بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر انا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. قال الحافظ ابن حنجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام في كتاب الحج بن زيد بن عاصم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم حرم مكة ودعا لاهلها واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة واني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا ابراهيم لاهل مكة. متفق عليه. عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حرم ما بين عين الى ثور. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن زيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم حرم مكة. حرم مكة يعني اظهر تحريمها. والا فالمحرم هو الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي شريح ان مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فمعنى ان ابراهيم حرم مكة يعني اظهر هذا التحريم واعلن هذا التحريم. قال ودعا لاهلها يعني بالخير والبركة كما قال عز وجل واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر. وقال تعالى ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افية من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ثم قال عليه الصلاة والسلام واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة. اني حرمت المدينة اي جعلتها حراما وحرما. كما حرم ابراهيم مكة التشبيه هنا لاصل التحريم باصل التحريم. وليس لوصف التحريم كقوله عز وجل كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم اي ككتابته على الذين من قبلكم فصيام من قبلكم من الامم ليس كصيامنا. فعلى هذا يكون قوله صلى الله عليه وسلم واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة هذا التشبيه لاصل التحريم باصل التحريم. والا فان حرم مكة ليس كحرم المدينة. فمن الفروق بينهما ان حرم مكة اشد حرمة وتعظيما. فحرمته ثابتة بالنص والاجماع بخلاف المدينة. ومن الفروق بينهما ايضا ان مضاعفة الصلاة في حرم مكة اكثر ثوابا. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام. ومنها ايضا ان مضاعفة الصلاة عند كثير من العلماء عم جميع حرم مكة اي ما ادخلته الاميال. واما حرم المدينة فقد اتفق العلماء على ان المضاعفة تختص مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فبقية الحرم مما ادخلت الاميال في المدينة لا تشمله مضاعفة. من ذلك ايضا انه يشرع لمن اراد ان يأتي مكة ان يحرم بخلاف المدينة يشرع لمن اراد دخول حرم مكة ان يغتسل بخلاف المدينة ايضا لقطة حرم مكة لا تحل الا لمنشد. واما المدينة فكسائر البلدان. كذلك ايضا رباع مكة بيوتها واراضيها. بعض العلماء يرى حرمة بيعها. وان كان القول الراجح جواز ذلك بخلاف المدينة. فبين حرم مكة وبين حرم المدينة بينهما فروق قد تصل الى نحو ثلاثين فرقا وحكما. قال واني دعوت في صاعها ومدها يعني مما يكال من الطعام وغيره. فهذا الحديث فيه بيان حرمة حرم المدينة. وان المدينة حرم حرمها النبي صلى الله عليه وسلم. فلا يقتل صيدها ولا ينفر. وكذلك ايضا شجرها. اما الحديث الثاني حديث علي رضي الله عنه انه قال المدينة حرام ما بين عير الى ثور. المدينة حرام يعني محرمة ما بين عير جبل يشرف على ذي الحليفة بالقرب من ذي الحليفة يعني من ميقات اهل المدينة من الجهة الشمالية الى ثور وثور جبل خلف احد. من الجهة الجنوبية. هذا حد حرم المدينة شمالا وجنوبا ما بين الذي عند ابيار علي الى ثور الجبل الذي يكون خلف احد. اما شرقا وغربا فما بين لابتيها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اني احرم ما بين لابتيها. ولابت المدينة شرقية وغربية. ولابة هي الارض التي تعلوها حجارة سود. حجارة سوداء كأنها محترقة وهي معروفة. فهذا الحديث فيه دليل على تحديد حرم المدينة وانه شمالا وجنوبا ما بين عين الى ثور. واما شرقا وغربا فما بين لابتي المدينة وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد