بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ان الله سميع عليم فلم تقتلوا ايها المؤمنون يوم بدر المشركين بحولكم وقوتكم ولكن الله اعانكم على ذلك وما رميت ايها النبي المشركين حين رميتهم ولكن الله هو الذي رماهم حين اوصل رميتك اليهم وليختبر المؤمنين بما انعم عليهم من اظهارهم على عدوهم مع ما هم فيه من قلة العدد والعدد ليشكروه ان الله سميع بدعائكم واقوالكم. عليم باعمالكم وبما فيه صلاحكم اذا كل شيء بامر الله تعالى والمؤمن والمؤمن مأمور بالاجتهاد ليؤدي حق الله تعالى وما يفعله الانسان من عمل فانه لاعانة الله سبحانه وتعالى ويتأمل المرء ان النصر من عند الله وان النصر اختبارا وامتحان لاجل ان يخضع المرء الى ربه ويؤدي حق الله تعالى وقد تحقق هذا لنبينا صلى الله عليه وسلم حينما وعد بالنصر في بدر ولكنه اقام التوحيد لله سبحانه وتعالى تضرعا ودعاء وابتهالا لله سبحانه وتعالى وكذلك في فتح مكة. دخل النبي صلى الله عليه وسلم خاضع وهو خاضع لربه وكذلك سعد ابن ابي وقاص حينما دخل المدائن طيشفون في العراق ودخل ايوان كسرى قال ادخلوا خاضعين شاكرين حامدين الله تعالى وهكذا صنع ابو عبيدة حينما دخل دمشق فالمؤمن يخضع لربه سبحانه وتعالى وليعلم ان جميع النعم اختبار وامتحان منه سبحانه وتعالى ذلكم وان الله موهن كيد الكافرين ذلك المذكور من قتل المشركين ورميهم حتى انهزم وولوا هاربين والانعام على المؤمنين باظهارهم على عدوهم هو من الله والله مضعف كيد الكافرين الذين يكيدون للاسلام اذا على الانسان ان يتوكل على الله وان يصدق بنيته وبعمله ويستعين فالله سبحانه وتعالى يفتح له ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعم ولم تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثر وان الله مع المتقين ان تطلبوا ايها المشركون ان يوقع الله عذابه وبأسه على الظالمين المعتدين فقد اوقع الله عليكم ما طلبتم فانزل لثم ما كان نكالا لكم وعبرة للمتقين وان تكفوا عن طلب ذلك فهو خير لكم. فربما امهلكم ولم يعجل انتقامه منكم وان تعودوا الى طلبه والى قتال المؤمنين نعد بايقاع العذاب عليكم وبنصر المؤمنين ولن تغني عنكم جماعتكم ولا انصاركم ولو كانت كثيرة العدل والعدد مع قلة المؤمنين وان الله مع المؤمنين بالنصر والتأييد ومن كان الله معه فلا غالب له. اذا على الانسان ان يسعى ليتحصل معية الله سبحانه وتعالى والمرء يصبر لان الله يقول ان الله مع الصابرين فمعية الله تعالى خير من كل ما يصيب الانسان من فوات نعمة من النعم. لينال معي اعظم شيء فالتقوى لها فوائد ذكرها ابن جوزيف في مقدمة تفسيره عند تسهيل قوله تعالى هدى للمتقين. ومن فوائدها ان الانسان يكرم بمعية الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله اطيعوا الله واطيعوا رسوله بامتثال امره واجتناب نهيه ولا تعرض عنه لمخالفة امره واتيان نهيه. وانتم تسمعون ايات الله تقرأ عليكم. اذا القرآن للتدبر والعمل يقرأ ويستمع المرء ويتدبر ويعمل ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون. ولا تكونوا ايها المؤمنون مثل المنافقين والمشركين الذين اذا تليت عليهم ايات الله قالوا سمعنا لاذاننا ما يتلى علينا من القرآن وهم لا يسمعون سماع تدبر واتعاظ فينتفعوا بما سمعوا. تأمل في اول سورة البقرة ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وبعدها في الصفحة الاخرى ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون لان المؤمن الحق يستمع لاجل ان يستعظ ويتدبر فينتفع فهو هداية له واما ذاك الذي لا يوجد فان الله سبحانه وتعالى لا يهديه ثم قال تعالى ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ان شر من يدب على وجه الارض من الخلق عند الله هم الصم الذين لا يسمعون الحق سماع قبول البطن الذين لا ينطقون فهم الذين لا يدركون عن الله اوامره ولا نواهيه الانسان لا يكنس الدابة يسمع ولا ينتفع فعلى المرء ان يسمع ويستمع ويتأمل ويعمل وايات القرآن كما قال سفيان ابن عيينة خزائن الله في الارض فاذا دخلت خزانة فلا تخرج منها حتى تعلم ما فيها ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون ولو علم الله ان في هؤلاء المشركين المكذبين خيرا لاسمعهم سماعا ينتفعون به ويتعلقون عنده الحجج والبراهين ولكنه علم انه لا خير فيهم ولو انه سبحانه اسماهم على سبيل الفرض والتقدير لتولوا عن الايمان عنادا وهم معرضون يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله استجيبوا لله ولرسوله بالانقياد لما امر به والاجتناب لما نهي عنه اذا دعاكم لما فيه حياتكم من الحق فالقرآن ايها الاخوة حياة للقلوب يحييها حياة ابدية سرمدية وايقنوا ان الله قادر على كل شيء فهو قادر على ان يحول بينكم وبين الانقياد للحق اذا اردتموه بعد رفضكم له فبادروا اليه وايقنوا انكم الى الله وحده تفشرون يوم القيامة فيجازيكم على اعمالكم التي عملتموها في الدنيا نعم واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب واحذروا ايها المؤمنون عذابا لا ينال العاصي منكم وحده بل يناله وينال غيره وذلك حين يظهر الظلم فلا يغيب فلا يغير وايقنوا ان الله قوي العقاب لمن عصاه. فاحذروا من معصيته من فوائد الايات من سماء من كان الله معه فهو المنصور. وان كان ضعيفا قليلا عدده وهذه المعية تكون بحسب ما قام به المؤمنون من اعمال الايمان. اذا كلما قام الانسان باعمال الايمان نال معية الله تعالى وازداد توثيقه المؤمن مطالب بالاخذ بالاسباب المادية والقيام بالتكثيف الذي كلفه الله به ثم يتوكل على الله ويفوض الامر اليه اما تحقيق النتائج والاهداف فهو لله سبحانه وتعالى. وهذا من رحمة الله انك لست مطالب بالنتائج انما انت مطالب بالعمل الذي تستطيعه في الايات دليل على ان الله تعالى لا يمنع الايمان والخير الا عن من لا خير فيه. وهو الذي لا يشكو لديه هذا الايمان ولا يثمر عند فربنا هو الحكيم وربنا لا يظلم احدا ولا يهضم احدا على العبد ان يكثر من الدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. يا مصرف القلوب اصرف قلبي الى طاعتك امر الله المؤمنين ان لا يقروا المنكر بين اظهرهم. فيعمهم العذاب. اذا الانسان يبتعد عن المنكر غاية البعد ويسعى الانسان لاداء حق الله تعالى واداء طاعته هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته