الحديث السابع عشر عن عبدالله بن سرجس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب هذا لفظ الحديث الحديث هذا الرواية هذه وكآبة المنقلب والحور بعد الكور ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الاهل والمال. هذا لفظ مسلم وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه في رواية وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل ايضا رواها مسلم اذا النبي عليه الصلاة والسلام كما ان له استعاذات في الحضر او في الاحوال العادية كان له استعاذات في السفر فكان يستعيذ بالله من وعثاء السفر ما هي الوعثاء الشدة والمشقة وهذا معتاد موجود في الاسفار وكآبة المنقلب تغير النفس الكآبة من حزن ونحوه والمنقلب المرجع فيستعيذ بالله من ان ينقلب من سفره ويرجع الى اهله بحزن واكتئاب بسبب ما اصابه في السفر او شيء يجده بعد ما يرجع من مصيبة حلت من مرض في اهله او ولده او خسران مال او يرجع من سفره كسيف البال ما قضى حاجته ولا استفاد وربما يرجع بخسارة تجارة او يأتي وقد هلك بعض اهله وما شابه ذلك من الامور التي تصيب الانسان بالاكتئاب وقوله والحور بعد الكور يستعيذ بالله من الحور بعد الكور ما معناها في رواية الحور بعد الكون وفي رواية الحور بعد الكور الرجوع من شيء من التمام الى نقص الرجوع اعوذ بالله من الحور بعد الكور من النقصان بعد الزيادة اعوذ بالله من النزول بعد الصعود مثلا يستعيذ بالله من الكفر بعد الايمان يستعيذ بالله من المعصية بعد الطاعة يستعيذ بالله من الخسارة بعد الربح يستعيذ بالله من المصيبة بعد النعمة يستعيذ بالله من الضلالة بعد الهداية يستعيذ بالله من الانتكاسة بعد الاستقامة كل هذا يدخل في قوله واعوذ بك من الحور بعد الكور فاذا الكور ان يكون على حال من التمام او النعمة الكور والحور النقص النزول وما مناسبة هذا في السفر ان كثيرا من الناس يحصل لهم في الاسفار نقص السفر مظنة مظنة النقصان في الدين والدنيا ومعادن الناس تظهر في الاسفار استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الحور بعد الكور بعد الاستعاذة من كآبة المنقلب لان كآبة المنقلب ناتجة عن سوء الاحوال الدنيوية والحور بعد الكور ناتجة عن سوء الاحوال الدينية ولذلك فسروا الحور بعد الكور بالضلالة بعد الهداية والزيغ بعد الاستقامة والمعصية بعد الطاعة الحور بعد الكور واستعاذ بالله من دعوة المظلوم فكأنه يقول اعوذ بك ان اظلم واعوذ بك من دعوة المظلوم لان دعوة المظلوم مترتبة على ظلم ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ولانها شديدة وتقع وتصيب فاستعاذ بالله منها وقد يحصل ان يظلم الانسان في سفره او يعتدي في سفره سواء على رفقة او على غيرهم واذا كان المظلوم مسافرا هو الاخر صارت دعوته مستجابة من وجهين السفر مسافر ومظلوم ولذلك استعاذ بالله من دعوة المظلوم في سفره وسوء المنظر في الاهل والمال كل ما يسوء النظر اليه كل ما يسوء سماعه من اخبار غير طيبة ذكر طائفة من هذا الامام بن عبدالبر رحمه الله في التمهيد وجاء في الرواية الاخرى وكآبة المنظر يعني تغير النفس بالانكسار من شدة الحزن الاستعاذة من كل منظر تعقبه الكآبة وفي هذا الحديث من الفقه ان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يغفل عن ذكر ربه ولا عن دعائه ولا عن الاستعاذة به. لا حضرا ولا سفرا. لا في حال ظعنه. ولا في حال اقامته لا في حال حركته ولا في حال استقراره. لا في ليله ولا في نهاره. وكان له في كل حال ذكر يخصه الصوم وهكذا ينبغي ان يكون للمسلم فالله تعالى هو صاحب في السفر وهو الخليفة في الاهل والسلامة منه عز وجل. السلامة نعمة من الله