وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعالج طلنا فقال ما هذا؟ فقلنا قد وهى. فنحن نصلحه. فقال ما ارى الامر الا اعدل من ذلك رواه ابو داوود والترمذي باسناد البخاري ومسلم. وقال الترمذي حديث حسن صحيح. وعن كعب ابن رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان لكل امة فتنة وفتنة امتي رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وعن ابي عمرو ويقال ابو عبد الله ويقال ابو ليلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس لابن ادم حق في سوى هذه الخصال بيت يسكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء. رواه الترمذي وقال حديث صحيح وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه الاحاديث ثلاثة كالتي قبلها بالحرص على التقلل من الدنيا وعدم الاشتغال بها والعداد للاخرة وان المؤمن جدير بان يسارع للاخرة ولا يشغل بالدنيا وشهواتها وحظها العاجل ولهذا لما رآه المسلم خاصا لهم قال ما اورى الامر الا اجل من ذلك؟ يعني الموت قريب والساعة قريبة المقصود ان المؤمن لا يمد الاجل اذا اصبح لا ينتظر واذا صحيح يعد العدة. يحذر نزول الموت وهدوء الاجل. ولا معنى من النبي ما منعه من اصلاح الخس وان يصلح ماؤها من جداره او من سقفه او ما اشبه ذلك لكن مع الاعداء للاخرة. لا يكون همه مشاغل الدنيا وهكذا يقول صلى الله عليه وسلم لكل امة مثلة وفتنة امة المال مساق هذا في قوله تعالى انما اموالكم واولادكم فتنة فالحياة الجامتة وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور فالواجب على العاقل ان لا يفتن بها وان لا يشغل بها عن الاخرة وان يستعين بها على طاعة الله عز وجل. والا تكون اكبر همه بل ينبغي ان تكون مطية للاخرة وذريعة للاخرة ويستعين بها على طاعة ربه ولا يشغل بها عن الاخرة ولهذا في حديث عثمان رضي الله عنه في هذه الدنيا الا ما ذكر من الثلاث باز يؤويه وثوبه يستر عورته وجد في الخبز والماء يعني ما يسد حاجته من الطعام واللباس والسكن هذا لا بأس به لكن لا يشغل بما يصده عن الاخرة فاذا كانت التجارة تشغلها الى الاخرة لا يعمل ما لا يشغلها للاخرة يعمل تجارة لا تشغله كما فعل الصحابة رضي الله عنهم والاخيار وهو يعمل ويفتح ولكن بشرط الا يشغل بعمله عن الاخرة وبها لا يعلم ان المقصود ليس تركها الدنيا بالكلية. ولكن ترك ما يشغل منها ما يصد عن الاخرة ولهذا اتجر الصحابة والتجر الاخيار وعملوا فيما لا يشغلهم عن الاخرة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اي كسب اطيب؟ قال عمل الرجل بيده وكل بديع مبرور وقال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وان اصابك شيء فلا تقول لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. فان لم تفتح عمل الشيطان. اخرج المسلم في الصحيح فانت يا عبد الله تجمع بين الامرين تعمل لاخرتك وتشتهيد في طاعة ربك ولا تهمل دنياك تعمل لدنياك ما يعينك على طاعة الله وما يغنيك عما في ايدي الناس لكن بشرط ان لا تشغل بها للاخرة. لا تكن اكبر همك. وفق الله الجميع