او في السماء فاراد ان يكذبه في خبره ويستهزئ به ادل على ان موسى عليه السلام اخبره ان ربه في السماء. هذا وجه الدلالة من الاية. نعم. فضيلة الشيخ وفقكم الله ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمر الخسف هو انشقاق الارض وانقطاع الارظ بمن عليها فتسوخ تسوق الارض بمن عليها والله قادر جل وعلا على ان يكشف الارض بمن عليها بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد ابن تيمية الحضاري رحمه الله. الدرس السادس عشر وعلى اله وصحبه اسماعيل اما بعد قال ابن انس رحمه الله تعالى وقوله تعالى وقوله تعالى من رفعه الله اليك وقوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فقوله تعالى يا امنوا لعلي ابلغ الاسباب السادة السماوات فاطلع الى بلاد موسى واني لاظنه كاذبا وقوله امنتم من في السماء ان يهتف بكم الارض فاذا هي نور ام امنتم في السماء ان يدخل عليكم حاقدا فستعلمون كيف ندير. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد بعد ان ذكر الشيخ رحمه الله الايات الدالة على استواء الله على عرشه ذكر الايات الدالة على علو الله فوق مخلوقاته والعلو اعم من الاستواء العلو اعم من الاستواء لان الاستواء علو خاص وهو علو الله على العرش وهو صفة فعل الاستواء صفة فعل والعلو صفة ذات لا ينفك عن الله سبحانه وتعالى. فالله لا يزال عاليا على خلقه اما الاستواء فانه يستوي على عرشه متى شاء سبحانه وتعالى بينهما عموم وخصوص. ايضا الاستواء انما ثبت بالادلة السمعية الاستواء انما ثبت بالادلة السمعية يعني الادلة النقلية اما العلو فانه ثابت بالادلة العقلية والادلة النقلية والفطرة وادلة العلو كثيرة بالقرآن الكريم وفي السنة النبوية وفي الفطر والعقول حتى ذكر بعضهم ان ان العلو له الف دليل له الف دليل او ما يزيد على الالف وقد الف فيه الحافظ الذهبي رحمه الله كتابا مستقلا اسمه العلو للعلي الغفار وهو مطبوع ومتداول علو الله سبحانه وتعالى على خلقه ثلاثة انواع علو الذات وعلو القدر وعلو القهر وكل هذه الانواع ثابتة لله عز وجل فهو علي بذاته سبحانه فوق مخلوقاته وله علو القدر وله علو القهر فاهل السنة والجماعة يثبتون العلو بانواعه الثلاثة اما المبتدعة من الجامية والمعتزلة ومن سار على نهجهم فانهم يثبتون يثبتون علو القدر وعلو القهر فقط. اما علو الذات فلا يثبتونه لله عز وجل هذا فرق ما بينهم وبين اهل السنة والجماعة ان اهل السنة والجماعة يثبتون العلو بجميع انواعه. الثلاثة. اما من خالفهم من الفرق الضالة فانهم يجحدون علو الذات ويثبتون علو القدر وعلو القهر فهذه الايات الكريمة اوردها الشيخ رحمه الله للاستدلال بها على علو الله على خلقه وهناك ايات غيرها كثيرة واحاديث كثيرة فقوله سبحانه وتعالى يا عيسى اني متوفيك ورافعك اليك. يا عيسى عيسى هو عيسى ابن مريم. عليه الصلاة والسلام المسيح اني متوفيك ورافعك الي وذلك ان اليهود تآمروا على قتله تآمروا على قتله كما قال تعالى ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي اليهود تآمروا على قتل المسيح عليه الصلاة والسلام. وجاءوا يريدون قتله ودخلوا عليه فلما ظنوا انهم تمكنوا منه رفعه الله اليه من بينهم وهم لا يشعرون هذا مكر الله سبحانه وتعالى مكر الله هو رفعه لعيسى من بينهم وهم لا يشعرون واما مكرهم فهو مكر مذموم لانهم ارادوا الغدر برسول الله ونبيه عيسى عليه السلام. اما مكر الله جل وعلا فهو محمود لانه لانه نصرة لرسوله وان جاء له من اعدائه ولما كان فعل الله جل وعلا امرا سريا لم يشعروا به سمي مكره لان المكر هو الفعل الخفي الذي لا يرى الفعل الخفي الذي لا يرى فالله جل وعلا فعل مع رسوله فعلا خفيا لم يروه رفعه من بينهم الى السماء وقتلوا رجلا يشبه المسيح ظنوا انه المسيح ولهذا قال وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. القي شبهه على هذا الرجل الخائن فقتلوه يظنون انه المسيح والمسيح عليه الصلاة والسلام رفعه الله اليه وقوله اني متوفيك مع ان عيسى لم يمت الى الان وانما يموت في اخر الزمان قرب قيام الساعة حين ينزل الى الارض ويقتل المسيح الدجال وينشر العدل في الارض ويحكم بشريعة الاسلام ثم يتوفاه الله وفاة الموت بعد ذلك فالمراد بالوفاة هنا وفاة النوم القى الله عليه النوم ورفعه والنوم يسمى وفاة كما في قوله تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار اه يعني يتوفاكم بالليل يعني النوم الذي يصيب الناس في الليل قال تعالى الله الذي يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامه. لم تمت في منامها يتوفاها يعني بالنوم المراد بوفاة المسيح المذكورة في هذه الاية وغيرها وفاة النوم وبعضهم يقول المراد بالوفاة هنا وفاة القبض ان الله سبحانه وتعالى قبض المسيح روحه وجسمه. وهناك ايات غيرها كثيرة واحاديث كثيرة فقوله سبحانه وتعالى يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. يا عيسى عيسى هو عيسى ابن مريم. عليه الصلاة والسلام المسيح اني متوفيك ورافعك الي وذلك ان اليهود تآمروا على قتله تآمروا على قتله كما قال تعالى ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي اليهود تآمروا على قتل المسيح عليه الصلاة والسلام. وجاؤوا يريدون قتله ودخلوا عليه فلما ظنوا انهم تمكنوا منه رفعه الله اليه من بينهم وهم لا يشعرون هذا مكر الله سبحانه وتعالى مكر الله هو رفعه لعيسى من بينهم وهم لا يشعرون واما مكرهم فهو مكر مذموم لانهم ارادوا الغدر لرسول الله ونبيه عيسى عليه السلام اما مكر الله جل وعلا فهو محمود لانه لانه نصرة لرسوله ان جاء له من اعدائه ولما كان فعل الله جل وعلا امرا سريا لم يشعروا به سمي مكره لان المكر هو الفعل الخفي الذي لا يرى الفعل الخفي الذي لا يرى فالله جل وعلا فعل مع رسوله فعلا خفيا لم يروه رفعه من بينهم الى السماء وقتلوا رجلا يشبه المسيح ظنوا انه المسيح ولهذا قال وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم القي شبهه على هذا الرجل الخائن فقتلوه يظنون انه المسيح والمسيح عليه الصلاة والسلام رفعه الله اليه وقوله اني متوفيك مع ان عيسى لم يمت الى الان وانما يموت في اخر الزمان قرب قيام الساعة حين ينزل الى الارض ويقتل المسيح الدجال وينشر العدل في الارض ويحكم بشريعة الاسلام ثم يتوفاه الله وفاة الموت بعد ذلك فالمراد بالوفاة هنا وفاة النوم القى الله عليه النوم ورفعه والنوم يسمى وفاة كما في قوله تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار اه يعني يتوفاكم بالليل يعني النوم الذي يصيب الناس بالليل قال تعالى الله الذي يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منابر لم تمت في منامها يتوفاها يعني بالنوم فالمراد بوفاة المسيح المذكورة في هذه الاية وغيرها وفاة النوم وبعضهم يقول المراد بالوفاة هنا وفاة القبض ان الله سبحانه وتعالى قبض المسيح روحه وجسمه ورفعه الى السماء وهو حي فالمراد بالوفاة هنا ليس وفاة الموت وانما هي وفاة القبض والاستيفاء على كل حال المسيح عليه السلام لم يمت الى الان وانما رفع الى السماء بجسمه وروحه وهو حي وسينزل في اخر الزمان ونزوله من علامات الساعة الكبرى فيقتل الدجال الاعور وينشر العدل في الارض ويحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ورافعك الي. الشاهد من الاية قوله ورافعك الي ففي هذا دليل على العلو لان الرفع لا يكون الا الى اعلى الرفع لا يكون الا الى اعلى فدل على ان الله جل وعلا في العلو هذا هو محل الشاهد من الاية. وفي الاية الاخرى من سورة النساء يقول جل وعلا وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه بل رفعه الله اليه رفعه حيا في جسمه وروحه عليه الصلاة والسلام وهذا محل الشاهد من الاية لان الرفع لا يكون الا الى اعلى فدل على ان الله سبحانه وتعالى في العلو الله اليه بل رفعه الله اليه رفعه حيا بجسمه وروحه عليه الصلاة والسلام وهذا محل الشاهد من الاية لان الرفع لا يكون الا الى اعلى فدل على ان الله سبحانه وتعالى في العلو وقوله تعالى قال تعالى من كان يريد العزة فلله العزة جميعا اه اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه اليه يصعد يعني يرتفع وهذا محل الشاهد من الاية لان الصعود يكون الى اعلى فدل على ان الله في العلو يصعد اليه الكلم الطيب والكلم الطيب هو ذكر الله سبحانه وتعالى ذكره بتلاوة القرآن وبالتسبيح والتهليل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله كل هذا من الكلم الطيب والكلمة الطيب ضد الكلم الخبيث فالخبيث لا يصعد الى الله جل وعلا. وانما يرجع الى صاحبه او الى من قيل فيه ان كان مستحقا لا يصعد الى الله وانما يصعد الى الله الكلم الطيب لان الله طيب لا يقبل الا طيبا وهذا فيه ترغيب للكلام الطيب من ذكر الله عز وجل بانواع الذكر وتلاوة القرآن العظيم امر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله وتعليم العلم غير ذلك كل هذا في الكلم الطيب والاصلاح بين الناس الى غير ذلك كل هذا يرتفع الى الله ويقبل ويثاب عليه والعمل الصالح يرفعه العمل الصالح هو الخالص لوجه الله الصواب على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفر فيه شرطا الاخلاص لله فليس فيه شرك والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فليس فيه بدعة هذا هو العمل الصالح. اما ما العمل الذي اختل فيه شرف من هذه الشروط فانه لا يكون عملا صالحا وانما يكون عملا فاسدا حيث اختل شرطه وقوله يرفعها الضمير يرجع الى الكلم الطيب اي ان العمل الصالح يرفع الكلمة الطيب الى الله فلابد من القول والعمل لا يكفي القول بدون العمل فالانسان مع ذكره لله وتسبيحه وتهليله دعائه وغير ذلك ايضا يعمل الاعمال الصالحة حتى يرتفع هذا الذكر وهذا القوم. اما قول بدون عمل فانه لا يرتفع الى الله جل وعلا فدل على ان الكلم يرتفع الى الله بشرطين. الشرط الاول ان يكون طيبين الشرط الثاني ان يصحبه العمل الصالح اما اذا كان بدون عمل صالح فانه لا يرتفع الى الله الذي يذكر الله ولكنه لا يحافظ على الصلوات ولا ولا يؤدي الواجبات والفرائض ويكتفي بالذكر هذا لا يرتفع منه الى الله شيء فهذا شرط لرفع العمل لرفع الكلمة الطيب وهو العمل الصالح. الشاهد من الاية قوله يرفعه. اليه يصعد الكلم الطيب ولان الصعود لا يكون الا الى اعلى. فدل على ان الله في العلو وانه تصعد اليه اعمال العباد واقوالهم الطيبة نعم. وقوله تعالى واني لاظنه كاذبا. هذه مقولة فرعون لوزيره هامان لما ارسل الله اليه موسى عليه الصلاة والسلام ودعاه الى الله وطلب منه الايمان بالله عز وجل انكر ذلك وقال يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فاوقد لي يا هام يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا اوقد لي هامان على الطين فابني لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا وفي هذه الاية يا هامان ادن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا شاهد من الاية ان موسى قال لفرعون ان الله في السماء ان الله في السماء ففرعون اراد ان يكذب موسى يتظاهر يتظاهر بتكذيبه فقال لي وزيره هامان ابني لي صرحا والصرح هو القصر اصل المرتفع لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات اي ابواب السماء الاسباب معناها الابواب ابواب السماوات ليدخل منها ويتجول في السماء ويبحث عن رب موسى بزعمه واني لاظنه كاذبا ليس له اله في السماء كما يقول هذا من باب المكابرة والمعاندة والا فهو يعلم صدق موسى عليه الصلاة والسلام ولهذا قال له موسى لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر واني لاظنك يا فرعون مثبورا فموسى عليه السلام قال لفرعون لقد علمت ما ما انزل هؤلاء الايات التسع الا رب السماوات والارض فهو يكابر مع انه يعلم في قرابة نفسه وفي قلبه يعلم ان له ربا وان وانه ليس هو اله وانما الرب والاله هو الله سبحانه وتعالى لكنه يريد المكابرة امام الناس والتغلب بالباطل والجدال للباطل ليدحظ به الحق شأن المتجبرين المتكبرين والعياذ بالله شاهد من الاية ان ان موسى عليه السلام قال لفرعون ان الله جل وعلا في السماء ولهذا الله الذي ارسله في السماء ولهذا قال لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله يوسف فدل على ان الله في السماء نعم وقوله تعالى ستعلمون كيف ندير؟ يقول الله سبحانه وتعالى موبخا للكفار اامنتم من في السماء الامن ضد الخوف امنتم من في السماء وهو الله سبحانه وتعالى ومعنى في السماء اي على السماء لان في تكون بمعنى على مثل قوله تعالى ولاصلبنكم في جذوع النهر اي على جذوع النهر في قوله تعالى فسيروا في الارض يعني سيروا على الارض ليس المراد سيروا داخل بطن الارض لا على ظهر الارض ففي بمعنى على فيكون معنى قوله تعالى في السماء اي على السماء هذا اذا اريد بالسماء السماء المبنية اما اذا اريد بالسماء مطلق العلو قل ما علا وارتفع فهو سما فتكون في ظرفية من في السماء يعني في العلو تكون في على ظاهرها ظرفية ويكون السماء معناه العلو فيكون معنى الاية من في السماء يعني على يعني في العلو فلا يأمن الكفار ان الله يعاقبهم بذلك هذه الارض التي جعلها الله قرارا ومستقرا وارساها بالجبال لا يؤمن ان الله جل وعلا يحركها بهم فتنقطع فيسيخون فيها كما حصل لقارون كما حصل لقارون وكما حصل لقوم لوط خسف الله بهم الارض بمعنى انه قطعها بهم فغاصت بهم وهلكوا عن اخره فلا يأمن كفار قريش الذين عاندوا محمدا صلى الله عليه وسلم ان يفعل الله بهم مثل ما فعلوا بقارون فخسفنا به وبداره الارض ومثل ما فعل بقوم لوط خسف الله بهم الارض بعد ان قذفهم بالحجارة من سجيل فلا يأمن هؤلاء ان يفعل الله بهم كما فعل باسلافهم من الكفرة ان لم يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا والحاصل الريح التي فيها الحجارة وقيل الحاصل حجارة تنزل من السحاب يرسل الله سحابا فيمطر عليهم حجارة تهلكه او انها حجارة من السماء من سجيل يرسلها الله كما ارسلها على قوم لوط وكما ارسلها على اصحاب الفيل فالله قادر على ان يرسل عليهم حجارة اما بواسطة الريح او بواسطة الساحات او بنزولها من السماء فيهلكهم بها الشاهد من الايتين قوله من في السماء وهو الله جل وعلا فدل على علو الله فوق مخلوقاته وكما ذكرنا ان في تحتمل وجهين تحتمل انها ظرفية اذا اريد بالسماء العلو او انها بمعنى على اذا اريد السماء المبنية تبع الطباق فان الله فوقها سبحانه وفوق مخلوقاته وليس حالا في السماء وانما هو فوق السماء وفوق العرش سبحانه وتعالى فوق مخلوقاته بائن من خلقه هذا محل الشاهد من الايتين ففي هذه الايات الكريمات اثبات علو الله على عرشه وفوق مخلوقاته العلو المطلق علو القدر وعلو القهر وعلو الذات نعم. قوله تعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. جعلهما يلج في الارض ما نخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرض فيها وهو معكم اينما كنتم. والله ما تعملون بصير نعم وقوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا ذكر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم وقوله تعالى لا تحزن ان الله معنا وقوله انني معك ما اسمع وارى وقوله ان الله مع الذين اتقوا هم الذين هم محسنون وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله نعم. وقوله من فئة فضيلة غلبت جهة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين هذه الايات ساقها الشيخ رحمه الله لاثبات معية الله معية الله لخلقنا وانه لا تنافي بين علو الله فوق مخلوقاته وكونه مع خلقه سبحانه وتعالى قريبا منهم فلا تنافي بين علوه فوق سماواته وبين قربه من خلقه ومعيته لهم اينما كانوا لانه سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى ولا يشبه بخلقه فهو مع كونه فوق سماواته على مخلوقاته فهو ايضا قريب من خلقه يسمعهم ويراهم ويعلم ما يفعلون وينصر اولياءه ويثيبهم ويعينهم هذا مبحث المعية معية الله جل وعلا لخلقه والمعية على قسمين معية عامة لجميع الخلق ومعناها الاحاطة والعلم فهو سبحانه وتعالى محيط بخلقه لا يخفون عليه اينما كانوا يعلم ما يقولون وما يفعلون لا يخفى عليه شيء من اعمالهم واقوالهم هذه معية عامة للمؤمنين والكفار الله معهم بمعنى انه محيط بهم وانه يراهم ويسمعهم وانه لا يخفى عليه شيء من شؤونهم ابدا مع انه فوق خلقه عالم على مخلوقاته النوع الثاني معية خاصة بالمؤمنين وهي معية نصر وتأييد واعانة فهو مع عباده المؤمنين بمعنى انه يعينهم وينصرهم ويؤيدهم ويسمع كلامهم ويرى اعمالهم ويعلم ما يفعلون لا يخفون عليه سبحانه وتعالى فلا يلزم من كونه فوق مخلوقاته انه بعيد عنهم وانه لا يراهم وانهم يخفون عليه كشأن المخلوق اذا كان في مكان مرتفع يخفى عليهما من تحته الله جل وعلا مع كونه عاليا على خلقه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء سبحانه وتعالى كثرة عدوهم وقوة عدوهم عند ذلك قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله يظنون يعني يتيقنون فالظن هنا يراد به اليقين الذين يظنون يعني يتيقنون فهو قريب من خلقه مع علوه فوق مخلوقاته لانه لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى نعم فالاية الاولى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام فمن سبق الكلام عليه بايات الاستواء من سورة الاعراف وسورة يونس ثم استوى على العرش سبق الكلام عليه يعلم ما يلج في الارض يعني ما يدخل فيها باغوارها وفي ظلماتها من البذور والمعادن والاموات الذين يدفنون فيها يعلم ما في بطن الارض سبحانه وتعالى وما تخفيه الارض في بطنها لا يخفى عليه جل وعلا يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها من نبات ومن كنوز ومعادن يعلم ذلك سبحانه وتعالى وما ينزل من السماء من الملائكة والمطر وغير ذلك من اوامره سبحانه وتعالى ما ينزل من السماء من وحيه ومن رحمته ومن ملائكته ومن الغيث الذي ينزله من السماء كل ذلك لا يخفى عليه سبحانه وتعالى وما يعرج فيها ما يصعد الى السماء من اعمال بني ادم واقوالهم والملائكة التي تصعد الى السماء وارواح المؤمنين عند الوفاة يعلم سبحانه ما يصعد الى السماء من الاقوال والاعمال وارواح العباد عند الوفاة والملائكة والدعوات غير ذلك كل ما يصعد ويعربي نفسها فان الله يعلمه وهو معكم اينما كنتم هذا محل الشاهد من الاية وهو معكم ايها الخلق المؤمنين والكفار هذي معية عامة معكم بمعنى انه محيط بكم لا تخفون عليه مع قوله فوق سماواته فهو معكم بعلمه وسمعه وبصره واطلاعه سبحانه وتعالى واحاطته بكم وهو معكم اينما كنتم في اي مكان لا تخفون على الله سواء كنتم ظاهرين بارزين او كنتم مختفين في البيوت او في المغارات او في المختبئات في اي مكان سواء كنتم مجتمعين او متفرقين اينما كنتم في اي مكان وجدته فلا تظن انك اذا اختفيت في مكان انك تخفى على الله جل وعلا. انت تخفى على الخلق لا يرونه لكنك لا تخفى على الله جل وعلا وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير يبصر ما تعملونه لا يخفى عليه منه شيء ولا يحجب بصره شيء ابدا الشاهد من الاية قوله وهو معكم فيه اثبات المعية العامة بمخلوقات وهي معية احاطة واطلاع ليست معية مخالطة ومماسة بمعنى انه مختلط بكم هذا لا يجوز في حق الله سبحانه وتعالى فالله ليس مختلطا بخلقه مماتسا لهم وانما معيته لهم معية احاطة وعلم واطلاع وبصر والمعية في اللغة العربية تطلق ويراد بها مطلق المصاحبة سواء كان معك مختلطا بك او كان فوقك او كان يتابعك ببصره فهو معه. اقول مثلا ما زلنا نسير والقمر معنا معناه ان القمر في السماء ولكنه يضيء لكم الطريق فهو معكم بمعنى انه يصل اليكم نوره وضياؤه وانه وانكم لا تختفون عن القمر القمر مرتفع واينما كنتم فالقمر فوقكم ترونه ويصاحبكم هذا وهو مخلوق من مخلوقات الله عز وجل فكيف بالله جل وعلا فالله معكم وان كان فوق سماواتكم اذا كان القمر وهو مخلوق يكون معكم وهو في السماء بينكم وبينه مسافات بعيدة وهو معكم فالله جل وعلا اولى في ذلك لانه الخالق القادر سبحانه وتعالى تقول مثلا متاعي معي مع ان المتاع ليس الى جانبك او او على رأسك المتاع مثلا قد يكون في السيارة او على الدابة بمعنى انه مصاحب لك متاع معي بمعنى انه مصاحب لك ولو كان فوقك ولو كان فوقك او عن يمينك او عن شمالك فتقول متاعي معي بمعنى انه مصاحب لي ولا يلزم من ذلك ان يكون مخالطا لك ومماتسا لك وقد يكون وقد تكون متاعي معي وهو فوق رأسك انت تحمله فوق رأسك على كل حال المعية بمطلق المقارنة قد يراد بها مطلق المصاحبة وقد يراد بها المماسة والمحاذاة وقد يراد بها غير ذلك فمعناها واسع الذي يفهم من قوله تعالى وهو معكم انه مختلط بخلقه هذا ظال مضل على حلول كافر لان الله جل وعلا ليس مختلطا بخلقه ولا هو حال في خلقه سبحانه وتعالى والمعية معناها مطلق المقارنة والمصاحبة ولا يلزم منها الممارسة والمحاذاة والمخالطة وقوله تعالى ما يكون من ندوة ثلاثة الا هو رابعهم. نعم. ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء حميد. قال تعالى الم ترى ان الله فيعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم النجوى هي المحادثة سرا هي المحادثة سرا بين اثنين او بين ثلاثة او بين اربعة فهي المحادثة سرا بين الناس هذه هي النجوة والمناجاة وكان المنافقون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم المنافقون واليهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتسارون فيما بينهم اليهود والمنافقون يجتمع بعضهم الى بعض ويتسارون بحضور المؤمنين تغاضى ذلك المؤمنين وظنوا انهم يبيتون للمؤمنين شرا وانهم يتآمرون ضد الرسول صلى الله عليه وسلم وضد المؤمنين ساءتهم هذه المحادثات بين اليهود والمنافقين والاسرار بها فنهاهم الله عن ذلك نهى الله اليهود والمنافقين عن هذه النجوة التي تسوء المؤمنين ولكنهم لم ينسوا ولم ترى الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما قالوا ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول واذا جاءوك حيوك بما لم يحييك به الله. ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلون فبئس المصير نهوا عنها فلم ينتهوا بل استمروا عليها فالله تهددهم وتوعدهم لان مصيرهم الى جهنم وبئس المصير وفي هذه الاية يقول الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة هذا طمأنة للمؤمنين. لا تخافوا من هؤلاء لاني عالم بما يقولون وما يبيتون وساكفيكم شرهم ساكفيكم شرهما فلا يهمكم امره يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى اي تتسار ثلاثة ثلاثة اشخاص فيما بينهم ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو اي الله جل وعلا رابعهم يسمع ما يقولون ويسرون ولا يخفى عليه شيء من ذلك فهو رابعهم بعلمه واحاطته سبحانه وتعالى ولا خمسة يتسارون بينهم ويتناجون الا وهو سادسهم يعلم ما يقولون وما يبيتون ولا ادنى من هذا العدد ثلاثة والخمسة ولا اكثر منه مهما بلغ الا وهو معهم سبحانه وتعالى. معهم بمعنى انه يعلم ويرى ويسمع ما يصدر منهم وان اسروه واخفوه عن المؤمنين اينما كانوا ايضا حتى لو دخلوا في بيوتهم وتساروا فيما بينهم وبيتوا للمسلمين شرا في مكان خفي لا يراهم المؤمنون فان الله ولي المؤمنين وهو يعلم ذلك مهما اخفوه ومهما اختفوا به ثم ينبئهم يوم القيامة نبئهم بما عملوا يوم القيامة يخبرهم ويجازيهم على ذلك هذا وعيد ان الله بكل شيء عليم فهذه الاية ايضا فيها اثبات المعية اثبات المعية العامة في حق الله سبحانه وتعالى مع خلقه وهي معية علم واحاطة ليست معية مخالطة ومماسة ولهذا يقول الامام احمد رحمه الله بدأ الله الاية بالعلم. المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وختمها بالعلم ان الله بكل شيء عليم. فدل على ان المراد بالمعية معية العلم والاحاطة وكما ذكرنا المعية يعني واسعة معناها واسع ليست خاصة بالمخالطة والمماسة معناها واسع الاطلاع يسمى معية الرؤيا ولو من بعيد يسمى معية وهكذا نعم. وقوله تعالى لا تحزن ان الله معنا هذه المعية الخاصة الايات الاولى في المعية العامة لجميع الخلق واما هذه وما بعدها فهي مثل المعية الخاصة بالمؤمنين. نعم قوله تعالى لا تحزن ان الله معنا يقول الله جل وعلا حاكيا عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما دار بينه وبين صاحبه ابي بكر الصديق في الغار في غار ثور لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم يريد الهجرة الى المدينة هو وابو بكر الصديق واختفيا في غار ثور وهو غار في الجنوب الغربي من مكة يخالف الظاهر فهو ذهب الى الجنوب ليخفي عليهم يخفي عليه الصلاة والسلام على الكفار طريقه حتى يذهبوا شمال ولا يتنبهون انه في الجهة المخالفة فهذا من سياسته صلى الله عليه وسلم العظيمة اختفيا في غار ثور وخرج المشركون يطلبون الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في كل وجه وجعلوا الجوايز العظيمة لمن يأتي بالرسول حيا او ميتا يأتي به وبصاحبه احياء واموات لهم الجوائز فخرج الناس من كل وجه يطلبون الرسول حتى جاءوا الى الغار الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه ووقفوا على الغار فاعمى الله ابصارهم فلم يروا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صاحبهم عند ذلك لما وقفوا على الغار اشفق ابو بكر على رسول الله وخاف عليه ان يقتلوه فقال يا رسول الله لو نظر احدهم الى موضع قدمه لابصرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما فانزل الله تعالى هذه الاية اذ اخرجه الذين كفروا الا تنصروه فقد نصره الله اذا اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين يعني هو وابو بكر فقط اذ هما في الغار اي غار ثور اذ يقول لصاحبه يعني ابا بكر وهذا فيه شهادة من الله بصحبة ابي بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا قيل لك من هو الصحابي الذي ثبتت صحبته في القرآن فتقول ابو بكر لان الله قال اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا معية علم واحاطة ومعية نصر وتأييد وتوفيق فاخفى الله رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه رغم انهم وقفوا على الغار وانصرفوا ولم يروهما فلما ان هدأت الامور وانقطع الطلب خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه وركبوا الرواحل واتجهوا الى المدينة سالمين ورد الله عنهم كيدا اعدائهم الشاهد من الاية ان الله معنا يعني معية نصر وتأييد وتوفيق ورد للاعداء وقد اه وقع ما اخبر به صلى الله عليه وسلم فنصرهما الله واظهرهم الله واعمى الله بصائر الكفار عنهم وقطع اطماعهم فيهم هذا كله من الله سبحانه وتعالى نعم فقوله تعالى انني معكم ما اسمع وارى كذلك قال الله لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام حينما ارسلهما الى فرعون حينما ارسلهما الى فرعون الذي هو اكبر جبار في وقته على وجه الارض ادعى الربوبية صاحب بطش صاحب بطش وجبروت فلما ارسلهم الله اليه قال ربنا اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يبقى قال لا تخافا انني معكما اسمع وارى طمأنهم الله وثبتهما بقوله لا تخافا لا تخافا من مكر فرعون وجبروته وبطشه وغشمه انني معكما يعني بالرؤية والسمع معكما اسمع ما يقول لكم وارى ما يفعل وساكافيكم اياه ولا يصل اليكم منه سوء انني معكما اسمع وارى فهذه معية معية خاصة لاوليائه فيها النصر والتأييد وقد صدق الله وعده لرسوله موسى وهارون فلم يتمكن فرعون من اذاهما مع انه كان عاتيا جبارا على وجه الارض وهما بشران اثنان وهذا جبار وعنده جنود وعنده قوة وعنده جبروت ومع هذا ما استطاع ان يبطش بهذين الرجلين لان الله معهما ولا يصل اليهما ابدا الشاهد من الاية ان فيها اثبات المعية الخاصة لاولياء الله للنصرة والتأييد والسمع والبصر نعم وقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وهذه ايضا معية خاصة ان الله مع الذين اتقوا تركوا المحارم والذين هم محسنون فعلوا الطاعات الله مع هؤلاء الذين تجنبوا المحرمات وادوا الواجبات معهم بنصره وتأييده واعانته وتسديده سبحانه وتعالى فهي معية خاصة نعم. وقوله تعالى واصبروا ان الله مع الصابرين. هذه من سورة الانفال يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين اصبروا على على جهاد الاعداء اذا لقيتموهم فاصبروا على قتالهم والصبر معناه حبس النفس عن الجزع وعن التسخط عند المصائب وعند المكاره ومن ذلك اذا لقي المسلمون عدوهم فانهم يجب عليهم الصبر والثبات في وجه العدو والثقة بالله عز وجل اصبروا واصبروا ان الله مع الصابرين. هذي معية خاصة. اي معهم بالتأييد والنصر والاعانة على عدوهم نعم وقوله تعالى باذن الله والله مع الصابرين هذه في قصة طالوت مع بني اسرائيل لما خرج بهم طالوت يريد قتال يريد قتال جالوت زعيم الكفار في عهدهم وكان الذين ثبتوا مع طالوت عدد قليل عدد قليل ولما رأوا انهم ملاقوا الله يوم القيامة انهم مبعوثون ومجزيون باعمالهم ويأملون ثواب الله عز وجل عندما يلقونه يوم القيامة قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله فليس العبرة بالكثرة والقلة وانما العبرة بالايمان والعقيدة الصحيحة هذه هي القوة التي لا تغلب وليس الغلبة بكثرة العدد فقط وانما الغلبة الاساسية بالايمان بالله ولا الاعتماد عليه سبحانه وتعالى فاذا حصل هذا فالفئة القليلة تكفي كم من فئة قليلة يعني مؤمنة متوكلة على الله صادقة غلبت فئة كثيرة كافرة باغية. باذن الله كم من فئة قليلة يعني مؤمنة متوكلة على الله صادقة غلبت فئة كثيرة كافرة باغية باذن الله باذن الله يعني بقضائه وقدره سبحانه وتعالى. فانه قضى وقدر ان الغلبة لاهل الايمان انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز وكان حقا علينا نصر المؤمنين لكن الشأن في الايمان الشأن في الايمان والثقة بالله واليقين بالله فاذا حصل هذا سواء كان العدد قليلا او كثيرا فانه منتصر باذن الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. هذا محل الشاهد من الاية فيها اثبات معية الله للصابرين وهي معية خاصة بالنصر والتأييد والتمكين من اعدائهم فلما تبارزوا كتب الله النصر لطالوت وجنوده فهزموهم باذن الله فقتل داوود جالوت واتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء فكتب الله النصر لطالوت وجنوده مع انهم في مع انهم فئة قليلة وجالوت معه فئة كثيرة وقوة وعدد وعدة ولكن لما صبر هؤلاء واعتمدوا على الله ووثقوا بنصر الله اعانهم الله لان الله معهم والله مع الصابرين فهذا فيه الامر بالصبر عند لقاء العدو وثقة وقوة اليقين بالله عز وجل وعدم الفرار وعند ذلك ينزل النصر من الله سبحانه وتعالى الشاهد من الاية ان فيها اثبات المعية الخاصة للمؤمنين التي معناها النصر والتأييد والاعانة وبهذه الايات عرفنا المعية معناها وانواعها والادلة الدالة عليها من كتاب الله عز وجل. نعم وانه لا تنافي بين علو الله على عرشه وعلوه فوق مخلوقاته وبين قربه من خلقه ومعيته لهم معية عامة ومعية خاصة لا تنافي بين هذا وهذا في حق الله سبحانه وتعالى نعم فضيلة الشيخ وفقكم الله ما معنى قولنا؟ ما معنى قولنا؟ الله بائن من خلقه يعني ليس متصلا بهم وليسوا متصلين بالله عز وجل ليس في ذاته شيء من مخلوقاته وليس في مخلوقاته شيء من ذاته سبحانه وتعالى هذا معنى بائن من خلقه هذه قالها آآ اهل السنة والجماعة ردا وفقكم الله. ما معنى ما معنى قولنا؟ الله غالب من خلقه. يعني ليس متصلا بهم وليسوا متصلين بالله عز وجل ليس في ذاته شيء من مخلوقاته وليس في مخلوقاته شيء من ذاته سبحانه وتعالى هذا معنى بائن من خلق هذه قالها اهل السنة والجماعة ردا على الحلولين الذين ينفون العلو الذين ينفون العلو رد عليهم يقصدون بهذا الرد عليهم نعم فضيلة الشيخ وفقكم الله على العرش تحيط بالسموات؟ الله اعلم الله اعلم نحن لا نعلم هذا الله اعلم بصفة العرش ولكن الظاهر والله اعلم انه ليس محيطا في المخلوقات بل هو سقف المخلوقات كالقبة عليها كما في الحديث وهو له حملة من الملائكة يحمل ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يوم القيامة يحمله ثمانية واما قبل يوم القيامة فحملة العرش اربعة نعم فهو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة ولا يعلم سعته وعظمته الا الله سبحانه وتعالى. نعم. فضيلة الشيخ وفقكم الله. هل الله سبحانه وتعالى مقيم بالعالم بعلمه فقط ام بعلمه وذاته معه بعلمه سبحانه وتعالى لا بذاته بل بعلمه واما هو سبحانه فهو فوق مخلوقاته وفوق سماواته نعم فضيلة الشيخ وفقكم الله كيف نستدل بهذه الآية يا اعمال فان هذا قاله فرعون استهزاء موسى عليه السلام هذا السائل كأنه لم يسمع الكلام ولم يقرأ وجه الاستدلال من الاية ان فرعون ما قال هذا الا لان موسى الا لان موسى اخبره ان ربه من جمع بينما ورد في بعض الاحاديث ان العبد اذا قام يصلي قام بين يدي الله سبحانه وتعالى. وقولنا في السجود سبحان ربي الاعلى لا تنافي بينها فالله علي قريب في علوه قريب علي علي في دنوه قريب في علوه فهو فوق السماوات وفوق خلقه وهو قريب منهم في السجود وفي الصلاة وهم بين يديه وهو سبحانه وتعالى يسمعهم ويراهم. فلا تنافي بين اية والاحاديث التي تدل على ان الله في السماء وانه مع خلقه وانه قريب من عباده ومحيط بهم بعلمه وارادته سبحانه وتعالى نعم. فضيلة الشيخ وفقكم الله. قوله تعالى لا تحزن ان الله معنا من تركوا بين الحزن في الاية والخوف الخوف من شيء مستقبل. واما الحزن فهو على شيء سابق لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا خوف عليهم من المستقبل ولا هم يحزنون على ما فات قوله لا تحزن ابو بكر رضي الله عنه خاف على الرسول صلى الله عليه وسلم لانهم وصلوه ما بقي شيء هو بين ايديهم لو ان الامر بالمقاييس لامسكوا الرسول صلى الله عليه وسلم في متناول ايديهم لكن الامر ليس بالمقاييس وانما هو بقدرة الله سبحانه وتعالى. فمعنى لا تحزن يعني لا تخف على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم لان الله معه. ومن كان الله معه فلن يصل اليه احد. ويقول المفسر فيه الاية انه من التفاسير السطحية كيف يفسر قوله تعالى وليس سطحية نقول في هذا انه ما يفهم هذا لا يفهم لغة العرب. اجل يفسر قوله تعالى سيروا في الارض يعني ادخلوا بسراديب الارض وسطا تحت الارض هذا يقوله احد السياق يعين المراد ياق يعين المراد ولكن هذا جاهل ولا يعرف لغة العرب التي نزل بها القرآن. نعم صلى واصلبنكم في جذوع النحل يعني يدخلهم داخل جذوع النخل هذا ما يقوله احد ولا يقوله عاقل ولا حتى مجنون نعم. وكذلك موسى عليه السلام. عيسى عليه الصلاة والسلام الى بني اسرائيل. واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم ارسله الله الى بني اسرائيل. وسمي اتباعه بالنصارى. اتباع المسيح سموا بالنصارى. من بني اسرائيل وهم من بني اسرائيل لما تبعوا عيسى سموا بالنصارى قيل من قوله تعالى قال الحواريون نحن انصار الله سموا بالنصارى لانهم قالوا نحن انصار الله وقيل سموا بالنصارى لان البلد التي هم فيها يقال لها الناصرة من بلاد فلسطين فنسبوا اليها نسبوا الى الناصرة وقيل نصارى وهم اتباع المسيح عليه السلام نعم وهم من بني اسرائيل. نعم هو سبق سبق ان تفسير الاستواء عند اهل السنة والجماعة الذي اجمعوا عليه والذي هو مقتضى لغة العرب ومقتضى القرآن ان معناه العلو على العرش واما بالاستيلاء والقهر هو تفسير باطل. لو فسر بالاستيلاء لم يختص العرش بذلك. لان الله مستول على كل شيء. فيقال استوى على الجدار واستوى على الارض واستوى على السماء واستوى على البحر. وهذا كلام باطل. ليس معناه الملك والقهر لان الله مالك لكل شيء ولا يقتص ملكه بالعرش. ثم ايضا الاستيلاء على العرش معناه انه قبل ذلك لم يكن مستوليا عليه. وكان مغالبا عليه كان بيد غيره ثم هو استولى عليه بعد ذلك وهذا كلام باطل. فتفسيره للغلبة والقهر والاستيلاء كل هذا كلام باطل. مردود. واما من يقول وهو معكم اي مختلط بكم هذا كلام الحلول هذا كلام الحلولية من قاله فهو كافر لانه جحد علو الله على عرشه ولم ينزهه عن الاختلاط بخلقه ومن فعل ذلك فهو كافر. نعم لماذا قالت العمود يوم يقتل موسى وهو قال من باب التعديل زاروني اقتل موسى من باب التهديد والتخويف لموسى ولكن لا لا يقدر على قتل موسى لان الله معه وعاصمه منه لم يقدر عليه ولهذا قال موسى ماذا رد موسى؟ وقال موسى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب هذا جواب موسى عليه الصلاة والسلام. وما دام انه عائد بالله فلن يقدر عليه فرعون ولا ولا غيره. نعم النبي صلى الله نعم النبي صلى الله عليه وسلم الجارية نعم طلبة العلم والناس المدركون يلقى عليهم هذا السؤال اين الله فان اجاب بالجواب الصحيح وقال الله في السماء كما قالت الجارية فهذا جواب صحيح اما إنسان ما دخل بهالامور ولا وفطرته سليمة ولا فلا ينبغي ان العوام يقال لهم الكلام هذا هذا يقال لطلبة العلم والناس المدركين والفاهمين نعم او تقول بزران مثلا صغار تقول لهم اين الله وهم صغار ما بعد عرفوا شيء ما كل يخاطب على قدر علمه وقدر معرفته وقدر ادراكه شيء فشيء ما تجيب المسائل الكبيرة وتلقيها على الاطفال ولا على الطلبة المبتدئين حتى يتمكنوا شيئا فشيئا يكون عندهم ادراك وملكة فهم النصوص نعم في قوله تعالى النجوى عرفتم انها هي المحادثة سرا فاذا كان بين المؤمنين محادثة سرية فلتكن بالمعروف بالبر والتقوى بذكر الله عز وجل بالتواصي بالحق بالمحبة بين المسلمين ولا يخفون شيئا فيه سوء او فيه مكر بالمسلمين نعم. الاستواء والاستيلاء انه اتى ولو كان واضح لو كان المراد بالملك فالله مالك للملك دائما وابدا لا يتأخر ملكه للشيء الى ما بعد خلق السماوات والارض الله مالك لكل شيء دائما وابدا لم يحدث له ملك جديد او تملك جديد بعد ان لم يكن نعم فضيلة الشيخ فليكفر ابن الله ان الله في كل مكان خير في خلقه ان كان ذلك مجرد نحو الخلق من قال هذا هو يحكم عليه بالكفر ويستتاب. هذا يعتبر من الحلولية. والحلولية كفار. ونحن ليس لنا الا الظاهر. اذا تكلم بهذا نستتيبه ان تاب والا يقتل ما لنا الا الظاهر اما ما في قلبه فلا يعلمه الا الله. نعم عليه بانه مؤول فضال يحكم عليه بانه مؤول وضال نعم. فضيلة الشيخ ما هي ادلة؟ نعم؟ ما هي الادلة؟ على الله عز وجل. الفطر. الادلة غير النقلية على علو الله على مخلوقاته الفطر الفطر تتوجه الى العلو دائما وابدا العامي اللي ما درس ولا عرف هذه الامور اذا اراد ان يدعو تجده يتجه الى الى العلو يرفع يديه الى السماء يرفع وجهه الى السماء وهو ما درس في كلية ولا في جامعة ولا لان متقرن في فطرته وفي عقله ان الله جل وعلا في العلو. فطر سليمة نعم هذا من الادلة الفطرية على علو الله على عرشه ان كل احد يتوجه الى العلو حين يسأل الله وحين يدعو الله ويرفع يديه الى الله عز وجل في فطرته وفي آآ عقله لا يتجه الى يمين ولا الى شمال ولا الى تحت لان الله فطر الناس على هذا الشيء. نعم. فضيلة الشيخ ما الحروف والخصوص بين بين العلوم والاستواء؟ العلو يا اخي صفة دائمة لله عز وجل صفة ذاتية لا تنفك عن الله اما الاستواء فهو صفة فعل يفعله الله اذا شاء يفعله الله اذا شاء نعم فضيلة الشيخ ما الفرق بين الصبر والمصافاة؟ الصبر وحبس النفس عن الجزع والثبات على الحق والمثابرة مفاعلة مفاعلة تدل على المشاركة بين طرفين يعني مثابرة العدو مقابلته والوقوف في وجهه فصدوا عن المسلمين هذي المثابرة صده عن المسلمين والوقوف في وجهه ورد عدوانه وكف شره مصادرة بها اشتراك من الطرفين ترى في العدو طرف المؤمن نعم الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد