هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ان نصيري ومعيني الله الذي يحفظني فلا ارجو غيره ولا اخاف شيئا من اصنامكم وهو الذي نزل علي القرآن هدى للناس وهو الذي يتولى الصالحين من عباده فيحفظهم وينصرهم وفي هذه الاية الكريمة بيان ان نعمة القرآن هي اعظم النعم وان الله سبحانه وتعالى قد اكرم من يتمسك بالقرآن وانه ينال ولاية الله تعالى فربنا جل جلاله يتولى الصالحين الذين يقومون بكتابه حق قيامه والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا انفسهم ينصرون والذين تدعونهم ايها المشركون من هذه الاصنام لا يقدرون على نصركم ولا يقدرون على نصر انفسهم فهم عاجزون فكيف تدعونهم من دون الله واذا كان عاجزا عن نسل نفسه فكيف ينصر غيره فعلى الانسان ان يتمسك بالله الذي بيده امر الدنيا والاخرة وان تدعوهم الى الهدى لا يسمعون وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون وان تدعو ايها المشركون اصنامكم التي تعبدونها من دون الله الى الاستقامة لا يسمع دعائكم وتراهم يقابلونكم باعين مصورة وهي جماد لا تبصر فقد كانوا يصنعون تماثيل على هيئة بني ادم او الحيوانات ولها ايد وارجل واعين لكنها جامدة لا حياة فيها ولا حركة ثم قال تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلية. هذه الاية العظيمة جمع صفات الخير والاحسان وان الانسان اذا سار عليها نجى في الدنيا والاخرة اقبل ايها الرسول من الناس اقبل من الرسول ايها الناس ما سمحت به انفسهم وما سهل عليه من الاعمال والاخلاق ولا تكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم فان ذلك ينفرهم وامر بكل قول جميل وفعل حسن واعرض عن الجاهلين فلا تقابلهم بجهلهم. فمن اذاك فلا تؤذه. ومن حرمك فلا تحرمه ولذلك الانسان يتعامل مع الاخرين بالاحسان ولا يكلفهم ما لا يطيقون فربنا جل جلاله لا يكلف العباد فوق طاقتهم. خذ العفو اي ما عفا من امر الناس وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ثم قال واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم المرء لما يتعامل مع الاخرين لابد ان يصيبه شيء يؤذيه فليحذر الانسان من نزغات الشيطان قال واذا احسست ايها الرسول ان الشيطان اصابك بوسوسة او تثبيط عن فعل الخير فالتجأ الى الله واعتصم به فانه سميع لما تقوله عليم بالتجائك فسيحميك من الشيطان ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون المرء يقع في الذنب لا محالة لكن الواجب على الانسان ان يقرأ وان يندم وان يستغفر وان يعزم ان لا يعود ابدا قال ان الذين اتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه اذا اصابته موسوسة من الشيطان فادنوا تذكروا عظمة الله وعقابه نعم وعقابه للعصاة وثوابه للمطيعين فثابوا من ذنوبهم لان الانسان اذا وقع بالمعصية وقع في المعصية وايضا ضيع بترك المعصية فتابوا من ذنوبهم وانابوا الى ربهم فاذا هم قد استقاموا على الحق وصحوا مما كانوا عليه وانتهوا فينبغي على الانسان ان يحذر الذنوب فاذا وقع في شيء فليعادل بالترك من المعصية واللجأ الى الله والاستغفار والندم وان يعزم على ان لا يعود قال واخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون. واخوان الشياطين من الفجار والكفار لا يزال الشيطان يزيد في الضلال بذنب بعد ذنب ولا يمسك لا الشياطين عن الاغواء والاضلال ولا الفجار من عن الانقياد وفعل الشرك. اذا الشيطان يدعو الانسان ليل نهار الى المعصية والشياطين الجن من الفساق والفجار والكفار ايضا يسعون ليل نهار صباح مساء لارواء الاخرين حتى يصبح الجميع في غواية ولذلك الزانية تتمنى لو ان جميع النساء يزنين قال واذا لم تأتهم باية قالوا لولا اجتبيتها قل انما اتبع ما يوحى الي من ربي هذا بصائر ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون قال واذا جئت ايها الرسول باية كذبوك واعرضوا عنها. وان لم تأتيهم باية قالوا هلا اخترعت اية من عندك واختلفتها قل لهم ايها الرسول ليس لي ان اتي باية من تلقاء نفسي ولا اتبع الا ما يوحيه الله لي. هذا القرآن الذي اقرأه عليكم حجج وبراهين من الله خالقكم ومدبر شؤونكم وارشاد ورحمة للمؤمنين من عباده واما غير المؤمنين فهم ضلال اشقياء ثم قال واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. ما الرحمة باسرع منها الى شيء الى مستمعي القرآن واذا قرأ القرآن فاستمعوا لقراءته ولا تتكلموا ولا تنشغلوا بغيره. رجاء ان يرحمكم الله. اللهم ارحمنا بالقرآن يا ارحم الراحمين ثم قال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين واذكر ايها الرسول طبعا هذا خطاب الرسول وخطاب لكل مؤمن واذكر ايها الرسول الله ربك متذللا متواضعا خائفا واجعل دعائك وسطا بين رفع الصوت وخفضه في اول النهار واخره لفضل هذين الوقتين ولا تكفل من الغافلين عن ذكر الله تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ان الذين عند ربك ايها الرسول من الملائكة لا يترفعون عن عبادته سبحانه بل ينقالون لها مذعرين لا يفترون ولا وهم ينزهون الله بالليل والنهار عما لا يليق به وله وحده سبحانه يسجدون من فوائد الايات في الايات بشارة للمسلمين المستقيمين على صراط نبيهم صلى الله عليه وسلم بان ينصرهم الله كما نصر نبيه واولياءه في الايات جماع الاخلاق فعلى العبد ان يعفو عمن ظلمه. ويعطي من حرمه ويصل من قطعه على العبد اذا مسه السوء من الشيطان فادنى بالفعل المحرم او ترك واجب ان يستغفر الله تعالى ويستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الماحية فاللسان عليه ان يدفع السيئات بالحسنات