ثم ذكر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم لما كان القضاء والحكم بين الناس يتطلب العدالة بين الخصوم والتثبت في الامور وعدم الاستعجال بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى وعن عبدالرحمن بن ابي بكرة رضي الله تعالى عنه قال كتب ابي وكتبت له الى ابنه عبد الله بن ابي بكرة وهو قاظ بالسجستان الا تحكم الا تحكم بين اثنين وانت غظبان فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحكم احد بين اثنين وهو غضبان. وفي رواية لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان ان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. وهذا الحديث في اداب القاضي فهذا ابو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه الصحابي الجليل املى على ابنه عبدالرحمن ان يكتب الى ابنه عبد الله وكان عبد الله ابن ابي بكرة قاضيا في سجستان سجستان من بلاد المشرق الا الا يحكم بين اثنين او لا يقضيان بين اثنين وهو غضبان فانه نهي عما يخل بهذا الامر وذلك بان يقضي او يحكم بين الناس وهو في حالة لا يتمكن فيها من الاستيعاب وسماع الخصوم وتحري العدل لانه مشغول بما هو فيه من العوارض من العوارض التي تشغله فلا يحكم الا وهو فارغ البال مطمئن النفس مرتاح الجسم لان هذا ادعى الى التروي وتحري الحق واستيعاب ما عند الخصوم فهذا فيه اولا نصيحة نصيحة الولاة من قضاة وغيرهم فان ابا بكرة رضي الله عنه نصح لابنه لما كان قاضيا وهذا فيه العمل بقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. فالمسلم يكون ناصحا تكون ناصحا ولا يكون غاشا ينصح اخوانه لا سيما المسؤولين منهم لان هذا من التعاون على البر والتقوى وفيه انه لابد من ذكر الدليل فان ابا بكرة لما ذكر النصيحة لابنه عن القضاء وهو غضبان اتى بالدليل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه المسألة التي ساق المصنف الحديث من اجلها وهو النهي نهي القاضي او الحاكم ان يقضي او يحكم بين الناس في حالة في حالة لا يتمكن فيها من التروي والحديث نص على الغضب والغضب صفة تعتري الانسان فيخرج عن اعتداله يخرج عن اعتداله لامر اثاره قالوا وهو غليان في القلب غليان في القلب هذا عند المخلوقين اما غضب الله جل وعلا فهذا كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى لا يفسر بانه غليان القلب ولكن يقال كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى انما هذا غضب المخلوقين عبارة عن غليان في القلب ويثور معه الدم ولهذا تجد الغلبان يحمر وجهه احمر وجهه لانه يفور عنده الدم من الغضب فالحديث نص على صفة ويقاس عليها بقية الاشياء المثيرة. كان يقضي بين الناس وفيه نوم وهو فيه نعاس وفيه نوم او يقضي بين الناس وهو مشغول البال بالتفكير في اشياء تهمه او يقضي بين الناس في شدة حر او في شدة برد يتأثر بذلك ويطلب السرعة يتخلص من الاذى فيقاس على الغضب كل ما كان في معناه من الاشياء التي لا يتمكن القاظي من التروي والاطمئنان وكذلك وهو وهو شديد الجوع وهو شديد العطش كل الاشياء التي لا يطمئن فيها فانه ينهى عن القضاء حالها حتى تزول عنه وهذا من اجل تحري العدل بين الناس استقصاء الادلة حول القضية والتروي فيها وحتى لو استدعى الامر ان يستشير اهل العلم فان هذا من المطالب للقاضي ولهذا قالوا يستحب ان يحضر مجلسه فقهاء البلد ان يستشيرهم لان كل هذا من التعاون على اصابة الحق واليوم والحمد لله القضاء قد نظم بطريقة يحصل فيها التروي القاضي يحكم ويستقبل الاعتراظ ويرفعه الى التمييز تمييز يدرس القضية ويدرس الحكم وهكذا. هذا من ايضا من ضبط القضاء والحمد لله. نعم كان القضاة في الزمان السابق لقوة علمهم وادراكهم ما يحتاجون الى هذه الاجراءات لكن لما كما تعلمون قل الفقه وضعف آآ ادراك القضاة جعل لهم ما يساعدهم ويعينهم على التروي واصابة الحق والتراجع في الامور. نعم