في الحظر والسفر كفاية المؤن وطلب كما فعل موسى وفي منها ان المسافر طلب علم من الجهاد ونحوه اذا اقتضت مصلحة الاخبار بمطلبه واين يريد فانه اكمل من كتمه فان في ظهره فوائد من الاستعداد معدته واتيان الامر على بصيرة واظهار الشوق لهذه العبادة كما قال موسى الابرة حتى لو ابلغ مجمع البحرين امضي حقبا وكما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه حين نزع تبوك حين غزاة تبوك بوجهه مع ان عادت عادته التورية وذلك تبعا للمصلحة منها اضافة الشر واسبابها للشيطان على وجه التسويل والتزيين وان كان الكل في قضاء وقد لقول فتى موسى وما انسانه الا الشيطان ان اذكره. ومنها جواز اخبار الانسان عما هو طبيعة النفس من النصب او الجوع وعطش او اذا لم يكن على وجه التساقط استحبابك ليتم له امره الذي يريده فجميعا لان ظاهر قوله اتنا غدا اضافة الى الجميع انه اكل هو وهما وهو جميعا. ومنها ان المعونة تنزل على العبد على حسب قيامهم المأمور به وان الموافق لامره يعان ما لا يعان عليه غيره لقوله قد قيل بسببنا هذا نصا وان اشارت الى سفر المجاوز لمجمع البحرين واما الاول فلم يشتكي منه التعب مع طوله لانه هو السفر على الحقيقة واما الاخير فالظاهر انه بعض يوم لانهم فقدوا الحوت حين او الى الصخرة في الظاهر وانهم باتوا عندها ثم ساروا من الغد حتى اذا جاء وقت الغداء قال واتنا غدانا فحينئذ تذكر انه نسي في الموضع الذي اليه منتهى منتهى قصدي. ومنها ان ذلك العبد الذي لقيه وليس نبيا بل عبدا صالحا لانه وصفه بالعبودية وذكر منة الله عليه والرحمة والعلم ولم يذكر رسالته ولا نبوته ولو كان نبيا لذكر ذلك كما ذكر ذكر غيره واما قوله في اخر القصة وما فعلت على امري فانه لا على انه نبينا وانما يدل على الاهم والتهديد. كما يكون لغير الانبياء كما قال تعالى اوحينا الى ام موسى نرضيه فاوحى ربك للنحل ان اتخذ من الجبال بيوتا ومنها ان العلم. يعني هل علم لدنيا يهبها الله تعالى لمن يمن عليه من عباده لقوله وعلمناه من لدنا علما ومنها التأدب مع المعلم والخطاب المتعلمية والطف خطاب لقوم موسى ان هذا العلم اللدني ليس بالتعليم يؤكد انه ملك. انما يتلقى لان العلم الا الدنيا يتلقى من الله. لا يتعلم وهذا لا يمكن ان يكون الا للانبياء والمرسلين والملائكة. نعم موسى عليه السلام الذي لا يظهر المعلم افتقاره الى علمه. بل يدعي انه يتعاون هو واياه بل ربما ظن انه يعلم معلمه وهو جاهل جدا فالذل معلم اظهار الحاجة الى تعليم من انفع شيء للمتعلم. ومنها تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه فان موسى بلا شك افضل من الخطر ومن تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يتمهر فيه ممن مهر فيه وان كان دون فعله بدرجات كثيرة من موسى عليه السلام ونور العزيز والمرسلين الذي منحهم الله واعطاهم من علم ما لم سواهم ولكن في هذا العلم الخاص كان عند الخذل ما ليس عنده فلهذا حرص على التعلم منه فعلى هذا لا ينبغي للفقيه المحدث محدث اذا كان ونحوي من العلوم ان لا يتعلمه ممن مهر فيه وان لم يكن محدثا ولا فقيها. ومنها اضافة العلم غيره من فضائل الله تعالى بذلك وشكر الله عليها لقوله تعلم ما علمت ائمة علمك الله تعالى ومنها ان العلم النافع والمرشد الى الخير فكل علم يكون فيه رشد وهداية لطريق الخير وتأذير من طريق الشر واسئلته لذلك فانه علم نافع وما سوى ذلك انه ليس به فائدة لقوله تعالى ان تعلمني مما علمت رشدا. ومنها ان من ليس له قوة الصبر على صحبة العين والعلم يحسن الثبات على ذلك فانه يفوت وبحسب عدم صبره كثير من علمه فمن لا صبر له لا يدرك العلم ومن استعمل الصبر ولازمه ادرك بذكره كل امر سعى فيه لقول موسى بذكر المانع لموسى بالاخذ عنه انه لا يصبر معه. وانتم رأيتم في اول يوم كان الحضور كم؟ ها واليوم يعني الصبر. العلم يحتاج الى صبر نعم ومنها نسبا كبيرا حافظت اللسان علما وخبرة بذلك الامر الذي الذي امرت امره. احسن الله اليكم الذي امر بالصبر عليه والا فالذي لا يدري ولا او لا يدري غايته ولا نتيجة ولا فايتة وثمرته وليس عنده سبب الصبر لقوله تعالى وكيف تصبر على ما لم تعط خبرة وفجأة للمدمن عدم الصبر عدم احاطته خبرا بالامر. ومنها امر الامر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة الى الحكم على شيء حتى يعرف ما يراد منه وما هو ومنها تاريخ الامور ليس التي من احوال العباد بمشيئته والا يقوى الانسان بشيء في ذلك المستقبل الا ان يقول ان شاء الله. ومنها ان العزم على خير شيء ليس بمنزلة فان موسى قال سجد ان شاء الله صابرا فوطأ نفسه على الصابر ولم يفعله. ومنها ان المعلم اذا رأى المصلحة في ازاعه المتعلم ان يترك الابتداء في السؤال عن بعض الاشياء حتى يكون المعلم هو الذي يقف عليها فان المصلحة تتبع فان المصلحة تتبع كما اذا كان فهمه قاصر ونهاه عن الدقيق في سؤال الاشياء التي غيرها من هؤلاء في الذهن او يسأل سؤالا يتعلق في موضع البحث. ومنها جواز ركوب البحر بغير الحالة التي يخاف منها ومن ان الناس غير ما اخذ بلسانه لا في حق الله ولا في ظهوره عبادة قولوا لا تؤاخذون ما نسيتم منها انه ينبغي للانسان ان يأخذ من اخلاق الناس ومعاملاتهم والعفو منها وما سمحت به انفسهم ولا ينبغي لهم ان يكلفهم ما لا يطيقون ويشقى ويرهقه فان هذا مدعاة الى النفور منه بل يأخذ ما تيسر ليتيسر له الامور والدماء وغيرها فان موسى عليه السلام انكر على الخضر خلقت خرقه السفينة وقتل الغلام وان هذه الامور ظاهرة وانها من المنكر وموسى عليه السلام لا يسعى السكوت عن ابي غير هذه الحالة التي علي الخضرة فاستعجل عليه السلام بادر الى الحكم في حالته العامة. ولم يلتفت الى هذا العريض الذي يوجب عليه الصبر وعدم مبادرته الى الانكار ومنها القاعدة الكبيرة وانه ادفعوا الشر الكبير وارتكاب الشر الصغير. ويرى اكبر مصلحتين بتفويت ادناهما فان قتلى غلام شر. ولكن بقاءه حتى من دون قتله وعصمته وان كان يظن انه خير في الخير وبقى يده لابويه وايمانهما خير من ذلك ولذلك قتل الخضرة وتزاحموا مصالح المفاسد كلها داخل في هذا. ومنها القاعدة الكبيرة ايضا هي ان على الانسان في مال غيره اذا كان على وجه المصلحة وازالة وسددتانه يجوز ولو من اذنهن حتى ولو ترتب على عمله اتلاف بعض مال غير حد كما خرق الخضر سمينة وتسلى من غصب ملك الظالم على هذا لو وقع فحرق او غرقا ونحوهما في دار انسان او مال او هدو بعض الدار فيه سلامة البغي بل شرع له ذلك حفظا لمال الغير وكذلك لو اراد مال الغير ودفع اليه انسان بعض المال فداء للباقي جاز ولو من غير اذن. ومنها ان العمل يجوز في البحر كما يجوز في البر قوله يعملون في البحر ولم ينكر عليهم له من ال مسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفاية ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة لان الله اخبر ان هؤلاء مساكين لهم سفينتهم منها ان القتل من اكبر الذنوب لقوله في قتل الغلام شيئا نكرا ومنها ناقتنا قصاصا غير منكر لقوله بغير نفس ومنها ان العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته من ان خدمة الصالحين ومن يتعلق بهم افضل من غيرها لانه على الاستخراج. ومنها استعمال الادعية مع الله تعالى في الالفاظ فان الخضراء واما الخير كما قال ابراهيم عليه السلام وقدره ومنها انه ينبغي للصاحب ان لا يفارق صاحبه في حالة من الاحوال اترك صحبته حتى يعد حتى يعتبه ويعذر منه كما فعل الخضر مع موسى ومنها ان موافقة الصاحب لصاحبه في غير الامور المحظورة مدعاة وسوء لبقاء الصحبة كما ان ادم الموافقة لسبب لقطع المرافقة. ومنها انها ان هذه القضايا التي اجراها الخضر هي قدر محض نجراه الله جعلها على يدها العبد الصالح ليستدل العباد بذلك على الطاف وانه يقدر على العبد يقدر على امور يكرهها جدا وهي صلاح ديني كما فيها قضية الغلام او هي صلاح دنيا وكما هي قضية السفينة براء فاراهم نموذجا من لطفه وكرمه ليعرفوا ويرضوا غاية الرضا باقدارهم كريهة. احسنت بارك الله فيك ما استطعنا ان نخرج من الكهف لكن ان شاء الله نقرن غدا مريم وطه والانبياء. ها؟ لا لا فجر عندنا دوامات يا شيخ. لكن اه قصة اه الخضر مع موسى في جلسة مع بعظ طلاب العلم اخرجنا فيه اكثر من مئة فائدة لطالب العلم. فيه اكثر من مئة فائدة لطلب العلم. اداب طالب العلم لا تستخرج من قصة الخظر مع موسى. فكلما جاءك كسل او فشل في طلب العلم تأمل قصة موسى يتبين لك شيء كثير ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك