هذه الامة المحمدية لما قامت بدورها الذي اختاره الله لها وهو نشر كلمة التوحيد في الارض. واحقاق الحق وابطال الباطل. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. استحقت الخيرية والفضل على سائر الامم اه هل في وجودك نعمة القرآنية وروضة تزداد في الوجدان. هل في الوجوه كنعمة القرآن. وروضة تزدان في الوجدان امين وبال عمران ازدهت ارواحنا والزمت بهان مراتي بالاحساني. زهرة نواحي نستظل بظلها بخلاصة التفسير القرآن. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. كنتم خير امة اخرجت تأمرون بالمعروف وتنهون عن وتؤمنون ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم. منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون. يخاطب الله تعالى الاسلام بانكم افضل وابرك امة اظهرها الله على الارض. لتكون طليعة بيدها والريادة. بما انها هي خير امة. وتلك الخيرية حزتموها لحرصكم على بناء على الخير والفضيلة وصيانة حياة الناس من الشر والرذيلة. فتأمرون بالمعروف وتنهون عن منكر وتؤمنون بالله ايمانا حقا. يقول النبي عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه. فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. اني اعلم ان واقع المسلمين اليوم المليئة بالضعف والهوان والفسوق والعصيان قلوب المؤمنين الصادقين. ليكن ذلك دافعا لنا على تبليغ رسالات الله. دون ان نخشى احدا سواه حتى تكون كلمة الله تعالى هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى. وكل وهذا متعب شاق ولكنه كذلك ضروري لاقامة المجتمع الصالح وصيانته ولتحقيق الصورة التي يحب الله تعالى ان تكون عليها الحياة. قال النبي عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم. وفي الشطر الثاني من الاية ترغيب اهل الكتاب في الايمان الصحيح المنجي من عذاب الله. فذكر انه لو امن اليهود والنصارى برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند الله لكان ايمانهم خيرا لهم. منهم فئة قليلة مؤمنة كالنجاة وعبدالله بن سلام والكثرة الكثيرة فاسقة خارجة عن طاعة الله. يأبون الاستسلام لارادة الله في ارسال اخر رسول من غير بني اسرائيل واتباعه وطاعته وان يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون هنا بشر الله تعالى المؤمنين بثلاث بشارات. بان هذه الكثرة الفاسقة من اهل الكتاب مهما بلغت عداوتها لكم فانهم لن يضروكم الا اذى يسيرا بالسنتهم من سب وطعن واستهزاء لا يؤثر في كينونة المسلمين. فان قاتلوكم ينهزمون امامكم ويفرون مولينكم ثم لا ينصرون عليكم ولن تكون لهم شوكة او قوة. وهكذا اذا كان الشأن والحال حين نصر المسلمون ربهم فنصرهم الله. فلقد واجه المسلمون اليهود من قريظة وبني قينقاع وبني النظير واهل خيبر فانتصر المسلمون عليهم انتصارا باهرا وقاتل المسلمون جموع الروم في بلاد الشام وفي مصر. فكان النصر المؤزر حليفا للمسلمين مع قلتهم وكثرة اعدائهم اثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس بغضب من الله واضربت عليهم المسكنة ذلك بانهم كانوا يكفرون كفرون بايات الله ويقتلون الانبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. هنا ذكر الله تعالى بعض العقوبات التي عاقب بها اليهود. فقد لزمهم الذل والهوان اينما وجدوا في بقاع الارض وعاشوا في حماية غيرهم من الامم الاخرى فلا يأمنون الا بامن من الله او بعهد من الناس بمقتضى عهود يعقدونها معهم. ورجعوا بغضب من الله ولزمتهم الحاجة والفاقة فهي محيطة بهم من جميع جوانبهم. وقد وقعت تعليم هذه العقوبات بسبب كفرهم الدائم بايات الله تعالى وقتلهم الانبياء ظلما وطغيانا. وما جرأهم على الكفر والقتل الا لزومهم المعاصي. وتجاوزهم لحدود الله تعالى. هذه هي المؤهلات لغضب الله تعالى. وللهزيمة والذلة والمسكنة. وهذه المؤهلات ليست خاصة بهم بل ان توافرت في اي امة لحقتها العقوبة والخذلان هذا حال غالب اهل الكتاب. وانصافا للقلة الخيرة من اهل الكتاب يعود السياق عليهم بالاستثناء فيقرر ان اهل الكتاب ليسوا بدرجة واحدة. فهناك طائفة من الكتاب مؤمنة بالله تعالى مستقيمة على الحق. ذكر اهل التفسير انه لما اسلم جماعة من اليهود منهم عبدالله بن سلام. وثعلبة بن شعبة واسد بن عبيد قالت احبار اليهود ما امن بمحمد ولا تبعه الا شرارنا. ولو كانوا من خيارنا ما تركوه دين ابائهم. فانزل الله تعالى قوله ليسوا سواء اه اه ليسوا سواء اه من اهل اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات يتلون ايات الله اناء. الليل وهم يسجدون اهل الكتاب ليسوا متساوين في حالهم. بل منهم طائفة مذمومة ومنهم طائفة مستقيمة. هداها الله تعالى الى الاسلام. فصارت ثابتة على الحق من صفات افرادها انهم يتهجدون في الليل بتلاوة ايات الله تعالى حال صلاة القيام وهي صورة مضيئة للمؤمنين من اهل الكتاب. فقد امنوا ايمانا صادقا وكاملا وانضموا للصف المسلم. وقاموا على حراسة هذا الدين ونهضوا بتكاليف الايمان معا يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهى عن هون عن المنكر ويسارعون في واولئك من الصالحين. ومن صفات اهل كتاب الذين اسلموا انهم يؤمنون بالله تعالى على الوجه الصحيح ويؤمنون بكل ما يتعلق باليوم الاخر كالبعث والحشر والحساب والصراط ودخول الجنة والنار. وهم لا يكتفون بصلاح ذواتهم. بل يسعون ايضا الى اصلاح من حولهم فيأمرونهم بالخير والمعروف وينهونهم عن الشر والسوء. ويبادرون الى فعل الخير بلا تأخير. ويغتنمون مواسم الطاعات. وهكذا شأن من اسلم من اليهود والنصارى. مثل الى عبد الله بن سلام ومخيريق بن النضير واسد بن عبيد وصفية بنت حيي بن اخطب والنجاشي وغيرهم فصاروا بذلك في زمرة عباد الله تعالى الاخيار الصالحين. وليس الاشرار الفاسقين. وفي هذا حد على احضار اليهود. حين زعموا ان من امن منهم هم شرارهم لا خيارهم فما اجمل رد القرآن حين شهد لهم بالصلاح. وما يفعلوا من خير يكفرون. والله عليم بالمتقين. بعدما انصف القرآن المؤمنين الصادقين من اهل الكتاب ووصفهم بجملة من الصفات الطيبة جاءت هذه البشارة لهم. بان ما سيقومون به من الطاعات والعبادات لن يضيع ثوابها عند الله. بل سيكافئهم عليها بما هو افضل وابقى فالله عليم باحوال عباده المتقين. وسيجازيهم بما يستحقون من الاجر والثواب اللهم اجعلنا من عبادك المتقين هو روضة تزدان في الوجدان وبآل عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها مراتي بالاحسان زهراء وحي نستظل وبظلها بخلاصة التفسير للقرآن اه اه