بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولما رجع موسى الى قومه غضبان اسفا قال بئس ما خلفتموني من بعدي اعجلتم امر ربكم والقى الالباح واخذ برأس اخيه يجره اليه قال يا ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الاعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ولما عاد موسى من مناجاة ربه الى قومه ممتلئا عليهم غضبا وحزنا لما وجدهم عليه من عبادة العجل قال بئست الحالة التي خلفتموني يا قومي بها بعد ذهابي عنكم لما تؤديه من الهلاك والشقاء امللت من انتظاري فاقدمتم على عبادة العجل ورمى الالواح من شدة ما اصابه من الغضب والحزن وامسك برأس اخيه هارون ولحيته يسحبه اليه لبقائه معهم وعدم تغييره لما رأهم عليه من عبادة العجل قال هارون معتذرا الى موسى مستعطفا يا ابن ام ان القوم حبسوني ضعيفا فاستذلوني واوشكوا ان يقتلوني فلا تعاقبني بعقوبة تسر اعدائي ولا تصيرني بسبب غضبك علي في عداد الظالمين من القوم بسبب عبادتهم غير الله من مخاطبه بيا ابن امي يعني استعطافا باعتبار انهما كانا في بطن واحدة قال ربي اغفر لي ولاخي وادخلنا في رحمتك وانت ارحم الراحمين هذا السر حينما يموت انسان نقول رحمه الله وهذا السر في الحياة التي نعيشها فكل لحظة نعيشها فهي من رحمة الله قل ارأيتم ان اهلكني الله ومن معي او رحمنا فكل لحظة نحياها هي من رحمة الله لاننا نستدر بها رحمة الله بالعمل الصالح قال ربي اغفر لي ولاخي وادخلنا في رحمتك وانت ارحم الراحمين فدعا موسى ربه يا رب اغفر لي ولاخي هارون وادخلنا في رحمتك واجعلها تحيط بنا من كل جانب وانت يا ربنا ارحم بنا من كل راحم ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفتريين. هنا لما قال ابن عيينة كل مبتدع يصيبه ذلة في الحياة الدنيا فقيل له انها قد نزلت في اصحاب العجل قال اقرأوا ما بعدها وكذلك نجزي المفتري فكل من افترى على الدين وابتدع يناله غضب وذلة ان الذين صيروا العجل الها يعبدونه سيصيبهم غضب شديد من ربهم وهوان في هذه الحياة لاغضابهم ربهم واستهانتهم به وبمثل هذا الجزاء نجزي المخترقين الكذب على الله والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وامنوا. ان ربك من بعدها لغفور رحيم والذين عملوا السيئات من الشرك بالله وفعل المعاصي ثم تابوا الى الله بان امنوا به وانتهوا عما كانوا يعملونه من المعاصي. ان ربك ايها الرسول من بعد هذه التوبة والرجوع من الشرك الى الايمان ومن المعاصي الى الطاعة لغفور لهم بالستر والتجاوز رحيم بهم ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ولما سجن عن موسى الغضب وهدى اخذ الالواح التي رماها بسبب الغضب وهذه الواح مشتملة على الهداية من الضلال وبيان الحق. ومشتملة على الرحمة للذين يخشون ربهم ويخافون وهنا لما قال الليث ابن سعد قال ما الرحمة بي اسرع منها الى شيء؟ الى مستمع القرآن فالوحي هو رحمة الله تعالى لعباده فالمرء يستزيد من الوحي ويطبق حتى ينال رحمة الله في الدنيا وفي الاخرة واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما اخذتهم الرجفة قال ربي لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ان هي الا فتنتك تظل بها من تشاء وتهدي من تشاء انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين واصطفى موسى سبعين رجلا من خيار قومه ليعتبروا الى ربهم مما فعله سفهاؤهم من عبادة العجل ووعدهم الله ميقاتا يحضرون فيه فلما حضروا تجرأوا على الله وطلبوا من موسى ان يريهم الله عيانا فاخذتهم الزلزلة فصعقوا من هولها وهلكوا. فتضرع موسى الى ربه فقال يا ربي لو شئت اهلاكهم واهلاكي معهم من قبل مجيئهم لاهلكتهم اتهلكنا بسبب ما فعله خفاف العقول منا فما قام به موسى من عبادة العجل فما قام به قومي من عبادة العجل ما هو الا ابتلاء واختبار تضل به من تشاء وتهدي من تشاء انت متولي امرنا تغفر لنا ذنوبنا وارحمنا برحمتك الواسعة وانت خير من غفر ذنبا وعفا عن اثم من فوائد هذه الايات في الايات دليل على ان الخطأ في الاجتهاد مع وضوح الادلة لا يعذر فيه صاحبه عند اجراء الاحكام عليه وهو ما يسميه الفقهاء بالتأويل البعيد من اداب الدعاء البدء بالنفس حيث بدأ موسى دعاءه فطلب المغفرة لنفسه تأدبا مع الله فيما ظهر عليه من الغضب ثم طلب المغفرة لاخيه فيما عسى ان يكون قد ظهر منه من تفريط او تساهل في ردع عبدة العجل عن ذلك التحذير من الغضب وسلطته على عقل الشخص. ولذلك نسب الله له فعل السكوت كانه هو الامر والناهي ضرورة التوقي من غضب الله وخوف بطشه فانظر الى مقام موسى عند ربه وانظر خشيته من غضب ربه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته