عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان لا يستتر من البول واما الاخر فكان يمشي بالنميمة فاخذ جريدة الرطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة فقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا نعم وهذا الحديث ايضا له علاقة بقضاء الحاجة مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين مر صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال انهما ليعذبان علم النبي صلى الله عليه وسلم وسمع اصوات الميتين وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام حيث اطلعه الله على عذاب القبر لاجل ان يبين لامته فهذا معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم والا نحن نمر على القبور ولا ندري هل هم في عذاب او في نعيم من عالم البرزخ الذي لا يعلمه الا الله بل لو كان على ظهر الارض ما دفن لو كانت الجنازة على ظهر الارض ما دفنت فانت لا تدري ربما تكون في عذاب وفي حر وسموم وانت ما تدري او تكون في نعيم وفي روضة من رياض الجنة وانت لا تدري عنها لان هذا من علم الغيب الذي لا يعلمه الا الله. فما بعد الموت هذا لا يعلمه الا الله او من اطلعه الله عز وجل على شيء منه فقال انهما ليعذبان هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم ثم قال وما يعذبان في كبير وفي رواية اما انه كبير ما يعذبان في كبير الغيبة والنميمة هل هل الغيبة ما هي بكبيرة؟ والنميمة ما هي بكبيرة هل النميمة ليست كبيرة وعدم الاستنجاء من البول؟ هو كبيرة لكن يقولون ليس معناه ليس كبير عليهما درؤه ليس كبيرا عليهما درؤه والابتعاد عنه او انه ليس من اكبر الكبائر لان الكبائر تتفاوت بعضها اكبر من بعض الشرك بالله هو اكبر الكبائر والزنا اكبر الكبائر وشهادة الزور من اكبر الكبائر تولي يوم الزحف اكل مال اليتيم السحر هذه من اكبر الكبائر الغيبة والنميمة وعدم الاستنزاه من البول كبيرتان لكنهما ليست من اكبر الكبائر او انه ليس بكبير عليهما اجتنابهما ما يعذبان في كبير يعني كبير عليهما اجتنابه لو انهم فعلوا ذلك الله اعلم اما احدهما فكان لا يستبرئ من البول هذا محل الشاهد. لا يستبرئ وفي رواية لا يستنزه وفي رواية لا يستتر من البول لا يستتر من البول هذا محل الشاهد من الحديث انه ما كان يستنجي ولا يستجمع وانما يتبول ويمشي فدل على ان ترك الاستجمار وترك الاستنجاء واستبراء المكان من اثر الخارج ان هذا كبيرة من كبائر الذنوب ويوجب عذاب القبر يوم القيامة اما احدهما فكان لا يستبرئ من البول يعني لا يقطع اثر البول بالاستنجاء او بالاستجمار او يغسل البول اذا اصابه في ثوبه او في بدنه ما يغسله تساهل فيه واما الاخر فكان يمشي بالنميمة النميمة هي الوشاية النميمة هي الوشاية بين الناس على وجه الافساد بان يذهب الى شخص ويقول له ان فلانا يسبك فلان يتكلم فيك يتنقصك يقول فيك كذا وكذا ثم يذهب الى الاخر ويقول مثله مثل ما قال للاول من اجل ان يفسد بينهما ويوقع العداوة بينهما هذا هو النمام من من النم وهو النقل ونمي الكلام يعني نقله انما كذا يعني نقله هذا هو النمام. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة نمام او قتات القتات هو النمام. وجاء في قوله تعالى ولا تطع كل حلاف مهين. هماز ان مشاء بنميم بنميم. هذي النميمة فالله جل وعلا نهانا عن اطاعة النمامين وتصديق النمامين وان الواجب تكذيبهم وعدم التأثر بقولهم وما اكثر النميمة اليوم بين الناس خصوصا بين طلبة العلم مع الاسف. تجد النمامين بين طلبة العلم كثيرين يتكلمون في اعراض الناس وينقلون الوشاية بينهم. فلان قال فيك كذا وفلان كذا هذا هذا ينتظرهم جزاؤه في القبر عذاب القبر والعياذ بالله فعلى المسلم ان يطهر لسانه من النميمة فدل هذا الحديث على مسائل. المسألة الاولى فيها معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم. حيث ان الله فاطلعه على احوال الموتى في قبورهم واخبر عن ذلك عليه الصلاة والسلام المسألة الثانية فيه دليل على وجوب التحرز من البول التطهر منه وعدم التساهل في شيء منه سواء كان بول الانسان نفسه او بول غيره جميع الابوال نجسة الا ما استثني مثل بول الابل هذا طاهر بول ما يؤكل لحمه من الابل والبقر والغنم هذا طاهر واما ما لا يؤكل لحمه فانه نجس بول ما لا يؤكل لحمه هذا نجس اذا كان فوق الهر فوق الهر خلقة اما ما كان من الهر فاقل خلقة هذا طاهر ايضا لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن الهرة بانها من الطوافين فهي ليست نجسة قال انها ليست بنجس انها من الطوافين فلعابها وبولها طاهر كل وكذلك كل ما كان في خلقتها او اقل منها. فالبول نجس الاصل فيه النجاسة الا ما استثني بالادلة لا يستنزه من البول هذا عام من جميع الابوال لو نظرنا للحديث لوجدناه عاما في جميع الاموال. لكن يستثنى منها ما دل الدليل. على ان انه ليس بنجس لا يستنزه من البول سواء بوله من بوله او بول غيره ولكن بوله في الاخص اذا تبول فانه يجب عليه ان يتنزه فهي اه يقطع اثر الخارج اما استنجاء بالماء واما باستجمار بالاحجار لا يستنزه من بوله. المسألة الثالثة فيه تحريم النميمة وهذا في كتاب الله ولا تطع كل حلاف مهين وفي احاديث كثيرة تحريم النميمة لما فيها من الافساد بين الناس فقد قالوا ان النمام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة النمام يفسد اكثر فساد من الساحر على قبح السحر والنمام يفسد اكثر يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة. والنبي صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم ملعظه؟ يعني السحر قالوا بلى يا رسول الله. قال هي النميمة. هل قال بين الناس فسميت النميمة سحرا لانها تعمل عمل السحر الافساد بين الناس فهي حرفة خطيرة كثير من الناس يتساهل بها ولا يلقي لها بالا وهي بهذه الفظاعة واما قوله واما انه صلى الله عليه وسلم اخذ جريدة رطبة فشقها ووظعها على القبر على القبرين قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم بدليل ان الصحابة رضي الله عنهم لم يعملوا هذا الصحابة ما كانوا يعملون هذا ولا يجيبون جريدة او خوص ويصفونه على القبر او او يغرسون شجر على القبر ما كان الصحابة يعملون هذا فلو كان هذا مشروعا لفعله الصحابة ولم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم الا مرة وايضا نحن وش يدرينا ان ان الميت يعذب؟ هذا من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز وضع الجرايد او الخوص او الاشياء الخظرا على القبر كما يفعله المبتدعة لان هذا لم يفعله صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم من بعده ولو كان مشروعا لفعلوه دل على انه من خصائصه عليه الصلاة والسلام نعم باب السواك يكفي. وفي الحديث دليل على مسألة مهمة من مسائل العقائد وهي اثبات عذاب القبر. اثبات عذاب القبر والاحاديث في اثبات عذاب القبر واثباته والايمان به هو مذهب اهل السنة والجماعة هو مذهب اهل السنة والجماعة ولا ينكر عذاب القبر الا المبتدعة او