بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون وعبرنا ببني اسرائيل البحر لما ضربه موسى بعصاه فانطلق فمروا على قوم يقيمون على عبادة اصنام لهم يعبدونها من دون الله فقال بنو اسرائيل لموسى يا موسى اجعل لنا صنما نعبده كما لهؤلاء اصنام يعبدونها. من دون الله قال لهم موسى يا قومي انكم قوم تجهلون ما يجب لله من تعظيم وتوحيد وما لا يليق به من شرك وعبادة لغيره. اذا هم رأوا اية من اعظم الايات ونجاة من اعظم الانجاب ومع ذلك والعياذ بالله يريدون ان يقلدوا اهل الكفر بكفرهم فكان جواب موسى انكم قوم تجهلون ولذلك ابليس يريد ان يضل الانسان وان يغوي الانسان يجعله في الضلالة يتخبط وينبغي على الانسان ان يجعل من اولوياته دفع الجهل وتعلم العلم النافع ان هؤلاء مكبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون ان هؤلاء المقيمين على عبادة اصنامهم مهلك ما هم فيه من عبادة غيره وباطل جميع ما كانوا يعملون من طاعة لاشراكهم في العبادة مع الله غيره اذا موسى بين لهم ان هؤلاء على خطأ كبير وان هذا الشرك محبط للعمل فقال ان هؤلاء متبر اي مهلك ما هم فيه اي عملهم فاسد ولذلك انت اي عمل تعمله احذر ان يكون عملك فاسدا وباطل ما كانوا يعملون الشرك والعياذ بالله يبطل عمل الانسان قال اغير الله ابغيكم الها وهو فضلكم على العالمين قال موسى لقومه يا قوم كيف اطلب لكم الها غير الله تعبدونه وقد شاهدتم من اياته العظام ما شاهدتم وهو سبحانه فضلكم على العالمين في زمانكم لما انعم به عليكم من اهلاك عدوكم واستخلافكم في الارض والتمكين لكم فيها واذ انجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون ابناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم واذكروا يا بني اسرائيل حين انجيناكم بانقادكم من استدلال فرعون وقومه لكم اذ كانوا يذيقونكم انواع الهوان من تقتيل ابنائكم الدكتور واستبقاء نسائكم للخدمة وفي انقاذكم من فرعون وقومه اختبار عظيم من ربكم يقتضي منكم الشكر اذا الانسان لابد ان لا ينساني عن الله ولا ينسى ما مر به من محن فانجاه الله تعالى منها وانت في حياتك تمر عليك محن وامراض وهموم وغموم وهذه تنزال عنه فعليك ان لا تنساها لتستذكر نعمة الله عليك لتؤدي شكر حق الله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر فتم ميقات ربه اربعين ليلة وقال موسى لاخيه هارون اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين وواعد الله رسوله موسى لمناجاته ثلاثين ليلة ثم اكملها الله بزيادة عشر فصارت اربعين ليلة وقال موسى لاخيه هارون لما اراد الذهاب لمناجاة ربه يا هارون كن خليفة لي في قومي واصلح امرهم بحسن السياسة والرفق بهم ولا تسلك طريق المفسدين بارتكاب المعاصي ولا تكن معينا للعصاة وهذه النصيحة نصيحة موسى لهارون ينبغي على الانسان ان يجعلها نصب عينيه فلا يكون معينا للعصاة. بل عليه ان يسعى لدفع معصية الله تعالى لان المعصية فساد وسبيل المفسدين سبيل المفسدين يؤول الى الهلاك ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين وحين جاء موسى للمناجاة ربه في الموعد المضروب له. وهو تمام اربعين ليلة وكلمه ربه بما كلمه به من الاوامر والنواهي وغيرها تاقت نفسه الى رؤية ربه فسأله ان ينظر اليه فاجابه الله سبحانه لن تراني في الحياة الدنيا لعدم قدرتك على ذلك لكن انظر الى الجبل اذا تجليت له فان بقي مكانه لم يتأثر فسوف تراني وان صار مستويا بالارض فلن تراني في الدنيا فلما تجلى الله للجبل جعله مستويا بالارض وسقط موسى مغشيا عليه فلما افاق من الغشية التي اصابته قال انزهك يا رب تنزيها عن كل ما لا يليق بك. ها انا تبت اليك مما سألتك من رؤيتك في الدنيا وانا اول المؤمنين من قومي من فوائد الايات اولا تؤكد الاحداث ان بني اسرائيل كانوا ينتقلون من ضلالة الى اخرى على الرغم من وجود نبي الله موسى بينهم من مظاهر خذلان الامة ان تحسن القبيح وتقبح الحسن بمجرد الرأي والاهواء اصلاح الامة واغلاق ابواب الفساد هدف سام للانبياء والدعاة قال الله تعالى الا يراه احد من خلقه في الدنيا وسوف يكرم من يحب من عباده برؤيته في الاخرة واسعد الناس رؤية لله يوم القيامة هم الذين ينظرون الى ربهم بقلوبهم فيراقبون الله تعالى في كل فعل وفي كل فرج وفي كل خاطرة من الخواطر ويحاسبون انفسهم هل ان الله يحب هذا ام لا يحبه فان كان الله يحبه سارعوا في هذا وان علموا ان الله لا يحبه سارعوا في دفعه. فالمؤمن يدفع الخواطر المحرمة وهذا من المجاهدة في سبيل الله تعالى وربنا رقيب علينا فعلينا ان نرقبه بالطاعات فنأتيها اخلاصا ومتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم وعلينا ان نراقبه بالسنن النبوية فعلينا بعمل اليوم والليلة وان لا نضيع سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وعلينا ان نراقبه بالاداب والمستحبات فنعمل الامر كما يحبه الله تعالى ونراقب الله تعالى بالتوبة من الذنوب والحذر منها والندم عليها واحث النفس على فعل الطاعات حتى يمتلئ الوقت بالطاعات فلا يكون للنفس مجال لعمل المعاصي اسأل الله تعالى ان يعصم المسلمين من كل شر وضرر هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته