بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين نقل المصنف رحمه الله في كتاب الطهارة باب الوضوء وعن علي رضي الله عنه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال ومسح برأسه واحدة. اخرجه ابو داوود والنسائي والترمذي باسناد صحيح عن عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه في صفة الوضوء قال وما سح صلى الله عليه وسلم برأسه فاقبل بيديه وادبر. متفق عليه. وفي لفظ لهما بدأ بمقدم رأسي حتى ذهب بهما الى قفاه ثم ردهما الى المكان الذي بدأ منه وعن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما في صفة الوضوء قال ثم مسح صلى الله عليه وسلم برأسه وادخل اصبعيه السباحتين في اذنيه ومسح بابهاميه ظاهر اذنيه. اخرجه ابو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وعن ابن عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استيقظ احدكم من منامه فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت على خيشومه متفق متفق عليه وعنه اذا استيقظ احدكم من نومه فلا يغمس يده في الاناء حتى يغسلها ثلاثا فانه لا يدري اين باتت يده متفق عليه وهذا لفظ مسلم بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن علي رضي الله عنه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم انه مسح على رأسه مرة واحدة حديث علي رضي الله عنه وما بعده فيما يتعلق بمسح الرأس والاذنين وهذه الاحاديث دلت على مسائل متعددة اولا مشروعية مسح الرأس وهو احد واجبات الوضوء فيجب على من اراد الوضوء ان يمسح رأسه لقوله عز وجل وامسحوا برؤوسكم ويجب ايضا في مسح الرأس ان يستوعب جميع الرأس فلا يجزئ لو مسح شيئا منه. بل لا بد من الاستيعاب ودلت هذه الاحاديث ايضا على ان مسح الرأس لا يكرر. فيمسح مرة واحدة وكل ممسوح فانه لا تكرار فيه الرأس ممسوح يمسح مرة واحدة والمسح على الخفين ايضا يكون مرة واحدة والمسح على الجبيرة يكون مرة واحدة فكل ممسوح فانه يكفي في تطهيره ان يمسح عليه مرة واحدة وفيه ايضا دليل على مشروعية الاقبال والادبار باليد عند المسح. بحيث يبدأ بمقدم الرأس ثم يعود الى قفاه. لاجل ان يشمل المسح مقدم الرأس والقفى. حتى يصيب الماء اصول الشعر ودلت هذه الاحاديث ايضا على مشروعية مسح الاذنين وانه وان صفة ذلك ان يدخل سبابتيه في اذنيه ويمسح بابهاميه ظاهرهما فيدخل السبابة والسبابة تسمى سبابة. لانه يشار بها عند السب وتسمى سباحة لانه يسبح بها الله عز وجل فصفة مسح الاذنين ان يدخل السبابتين في صماخ الاذن يعني داخل الاذن ويمسح بالابهام ظاهرهما وفيه ايضا دليل على انه لا يشرع ان يأخذ ماء جديدا للاذنين فليكتفي بالماء الذي في اليد اللهم الا اذا نشفت اليد فحين اذ يشرع له ان يبل اصبعه او ان يبل اصابعه لكي يمسح اذنيه واما اذا لم يكن كذلك فانه لا يشرع. وانما يمسح ببقية الماء او ببقية البلل. الذي بقي بيده وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه اذا استيقظ احدكم من نومه فليستنثر ثلاثا والاستنثار هو اخراج ما في الانف. ولم يقل فليستنشق لانه يلزم من الاستنكار ان يكون قبله استنشاق ولا يلزمني استنشاق ان يكون هناك استنثار لان الانسان قد يستنشق ولا يستنثر. فلما قال فليستنثر معلوم انه لا استنفر الا بعد استنشاق يقول اذا استيقظ احدكم من نومه فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت على خيشومه وهذا دليل على انه يجب على الانسان اذا قام من النوم يعني من نوم الليل ان يستنشق ثلاثا ويكفي في ذلك استنشاق في الوضوء فاذا توضأ واستنشق ثلاث مرات فان ذلك يكفيه واما حديث ابي هريرة الثاني وهو قوله عليه الصلاة والسلام اذا استيقظ احدكم من نومه فلا يغمس يده في الاناء حتى يغسلها فان احدكم لا يدري اين باتت يده. والبيتوتة والبيتوتة هي النوم في الليل فهو دليل على وجوب غسل اليدين. اذا قام الانسان من نوم الليل واختلف العلماء رحمهم الله في الحكمة من امره عليه الصلاة والسلام للمستيقظ ان يغسل كفيه ثلاثا وقال بعضهم الحكمة تعبدية يعني انه لا يعقل المعنى وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان الحكمة معلومة ومعقولة. فهي فهي كقوله فان الشيطان يبيت على خيشومه اي ان الشيطان ربما عبث في يد في يدي هذا النائم. بحيث يلقي اليها الانجاس والاقذار. وهذا من الامور الغيبة التي يجب على المسلم والمؤمن ان يسلم بها لان احكام الله عز وجل يجب على كل كل مؤمن ان يتلقاها بالقبول وان يسلم بها سواء علم حكمتها ام لم يعلم ولهذا اثنى الله عز وجل على المؤمنين بالغيب فقال الذين يؤمنون بالغيب يعني بما غاب عنهم ولم يأوى ما لم يعقلون. فعلى هذا يجب على الانسان اذا استيقظ من النوم ان يغسل كفيه ثلاثا لان الشيطان ربما عبث بيديه في في اثناء نومه ودل هذا الحديث وهو قوله فليغسلها ثلاثا فان احدكم لا يدري اين باتت يده انه لا يجب الغسل اذا كان يريد ان يتوضأ من البراك او من الانهار او من البحار. لان النبي عليه الصلاة والسلام قيد ذلك بالاناء. فقال فلا يغمس يده في وهكذا ايضا الذي يتوضأ من الصنابير ونحوها فانه لا يجب عليه ذلك وان كان الاحوط ان يغسل كفيه ثلاثا عند الوضوء احتياطا ولان غسل الكفين ايضا من السنن التي يسن للمرء ان يفعلها قبل وضوءه. وفق الله الجميع لما يحب وصلى الله على نبينا محمد