المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السابع والستون والمئة الحديث الرابع عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين ولمسلم اصغرهما مثل جبل احد رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابي هريرة من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان. الى اخره فيه الفضل العظيم لمن صلى على الجنازة وتبعها قال بعض العلماء القيراط على اصطلاح الحساب هو جزء من اربعة وعشرين جزءا فيكون للمصلي على الجنازة جزء ولمن صلى عليها وشهدها حتى تدفن جزئان من اربعة وعشرين جزءا من اجر المصاب وهذا في غاية الضعف فان هذا الاصطلاح حادث بعد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وايضا فانهم امة امية لا يحسنون الحساب والكتابة وايضا فانهم لما خفي عليهم قدر القيراط سألوا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عنه فاخبرهم به ومثل لهم بالامور الحسية المشاهدة فقال مثل الجبلين العظيمين ولمسلم اصغرهما مثل احد ولو كان المراد بذلك انه جزء من اربعة وعشرين جزءا لبينه لهم وايضا فهذا من العبادات التي يكون الثواب فيها على قدر نية العامل واخلاصه فقد يكون ثوابه اكثر من ثواب المصاب لقلة اخلاص هذا او هون المصيبة عليه او لقلة صبره ونحو ذلك وهذا الثواب عام سواء كان الميت صغيرا او كبيرا ذكرا او انثى وقد يزيد الاجر على قدر نفع العمل ومصلحته ونية العامل قال بعض العلماء اذا نوى الانسان باتباعه الجنازة طاعة ربه بامتثال امره واداء حق اخيه باتباع جنازته والصلاة عليه فانه في هذه الحال مفتقر الى ذلك جدا ونوى ايضا جبر خواطر اهله واقاربه ومساعدتهم على ذلك وهذا بر وقد قال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان فيؤخذ من لازم هذا الحديث انه يستحب تعزية المصاب بالميت والتعزية ليست كما يظن بعض العوام انها مجرد قول اعظم الله اجرك واحسن عزاك وغفر لميتك بل هي كما قال ابو الوفاء ابن عقيل قال رحمه الله كلاما معناه ان التعزية هي ان تأتي الى قلب قد هدته المصيبة وغيرته فلا تزال تلقي عليه من الايات والاحاديث والترغيب والترهيب حتى ترده الى الحق فهذه التعزية حق سواء كانت مشافهة او بكتابة اذا كان بعيدا واما ما يفعله بعض النساء اليوم بل كلهن الا النادر فليست بتعزية وهي لتهييج الحزن اقرب منها للتعزية وينبغي للمصاب ان يستعين الله ويصبر عند المصيبة فان الصبر المحمود هو الصبر عند الصدمة الاولى والانسان ان لم يصبر ويحتسب في اول وهلة فلابد له من السلو لان هذه طبيعة الانسان وجبلته ولهذا قال علي رضي الله عنه للاشعث ابن قيس انك ان لم تصبر صبر الكرام سلوت سلو البهائم ومن اعظم ما يعين على الصبر هو النظر فيما اعد الله تعالى للصابرين من الجزاء في الدنيا والاخرة وليس الجزع والتسخط يرد فائتا وانما هو عذاب عاجل قبل العذاب الاجل فان القضاء تم وليس بمردود فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ومما يعين على الصبر تحقيق معنى قوله تعالى حكاية عن الصابرين من قولهم عند المصيبة انا لله وانا اليه راجعون فمعنى قوله انا لله اي عبيد مملوكون مدبرون ليس لنا من الامر شيء بل الامر كله لله يفعل ما يريد وانا اليه راجعون اي من جميع احوالنا واذا علم الانسان انه راجع الى الله وانه موقوف بين يديه اوجب له ذلك الاحتساب وان يعلم ان ما عند الله خير وابقى وهذا عام لجميع المصائب. سواء بالانفس او الاموال