بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم ايه ده؟ الدرس السادس عشر. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتفرد بالخلق والتصوير خلق السماوات والارض بالحق وصوركم فاحسن صوركم واليه المصير والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه ومن تبعهم باحسان وبعد نواصل الحديث في موضوع الاحاديث القدسية فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة او ليخلقوا شعيرة رواه البخاري ومسلم تصوير هو ايجاد صورة تشبه شكل المخلوق باي وسيلة سواء كان ذلك ببناء تمثال على هيئة المخلوق او برسم صورة تشبهه على لوحة او ورق او قماش او جدار او بالتقاط صورة الحيوان بالالة الفوتوغرافية وتثبيتها على شيء من ذلك والحديث يدل على تحريم ذلك وان من فعله فهو من اظلم الظالمين وان العلة في ذلك هي مضاهاة خلق الله تعالى وهي محاولة فاشلة اثمة فالمصور لن يصل الى هذه الغاية مهما حاول لان الخلق والتصوير من خصائص الله عز وجل قال الله تعالى الله خالق كل شيء. قال تعالى افمن يخلقك من لا يخلق وقال تعالى هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه ولهذا عجز المصورين عموما من اول الخليقة الى اخرها فقال عز وجل فليخلقوا حبة فليخلقوا ذرة او ليخلقوا شعيرة واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان المصور تجمع له يوم القيامة كل صورة طورها في الدنيا ويطالب بنفخ الروح فيها تعجيزا له وتعذيبا له ويطالب تارة بخلق اصغر الحيوان وهو الذرة وتارة بخلق الجماد وهو الشعيرة كما كان يحاول مضاهاة ذلك في الدنيا فليستعد لذا فليستعد لذلك المصير المؤلم هؤلاء المصورون الذين اتخذوا التصوير حرفة وفنا او دعاية لترويج سلعهم او صحفهم ومجلاتهم وليستعد لذلك وليستعد لذلك المصير المؤلم هؤلاء الذين يحاولون ايجاد الانسان الالي ويتبجح هنا ببنائه وابرازه والتصوير حرام لعدة محاذير. اولا انه من وسائل الشرك فان الشرك اول ما حدث في الارض كان بسبب التصوير لما صور قوم نوح رجالا صالحين بعد وفاتهم ونصبوا صورهم على مجالسهم بايحاء من الشيطان فلما مضت فترة من الزمان عبدت تلك الصور من دون الله ولما نهاهم نبي الله نوح عليه السلام عن عبادتها اصروا عليها وابوا ان يتركوها وقالوا لا تذرن الهتكم ولا حذر مودة ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونصرا وكذلك قوم ابراهيم كان شركهم بعبادة التماثيل قد انكر عليهم خليل الله عليه السلام ذلك وقال ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون؟ فاحتجوا بقولهم وجدنا اباءنا لها عابدين فالتصوير منشأ الوثنية لان الاحتفاظ بالصور خصوصا صور المعظمين ووضعها موضع الاجلال بتعليقها على الجدران او اقامة التماثيل في الميادين يسبب تعلقا بها وتعظيما لها يؤول الى عبادتها ولهذا سد الشارع هذا الطريق وقطع هذه الوسيلة فحرم التصوير وتوعد عليه باشد الوعيد وامر بطمس الصور واهانتها وامتهانها تخلصا من شرها ولتجنيب الاجيال اللاحقة عظيم خطرها ولتجنيب الاجيال اللاحقة عظيم خطرها. ثانيا حرم التصوير لما فيه من مضاهاة خلق الله عز وجل الذي تفرد بالخلق فهذا المصور يحاول ان يوجد ما يشبه خلق الله قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه العلة في هذا الحديث وهي المضاهاة لان الله تعالى له الخلق والامر وهو خالق كل شيء وهو الذي صور جميع المخلوقات وجعل فيها الارواح التي تحصل بها الحياة كما قال الله تعالى الله كما قال الله تعالى الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون فالمصور لما صور الصورة على شكل ما خلقه الله تعالى من انسان وبهيمة صار مضاهيا لخلق الله وصار ما صوره عذابا له يوم القيامة وكلف ان ينفخ فيه الروح وليس بنافخ فكان اشد الناس عذابا لان ذنبه من اكبر الذنوب وقد قسم الامام النووي رحمه الله المصورين الى ثلاثة اقسام القسم الاول من صنع الصورة لتعبد من دون الله كالذين يصورون الاصنام فهذا كافر وهو اشد الناس عذابا الثاني من لم يقصد ان تعبد الصورة ولكنه قصد مضاهاة خلق الله. فهذا ايضا كافر وله من شدة العذاب ايمان الكافر الثالث من لم يقصد العبادة ولا المضاهاة فهو فاسق صاحب ذنب كبير ثالثا ويحرم التصوير لما يجر اليه من الافتتان بالصور الجميلة للنساء والمردان خصوصا النساء الخليعات المتبرجات العاريات وشبه العاريات الصور التي تنشر في الافلام وبعض الصحف والمجلات فان هذه الصور تدعو الى فساد الاخلاق وانتشار الجريمة وكذا عرض صور الرجال امام النساء مما يدعوهن الى الافتتان بهم قد اصبح هذا اللون من التصوير من اعظم الفتن التي افسدت الاخلاق وقد ورد في التصوير انواع من الوعيد منها لعن المصورين وانهم اشد الناس عذابا يوم القيامة وانه يقال للمصورين احيوا ما خلقتم وانهم يكلفون ان ينفخوا فيها ان ينفخوا فيها الروح وان المصور يعذب بكل صورة صورها في الدنيا يجعل له نفس يعذب بها وان المصور اظلم الظالمين كما يحرم التصوير يحرم استعمال الصور والاحتفاظ بها للذكريات وتعليقها على الجدران او وضعها على طاولة التجميل سواء كانت تماثيل او رسوما وصح في الحديث ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة وكذا يحرم بيع الصور واكل ثمنها فيجب على المسلمين الحذر من ذلك خصوصا تلك الافلام الخليعة التي تعرض على شاشة الفيديو وهي تشتمل على صور متحركة عارية او على صور تعرض الفحش والاجرام وتدعو الى الرذيلة وتدمر الاخلاق او او تعلم النهب والسرقة والاخلال بالامن فقد غزي كثير من البيوت والعائلات بهذا السلاح المدمر عن طريق الفيديو وكما يحرم استعمال هذه الافلام يحرم بيعها وترويجها ويجب اتلافها والتنكيل بمن يبيعها او يستعملها تجنيبا للامة من مخاطرها وفق الله ولاة امور المسلمين بمنع هذه الافلام من الدخول الى ديار المسلمين والاخذ على ايدي السفهاء والعابثين وهذا مقتضى النصيحة والله الموفق والى الحلقة القادمة باذن الله تعالى لنواصل الحديث في موضوع اخر. والله الموفق. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه