بعد الحديث عن البر الجامع لالوان الخير شرع الله تعالى في بيان بعض الاحكام عملية الجليلة التي لا يستغني عنها الناس في حياتهم. وبدأ بالحديث عن حفظ الدماء. لما من منزلة ذات شأن في اصلاح دنيا الناس ومدى القلوب وبحكمة تحيا قلوبنا بخلاصة التفسير للقرآن لا تهجروا القرآن يا احبابي. فهو الشفيع لنا بيوم وهو المعلم يا اولي الالباب. هيا بنا ونحيا به هيا بنا. بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم. تتضمن هذه الاية الكريمة جانبا من التنظيمات الاساسية للمجتمع المسلم. الذي كان ينشأ في المدينة المنورة نشأته الاولى ولما كان حفظ النفوس والارواح من اهم مقاصد الشريعة بعد حفظ الدين جاءت هذه الاية ضمن التشريع الجنائي. وتوضح بعض احكامه. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في لا يمتن الله تعالى على عباده المؤمنين بانه فرض عليهم المساواة في القتلى قاتل المتعمد يقتل على الصفة التي قتل عليها المقتول. اقامة للعدل والقسط ان العباد دون بغي او عدوان. واقتصوا من الجاني فقط. فاذا قتل الحر الحر الحر فاقتلوه به واذا قتل العبد العبد فاقتلوه به. وكذلك الانثى اذا قتلت الانثى. ولا تعتدوا تقتل غير الجاني. فان قتل غير الجاني ليس بقصاص بل هو ظلم واعتداء ولان جرائم القتل تمس اخص شيء في الانسان وهي روحه اعطت الشريعة الاسلامية لاولياء مقتول حق القصاص. للتشفي من الجاني. كما جعلت لهم الحق في العفو عن تلك العقوبة او الصلح عليها مقابل المال وهو ما يسمى بالدية فان عفا ولي المقتول عن القاتل مقابل ان يأخذ منه الدية فعليه المطالبة بالدية بالمعروف لا بالمن والاذى والارهاق وكذلك على القاتل اداء الدية باحسان من غير مماطلة ولا تسويف وليعلم المؤمنون ان ما شرعه الله تعالى لهم من العفو واخذ الدية هو تخفيف من الله عليهم بهذه الامة ففي تشريع الدية تخفيف على القاتل ونفع لاولياء المقتول فمن اعتدى على القاتل بعد العفو وقبول الدية فله عذاب اليم من الله تعالى في كراهة ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون نداء الى اهل العقول. لكم في تشريع القصاص حياة. واي حياة فالقصاص في الاسلام ليس للانتقام ولا لارواء الاحقاد. انما هو اجل من ذلك واسمى انه للحياة وفي سبيل الحياة. حياة للفرد وحياة للجماعة وحياة انتم للمجتمع فالراغب في القتل اذا علم انه ان قتل نفسا سيقتل سيرتدع وينزجر عن القتل وبهذا يحفظ حياته وحياة من اراد قتله. وبذلك تقل الجرائم وتصان الدماء وتحفظ حياة الناس. لعلكم تنزجرون وتتقون الله بالانقياد لشرعه والعمل بامره. ونلاحظ تكرار ذكر التقوى في سورة بقرة. تعقيبا على الاجراءات الجنائية والتنظيمات الاجتماعية والتكاليف التعبدية سواء بسواء لتكون كل تلك التشريعات مشدودة برباط واحد وهو رباط التقوى كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين يرشد الله تعالى الناس الى ما ينبغي ان تكون عليه اليه الوصية. وليبطل ما كان من عوائد الجاهلية من وصايا جائرة. فاخبر الله تعالى بانه عليكم اذا اشرف احدكم على الموت وقد ترك مالا كثيرا وجب عليه الايصال للوالدين والاقربين على ان تكون الوصية بالمعروف اي بالعدل بان لا يزيد على الثلث والا يوصي للاغنياء ويترك الفقراء. منعا للتحاسد والتعادي. حقا على اهل التقوى. وهذا الحكم كان في اول الامر. ثم نسخ عندما نزلت ايات مواريث وقد بينت من يرث الميت ومقدار ما يرث فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم واذا صدرت الوصية عن الموصي كانت حقا واجبا لا يجوز تغييره ولا تبديله. فمن بدل هذا الحق فغير الوصية العادلة بزيادة او نقص او منع بعد علمه بالوصية فقد ارتكب ذنبا عظيما. يكون اثم ذلك كالتبديل على المغيرين لا على الموصي. ان الله سميع لاقوال عبيده عليم بافعاله فمن خاف من موصيا جنفا او اثما فاصلح بينهم فلا اثم ان الله غفور رحيم اما من علم من الموصي ميلا عن الحق خطأ او ميلا عن الحق عمدا. فقام بالصلح بين الموصي والموصى له يرد الوصية الى العدل والمقدار المحدد لها شرعا. حينها لا ذنب عليه بهذا التبديل. بل هو مأجور جور على اصلاحه. ان الله واسع المغفرة والرحمة لمن قصد بعمله الاصلاح يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من من قبلكم لعلكم تتقون. تناولت سورة البقرة جانبا من الاحكام التشريعية. ومن اهمها فريضة الصيام. الذي هو احد اركان الاسلام. وقد فرض الصيام على المسلمين في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة. بعد تحويل القبلة بشهر تقريبا وفي الاية ناداهم الله تعالى بلفظ الايمان. ليحرك فيهم مشاعر الطاعة. يا ايها الذين امنوا فرض عليكم صيام شهر رمضان كما فرض على الامم السابقة قبلكم. فالصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين. وذكر الله تعالى الغاية من الامر بالصيام وهي اعداد قلوبكم للتقوى. والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من افساد الصوم بالمعصية. وهذه لفتة يجب التنبه اليها هذا القرآن جعله الله تعالى هداية للمتقين كما قال تعالى في اول سورة البقرة هدى للمتقين كاين ثم كرر مفهوم التقوى في كل سورة البقرة. وقد مر معنا في التعقيب على القصاص جاءت الاشارة الى التقوى لعلكم تتقون. وفي التعقيب على الوصية جاءت الاشارة للتقوى حقا على المتقين. وفي التعقيب على الصيام جاءت الاشارة الى التقوى لعلكم تتقون. ثم ترد نفس الاشارة. بعد الحديث يعني من الاعتكاف لعل فهم يتقون ونجد مفهوم التقوى حاضرا في ايات القتال وايات الحج وايات الطلاق وايات الانفاق وايات ربا وعياة الدين وهذا اضطراد يوجه نظرنا الى حقيقة هذا الدين. فهو وحدة لا تتجزأ. تنظيمات اجتماعية قواعده التشريعية شعائره التعبدية معاملاته المانية لي كلها منبثقة من العقيدة في الله. وكلها نابعة من التصور الكلي الذي ينشئه هذه العقيدة. وكلها مشدودة برباط واحد. وكلها تنتهي الى غاية واحدة هي التقوى. الخوف من الجنين والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون من باب التخفيف والرحمة جعل الله تعالى الصيام الواجب ايامه معدودات. وهي ايام قلائل يذهب بعدها التعب ويبقى الاجر. فلم يفرظ صيام السنة كلها. وانما هو شهر واحد. وكذلك من باب التخفيف والرحمة جعل الله تعالى صيام رمضان واجبا على الصحيح قيمي القادر. اما المريض والمسافر فلا حرج عليهما في الفطر. لان المرض والسفر ومظنة المشقة والمشقة تجلب التيسير. لكن عليهما القضاء بقدر ما ارى من الايام في وقت اخر. ومن باب التخفيف والرحمة ايضا الذين يستطيعون صيام رمضان لكن مع حصول مشقة شديدة وذلك مثل الشيوخ الضعفاء والمرضى الذين لا يرجى برء امراضهم يجوز لهم ان يفطروا وتجب عليهم الفدية ولا يجب عليهم القضاء. لان هذه لا يرجى زوالها. ومقدار الفدية اطعام مسكين لكل يوم من القوت الغالب في البلد فمن تطوع واطعم اكثر من مسكين لليوم الواحد فهو خير له واحسن. واعلموا ان الصوم خير لكم من الفطر. ان كنتم تعلمون ما في الصوم من اجر وفضيلة وغنيمة شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينة من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون في هذه الاية بين الله تعالى وقت الصيام. فالايام المعدودات التي على المؤمنين هي ايام شهر رمضان. وهو شهر مبارك ميمون. ابتدأ فيه نزول القرآن الكريم على النبي عليه الصلاة والسلام. وذلك في ليلة القدر. انزله الله تعالى دعية للناس الى الرشد بارشاداته وهداياته الواضحة. التي تفرق بين الحق وبين الباطل. فمن ادرك منكم هذا الشهر وهو صحيح مقيم قادر وجب عليه الصيام. اما ازور بسبب مرض او سفر فله ان يفطر. وعليه قضاء تلك الايام التي افطرها تصوم مكانها اياما اخر. يريد الله لكم بهذا الترخيص التيسير عليكم. لا التعسير وامركم بالقضاء لانه يريد ان تكملوا عدة شهر رمضان كله. ولتكبروا الله بعد انتهاء شهر رمضان ويوم العيد على ان وفقكم لصوم رمضان. واعان على اكماله ولكي تشكروا الله تعالى على فضله واحسانه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة اذا دعاك فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون واذا سألك يا محمد عبادي عني فاني قريب منهم. اسمع دعاءهم وارى تضرعا واعلم حالهم. واذا سألك عبادي اضاف العباد الى نفسه تشريف ما بعده تشريف. ثم كان الرد المباشر منه فاني قريب. لم يقل وقل لهم اني قريب. اتى الجواب منه بلا واسطة. وتولى الله بذاته الجواب على عباده اجيبوا دعوة من دعاني. اذا كان عن صدق نفس وخشوع قلب. فلا تحتاجون الى رفع ولا الى الوسطاء. لماذا؟ فاني قريب. وهل القريب احتاج الى الوسيط فاني قريب. الطريق اليه سالك فاسلكه بدعائك فاني قريب. هذه العبارة اي جمال فيها! واي نور اوعى سكينة تمنحها. واي رحمة تتغشاها. واي راحة تكنفها. واي انينة تبعثها واي قرب يصحبها. فاني قريب. مع هذا القرب بالاله تتلاشى عند العبد مشقة الصوم ومشقة القيام ومشقة العبادة ومشقة كل التكاليف فاني قريب ما ابعد السماء وما اقرب الله اه فهنا باب لا يغلق. ودعاء لا يرد. فاقبل وقتك قريبة. فمن ذاق طعم القرب لم يأنس بالبعد. انها اية عجيبة غاية تبعث في قلب المؤمن الامان الدائم. والقربى الملازم. اية تقرب المسافات الطويلة وتقرب الاماني البعيدة وتبدد الاحزان الدفينة. وفي ظل هذا الدفء والاماني والود والقرب يدعو الله عباده الى الاستجابة له والايمان به فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. اي فلينقادوا لي ولاوامري وليلبوا دعوتي لهم بالايمان اجيب لهم دعوتهم بما طلبوا ليكونوا من السعداء الراشدين في الدنيا والاخرة. فالداعي هو الفائز دوما فائز حين يطيع وفائز حين يكافئه. الهنا تقبل منا دعائنا واستجب لنا يا قريب يا مجيب. ونذوق طعم الشنذ في كلماته متعلمين الفقه من لمحاته انا رابه اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير بالقرآن. قصص به تعطي لنا اسم العبر لنا انباء فيها مستجر. عن قصة الرسل الكرام مع البشر وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا. بخلاصة التفسير طيري للقرآن. بخلاصة التفسير للقرآن