بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما ابد. قال الله تعالى حقيق على ان لا اقول على الله الا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فارسل معي بني اسرائيل قال موسى ولما كنت مرسلا منهم فانا جدير بان لا اقول عليه الا الحق قد جئتكم بحجة واضحة تدل على صدقه واني مرسل من ربي اليكم فاطلق معي بني اسرائيل مما كانوا فيه من الاسر والقهر قال ان كنت جئت باية فات بها ان كنت من الصادقين قال فرعون لموسى ان كنت اتيت باية كما تزعم فات بها ان كنت صادقا في دعواك وربنا جل جلاله من رحمته بعباده انه ما ارسل رسولا الا اعطاه من الايات ما يدل على صدقه ولكن اهل الكبر يتكبرون على طاعة الله فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين فرمى موسى عصاه فتحولت حية عظيمة ظاهرة لمن يشاهدها. اذا هي اية تدل على صدق موسى ونزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين واخرج يده واظهرها من فتحة قميصه من عند صدره او من تحت ابطه فخرجت بيضاء من غير برص تتلألأ للناظرين لشدة بياضها قال الملأ من قوم فرعون ان هذا لساحر عليم وقال الكبراء والرؤساء لما شاهد الانقلاب عصا موسى حية وصيرورة يده بيضاء من غير برص ليس موسى الا ساحرا قوي العلم بالسحر وهكذا اهل السوء يرمون اهل الصدق والديانة بالكذب يريد ان يخرجكم من ارضكم فماذا تأمرون يقصد بما يقوم به ان يخرجكم من ارضكم هذه وهي مصر ثم استشارهم فرعون بشأن موسى قائلا لهم ماذا تشيرون به علي من الرأي قالوا ارجه واخاه وارسل في المدائن حاشر قادر فرعون اخر موسى واخاه هارون وابتعد في مدائن مصر من يجمع السحرة فيها يأتوك بكل ساحر عليم يأتيك هؤلاء الذين ارسلتهم لجمع السحرة من المدائن بكل ساحر ماهر بالسحر قوي في صناعته وجاء السحرة فرعون قالوا ان لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين فبعث فرعون من يجمع السحرة فلما جاء السحرة فرعون سألوه هل لهم مكافأة ان غلبوا موسى بسحرهم وانتصروا عليه قال نعم وانكم لمن المقربين فاجابهم فرعون بقوله نعم ان لكم مكافأة واجرا وستكونون من القريبين بالمناصب قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون نحن الملقين قال السحرة واثقين بنصرهم على موسى باستعلاء وتكبر اختر يا موسى ما شئت من ابتدائك بالقاء ما تريد القاءه. او ابتدأنا بذلك وهكذا ايها الاخوة فان المعصية تزين لصاحبها حسنها قال القوا فلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم فاجابهم موسى واثقا بنصر ربه فاجابهم موسى واثقا بنصر ربه له غير مبال بهم. ارموا حبالكم واعصيكم. فلما القوا سحروا واعين الناس بصرفها عن صحة ادراكها وارعبوهم وجاءوا بسحر قوي في اعين الناظرين واوحينا الى موسى ان الق عصاك فاذا هي تلقف ما يأتكون واوحى الله الى نبيه وكليمه موسى ان ارمي يا موسى عصاك فرماها فانقلبت العصا حية تبتلع حبالهم وعصيهم التي كانوا يستعملونها في قلب الحقائق وايهام الناس انها حيات تسعى فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون. فظهر الحق وتبين صدق ما جاء به موسى وتبين بطلان ما صنعه السحرة من السحر نعم فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين. فغلبوا وهزموا وانتصر موسى عليهم في ذلك المشهد ورجعوا ادلاء مقهورين والقي السحرة ساجدين. فما كان من السحرة حين شاهدوا عظيم قدرة الله ورأوا الايات البينات الا ان فروا سجدا لله وهكذا ينبغي الانسان ان يستحضر دواما عظيما قدرة الخالق وان يتبصر المرء في روعة الخلق ليتفكر بعظمة الله سبحانه وتعالى من فوائد الايات من حكمة الله ورحمته ان جعل اية كل نبي مما يدركه وقد تكون من جنس ما برعوا به فربنا من رحمته انه يظهر الايات لكل نبي باشياء تكون في زمانهم مشهورة معروفة ان فرعون كان عبدا ذليلا مهينا عاجزا. والا لما احتاج الى الاستعانة بالسحرة في دفع موسى يدل على ضعف السحرة مع اتصالهم بالشياطين التي تلبي مطالبهم طلبهم الاجر والجاه عند فرعون. فهم حينما طلبوا هذا دل على ضعفهم ولكن الله سبحانه وتعالى يؤيد اولياءه. فالسعيد من سار على طاعة الله. لينجو في الدنيا وينجو وفي الاخرة فربنا جل جلاله هو الغني واليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته