وعن ابي بكرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت وهذا الحديث ايضا اورده المصنف في باب القضاء لما جاء في اخره من شهادة الزور. لان القضاء يعتمد على الشهود فلا بد من الصدق في الشهادة عدالة الشهود قوله ان قوله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم اي الا اخبركم الا اخبركم فلا اداة تنبيه وهذا فيه اهمية التعليم عن طريق السؤال والجواب. فانه لم يبدأهم ويقول اكبر الكبائر كذا بل صدر هذا بالسؤال من اجل ان ينتبهوا وطريقة التعليم التعليم عن طريقة السؤال والجواب لها اهمية. كبيرة لا سيما في الامور المهمة التي قل من ينتبه لها الا انبئكم باكبر الكبائر الذنوب تنقسم الى كبائر وصغائر والكبيرة كما عرفوها بانها ما ختم بغضب او لعنة او نار او قال ليس منا من فعل كذا فان هذا يدل على الكبيرة يدل على ان هذا الذنب وكذلك ما رتب عليه حد في الدنيا كالرجم والجلد والقتل فالكبيرة ما رتب عليه حد في الدنيا او وعيد بالاخرة او ختم بغضب من الله او لعنة من الله او وعيد بنار فهذا ضابط الكبيرة والصغيرة ما نهي عنه ولكن لم آآ يكن فيه هذه الامور. مجرد نهي هذا محرم ويكون كبيرة لان النهي للتحريم. ولكن لما لم يقترن بتغليظ صار محرما وصغير من صغائر الذنوب. فدل هذا الحديث على ان الذنوب تنقسم الى صغائر وكبائر. ودل على ان الكبائر بعضها اكبر من بعض الكبائر ايضا بعضها اكبر من بعض كما دل عليه هذا الحديث اكبر الكبائر. دل على ان الكبائر فيها اكبر وفيها كبير فيها اكبر وفيها كبير اكبر الكبائر وتسمى بالموبقات السبع الموبقات فر الكبائر في هذا الحديث الشرك بالله الشرك بالله فهو اكبر الكبائر لان الله جل وعلا اخبر انه لا يغفره. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فقوله يغفر ما دون ذلك لمن يشاء يدخل فيه الكبائر التي التي دون الشرك التي دون الشرك فهي محل المشيئة من الله ان شاء غفر لصاحبها وان شاء عذبه لكنه لا يخلد في النار اما الشرك بالله فان الله لا يغفره ويخلد صاحبه في النار حرم انه من يشرك بالله وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار الشرك يحبط الاعمال ويبطلها لئن اشركت ليحبطن عملك ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. اما الكبائر التي دون الشرك فهي لا تحبط الاعمال وانما فاصحاب الكبائر مؤمنون لكنهم ناقصوا الايمان هذا الفرق بين الشرك وبين غيره من الكبائر الشرك بالله ما هو الشرك بالله؟ هل معناه ان تعتقد ان احدا يخلق مع الله ويرزق مع الله ويدبر الكون مع الله هذا لا يقول به احد حتى المشركون يعترفون ان الله هو المنفرد بالخلق والتدبير والرزق والاحياء والاماتة يقرون بهذا كما في القرآن اذا ليس الشرك هو هذا. هذا شرك لكن ما في احد ما في احد في العالم يقول بهذا يعتقد ان احدا يخلق مع الله ويدبر مع الله ويرزق مع الله ما في احد يعتقد هذا حتى عبدت الاوثان ما يعتقدون هذا وانما الشرك في الالوهية بالالوهية وهي عبادة غير الله عز وجل هذا هو الشرك الشرك في الالوهية وهو الذي جاءت الرسل تنكره وتنهى عنه الشرك في الالوهية هذا هو الذي هو الشرك الذي ثار النزاع فيه بين الرسل واممهم ولا يزال النزاع بين المشركين والموحدين بهذا الامر الشرك في الالوهية الذي يتخذ مع الله الها اخر او يتخذ ربا اخر اتخذ الها يعني معبودا اخر بان يدعوه من دون الله او يستغيث به وهو ميت او غايب او جن او انس او يذبح لغير الله او ينذر لغير الله هذا هو الشرك في الالوهية وهو الذي قام سوق الجهاد من اجله من اجل ان يعبد الله وحده تترك عبادة ما سواه. هذا هو الشرك لا كما يقوله المغرظون والذين يشركون في في الالوهية. ويقولون فعلنا هذا ليس بشرك. الشرك في الربوبية. نحن لا نعتقد ان احدا يخلق مع الله ولا ولكن تقربنا الى الله بهؤلاء الوسائط هذا هو قول المشركين الاولين كما قال الله سبحانه وتعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى قال سبحانه ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ايقولون يقربونا ويقولون شفعاؤنا ويقولون وسيلتنا وواسطتنا عند الله هذا الذي عليه المشركون الاولون هو المشركون المتأخرون قم سواء اذا الشرك هو الشرك في الالوهية الاشراك بالله يعني في الالوهية وعقوق الوالدين العقوق الوالدين معصية الوالدين في غير معصيتهما في غير ما امر الله بمعصيتهما فيه وهو الشرك وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما اذا امرا بمعصية الا طاعة لهما لكن يطاعان في غير ذلك وان جاهداك على ان تشرك بي وفي الاية الاخرى لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق بمعصية الخالق الوالد وغيره لا طاعة له بمعصية الله لا سيما الشرك اما ما ما لم يأمرا بمعصية الله تجب طاعتهما وهذا من البر بهما قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا فيأتي حق الوالدين بعد حق الله لان اعظم محسن اليك بعد الله هم الوالدان اللذان ربيانك وانت صغير لا تملك لنفسك نفعا ولا ضرا قام بحفظك وتربيتك البدنية والقلبية ربياك على الخير فلذلك عظم حقهما عليك. وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ولكن كثير من الناس اليوم اخر عهده بوالديه اذا توظف واستقل اذا تحصل وظيفة واستغنى بزعمه فلا يلتفت الى والديه وهذا من العقوق هذا من العقوق نعم لا مانع انك تتخذ منزلا انت وزوجتك واولادك تتخذ منزلا خاصا بك مانع من هذا لكن لا تقطع الصلة بهما والبر بهما والاحسان اليهما وحتى لو اساء اليك لو اساء اليك فلا تقطع الصلة بهما احسن اليهما ولو اساء اليه. وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعه فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروف حتى المشرك الوالد المشرك تبر به الا انك لا تطيعه في معصية الله لكن لا يسقط حقه عنك. فكيف بالوالد المسلم الواجب على هؤلاء ان يتقوا الله وان وان يبروا بوالديهم بالقول والفعل والادب وحسن الصحبة لانه ما هما اعظم محسن اعظم محسن اليك بعد الله. جل وعلا فلذلك ذكر الله حقهما بعد حقه وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان عقوقهما من اكبر الكبائر من اكبر او كبيرة فقط بل من اكبر الكبائر عقوق الوالدين والعق هو القطع العق والعقيقة هو القطع. وذلك بقطع البر وقطع الصلة معهما. قال رضي الله عنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا في اول الجلسة. واول الكلام كان متكئا على جدار او على شيء مستريح عليه الصلاة والسلام ثم انه جلس وترك الاتكاء اهتماما بما سيقول. اهتماما بما سيقول. فقال الا وشهادة الزور الا وقول الزور يعني شهادة الزور من اكبر الكبائر ما هي كبيرة فقط بل من اكبر الكبائر شهادة الزور وقول الزور. والزور هو الكذب سم يزورا من التزوير وهو تحسين الشيء على خلاف ما هو في الحقيقة من التزوير او من الازورار وهو الانحراف. شهادة الزور فيها تزوير وفيها ازويرار هي زرار عن الحق وفيها تزوير وتزيين للخديعة واظهار الباطل بمظهر الحق. الا وشهادة الزور شهادة الزور هي الشهادة الكاذبة هذا الزور الشهادة الكاذبة التي لا تعلم ما تشهد به. قال تعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون شهد بالحق وهم يعلمون. يعلمون ما يشهدون به. اخوة يوسف يقولون ما وما الا بما علمنا لا يجوز للانسان يشهد الا بما علم كما سبق لكم اما برؤية بعينيه او سماع باذنيه لما يقال او استفاضة عند الناس حتى اصبحت الاستفاضة مثل السماع او مثل الرؤية يشهد بذلك هذا يحصل به العلم الرؤية او السماع او الاستفاضة هذا الذي يحصل به العلم. بدون ذلك ما يتخرص ويشهدوا ما تثبت لان شهادة الزور فيها كذب وفيها اقتطاع للحقوق. من اهلها واعطائها لغير اهلها وفيها تظليل للحكام. تظليل للحكام حكام ما يعلمون الغيب لكن هذا ظل لهم وحملهم على ان يحكموا بغير الحق بسبب شهادته. ففيها خطر عظيم ولذلك اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بها بينما كثير من الناس يعتبر الشهادة شيئا عاديا او مساعدة يعتبرها مساعدة او شيئا عاديا روتينيا وقد يقتطع بها اموال الناس وقد يحصل بسببها شر كثير وقد يقدم من اخره الله ويؤخر من قدمه الله بسبب الشهادة شهادة الزور قد يحرم المستحق ويقدم غير المستحق بسبب شهادة الزور فيترتب عليها اضرار عظيمة ولهذا اهتم بها النبي صلى الله عليه وسلم حين القائها على اصحابه اهتم بها حين القائها على اصحابه زيادة على انه قال الا انبئكم باكبر الكبائر ربما يسأل سائل فيقول لماذا الرسول صلى الله عليه وسلم في اول الامر كان متكئا مع ان الشرك هو اعظم الذنوب لماذا لم يجلس مع ان الشرك اعظم من شهادة الزور وعقوق الوالدين اعظم من شهادة الزور الجواب ان هاتين الجريمتين يتحاشى منهما المسلم تحاشى من الشرك ويتحاشى من عقوق الوالدين لكن قد لا يتحاشى من شهادة الزور. يتساهل فيها يتساهل فيها ويقول هذي فزعة مع مع هذا اللسان او مساعدة له آآ يجيبه من باب المساعدة ومن باب المناصرة له وهذا في الحقيقة خطير جدا فيجب على الانسان الا يشهد بشيء الا وهو يعلمه وما لا يعلمه يقول لا ادري كلمة لا ادري هذه فيها ملجأ عظيم وحصن للانسان. سواء في مسائل العلم او في مسائل الشهادة. الحمد لله انت قل لا ادري قل لا ادري ومن قال لا ادري فقد اجاب. نعم قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. ما زال صلى الله عليه وسلم اولا انه كان متكئا ثم جلس من الاهتمام. ثانيا كررها كررها مرارا اهتماما بها حتى اشفق عليه الصحابة لما رأوا عليه صلى الله عليه وسلم من التأثر. فقالوا ليته سكت من اجل ان لا يتأثر صلى الله عليه وسلم لان الصحابة يسيئهم ما يسيء الى الرسول صلى الله عليه وسلم ويشق عليهم ما يشق على الرسول صلى الله عليه وسلم فلذلك قالوا ليته سكت ليته سكت رحمة به صلى الله عليه وسلم مما ظهر عليه من التأثر والاهتمام مما يدل على ان شهادة الزور ان امرها خطير والعياذ بالله وجاء في الحديث ان شاهد الزور لا تزول قدمه يوم القيامة حتى تجب له النار حتى تجب له النار والعياذ بالله نعم وعن ابن عباس وهذا مما يعطي القضاة التحوط في الشهود خصوصا في زماننا هذا يجب على القاضي ان يتحوط في الشهود فاذا كان لا يعرفهم فلا بد ان يطلب من يزكيهم او يناقشهم نناقشهم في الشهادة كيف علمت هذا؟ متى علمت؟ متى كذا؟ لانه يظهر كذبه في اول اول سؤال اذا كان كذابا يظهر من اول سؤال فينبغي للقاضي ان يهتم اداء الشهادة عنده فيناقش الشهود واذا لم يتبين له شيء يسأل عنه. يطلب تزكيته نعم