متفق عليه فحري بالمسلم تجاه فريضة هذا شأنها الا يفرط فيها كيف وهي الصلة بينه وبين ربه تعالى كما انها جديرة بالتفقه في احكامها. وغير ذلكم مما شرع الله فيها وقال قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون وكما ان هذا شأنها فهي ايضا مطهرات لادران الذنوب ماحية للخطايا فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين نصيحة في الحث على الصلاة من عبد العزيز بن عبد الله بن باز الى من تبلغه هذه النصيحة من اخواننا المسلمين ائمة المساجد والمأمومين وسواهم. سلك الله بنا وبهم صراطه المستقيم. امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد فغير خاف على الجميع شأن الصلاة في الاسلام. اذ هي عموده بها يستقيم دين المسلم. وتصلح اعماله سلوكه في شؤون دينه ودنياه متى اقيمت على الوجه المشروع عقيدة وعبادة وتأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم. لما لها من خاصية قال الله عنها في محكم التنزيل ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ارأيتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا حتى يؤديها المؤمن بغاية الخشوع والاحسان والطمأنينة ظاهرا وباطنا فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها الا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتى كبيرة وذلك الدهر كله رواه مسلم فعليكم معشر المسلمين بتقوى الله في اموركم عامة. وفي صلاتكم خاصة ان تقيموها محافظين عليها وحافظين لها عما يبطلها او ينقص كمالها. من تأخير لها عن اوقاتها الفاضلة من غير عذر شرعي. او التثاقل عن ادائها جماعة في المسجد او الاتيان فيها بما يذهب الخشوع. ويلهي القلوب عن استحضار عظمة من تقفون بين يديه تعالى. وتدبر لكلامه وذكره ومناجاته جل شأنه. من نحو تشاغل في امور خارجة عنها او حركات غير مشروعة فيها. كالذي يحدث من البعض عبثا ومن تعديل لباسه من غترة وعقال ونظر الى الساعة او تسريح شعر لحية بعد الاحرام بها كل هذا مما ينافي الخشوع الذي هو لب الصلاة وروحها وسبب قبولها وتحذيرا من مثل هذا جاء الحديث ان الرجل ليقوم في الصلاة ولا يكتب له منها الا نصفها الى ان قال الا عشرها رواه ابو داوود باسناد جيد فعلى الجميع عامة وعلى الائمة خاصة ان يكونوا على جانب كبير من الفقه في احكام الصلاة وان يكونوا قدوة حسنة في اقامة هذه الشعيرة العظيمة لانه يقتدي بهم المأمومون ويتعلم منهم الجاهل والصغير وربما ظن البعض من العامة ان ما يفعله الامام ولو كان خلاف السنة انه سنة ولا سيما بعض المسلمين الوافدين من بعض البلدان الخارجية. ممن لا يعرف احكام الصلاة على الوجه المشروع كما ان مما تساهل فيه بعض الائمة وبعض المأمومين العناية بتسوية الصفوف واستقامتها والتراص فيها وهو امر يخشى منه للوعيد الوارد فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم. رواه مسلم وفي المتفق عليه لتسون صفوفكم او ليخالفن الله بين وجوهكم وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سووا صفوفكم فان تسوية الصف من تمام الصلاة. متفق عليه فكانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحث على تسوية الصفوف والحث على المحافظة على اداء الصلوات في المساجد جماعة. كما درج عليه الصحابة والتابعون لهم باحسان سلفا وفي ذلك الاجر العظيم من الله فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من غدا الى المسجد او راح اعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا او راح. متفق عليه وعنه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تطهر في بيته ثم مضى الى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته احدى تحط خطيئة والاخرى ترفع درجة رواه مسلم واذا علم هذا فمما يجب الحذر منه ظاهرة التثاقل من البعض عن صلاة العشاء وصلاة الفجر في المساجد جماعة وهي عادة خطيرة لانها من صفات المنافقين لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر. ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا فلا عذر ولا رخصة دونما عذر شرعي لمن سمع النداء فلم يجب لقول النبي صلى الله عليه وسلم من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له الا من عذر واستأذنه رجل اعمى ليس له قائد يلازمه هل له رخصة ان يصلي في بيته قال صلى الله عليه وسلم هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم. قال فاجب وفي رواية اخرى قال لا اجد لك رخصة وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال من سره ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فان الله شرع لنبيكم سنن الهدى وانهن من سنن الهدى ولو انكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف رواه مسلم فهذه الاحاديث وما جاء في معناها دليل على وجوب حضور الجماعة حيث ينادى بالصلاة وفي امتثالها طاعة لله ورسوله وسعادة الدارين والبعد عن مشابهة اهل النفاق وصفاتهم فاسأل الله تعالى ان يوفقنا واياكم لما يرضيه وان يرزقنا الاستقامة على دينه والمحافظة على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن. وادائهن والخشوع الكامل لرغبة فيما عند الله وحذرا من عذابه انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته التوقيع الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة