وعن ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن ادم انك ان تبذل الفضل خير لك. وان تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ ان تعون. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وعن عبيد الله بن محصن الانصاري الخطمي رضي الله وهو انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصبح منكما منا في سربه؟ معافا في جسده عنده قوت يومه فكأنه حيزت له الدنيا بحذافيرها. رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد افلح من اسلم وكان كفافا وقنعه الله بما اتاه. رواه مسلم وعن نبي محمد فضالة ابن عبيد الانصاري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن هدي الى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنيع. رواه الترمذي وقال حديث حسن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهذه الاحاديث الاربعة كالتي قبلها بالحث على عدم التخلف في الدنيا وعدم التطلع الى زينتها وشهواتها لان هذا قد يصد عن الاخرة. ولكن ينبغي للمؤمن ان تكون همته عالية في طلب الاخرة والاستعداد لها والاكتفاء بما يسر الله من امر الدنيا ولهذا في الحديث هذا يا ابن ادم انك ان تبلغ الفظل خير لك وان تمسكه شر لك بفضل المال ينفق ويحسن من الفضل خير له والامساك شر له ولهذا في الحديث الصحيح هل يدعون خير من الاد السفلى وابدأ بمن تعول ولا تلام على كفاه ما يلام على كفاك اذا طلب الرزق واجتهاد فيما يكفه ويغنيه عن الناس وابدأ بمن تعود يعني في الصدقة والاحسان والنفقة. ابدأ بمن تعول فالمؤمن يلاحظ ان الانفاق والاحسان من الفضل خير له وان الامساك والبخل شر له وهذا لا يلام على كفاف كما قال صلى الله عليه وسلم قد افلح من اسلم الكفاف وقنعه الله بما اتاه وتقدم قول رسول الله اللهم واجعل رزق ال محمد قوته المؤمن يجتهد فيما يغنيه عن الناس ويسد حاجته بالبيع والشراء بالاحتشاش بالاحتطاب بالتجارة بغير هذا ولا يلام على خفاف ولكن يستحب له ويشرع له الانفاق من الفضل والحرص على الاحسان والجود والكرم وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم من اسباب معافا في سربه يعني في منزله وسكنه معافى في بدنه عنده قوت يومه قوت يومه وليلته فكانما حيز له الدنيا بحذافيرها ويقول صلى الله عليه وسلم قد افلح من اسلم ورزق فافر وقنعه الله بما اتاه يكون الانسان يرزق الكفاف حتى لا يحتاج الى الناس ويرزق القناعة حتى لا يتطلب المزيد الذي يشغله عن الاخرة فلا هو وفوز ظفر فالمقصود من هذا كله الحث على عدم التطلع للمزيد من الدنيا والجمع لها والمباهاة فيها والحرص على تجارة فيها التي قد تصدها عن الاخرة اما ما يحصل به الكفاية والغني عما في ايدي الناس فهو مطلوب. ووفق الله الجميع