بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين. نقل المصنف رحمه الله في كتابه الطهارة باب الوضوء وعن لقيط ابن ابن صبرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم اسبغ الوضوء وخلل بين الاصابع وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما اخرجه الاربعة وصححه ابن خزيمة ولابي داود في رواية اذا توضأت فا فمضمض وعن عثمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته في الوضوء. اخرجه الترمذي وصححه ابن خزيمة بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن صبرة رضي الله عنه. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسبغ الوضوء وخلل بين الاصابع وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما. اولا قوله اسبغ الوضوء الاسباغ بمعنى الاتمام والاكمال ومنه قول الله عز وجل واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة يعني اتمها والاسباغ نوعان. اسباغ واجب وهو غسل الاعضاء الاربعة. وهي الوجه واليدان ومسح الرأس وغسل القدم واسباغ مستحب وهو ما زاد على ذلك. كالمبالغة في المضمضة والاستنشاق وتخرير الاصابع. والاقبال والادبار في مسح الرأس ونحو ذلك يقول عليه الصلاة والسلام اسبغ الوضوء وخلل بين الاصابع. التخليل ان يدخل اصبعه السبابة او الخنصر بين اصابعه لاجل ان يصل الماء الى ما بين الاصابع قال اهل العلم والتخليل في اصابع الرجلين اكد. لان التخرير يشمل اصابع اليدين واصابع الرجلين. وهو في اصابع الرجلين اولا بان اصابع الرجلين او القدمين تكون في الغالب متلاصقة ولانها ايضا تباشر التراب والاذى. فيتأكد التخليل بين اصابع القدمين كما انه يشرع بين اصابع اليدين. قال وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما. المبالغة هي الزيادة بالشيء فيبالغ في الاستنشاق يعني انه يجذب الماء الى انفه بقوة ومبالغة حتى يكادوا يصل الى المعدة. وفي رواية اذا اذا توضأت فمضمض والمضمضة تقدم انها ادارة الماء في الفم. وتكفي ادنى ادارة. وهذه المبالغة في الاستنشاق استثنى منها النبي عليه الصلاة والسلام الصيام فقال الا ان تكون صائما يعني فلا تبالغ لان مبالغة الصائم في الاستنشاق قد يكون سببا لوصول الماء الى جوفه. فدل هذا الحديث على مسائل منها اولا مشروعية مشروعية اسباغ الوضوء. وهذا شامل لنوعي الاسباغ الواجب والمستحب وفيه ايضا دليل على مشروعية تخريج الاصابع سواء كان ذلك في اصابع اليدين او القدمين وهو في القدمين اكل وبه ايضا دليل على مشروعية المبالغة في الاستنشاق الا في حال الصيام فانه لا يبالغ ويتفرع على هذه الفائدة فائدة اخرى وهي قاعدة سد الذرائع بمعنى ان كل شيء يوصل الى امر محرم او ان يكون سببا لافساد عبادة او ما اشبه ذلك فان ان الشارع ينهى عنه. وفيه ايضا في الرواية الاخرى دليل على مشروعية المظمظة. واما الحديث الثاني وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يخلل لحيته. فهو دليل على فهو دليل على مشروعية تخليل اللحية. وتخليل اللحية له صفتان الصفة الاولى ان يأخذ كفا مما ويجعله تحت لحيته ويعركها عركا والصفة الثانية ان يأخذ ان يأخذ كفا من ماء ويدخل اصابعه بين شعر لحيته كالمشط. فسواء فعل هذا او هذا هذا كله داخل في تخليل اللحية واللحية لا تخلو اما ان تكون كثيفة واما ان تكون خفيفة فان كانت اللحية خفيفة وضابط الخفيفة هي التي ترى من ورائها البشرة فانه يجب ان يغسلها ظاهرا وباطنا. فاللحية الخفيفة يجب ان تغسل ظاهرا وباطنا. واما اللحية الكثيفة وهي التي لا ترى البشرة من ورائها فانه يغسل الشعر الظاهر ويسن ان يخلل باطنها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل. وقد ذكر اهل العلم رحمهم الله ان ايصال الطهارة الى الى الشعر ينقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول ما يجب فيه ايصال الماء الى ظاهره وباطنه. وذلك في غسل الجنابة فغسل الجنابة يجب ان يغسل جميع جسده وجميع شعره حتى يصل الى وصول الشعر سواء كان ظاهرا ام باطنا. ولهذا روي عن عليه الصلاة والسلام انه قال تحت كل شعرة جنابة. والقسم الثاني ما ما لا يجب تطهيره من الشعور وذلك في طهارة التيمم. ففي طهارة التيمم لا يجب ان يطهر شيئا من الشعر. لان الشعر لا تعلق له طهارة التيمم والقسم الثالث ما يجب تطهير ظاهره وباطنه اذا كان خفيفا وتطهير ظاهره دون باطنه اذا كان كثيفا وذلك في الوضوء فاذا فاذا كانت اللحية خفيفة وجب ان يطهر هذا ظاهرا وباطنا. وان كانت فاذا كانت اللحية خفيفة وجب ان يطهرها ظاهرا وباطنا. وان كانت كثيفة بحيث لا ترى من ورائها البشرة. وجب ان يطهر ظاهرها وان يخلل باطنها على سبيل الاستحباب وفي هذا الحديث ايضا دليل على مشروعية اتخاذ اللحية وهي من سنن المرسلين. قال الله عز وجل عن موسى وهارون قال ابن ثم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي. وكان النبي صلى الله عليه وسلم له لحية كثيفة. وامر بذلك وقال اعفوا اللحى ارخوا اللحى وفروا خالف مجوس. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد