اكرمه الله بان جعلهم اضيافه. اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما. اي سلموا عليه. فرد عليهم. قال اي خائفون لانه لما دخلوا عليه وحسبهم ضيوفا ذهب مسرعا الى بيته فاحضر لهم المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي يقول تعالى ان المتقين الذين اتقوا طاعة الشيطان وما يدعوهم اليه من جميع الذنوب والعصيان قد احتوت على جميع الاشجار واينعت فيها جميع الثمار اللذيذة في جميع الاوقات ويقال لهم حال دخولها امنين من الموت والنوم نصب واللغو وانقطاع شيء من النعيم الذي هم فيه او نقصانه. ومن المرض والحزن والهم وسائر المكدرات اما في صدورهن من غل اخوانا على سرر. اخوانا على سرر ونزعنا ما في صدورهم من غل. فتبقى قلوبهم سالمة من كل دغل وحسد. متصافية متحابة اخوانا على سرر متقابلين. دل ذلك على تزاورهم واجتماعهم وحسن ادبهم فيما بينهم في كون كل منهم مقابلا للاخر لا مستدبرا له. متكئين على تلك السرور المزينة بالفرش واللؤلؤ وانواع الجواهر لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين. لا تمسهم فيها نصب لا ظاهر ولا باطن. وذلك لان الله ينشأهم نشأة وحياة كاملة. لا تقبل شيئا من الافات على سائر الاوقات. ولما ذكر ما يوجب الرغبة والرهبة من مفعولات الله من والنار. ذكر ما يوجب ذلك من اوصافه تعالى. فقال نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم نبئ عبادي اي اخبرهم خبرا جازما مؤيدا بالادلة فانهم اذا عرفوا كمال رحمته ومغفرته. سعوا في الاسباب الموصلة لهم الى رحمته. واقلعوا عن للذنوب وتابوا منها لينالوا مغفرته. ومع هذا فلا ينبغي ان يتمادى بهم الرجاء الى حال الامن والاذلال. فنبئهم وان عذابي هو العذاب اي لا عذاب في الحقيقة الا عذاب الله. الذي لا يقادر قدره. ولا يبلغ كنهه نعوذ به من من عذابه فانهم اذا عرفوا انه لا يعذب عذابه احد. ولا يوثق وثاقه احد. حذروا وابعدوا عن كل سبب يوجب لهم العقاب. فالعبد ينبغي ان يكون قلبه دائما بين الخوف والرجاء. والرغبة والرهبة. فاذا نظر الى رحمة ربه ومغفرته وجوده احدث له ذلك الرجاء والرغبة. واذا نظر الى ذنوبه وتقصيره في حقوق ربه. احدث له الخوف والرغبة والاقلاع عنها يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم اي عن تلك القصة العجيبة فان في قصك عليهم انباء الرسل وما جرى لهم مما يوجب لهم العبرة والاقتداء بهم. خصوصا ابراهيم الخليل الذي امرنا الله ان نتبع ملته. وضيفه هم الملائكة ضيافتهم عجلا حنيدا فقدمه اليهم. فلما رأى ايديهم لا تصل اليه. خاف منهم ان يكونوا لصوصا او نحوهم. فقالوا له وهو اسحاق عليه الصلاة والسلام. تضمنت هذه بانه ذكر لا انثى عليم. اي كثير العلم وفي الاية الاخرى وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين فقال لهم متعجبا من هذه البشارة ابشرتموه بالولد على ان مسني الكبر. وصار نوع اياس منه. فبما تبشرون؟ اي على اي وجه تبشرون وقد عدمت الاسباب قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين. قالوا بشرناك بالحق الذي لا شك فيه. لان الله على كل شيء قدير. وانتم بالخصوص يا اهل هذا البيت. رحمة الله وبركاته عليكم. فلا يستغرب فضل الله واحسانه اليكم الذين يستبعدون وجود الخير بل لا تزل راجيا لفضل الله واحسانه وبره فاجابهم ابراهيم بقوله الذين لا علم لهم بربهم وكمال اقتداره. واما من انعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم فلا سبيل الى القنوط اليه. لانه يعرف من كثرة الاسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئا كثيرا. ثم لما بشروه بهذه البشارة عرف انهم مرسلون لامر مهم. اي قال الخليل عليه السلام الملائكة اي ما شأنكم؟ ولاي شيء ارسلتم انا ارسلنا الى قوم مجرمين. اي كثر فسادهم وعظم شرهم. لنعذبهم ونعاقبهم الا ال لوط اي الا لوطا واهله امرأته قدرنا انها لمن الغابرين. اي الباقين بالعذاب. واما لوط فسنخرجنه واهله ولننجينهم منها فجعل ابراهيم يجادل الرسل في اهلاكهم ويراجعهم. فقيل له يا ابراهيم اعرض عن هذا هذا انه قد جاء امر ربك. وانهم اتيهم عذاب غير مردود. فذهبوا منه قال لهم لوط انكم قوم منكرون اي لا اعرفكم ولا ادري من انتم. قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون. اي جئناك في عذابهم الذي كانوا يشكون فيه ويكذبونك حين تعدهم به واتيناك بالحق الذي ليس بالهزل. وانا لصادقون فيما قلنا لك وامضوا حيث تؤمرون. فاسر باهلك قطع من الليل اي في اثنائه حين تنام العيون. ولا يدري احد عن مسراك. ولا يلتفت منكم احد. اي بل بادروا واسرعوا وامضوا حيث تؤمرون. كان معهم دليلا يدلهم الى اين يتوجهون وقضينا اليه ذلك اي اخبرناه خبرا لا مثنوية فيه. اي سيصبحهم العذاب الذي يجتاحهم ويستأصلهم وجاء اهل المدينة يستبشرون وجاء اهل المدينة المدينة التي فيها لوط يستبشرون ان يبشر بعضهم بعضا باضياف لوط وصباحة وجوههم واقتدارهم عليهم. وذلك قصدهم فعل الفاحشة فيهم فجاءوا حتى وصلوا الى بيت لوط فجعلوا يعالجون لوطا على اضيافه ولوط يستعيذ منهم ويقول قال ان هؤلاء ضيفي فلا تفضحون. واتقوا الله ولا تخزون اي راقبوا الله اول ذلك وان كان ليس فيكم خوف من الله فلا تفضحوني في اضيافي وتنتهكوا منهم الامر الشنيع لم ننهك عن العالمين. فقالوا له جوابا عن قوله ولا تخزوني فقط. اولم ننهك عن العالمين ان تضيعوا فنحن قد انذرناك ومن انذر فقد اعذر