لانكم بين لهم لماذا اعطى ولماذا منع ترك يعني ترك اعطاءهم عتب فحمد الله ثم اثنى عليه ثم قال اما بعد فوالله اني لاعطي الرجل وادع الرجل والذي ادع احب الي من الذي اعطيه ولكن اعطي اقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير فيهم عمرو ابن تغلب فقال عمرو لما بلغ فوالله ما احب ان لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم نكمل في هذه السلسلة حديث عمرو بن تغلب في هذا المجلس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوتي بمال او سبي فقسمه فاعطى رجالا وترك رجالا فبلغه ان الذين طمر النعم قال عمر لما سمع هذا الكلام من النبي عليه الصلاة والسلام يعلق بعد ذلك على الحديث فوالله ما احب ان لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمرا النعم الحديث رواه البخاري فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام اتي بمال او سبي. وجاء في رواية الاسماعيلي بمال من البحرين والبحرين هي المنطقة المعروفة الان بالاحساء. المنطقة من البصرة الى عمان هذه التي تسمى بالبحرين وقد اهتم النبي عليه الصلاة والسلام بهذه المنطقة دعويا واستقبل منها وفد بني عبد القيس وارسل اليهم وارسل ابا عبيدة والمنطقة طبعا فيها خيرات ولذلك ذهب ابو عبيدة وجاء بمال من البحرين النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءها المال هذا قسمه بين الناس فاعطى اناسا ومنع اخرين الذين منعوا وجدوا في انفسهم شيئا فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم خطبة يبين سبب تصرفه وان اعطاءه من الدنيا لاناس لا يعني ابدا ان لهم زيادة فضل وان منعه لاناس لا يعني ابدا نزول القدر نزول قدرهم عنده بل انه يعطي اقواما لئلا يرتدوا الى الكفر يتألف قلوبهم يقوي قلوبهم على الحق ليثبتوا بالاعطاء من الدنيا وانه لا يعطي اخرين لما جعل الله في قلوبهم من الخير فلا يحتاجون الى العطايا الدنيوية والعطايا الدنيوية تصرف لناس اعطائهم احوج لا لانهم هم محتاجين في ذات الامر ماديا اكثر من الذين منعوا. لا ولكن لما في اعطائهم من مصلحة الدين النبي عليه الصلاة والسلام لما خطب قال اما بعد يعني اما بعد حمد الله والثناء عليه وقال القاضي عياض رحمه الله اما بعد كلمة يستعملها الخطيب للفصل بين مقدمة الخطبة ما فيها من الحمد والثناء وموضوع الكلام والانتقال الى ما يريده قال صلى الله عليه وسلم فوالله اني لاعطي الرجل وادع الرجل والذي ادعو احب الي من الذي اعطيه اقسم تأكيدا على كلامه وان الممنوعة لا لنقص قدره عنده او لانه اراد حرمانه او عقابه لا وقال ولكن اعطي اقواما لما ارى في قلوبهم من الجزع والهلع فاذا بين اولا ان المنع كان للمحبة وان الاعطاء قد يكون لمرض في قلوب من اعطاهم وذلك لما اشتملت عليه قلوبهم من هذه الافات الهلع والجزع الجزع ضد الصبر وهو شدة القلق من المصيبة والهلع شدة الجزع اذا ايهما اشد الجزع ام الهلع الهلع وهذا في كشف المشكل. العيني رحمه الله قال الجزع ضد الصبر يقال جزعا جزعا وجزوعا فهو جزع وجازع وقال يعقوب الجزع الفزع والهلع افحش الفزع وفي لسان العرب تقول العرب تقول رجل هلع وهالع وهلوع وهلواع وهلواعة يعني جزوع حريص وقال الفراء الجزوع الضجور وصفته كما قال الله تعالى اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا اذا اذا مسته المصيبة جزع ما في رضا بالقضاء ضجر فهذه صفته والهلوع الذي يفزع ويجزع من الشر وقال ابو العباس المبرد رجل هلوع اذا كان لا يصبر على خير ولا شر حتى يفعل في كل واحد منهما غير الحق وقال ابن كيسان خلق الله الانسان يحب ما يسره ويرضيه ويهرب مما يكرهه ويسخط ثم تعبده الله بانفاق ما يحب والصبر على ما يكره وهذا الحديث ذكره البخاري رحمه الله في عدة ابواب من صحيحه منها باب قول الله تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا قال البخاري هلوعا ضجورا وفي كلام الشراح شراح البخاري اثبات خلق الله للانسان باخلاقه التي خلقه عليها من الهلع والمنع والاعطاء والصبر على الشدة واحتساب ذلك على الله عز وجل وفسر هلوعا بقول من قال ضجورا. يعني البخاري فسر هلوعا بضجورة لان الانسان اذا مسه الشر وقعت به المصيبة ضجر بذلك ولم يصبر ولم يحتسب ولم يكن عنده من الايمان بالقدر ما يجعله يصبر ويثبت فيعترض على القضاء استثنى الله المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون يعني هؤلاء اذا مسهم الشر لا يجزعون واذا مسهم الخير لا يمنعون بل هم محتسبون مكتسبون للعمل الصالح يحتسبون المصائب ويشكرون النعم ولا يمنعون حقوق الله في الاموال فمن ادعى لنفسه قدرة وحولا بالامساك والشح والضجر من الاملاق والفقر وقلة الصبر لقدر الله فهذا ليس بعابد لله حقيقة ومن ادعى ان له قدرة على نفع نفسه او دفع الضر عنها فقد ادعى ان فيه صفة من صفات الالهية لان الذي يضر وينفعه هو الله حقيقة ونحن العباد نتعاطى الاسباب لتحصيل المصالح ودفع المفاسد. لكن من الذي يضر ويخلق الضر وينفع ويسوق النفع الله عز وجل طيب النبي عليه الصلاة والسلام لما قال في الحديث واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير ما معنى ذلك؟ من السياسة الحكيمة في معاملة الناس والنبي عليه الصلاة والسلام كان يدير الامور امور المسلمين المال قد لا يكون كافيا للجميع محدود طيب فينفق في في ماذا فكان النبي عليه الصلاة والسلام يعطي اناسا ويدع اناسا يكل اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير ما المقصود بالغنى؟ غنى النفس والتعفف عن الطمع فاذا الاعطاء الدنيوي هذي تقرير من النبي عليه الصلاة والسلام اعطاؤه الدنيوي ليس بحسب الفضائل فقد قال اني لاعطي الرجل وغيره احب الي منه مخافة ان يكبه الله في النار. يكب الذي اعطيته مخافة اذا ما اعطيته ان يترك الاسلام ويكبه الله في النار فاذا اعطي اناسا مؤلفة قلوبهم على الايمان لتأليف قلوبهم على الايمان لاجتذابهم لتثبيتهم كف شرهم لو لم اعطهم كفروا ارتدوا ورجعوا وتركوا لم يثبتوا نفروا من الدين لكن اتألفهم بالاعطاء ليرغبوا ليأتوا ليقبلوا على الدين لعل الله بعد ذلك يقذف في قلوبهم الخير وتصير عندهم قناعة حقيقية بالحق واعتناق حقيقي اذا دخول الدين بالاعطاء في البداية ليس بدعا لان بعض الناس يقول لا نحن نعرظ الحق عليهم اللي يقبل يقبل ما يقبل خلاص. ولا نعطيهم ولا شي اللي يبغى يجي لله يجي واللي ما يبغى يجي يا اخي طيب في ناس كثيرين ما ما عندهم النقلة المستوى هذا اللي تحدث عنه غير موجود ما هو كذا في ناس ما يحبون الحق الا بشيء من الدنيا يعني اذا ما اعطيته حلاوة ما ما يأتي يعني كل الناس يأتون الى الحق بدون ان تجذبهم ما ما ليس كل الناس كذلك اذا جعل الدنيا عامل اجتذاب للدين جعل الدنيا عامل اجتذاب للدين ليس آآ ليس امرا باطلا لان بعض الناس عندهم في هذا تشديد يقول لا ما نعطيهم شيء ابدا خلص اللي يبغى يجي للدين يجي الحق ما يجب وهذا فيه تفويت لمصالح كبيرة في الدعوة معروف ان الناس تحتاج الى بوابات للدخول معروف ان الناس تحتاج الى تمهيدات للمجيء معروف ان الناس تحتاج الى عوامل جذب واقبال لتقبل وان كثيرا من الناس لا يأتون الحق لمجرد الحق واذا قلت لن نعطيهم شيئا انت يعني تفوت تفوت فرصة كبيرة لدعوة اشخاص كثيرين ما ما يصلحهم الا الاعطاء ما يصلحهم الا الاعطاء كذلك في ناس يقادون الجنة بالسلاسل يعني في ناس من الكفار في المعارك هزموا سلسلوا وجيء بهم مقيدين اخذوا ارقاء ربما وعاشوا في الرق بين المسلمين ثم رأوا الصلاة والصيام سمعوا القرآن ورأوا سيرة عملية للدين بين المسلمين فاحبوا الدين واعتنقوه اذا دخول بعض الناس الدين بالمال ودخول بعض الناس الدين بالسلاسل هذا وارد وهذا وهذا يعني حال الكثيرين وقد جعل الله الذي خلق النفوس يعلم ان هناك ناس لن يقبلوا على الحق الا بالمال. ولذلك جعل لهم سهما ان في الزكاة مصرفا عظيما انما الصدقات للفقراء والمساكين. طيب والمؤلفة قلوبهم يعطون من الزكاة النبي عليه الصلاة والسلام وصل به الامر انه اعطى مرة غنما بين في وادي بين جبلين. قال له خذ واعطى العباس بن مرداس الاسلمي اعطاه مائة من الابل واعطى فلان مائة من او اعطى ابا سفيان واعطى فلان مئة من الابل مئة من الابل يعني كم يعني ثروة مئة من الابل هذي ايش ديت هذه شيء مال عظيم مئة من الابل اعطى مئة من الابل اعطى عطايا لو كم البعير كم يسوى الان لا يعني عاطيين خل ابل اللحم ها لا تحط ابل المسابقات اعطينا ابل اللحم كم؟ ست الاف في مئة ثلاث مئة الف يعني اكثر من نص مليون اعطى عطايا اكثر من نص مليون يعطي الواحد من زعماء القبائل ووجهاء الكفار والذين اسلموا حديثا وناس ما اعطاهم شيء قصة الانصار معروفة طاحوا قصة الانصار معروفة روى البخاري ومسلم عن انس بن مالك ان اناسا من الانصار قال قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين افاء الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اموال هواز ما ما افاء فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الابل والانصار هؤلاء قاتلوا معه وحموه ونصروه واووه واووا اصحابه ودخلوا المخاطرة واجتمعت عليهم العرب وفي غزوة الاحزاب تعرضوا للخوف والحصار وقدموا شهداء في بدر واحد ما اعطاهم شيء ما اعطاهم شيئا فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال انس فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فارسل الى الانصار خاصة او راح معه في عام الفتح عشر الاف مقاتل فجمعهم في قبة من ادم ولم يدعو معهم احدا غيرهم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كان حديث بلغني عنكم قال له فقهاؤهم اما ذو ارائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا ترى علماؤنا وفقهاؤنا ما تكلموا هذا اولا يعني واما اناس منا حديثة اسنانهم تغار في شباب صغار ما عندهم الفقه والعلم فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويترك الانصار وسيوفنا تقطر من دمائهم الكلام هذا حصل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اعطي رجالا حديث عهدهم بكفر الان طالعين من جاهلية توهم اما ترضون ان يذهب الناس بالاموال وترجعوا الى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا بلى يا رسول الله رضينا والقصة لها روايات وقصة مؤثرة وفيها جوانب عاطفية ووجدانية واثار سجونا بكوا في الاخير ورضينا بالله ورسوله برسول الله حظا وقسما الشاهد انه النبي عليه الصلاة والسلام ما كان يعطي للهوى وما كان يعطي مثلا بان فلان صاحبه فلان بالعكس الصديق ايش اعطاه الصديق اخذ منه اخذ منه هل حاب الصديق لانه صاحبه؟ قال تعال انت انفقت انت انفقت علي وانت وانت في العسر يلا جاءت من هوازن خذ يا ابا بكر خذ مئة ومئتين لا ما ما اعطى فالعطاء ليس على حسب الفضائل في الدين والنبي صلى الله عليه وسلم بين انه يعطي ناس لضعفهم ويترك ناس لقوتهم في الدين والى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والنور والقناعة ويعطي من يعطي ليحفظ عليه ايمانه ودينه لان بعضهم يعبد الله على جرف هار لقول وقاية من الوقوع ان يهوي وكم اعتادت الانصار حين ذهب الطلقاء بالشاء والبعير وانطلقوا هم برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عطاء المال من الرسول صلى الله عليه وسلم لطائفة خشية ان يكفروا وكان المنع منه لطائفة شهادة لهم بالايمان كان المنع شهادة وليرجعوا باعظم عطاء وكرامة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شيخ الاسلام ابن تيمية لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعطي ابا بكر شيئا من الدنيا يخصه به بل كان في المغازي كواحد من الناس ياخذ القسم مع غيره بل يأخذ من ماله ما ينفقه على المسلمين وقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم وما عرف انه اعطاه عمالة يعني اجرة وكان يعطي المؤلف قلوبهم من الطلقاء والسابقون واهل نجد والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار لا يعطين كما فعل في غنائم حنين وغيرها كما قال في منهاج السنة النبوية طيب الان عمرو بن تغلب من هو عمرو بن ثغري الذي جاء ذكره في القصة لان النبي عليه الصلاة والسلام اشاد به وقال في اخر الحديث فيهم عمرو بن تغلب ربما لا لم يسمعك الكثيرون عنه مع انه صاحب المنزلة العالية ولابد ان يكون هناك همة لمعرفة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن تغلب لما سمع الكلمة قال ما احب ان لي بها حمر النعم يعني لو اعطيت مقابل الكلمة حمر النعم واني ما احصل عليها واخذ حمر النعم لا اريد الكلمة احب الي من حمر النعم وحمر النعم طبعا انفس الابل انفس اموال العرب طيب هذا يقودنا الى مسألة عطاء الله للعباد الله يرزق ويعطي ناس يعطيهم بالمليارات اناس يضيق عليهم فهل اعطاء الله للعبد يعني ان المعطى احب الى الله لا هذا نفسه كلام موجود في الحديث خذه الان بالنسبة لله عز وجل الباب واحد والشرع واحد وقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاموال وفي الاعطاء وفي المنع على طريقة رب العالمين فاذا قسم الله للارزاق بين العباد لا يعني ابدا ان من يعطيه تعالى احب اليه ممن يمنعه بل قد يمنع الله شخصا من الدنيا محبة منه تعالى لهذا العبد حتى لا يطغى لا يحاسب في الاخرة الحساب العسير والحديث فيها ان يعني فيه انه ليس اصحاب الحظوظ الدنيوية هم المقدمون او الاحب الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وان العطية العطاء يجب ان يكون لمصلحة الشريعة وليس بالهوى وان الاعطاء يؤلف القلوب على الدين ويداوي وكذلك ان البشر يعني الحديث هذا فيه ان البشر فاضلهم ومفضولهم جبلوا على حب العطاء وبغض المنع لكن المؤمن اذا اعطي شكر واذا منع صبر وذاك اذا منع الضجر واذا اعطي كفر ما في شكر نعمة وفي الحديث ان الممنوع قد يكون المنع في حقه افضل له وانفع وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم والنبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير والحديث فيه توضيح الحقائق للناس. يعني لا تظنوا يا ايها الانصار انني ما اعطيتكم