والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله. وخيرته من غضبه تعينه على وحيه نبينا وامامنا وسيدنا محمد بن عبدالله اله واصحابه قال ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين. اما بعد فاني اشكر الله عز وجل قال ما من به من هذا اللقاء لاخوة في الله في بيت من بيوت الله للتواصي بالحق والتعاون على البر والتقوى والتناصح فيما ينفعنا جميعا وفي التحدث اليكم عن امر عظيم وواجب يهم كل مسلم الا وهو واجبنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يكمن في اضاعته والتساهل به من الخطر العظيم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اهم الواجبات في الاسلام ومن اعظم فرائض الاسلام وهو من اعظم الاسباب لصلاح المجتمعات واقامة امر الله في ارض الله والقضاء على اسباب الشر والفساد واضاعته من اعظم اسباب الهلاك والدمار وحلول العقوبات ولهذا اكثر الله من ذكره في كتابه الكريم وهكذا على لسان نبيه ورسوله الامين عليه من ربه افضل الصلاة والتسليم وما ذاك الا لشدة الظرورة اليه ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة والفوائد الكبيرة والسعادة في العاجل والاجل واقامة اوامر الله في ارض الله وانتشار الفضائل واختفاء الرذائل وبهذا اكثره اكثر الله من ذكره واكثر الرسول عليه الصلاة والسلام من ذلك ليعلم كل مؤمن وكل مؤمنة عظم شأن هذا الامر وعظم الخطر في التساهل به ولا سيما في هذا العصر الذي اشتد فيه غربة الاسلام وظهرت فيه المنكرات وقل فيه من يقوم بالواجب فواجب المسلمين ذكورا كانوا او اناثا اغنياء او فقراء غربا او عجما مسؤولين وغير مسؤولين الواجب عليهم جميعا الاهتمام الاهتمام بهذا الامر والعناية به في انفسهم واهليهم وفي غيرهم وهو فرض كفاية اذا قال بمن يكفي في اي بلد او قرية او قبيلة او بقعة من البقاع الارض سقط عن الباقين والصلاة في حق الباقين سنة عظيمة وطاعة لها شأنها في عظم الاجر واذا كان المؤمن او المؤمنة في مكان رأى فيه المنكر فلم يغير وجب عليه عينا لعدم وجود من قام به فيتعين على المؤمن والمؤمنة انكار المنكر متى رآه ولم ينكره غيره اما اذا انكره غيره وحصل المقصود بذلك فانه قد اؤدي الواجب اما لو انكره غيره فلم يستجب له وجب على الاخرين ان ينكروا حتى حتى يزول المنكر وحتى يحل محله الخير ومما جاء بهذا الباب قوله سبحانه في كتابه الكريم في سورة ال عمران كنتم خير امة اخرجت للناس يخاطب هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام كنتم خير امة اخذت للناس تأمر بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنوا بالله قال ابو هريرة رضي الله عنه كنتم خير الناس للناس تقود لهم بالسلاسل حتى تدخلوهم في الاسلام هكذا المجاهدون والامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والدعاة الى الحق هم خير الناس للناس وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام ثم علماء الحق علماء الهدى خلفاء الرسل والرسل بعثهم الله لإصلاح المجتمع وانقاذه من اسباب الهلاك وبلغوا رسالات الله وقاموا بامره افضل قيام فمنهم من سلم من شر قومه ولم يقتلوه ومنهم من قتله قوم كما قال جل وعلا اليهود ويقتل الانبياء بغير حق والرسل هم اشد الناس بلاء ثم الامثل فالامثل لقيامهم بامر الله ودعوتهم اليه. وانكاره المنكر وامرهم بالمعروف وصبرهم على الاذى وعلى العلماء والدعاة الى الله اينما كانوا ليتأسوا بالرسل عليهم الصلاة والسلام وان يصبروا كما صبروا كما قال عز وجل يخاطب نبيه محمد عليه الصلاة والسلام فاصبر كما صبر اولى العزيز واصبر بحكم ربك فانك باعيننا. واصبر وما صبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكف بظيق مما ينكرون واصبروا ان الله مع الصابرين يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك. ان ذلك من عزم الامور انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب والايات في هذا كثير يدل على انه لابد من صبر كما صبر الرسل وبذلك يدرك المطلوب باذن الله وبالكسل والعجز والملل تفوت المصالح وتقع كوارث والمفاسد وخير الناس للناس هم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر موجهون العباد الى اسباب النجاة ومرشدناهم الى الخير دعاة الى سبيل السعادة هؤلاء هم القادة هم الهدى في الظلمات فالواجب عليهم الصبر والاستمرار في هذا الطريق العظيم القيم واحد الكتاب عند الله عز وجل وحسن الظن به سبحانه ومن كان هكذا انجح الله مطالبه ويسر امره ونفع بجهوده وهدى على يديه ذم الله فيه والخلق الكثير ومن اجل عظم الامر قدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على الايمان وكنتم خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمن بالله فجعل الامام المرتبة الثالثة مع انه الاساس فلا فلا انكار ولا امر الا بايمان ولا صلاة الا بايمان ولا صيام الا بايمان ولا زكاة الا كل شيء. نتيجة الايمان وثمرة الايمان لما لا لكن لما كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من المرتبة العظيمة للاهمية قدمه ليبين عظم شأنه وانه جدير بان يعتنى به ومعلوم ان الجهاد في سبيل الله من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان المقصود هو اخراج الناس من الظلمات الى النور وانقاذهم مما هو فيه من الباطل ليس المقصود قتالهم وليس المقصود سبي نسائهم وذرفيهم وليس المقصود اخذ اموالهم لا هذا امر ثانوي وانما المقصود اخراجهم من انقاذه من من شبكة الشيطان ورفقته دعوته من الخير هذا هو المقصود من الجهاد. فاذا اصروا على الباطل وابوا ان يستجيبوا لداعي الله جاء الجهاد بعد بالسيف ولهذا قال ابو هريرة تقودون اهل الجنة بالسلاسل يعني يؤتى بهم اثار ثم يهديهم الله ويتوب في الاسلام يقاتلون ويؤسرون على كفرهم ثم يهديهم الله فيدخل في الاسلام ويصلون الى الجنة بعد ما كانوا في السلاسل مكبرين مقيدين هداهم الله واطلق سراحهم وصاروا مع اخوانهم المسلمين ويقول جل وعلا ايضا في السورة نفسها ولتكن منكم امة يدعون الى الخير في سورة ال عمران وتكون منكم امة يدعون الى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر اولئك هم المفلحون منكم قال جماعة منكم يعني انتم يعني كونوا انتم من جبال الجنس لتكونوا انتم تدعو الى الخير الى الخير وتأمر بالمعروف وتنهون عن المنكر وقال فمعنى ذلك وتكن منكم طائفة منتصبة قائمة في هذا الامر حتى تهتم به اكثر مع بقية المسلمين لكن هذه الطائفة تكون هي المسؤولة السؤال الاولي عن هذا الواجب متخصصة لهذا الامر مفرغة لهذا الامر لان هذا يكون اجدى واكثر نفعا من ما يقع بين العموم وتكن منكم امة يعني قائمة ثابتة يدعون الى الخير اذ ينتصبوا لهذا ويصبرون عليه سواء محتسبين سواء كانوا محتسبين او ملزمين من جهة ولي الامر لابد ان تقوم هذه الطائفة لان قيامها يعين المسلمين على اداء هذا الواجب وردكم منكم امة يدعون الى الخير والخير هو ما بعث الله به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هذا هو الخير. هو الهدى ودين الحق ويداهن اترظى ان يفترسه الشيطان وانت تشاهد اترضى ان يكون من حطب جهنم وانت وليه واخوه؟ باعراضك وغفلتك وعدم انكارك عليه فالتساهل بهذا الواجب العظيم من من اعظم الاسباب لانتشار الوظائف من اعظم الاسباب انتشار هو التزام امر الله وترك محارم الله والوقوف عند حدود الله ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر الدعوة الى الخير دعوة عامة يدعو الى التزام الاسلام والاستقامة على الاسلام وطاعة الله ورسوله وترك ما نهى الله عنه ورسوله هذه دعوة الى الخير والامر بالمعروف ان المنكر اخص ودعوة الى الخير لكنه اخص لما فيه من الالزام والتنصيص على الشيء المعين الذي رآه من المعروف المظاع او من المنكر الواقع الامر الناهي يخص هذا المعين ويفعلوا كذا لا تفعلوا كذا هذا منكر هذا معروف. زيادة على الدعوة مع دعوة من الخير وارشاده الى الخير. وايضا يخص لهم ما ضيعوا يبينوا. ويأمرهم به. وينهاهم عن ارتكبوه من المنكرات وداع امر نهي وهؤلاء هم اهل الفلاح قال تعالى واولئك مفلحون هل معنى هؤلاء الذين قاموا بالدعوة من الخيل وبالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وصبروا على ذلك واستمروا فيه هم اهل الفلاح على الاطلاق يعني هو اهل الفلاح الكامل والى كل مؤمن مفلح وكل مؤمنة مفلحة كما قال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون الاعياد وقال سبحانه وان يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون وكل مؤمن قد اطاع الله واطاع رسوله مفلح ولكن هؤلاء الدعاة الى الحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر نصيبهم من الفلاح اكمل واكبر حتى حصل الفلاح فيهم في عظم لعظم نصيبهم منه باصلاحهم اوضاع الناس وقيامهم عليهم حتى يستقيموا ودعوتهم الى الخير. والزامهم بالحق وترك الباطل ومما ورد في ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى من سورة التوبة والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم فبهذه الاية بين فرضية على المؤمنين وانه جزء من ايمانهم وفر من فروظ ايمانهم ما مناصلهم منه فلا ايمان الا بهذا الواجب واضاعه نقص ايمانه وضعف ايمانه ولهذا قال سبحانه والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض كل واحد ولي اخيه واخته في الله وكل مؤمنة ولية اخيها في الله واختها في الله للدعوة الى الخير والنصيحة والتعاون على البر والتقوى والتوجيه الى الخير والتحذير من الشر هكذا الاولياء ينصح بعضهم بعضا ويعين بعضهم بعضا الخيل ويكره له الشر ويحب له اسباب السعادة بعضهم اولياء بعض ليسوا اهل شحناء خصومة ليسوا اهل عداوة لا هم اولياء كل واحد ينصح لاخيه ويحب له الخير ويكره له الشر. لا يغتاب لا ينم عليه لا يشهد عليه بالزور فيضربه في نفس ولا في دم ولا في عرض ولا في مال يعني يتحرى ايصال كل خير اليه وابعاده من كل شر. هكذا المؤمنون وهكذا المؤمنات فاذا رأيت من نفسك شيئا يخالف هذا فاعلم انه ضعف في ايمانك ونقص في ايمانك ان رأيت من نفسك انك مقصر في هذا تغتابوا اخوانك تسبه تكذب عليهم تشهد عليهم بالزور تؤذيهم باقوال وافعالك تعينهم على الباطل تربطهم على الحق فاعلم ان هذا نقص في ايمانه واراه في ايمانه وانك لم تستكمل صفات المؤمن الذي قال الله فيه والمؤمنون بعضهم يوما ما دمت تتعاطى ما يضر اخاك من المعاصي الضارة فهذا نقص في ايمانه وضعهم في ايمان ثم نص على قول عظيم مما يتعلق بالمؤمنين والمؤمنات فقال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من هذه الولاية التي بينهم والمحبة والتعاون على الخير من ضمنه امرهم بالمعروف ونهي عن المنكر لا تحمله المحبة لاخوانهم او اخواتهم الله لا تحملهم هذه المحبة على ان يتغاضوا عن الامر والنهي ويتسامحوا فان هذا غش لاخوانهم وتقصيره في حقهم وذاك الولاية والمحبة الامر بالمعروف من المنكر من دلائل صدق المحبة من دلائل الراب في الخير وان محبته لاخوانه هي محبة توجيه واصلاح وتعاون على الخير تناصح لا محبة عطف ورغبة في الدنيا وكثير من الناس قد تحمله محبته غريبه او صديقه او مجاملته له وخوف تكدره ان ان يدع منكر وان يعرض عن ذلك هذه مصيبة الولاية التي وصف الله بها المؤمنين ولي ينصح اخاه ويأمره بالمعروف وينهى عن المنكر ان المنكر لا يجامله في هذا وكثرة الفساد وان يكون اخوك من حطب جهنم بسبب اعراضك عن نصحه وامنه ونهيه وبسبب اصراره وبقائه على المعاصي والمخالفات ومن واجبات المؤمن ومن صفاتهم اللازمة انه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وان امر النبي بهذا عليه الصلاة والسلام قال من رأى منكم منكرا فليغيثه بيده فان لم يحصلها بلسانه فان لم اذا فامره صلى الله عليه وسلم بانكار المنكر باليد ثم اللسان ثم قال الحسن والطاء وهكذا الحديث الثاني حديث ابن مسعود رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما بعث الله من نبي في امة قبلي لكانوا من امتي حواريون واصحاب يأخذون بسنته. ويقتدون بامره. ثم انها تخلق من بعدهم خذوه. يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم ومؤمن. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة حب. رواه مسلم في الصحيح الجهاد للعصاة الناس وتوجيهه من الخير وارشاده من الحق ومن الجهاد فالواجب على المؤمن الا يمل ذلك وان يتحمل المشقة في ذلك وان يصبر واذا استمر ظهور المنكرات ولم يتأثر المجتمع بالامر والنهي او فقد في المجتمع من يأمر وينهى صار هذا من اسباب وقوع العقوبات العامة فما وقع لبني اسرائيل فانهم لما اضاعوا الواجب لعنوا عن لسان داوود وعيسى ابن رمظان ذلك لما عصوا وكانوا يهتدون كما قال سبحانه بني اسرائيل عن لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوه بسبب عصيانهم ذلك الذين عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا هذا وهذه المصيبة التي حلت بهم هي سبب لعن الله لهم انهم تساهلوا بالامر والنهي فليعينوا نعوذ بالله من ذلك فلا يجوز لاي مسلم ان يتشبه بهؤلاء مبلغ عنده من الهمة والنشاط والرغبة في الخير ما يدفعه الى ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على القريب والبعيد بالاسلوب الحسن والنصيحة والتوجيه والصبر على الاذى وان يعتمد الايات والاحاديث ذلك حتى يكون اثر انكاره اعظم ولا ينبغي للعاقل ان يقول هذا الى غيري او هذا للهيئة المعينة المنتصبة لهذا الامر او هنا من هو افضل مني او اعلم مني لا هذا من اسباب التخاذل ولكن يأمر حسب طاقته وينهى والاخر كذلك والاخر كذلك في القرية والمدينة والقبيلة والحارة في كل مكان وقد تأمر بشيء او تنهى عن شيء فلا يستجاب لك فيأتي الاخر فيأمر وينهى فيستجاب له سيكون التعاون والتناصح قد يكون غيره وهو افضل منك. قد يشغل فليس لك ان تعتمد عليه في اضاعة هذا الواجب وتبين الاية الكريمة والمؤمنات مع الحديثين المذكورين ان الواجب عظيم جدا وانه من صفة اهل الايمان ومن مكملات ايمانهم وان من اضاع هذا الواجب لم تصدق عليه هذه الصفات بعض الايات ولن يؤدي الواجب الذي امره الله في حديث ابي سعيد وابن مسعود ابي سعيد من رأى منكم منكرا فلنغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع بقلبه ذلك اطاعه الايمان قال انه مسلم صحيح حديث ابن مسعود السابق ما بعث الله من نبيه وامتي الا كانوا من امة حواريون. واصحابه يقولوا من سنته. ويقتدون بامره وانها تخرم بعد القلوب يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. الحديث واذا لم يتيسر زوال وكر على يديك استعنت بغيره وتنجعت غيرك فمن هو اقوى منك واشد اثرا على انكاره عملا بقوله سبحانه وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان فقد لا يبالي صاحب المنكر بك. ولكن اذا جاءه الشهر الثاني بال بهذا الامر وانتبه وامتثل ثم ثواني الانكار والامر والنهي من المؤمنين من اعظم الاسباب التأثير على صحيح المنكر هذا وافاه وانكر عليه هذا وفاة وانكر عليه هذا زاره وانكر عليه وتجتمع كلمات اخوانه تؤثر عليه وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ان الناس اذا لم يغيروا عمتهم العقوبات ان الناس اذا رأوا المنكر فلم يغيروه او شك ان يعمهم الله بعقابه وهو الامام احمد باسناد صحيح عن الصديق رضي الله عنه وجاء في هذا المعنى حديث ابن مسعود المشهور الذي رواه احمد وابو داوود والترمذي وغيرهم عن النبي عليه الصلاة والسلام قال لما وقع الناس في المعاصي لما وقع المعاصي ماتوا علماء فلم ينتهوا تجالسوهم واكلوهم وشربوهم فلما رأى الله ذلك منه ضربا قلوب بعضهم ببعض ثم لعنهم على لسان داوود وعيسى ابن زر ذلك بما اصوم وكانوا يعتدون ثم قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولا تأخذ من اهل السفيه ظالم ولتعطرنها على الحق اطول او ليظربن الله بقلوب بعضنا بعض ثم يلعنكم كما لعنهم الواجب ايها الاخوة على كل مؤمن ومؤمنة ان يعرف واجبة في هذا المقام وان يقوم بنصيبه من هذا الجهاد اينما كان ولا ييأس ولا يقول الناس هلكوا لا يحسن ظنه بربه ويؤدي الواجب اينما كان في بلده وفي بلد اخر او في باهرة او طائرة او سيارة او قطار او في اي مجتمع يقول الحق ويدعو اليه وينكرون المنكر ويحذروا منه هذا هو الطريق قال رب سبيل النجاة ولهذا قال يأتي التوبة بعد ذلك لما ذكر هذا الواجب قال ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله فمن ادى هذه الواجبات استحق الرحمة وانحى عن السبيل استحق النغمة ولا حول ولا قوة الا بالله قالوا الرحمة هم اهل الاستقامة ودعاة الهدى ما اوجب الله عليه التارك لما حرم الله عليه واهل النقمة هم الذين اعرضوا عن ذلك ولم يستقيموا ومن المهمات العظيمة في هذا الباب ان يكون الامر والنهي عن بصيرة عن علم ما عن جهل فلابد ان تكون وكلمات قادرة من المنكر صدرت عن علم بهذا المنكر وطريق انكاره وقد انكروا ما ليس بمنكر وبيدعو الى غير معروف بجهله فلابد من علم وبصيرة كما قال سبحانه في الدعوة قل هذه سبيلي ادعو الى الله يا بصير لابد ان يكون على بينة لما يأتي ويذر فيما يأمر به وفيما ينهى عنه حتى لا يقع في الخطر العظيم وهو الامر المنكر او النهي عن المعروف ومن اراد الفوز الكبير والعاقبة الحميدة والرحمة من الله عز وجل صبر على هذا الواجب واستمر فيه بنية صالحة واخلاص لله وصدق في ذلك و عمل باسباب النجاح ومن اسباب النجاح الرفق الامور وعدم العنف والشدة وعند الله يعطيه على الرزق ما لا يطيع العمق وما لا يعطي على غيره الا من ظلم ولم يستجب للحق فذاك له شأن اخر نوصيكم ايها الاخوة في الله من العناية بهذا الواجب والصبر عليه بهذا الوقت الخطير ونوصيكم ايضا بعدم اليأس فاحسنوا الظن بالله واصبروا وصابروا وهكذا كل مؤمن في اي مكان وكل مؤمنة عليه ان يصبر ويحتسب ولا ييأس وان يحسن ظنه بالله وان يأمر وينهى وعلى ما يستطيع من الاسباب يرجو وفضل ربه واحسانه وان هذا العالم ينتفع جهاده وانكاره فكم من امر الله هدى الله على يديه من الامم من لا يحصى والغفلة والاعراض والتآكل وعدم رفع الرأس بما يقع هذه اسباب الهلاك واسباب انتشار المنكرات لعدم من يقوم بالواجب من جهة الانكار ومن اهم الامور ايضا العناية بالبيت والقريب والجار وهم اولى من غيرهم واحق من غيرهم بالبدء سيبدأ بنفسه ومن حوله يحرص عليهم ان يستقيموا اولاده و اهل بيته وجيرانه اولى حرصه العظيم على نجاتهم وسعادتهم والله يقول سبحانه يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ويقول النبي صلى الله عليه وسلم وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها ويقول عن اسماعيل عليه الصلاة والسلام واذكر كتاب اسماعيل انه كان كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مضيا والمؤمن لا يشغله واجب او واجب ولا انكار منكر اي انكار منكرا اخر فتجمع بين ما استطاع من الدعوة هي واجبات والانكار للمنكرات وهو يأمر اهل بيته وينهاه وهكذا جيرانه وغرابته واصدقائه ومع ذلك لا يفتر ايضا عن انكار المنكر في العموم اينما كان والامر بالمعروف اينما كان وهو مجتهد في اداء الواجب مع القريب والبعيد ومع العدو من الصديق ومع الاهل وغيرهم نرجو بهذا ثواب الله ويخشى عقابه سبحانه وتعالى والله المسئول ان يوفقنا واياكم ان العلم النافع والعمل الصالح وان يسلك بنا وبالمسلمين صراطه المستقيم وان يمن على الجميع باداء هذا الواجب والتكاتف على ادائه ومحاربة الكسل واليأس وان يعيننا جميعا على جهاد انفسنا حتى تستقيم وحتى تؤدي الواجب وعلى جهاد من متى ايدينا حتى يقوم الواجب وحتى يؤدي الواجب حتى يحضر رحمه الله عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله