ما عليك من النذارة واداء الرسالة والتبليغ للقريب والبعيد. والعدو والصديق فانك اذا فعلت ذلك فليس عليك من حسابه من شيء وما من حسابك عليهم من شيء. وقوله اي كما انزل ان العقوبة على المقتسمين على بطلان ما جئت به. الساعين لصد الناس عن سبيل الله اي اصنافا واعضاء واجزاء. يصرفونه بحسب ما يهوونه. فمنهم من يقول سحر ومنهم من يقول كهانة ومنهم العظيم ولا تحزن عليهم فانهم لا خير فيهم يرجى. ولا نفع يرتقب. فلك في المؤمنين عنهم احسن البدل وافضل العوظ. اي الن لهم جانبك وحسن لهم خلق خلقت محبة واكراما وتوددا. اي قم المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي فقال لهم لوط من شدة الامر الذي اصابه انتم فاعلين. فلم يبالوا بقوله ولهذا قال الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذه السكرة هي سكرة محبة الفاحشة التي لا يبالون معها بعدل ولا لوم فلما بينت له الرسل حالهم زال عن لوط ما كان يجده من الضيق والكرب. فامتثل امر ربه وسرى باهله ليلا فنجوا اما اهل القرية اي وقت شروق الشمس حين كانت العقوبة عليهم اشد فجعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليهم حجارة من سجين فجعلنا اي قلبنا عليهم مدينتهم وامطرنا عليهم حجارة تتبع فيها من شذ من البلد منهم. اي المتأملين الذين لهم فكر وروية وفراسة. يفهمون بها ما اريد بذلك. من ان من تجرأ على معاصي الله خصوصا هذه الفاحشة العظيمة وان الله سيعاقبهم باشنع العقوبات. كما تجرأوا على اشنع السيئات وانها اي مدينة قوم لوط لبسبيل مقيم للسالكين. يعرفه كل من تردد في تلك الديار يا رب ان في ذلك لاية للمؤمنين وفي هذه القصة من العبر عنايته تعالى بخليله ابراهيم فان لوطا عليه السلام من اتباعه وممن امن به فكأنه تلميذ له. فحين اراد الله اهلاك قوم حين استحقوا ذلك. امر رسوله ان يمروا على ابراهيم عليه السلام. كي يبشروه بالولد ويخبروه بما بعثوا له. حتى انه جادلهم عليه السلام في اهلاكهم حتى اقنعوه فطابت نفسه. وكذلك لوط عليه السلام لما كانوا اهل وطنه فربما اخذته الرقة عليهم الرأفة بهم قدر الله من الاسباب ما به يشتد غيظه وحنقه عليهم حتى استبطأ اهلاكهم لما قيل له ان موعدهم صبح اليس الصبح بقريب؟ ومنها ان الله تعالى اذا اراد ان يهلك قرية ازداد شرهم وطغيانهم. فاذا انتهى اوقع بهم من العقوبات ما يستحقونه. وهؤلاء هم قوم شعيب نعتهم الله واضافهم الى الايكة. وهو البستان كثير الاشجار. ليذكر نعمته عليهم. وانهم ما قاموا بها. بل جاءهم نبيهم شعيب فدعاهم الى التوحيد وترك ظلم الناس في المكاييل والموازين. وعالجهم على ذلك اشد المعالجة. فاستمروا على ظلمهم في حقهم الخالق وفي حق الخلق. ولهذا وصفهم هنا بالظلم انتقمنا منهم فاخذهم عذاب يوم الظلة. انه كان عذاب يوم عظيم. وانهما اي ديار قوم واصحاب الايكة. اي لبطريق واضح يمر بهم المسافرون كل وقت فيبين من اثارهم ما هو مشاهد بالابصار. فيعتبر بذلك اولو الالباب يخبر تعالى عن اهل الحجر وهم قوم صالح الذين يسكنون الحجر المعروف في ارض الحجاز انهم كذبوا المرسلين اي كذبوا ومن كذب رسولا فقد كذب سائر الرسل. لاتفاق دعوتهم وليس تكذيب بعضهم لشخصه. بل لما جاء به من الحق الذي اشترك جميعه الرسل بالاتيان به. واتيناهم اياتنا الدالة على صحة ما جاءهم به صالح من الحق. التي من جملتها تلك الناقة التي هي من ايات الله العظيمة كبرا وتجبرا على الله وكانوا من كثرة انعام الله عليهم ينحتون من الجبال بيوتا امنين من المخاوف. مطمئنين في ديارهم فلو شكروا نعمة وصدقوا نبيهم صالحا عليه السلام لادر الله عليهم الارزاق ولاكرمهم بانواع من الثواب العاجل والاجل ولكنهم لم ما كذبوا وعقروا الناقة وعتوا عن امر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين فتقطعت قلوبهم في اجوافهم. واصبحوا في دارهم جاثمين هلكا. مع ما يتبع ذلك من الخزي واللعنة المستمرة. لان امر الله اذا جاء لا يرده كثرة جنود ولا قوة انصار ولا غزارة اموال اي ما خلقناهما وباطلا كما يظن ذلك اعداء الله. بل ما خلقناهما الا بالحق الذي منه. ان يكونا بما فيهما دالتين على كمال خالقهما اقتداره وسعة رحمته وحكمته وعلمه المحيط وانه الذي لا تنبغي العبادة الاله وحده لا شريك له. وان الساعة لاتية لا ريب فيها لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وهو الصفح الذي لا اذية بل قابل اساءة المسيء بالاحسان وذنبه بالغفران. لتنال من ربك جزيل الاجر والثواب. فان كل ما هو ات فهو قريب وقد ظهر لي معنى احسن مما ذكرت هنا وهو ان المأمور به هو الصفح الجميل. اي الحسن الذي قد سلم من الحقد والاذية القولية والفعلية دون الصفح الذي ليس بجميل. وهو الصفح في غير محله. فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة. كعقوبة المعتدين الظالمين الذين لا ينفع فيهم الا العقوبة وهذا هو المعنى ان ربك هو الخلاق لكل مخلوق. العليم بكل شيء. فلا يعجزه احد من جميع ما احاط به علمه. وجرى عليه خلقه. وذلك سائر الموجودات يقول تعالى ممتنا على رسوله ولقد اتيناك سبعا من المثاني وهن على الصحيح السور السبع الطوال البقرة وال عمران والنساء والمائدة والانعام والاعراف والانفال مع التوبة. او انها فاتحة الكتاب لانها سبع ايات. فيكون عطف القرآن العظيم على ذلك من باب عطف العام على الخاص. لكثرة ما في المثاني من التوحيد وعلوم الغيب والاحكام الجليلة وتثنيتها فيها. وعلى القول بانها الفاتحة هي السبع المثاني. معناه انها سبع ايات. تثنى في كل ركعة. واذا كان الله قد اعطاه القرآن العظيم مع السبع المثاني. كان قد اعطاه افضل ما يتنافس فيه المتنافسون. واعظم ما فرح به المؤمنون بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. ولذلك قال بعده لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم. اي لا تعجب اعجابا يحملك على اشغال فكرك بشهوات الدنيا. التي تمتع بها المترفون. واغتر بها الجاهلون. واستغني بما اتاك الله من المثاني والقرآن منهم من يقول مفترى الى غير ذلك من اقوال الكفرة المكذبين به. الذين جعلوا قدحهم فيه ليصدوا الناس عن الهدى اي جميع من قدح فيه وعابه وحرفه وبدله وفي هذا اعظم ترهيب وزجر لهم عن الاقامة على ما كانوا عليه. ثم امر الله رسوله الا بهم ولا بغيرهم وان يصدع لما امر الله ويعلن بذلك لكل احد وليعوقنه عن امره عائق ولا تصده اقوال متهوقين. اي لا تبالي بهم واترك مشاتمتهم ومسابتهم. مقبلا على شأنك المستهزئين الذين يجعلون مع الله الها انا كفيناك المستهزئين بك وبما جئت به. وهذا وعد من الله لرسوله الا يضره المستهزئون. وان يكفيه الله اياهم بما شاء من انواع العقوبة. وقد فعل تعالى فانهما تظاهر احد بالاستهزاء برسوله صلى الله عليه وسلم. وبما جاء به الا اهلكه الله وقتله شر قتلة. ثم ذكر وصفهم وانهم كما يؤذونك يا رسول الله. فانهم ايضا يؤذون الله ويجعلون معه الها اخر وهو ربهم وخالقهم ومدبرهم. فسوف يعلمون فسوف يعلمون غب افعالهم اذا وردوا القيامة. بما يقولون لك من التكذيب والاستهزاء فنحن قادرون على استئصالهم بالعذاب والتعجيل لهم بما يستحقون. ولكن الله يمهلهم ولا يهملهم فانت يا محمد فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين اي اكثر من ذكر الله وتسبيحه وتحميده والصلاة. فان ذلك يوسع الصدر ويشرحه. ويعينك على امورك اي الموت ايستمر في جميع الاوقات على التقرب الى الله