فوائد شرح كتاب اقتضاء الصراط المستقيم. لمخالفة اصحاب الجحيم لابن تيمية انتهى بنا الحديث في الحلقة الماظية الى ما ذكره الشيخ عند قوله ان ما لم يحدث ان كل امر يكون المقتضي لفعله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم موجودا لو كان مصلحة ولم يفعل يعلم انه ليس بمصلحة واما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخلق فقد يكون مصلحة مفصلة في ذلك ثم قال هنا وهذان المعنيان من فهمهما انحل عنه كثير من شبه البدع الحادثة فانه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما احدث قوم بدعة الا نزع الله عنهم من السنة مثلها. وقد اشرت الى هذا المعنى فيما تقدم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ما زال الشيخ رحمه الله في معرض الرد على من يحسنون البدع. نعم ويقولون لان فيها مصالح والمصالح معتبرة في الشرع اه الشيخ رحمه الله يجيب عن هذا بان ما كان سببه موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به ولم يشرعه لامته مع ان السبب موجود فهذا دليل على ان هذا لم يشرعه الله ولا امر به وان ما يزعم فيه من المصلحة ان هذا الزعم غير صحيح فان الشارع ما ترك شيئا فيه مصلحة للعباد الا شرعه لهم ترك شيئا فيه مضرة للعباد الا نهاهم عنه. الحمد لله فلو كان في هذا الامر مصلحة تركه الله عز وجل في حياة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك البدع فانها لو كان فيها مصلحة لم يتركها الشارع بل ان الشارع نهى عنها. قال واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة واما ما حصل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حدث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسبق له نظير في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ينظر ان كان سببه ذنوب العباد. نعم. فانه لا يحدث حكم جديد لمنعهم من ذلك وانما يمنعون من الذنوب التي هي سبب حدوث هذا الشيء يمنعون من احداث السبب ولا يوضع حكم جديد لردعهم عن هذا الشيء اما اذا حدث هذا الشيء وليس سببه ذنوب العباد وفيه مصلحة فهذا كما سبق انه من المصالح التي اختلف العلماء فيها هل تعتبر او لا