حاجة هنا لا اثم عليه. ان الله غفور رحيم. ومن رحمته اباح اكل هذه محرمات وقت الضرورة ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك بعد عرض النهاية المرة التي انتهى اليها اهل الشرك والكفر. وهي الخلود في النار نادى الله سبحانه وتعالى البشرية جمعاء. وامرهم بان يتمتعوا بما احله لهم من الطيب بعد ونهاهم عن اتباع وساوس الشيطان وهدى القلوب للذة وبحكمة بخلاصة التفسير للقرآن لا تهجروا القرآن يا احبابي. فهو الشفيع لنا بيوم حساب وهو المعلم يا اولي الالباب. هيا بنا احيا به هيا بنا بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا تبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين الله تعالى ينادي البشرية ده كلها مؤمنهم وكافرهم. بنداء فيه منة وانعام عليهم. يدعوهم الى تمتعي بطيبات الحياة الدنيا. من ثمار وحبوب وفواكه ولحوم وغير ذلك ما دام اجتمع فيه امران. الامر الاول حلالا. اي حلالا في طريقة كسبه ليس بغصب ولا سرقة ولا محصلا من وجه محرم. والامر الثاني طيبا. اي مستطابا في نفسه غير خبيث ولا ضار بالابدان والعقول. كالميتة والدم والخنزير والخمر. والخبائث كلها ثم نهاهم الله تعالى عن اتباع مسالك الشيطان. والخطوات التي يمهدها وللبشر حتى يقعوا في شركه. فهو ظاهر العداوة ولا يريد ببني ادم الا الاظرار او الخسارة وان يكونوا من اصحاب السعير انما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. ومن رحمة الله تعالى بعباده لم يكتفي بالتحذير من خطوات الشيطان. حتى اوضح لنا كيفية عداوة الشيطان وفنون شره وافساده. فالشيطان يزين لكم ما هو سيء في ذاته. وفاحش في نفسه من انواع المعاصي القبيحة مما يستفحشه من له عقل. بل الشيطان يأمرهم بما هو اشنع واعظم من ذلك حيث يأمرهم بان يتقولوا ويفتروا على الله ما لا يعلمونه ما في الشرائع كتحريم ما احل الله. او اباحة ما حرم الله. واما في العقائد كادعاء الشريك والولد والصاحبة لله سبحانه وتعالى. وهذا هو الهلاك بعينه العياذ بالله واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا قالوا بل نتبع ما الفينا عليه انا اولو كان لا يعقلون شيئا ولا يهتدون اولئك الذين اتبعوا خطوات الشيطان وقالوا على الله بلا علم ان ولا برهان اذا قيل لهم اتبعوا ما انزله الله تعالى من القرآن والسنة اعرضوا عن ذلك قالوا لا بل نتبع ما وجدنا عليه اباءنا ونقلد اسلافنا. عجبا ايتبعون اباءهم ولو كانوا لا يعقلون شيئا من امور الدين بل يتخبطون تخبط الاعمى ولا يهتدون الى الحق والهدى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا صن بكم عمي فهم لا يعقلون هؤلاء الكفار المقلدون لغيرهم في العقيدة مثلهم في ضعف عقولهم كمثل الراعي الذي سلموا اغنامه. فهذه الاغنام تسمع الكلام. ولكنها لا تفهم ولا تعي ما يقال فحال الكفار المقلدين كحال البهيمة. بل اسوأ الكفار يعطلون حواس كلها من سمع ونطق وبصر لا يريدون سماع الحق ولا النطق بالحق ولا رؤية الحق ولهذا هم لا يعقلون الهدى والخير. الذي يدعوهم اليه الاسلام يا اهل القرآن ان مثل هذه الامثال تزيد اهل الايمان معرفة باحوال الكفار وطبيعتهم وتحقر الى الكافر نفسه اذا سمع هذا المثل حيث سيره كالبهيمة فيضيق صدره فيكون زاجرا ورادعا له عن ان يسلك طريقة التقليد الاعمى انه يباشر في توظيف حواسه ليعرف الله يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا اه واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون يا من امنتم بالله تعالى كلوا من الوان الطيبات التي احللناها لكم من ثمار وحبوب وفواكه ولحوم وشتى انواع الرزق الحلال. وهذه النعم العديدة لا تزداد وبركة ودوما الا بشكر المنعم سبحانه. فيا اهل الايمان ان كنتم دون الله تعالى وحده حقا فكلوا من هذه الطيبات واشكروا الله تعالى. يا اهل القرآن لا يفهم هذه الاية حق فهمها الا من كان عارفا بتاريخ المذاهب والاديان قبل ظهور الاسلام فان المشركين واهل الكتاب كانوا فرقا واصنافا كل منهم من حرم على نفسه اشياء معينة من المأكولات او الحيوانات. فمثلا كان المذهب الشائع عند النصارى انه لا يمكن التقرب الى الله تعالى الا من خلال تعذيب النفس. وحرمانها من الطيبات واحتقار الجسد ولوازمه اعتقاد انه لا حياة للروح الا من خلال التعذيب الجسد. وحرم اليهود على انفسهم اشياء وحرم تريكون على انفسهم اشياع. ثم تفضل الله تعالى على هذه الامة بان جعلها امة صداع وهبها دستور وسطا يعطي الجسد حقه والروح حقها. فاحل الله وتعالى لنا الطيبات وامرنا بالشكر عليها. فلم نكن جسمانيين محضا كالانعام. ولا خلص كالملائكة. وانما جعلنا بشرا كمل بهذه الشريعة المعتدلة فله الحمد والشكر والثناء الحسن انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم الله تعالى وحده هو الذي يشرعوا للناس الحلال والحرام. لا العقل ولا الذوق ولا العرف. وهذا فرع عن التوحيد فمن يخلق ويرزق هو الذي له حق ان يشرع فيحلل او يحرم وهكذا يرتبط التشريع بالعقيدة بلا فكاك. ومن فضل الله تعالى على عباده وجههم الى الترفع عن خبائث الاطعمة والتي فيها ضرر على ابدانهم وصحتهم فحرمها عليهم كالميتة وهي البهيمة التي ماتت حتف انفها. وموتها بهذه الطريقة يؤدي الى فساد جسمها وتعفنها فتتلوث بالامراض. وحرم الله تعالى الدم المسفوح. وهو الدم اهراق من البهيمة بعد ذبحها. فان النفوس الطيبة تأباه مع تلوثه بالجراثيم وكذلك لحم الخنزير. فانه حيوان قذر. لا يأكل الا من القاذورات والنجاسات والطب الحديث يؤيد خطر كل هذه المطعومات على الصحة. الا ان الشريعة الاسلامية سبقت العلم الحديث وهي اولى بالاتباع واجدر بالطاعة. واعظم الاطعمة حريما البهيمة التي ذكر عليها اسم غير الله. حين ذبحها. فهذه كلها محرمات لا يحل تناولها الا في حال واحدة. وهي حال الاضطرار. فمن اضطر الى اكلها غير باغ اي لم يكن طالبا وراغبا فيها لذاتها. ولا عاد اي لم يتجاوز قدر اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمون الله يوم القيامة ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم قال المفسرون هذه الاية نزلت في رؤساء اليهود واحبارهم. كانوا يأخذون من اتباعهم الهدايا والاموال. فلما بعث الله تعالى نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام خافوا ان ضاع تلك المنافع. فكتموا صفة النبي عليه الصلاة والسلام وامر دعوته. التي جاءت في كتبهم فنزلت هذه الاية. والمعنى ان الذين يخفون ما انزل الله في التوراة مما يشهد بصدق النبي عليه الصلاة والسلام ورسالته ويأخذون في مقابل ذلك عوضا قليلا من مال او رئاسة او جاه فاولئك ما ياكلون في بطونهم الا ما يكونوا سببا لتعذيبهم بالنار. ولا يكلمهم الله يوم القيامة. تكليم رحمة ورضا. كما ويكلم المؤمنين بل يكلمهم بما يسوؤهم. ولا يطهرهم من دنسهم وينتظرهم عذاب شديد موجع. والاية وان نزلت في اهل الكتاب لكنها عامة في حق كل من كتم علما يجب اظهاره اذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة اه فما اصبرهم على النار. اولئك الذين كتموا العلم هم الذين اختاروا في الدنيا الضلالة على الهدى. فاستحقوا في الاخرة العذاب بدل الغفران. والجزاء من جنس العمل. فيال العجب! ما ادومهم على عمل المعاصي التي تؤدي بهم الى النار حتى لكأنت انهم باصرارهم هذا يجلبون النار الى انفسهم جلبى. والعياذ بالله ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد وهذا العذاب الاليم الذي استحقه اهل الكتاب هو بسبب طريقة تعاملهم مع الكتب التي انزلها الله والتي بينت الحق. لكنهم اختلفوا في تأويل وتحريف كتبهم. فاظهروا منها يناسبهم واخفوا منها ما يخالف اهواءهم. فاصبحوا في خلاف عيد عن الحق والصواب ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن ان البر من امن بالله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى المساكين وبنى السبيل وبنى السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة وآتى اتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون هذه الاية الكريمة من اعجب الايات واجمع الايات في تحديد معنى البر من الجانب الواقعي. اية تصحح لدينا مفهوم الخير والبر. فالبر لا يرتبط بالمظاهر والصور والاشكال والنمط يرتبط بالحقائق ولب الامور وروح التكاليف. اية ترشدنا الى ان بر انواع ثلاثة. جامعة لكل خير بر في العقيدة وبر في العمل وبر في الخلق اية تعلمنا ان البر ليس في الامور الجدلية والنقاشات العقيمة التي لا تثني في الحقيقة اثرا ولا في الواقع بناء. اية ترشدنا الى ان البر ليس في المظاهر والشكليات كان تتوجه جاء الى المشرق او المغرب في صلاة مظهرية جوفاء كلا البر يبدأ من هنا. ابدأ باصلاح قلبك او ولع. اصلحه وطهره ليرى الله فيؤمن به حقا. ويؤمن بالغيب صدقا. فما العمل الا مدد العقيدة وما العمل الا ثمرة التوحيد. فاذا صلح القلب وامن بالله صلحت الاعمال. واذا صلح القلب وامن بالله كان المرء صادقا في قوله وفعله. يفعل الخير والبر من دافع داخلي لا رياء ولا سمعة ولا رغبة في ثناء الناس. لانه ينتظر ما عند الله تعالى في الاخرة. اذا صلح القلب وامن بالله انطلق المرء ليطرق كل ابواب الخير وشعب البر من بذل النفس والمال ابتغاء مرظعة الله وادخال السرور على خلق الله بعد هذا التمهيد المهم نأتي الى تفسير هذه الاية ومعناها لقد اكثر الناس الكلام في امر القبلة كأن الخير والبر محصورة فيها فليس استقبال جهة معينة في المشرق او المغرب هو قوام الدين ولكن ملاك الخير والبر اولا تصحيح العقيدة من خلال الايمان بالله تعالى وباليوم الاخر والملائكة وبالكتب المنزلة على الانبياء والايمان والرسل والامر الثاني هو بذل المال عن رغبة وطيب نفس للفقراء من الاقارب واليتامى والمحتاجين وللمسافرين الذين انقطع بهم الطريق وللسائلين الذين الجأتهم الحاجة الى السؤال ولغرض عتق العبيد وتحرير رقابهم من الرق والعبودية والامر الثالث المحافظة على الصلاة المكتوبة. والامر الرابع اخراج الزكاة المفروضة والامر الوفاء بالعهد في النفس والمال والامر السادس الصبر في مختلف المواطن في الفقر وفي المرض وعند شدة القتال وهكذا اية واحدة جمعت بين بر العقيدة وبر العمل وبر الخلق. وربطت الجميع برباط واحد لا ينفصم. فالبر كيان واحد عقيدة وعملا وخلقا. فالذين يجمعون بين هذه العناصر كلها هم الذين صدقوا في ايمانهم واولئك هم الذين حققوا مفهوم التقوى. جعلني الله واياكم من المتقين القرآن في اياته ونذوب طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه من لمحاته. انا رابه ارى تسمو بنا بخلاصة التفسير للقرآن قصص به تعطينا اسم العبر تحكي لنا انباء فيها عن قصة الرسل الكرام مع البشر وتكون تبيتا لقلبي حبيبنا. بخلاصة التفسير للقرآن بخلاصة التفسير للقرآن