وخير عباد الله بعد الانبياء وهو صديق هذه الامة وافضل الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وكان اذا قرأ القرآن لا يكاد يسمع الناس من البكاء رظي الله عنه وارظاه فجدير بالمؤمن ان يتأسى بالاخيار وان يحرص على البكاء من خشية الله عز وجل يرجو ثواب ربه ويخشى عقابه سبحانه وتعالى لا رياء ولا سمعة ما عليهم كي خوفا من الله فيما عند الله وهكذا قصة عبد الله بن عوف رضي الله عنه هو احد العشرة وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة فقال مروا ابا بكر فليصلي بالناس. فقالت عائشة رضي الله عنها ان ابا بكر رجل رقيق اذا قرأ القرآن غلبه البكاء. فقال مروه فليصلي. وفي رواية ان عائشة رضي الله عنها قالت قلت ان باب اذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء. متفق عليه. وعن ابراهيم ابن عبدالرحمن ابن عوف ان عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه اوتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه الا بردة ان غطي بها رأسه قبضت رجلاه ان غطي بها رجلاه بدا رأسه ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط. او قال اعطينا من الدنيا ما اعطيناه. قد خشينا ان تكون حسناتنا عجلت لنا. ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام. رواه البخاري وعن ابي امامة صدي بن عدلان الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء احب الى الله الله تعالى من قطرتين واثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهرق في سبيل الله اه واما اللتران فاثر في سبيل الله تعالى. واثر في فريضة من فرائض الله تعالى رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي الباب احاديث كثيرة منها حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون بسم الله الرحمن الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث التي قبلها بالحث على ابوك من خشية الله والشوق اليه ينبغي للمؤمن ان تكون له عناية بهذا عند قراءة القرآن وعند ذكر الاخرة والجنة والنار كما كان السلف رضي الله عنهم قال تعالى في شأنهم ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا قال جل وعلا محرض على البكاء من خشية الله فالمقصود ان الله جل وعلا حث على البكاء من خشية الله والرقبة فيه. افهم من هذا الحديث اعجب وتضحكون ولا تبون. وانتم سامدون فاسجدوا لله وفي هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما شد به المرض امر الصديق ان يصلي بالناس فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله انه اذا قام ما يكاد يسمع الناس من البكاء فقال مروا ان يصلي بالناس فلم يزل يأمرهم اذا حتى صلى بالناس الصديق رضي الله عنه مدة مرض النبي صلى الله عليه وسلم هذا يدل على ان البكاء من ناحية الله من صفات الاخيار ومن سمات عباد الله الصالحين فان الصديق افضل من عباد الله المشهود لهم بالجنة لما قدم له الطعام للفطور وهو صائم تذكر حالهما السابقة وحالهم الاخيرة وقال توفي مصعب بن عمير قتل يوم احد ولم يخلف الا بردة ان اوتي بها رأس بدا رأسه. فامر النبي يغطى بها رأسه وعورته. ويجعل على رجليه ادخش ثم بشرت لمن الدنيا ما بسط فنخشى ان تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي وترك الطعام رضي الله عنه. هذا شأن الصالحين شأن الاخيار وهكذا ما جاء في الحديث ان ليس من احب الي شيء احب الى الله من دمعتين او اثرين دمعة بكاء من خشية الله عز وجل وقطر دمع في سبيل الله عز وجل وكذلك الاثر في الجهاد في سبيل الله واثر في المشي الى مساجد الله للصلاة بالمؤمن ان يحرص على البكاء من خشية الله والعناية بالجهاد في سبيل الله والصلاة في الجماعة في مساجد الله كما هو شأن الصالحين والاخيار وفي حديث عن بعض بلسانه قال وعظنا رسول الله موعظة بليغة لو انجلت من القلوب وانرفت منها العيون هكذا كان الاخيار عند سماع المواعظ والتذكير تخشع قلوبهم وتدمع عيونهم فالمشروع لكل مؤمن ولكل مؤمنة التأسي بالاخيار في البكاء من خشية الله رغبة فيما عند الله وحذرا من عقاب الله لا رياء ولا سمعة ولكن للخوف من الله والخشية من عقابه والرغبة فيما عنده جل وعلا تأسم بالاخيار من الصالحين ورجع ثواب ذلك وفق الله الجميع