والفتنة اشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه ايه فان قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافيين القاعدة الثانية في القتال. من اعتدى عليكم يجوز قتاله في اي مكان اعادت سورة البقرة الى الحديث عن الصيام وعن مظاهر رحمة الله بعباده في بما شرع لهم واردف ذلك بالنهي عن اكل الحرام. ثم انتقلت الايات الى الحديث عن الاهلة وبعدها عن قواعد القتال في سبيل الله وهدى القلوب للذة وبحكمة بخلاصة التفسير للقرآن لا تهجروا القرآن يا احبابي. فهو الشفيع لنا بيوم حساب وهو المعلم يا اولي الالباب. هيا بنا احيا به هيا بنا بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفا جو ثم اتموا الصيام الى الليل ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون من لطف الله تعالى وحكمته انه يشرع من الاحكام ما يشاء. ثم ينسخها باحكام انسب. فيكون الناس بالتشريع الاول قد تربوا وتمرنوا على العمل. فيأتي الحكم الجديد وهم على كامل الاستعداد للعمل به. ومن ذلك بعض احكام الصيام. فقد كان صيام رمضان اول ما لا يحل للرجل جماع امرأته طيلة شهر رمضان. لا نهارا ولا ليلا. اما الطعام والشراب فكان يباح له بعد المغرب الى ان ينام. فاذا استيقظ بعد نومه فلا يباح له الاكل والشرب حتى وان كان الوقت ليلا. بل وجب عليه الامساك الى وقت المغرب من اليوم التالي الفطر انما يباح له من وقت المغرب الى وقت نومه فقط. يقول البراء رضي الله عنه ان قيس بن رضي الله عنه كان صائما. فلما حضر وقت الافطار نام. واستيقظ بعد ذلك ولم يأكل شيئا واصبح صائما. فلما انتصف النهار غشي عليه وسقط. فذكر ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام فنزلت هذه الاية بتمامها. فاباح الله لهم ان يأكلوا ويشربوا ويأتوا ونساءهم في جميع اوقات الليل. يقول البراء بن عازب ففرح الصحابة رضي الله عنهم بذلك فرحا شديدا فالحمد لله. وتفسير الاية ابيح لكم ايها الصائمون جماع نسائكم في ليالي الصيام فهن سكن وستر لكم وانتم سكن وستر لهن. لا يستغني بعضكم عن بعض علم الله انكم لا تصبرون عن معاشرة النساء. وكنتم تخونون انفسكم بفعل ما نهاكم عنه فرحمكم الله تعالى وتاب عليكم لما فعلتموه قبل النسخ وخفف عنكم. فالان لا تتحرجوا فقد ابيح لكم جماع نسائكم في ليالي رمضان. واطلبوا بنكاحهن ولد وليس قضاء الشهوة فقط. وابيح لكم كذلك الطعام والشراب طوال الليل. حتى يظهر لكم الفجر متميزا من ظلام الليل. ثم اكملوا الصيام من الفجر الصادق حتى مغيب الشمس واجتنبوا جماع نسائكم ليلا او نهارا ان كنتم معتكفين في المساجد. تلك امر الله تعالى واحكامه التي شرعها لكم فلا تخالفوها. بمثل هذا البيان الواضح الله للناس اياته واحكامه وهداياته. في سائر امورهم لكي يتقوا الله تعالى بفعل وترك النواحي ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحك كامل تأكل فريقا لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون اعلم بعد انتهاء الحديث عن احكام الصيام اردف ذلك بالنهي عن اكل المال الحرام لانه يؤدي الى عدم قبول العبادات من صيام ودعاء واعتكاف وغير ذلك فيا ايها المؤمنون لا تأخذوا اموال بعضكم بالباطل وبدون وجه حق باي صورة كان مثل السرقة والغصب والغش. ولا تلقوا باموالكم الى الحكام كدفع الرشوة لهم حتى لكم بما هو حرام. فتنتزعوا بذلك قسطا من اموال اخوانكم بالظلم والاثم والعجب كيف يهنأ المسلم وهو يعتدي على مال اخيه المسلم بالاثم والبهتان والرشوة وشهادة الزور ثم يأكله ويطعم زوجته واولاده. وهو يعلم انه مال سحت حرام. والذي يأكله انما هو نار يدخله في بطنه يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن ان البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون بعد ان استقر المؤمنون في المدينة المنورة بدأوا بالسؤال عن مسائل شتى تهمهم في دينهم ودنياهم ترد في مجتمع جديد متطلع الى المعرفة. وهنا سؤال من ضمن الاسئلة يسألونك يا محمد عن الهلال لماذا يبدو دقيقة مثل الخيط ثم ويستدير ثم ينقص ويدق حتى يعود كما كان. فاجبهم يا محمد بالجانب الذي ينفعهم وقل لهم انها اوقات لعباداتكم. تعرفون بها مواقيت وتمام الحول في الزكاة واشهر الحج ونحو ذلك. ثم ابطل القرآن وعادة جارية اهلية كانت منتشرة في الحج عند الانصار. كانوا اذا احرموا بالحج لم يدخلوا البيوت من الابواب وانما دخلوها من ظهورها. وكانوا يظنون ان هذا التصرف المتكلف من اعمال البر فاتى التوجيه بانه ليس البر والخير ان تدخلوا المنازل من ظهورها كما كنتم تفعلون في الجاهلية. اي معنى من معاني البر في هذا الفعل؟ ولكن البر الحقيقي هو في تقوى الله. البر الحقيقي هو في الابتعاد عن المعاصي والتحلي بالفضائل والمسارعة الى اعمال خير. اما طريقة دخول البيوت فادخلوها من الابواب كعادة الناس. واتقوا الله لتكونوا من اهل عن الصلاح والفلاح ونلاحظ هنا ان سؤال الصحابة كان عن سبب اطوار الهلال لكن اتى الجواب مختصرا محددا بما ينبغي ان يسأل عنه في مثل هذه الامور وبما ينتفع به السائلون ركز الجواب على واقعهم العملي لا مجرد العلم النظري جاء الجواب عن وظيفة الاهلة في حياتهم وليس عن الدورة الفلكية للقمر وكيف تتم فالقرآن كتاب هداية نزل لمهمة وهي تكوين الفرد المسلم في ذاته وسلوكه ومشاعره وروابطه وبناء وجوده وضميره وشخصيته على اسس صحيحة. ثم ربطه بخالقه. والقرآن الكريم وان تحدث عنه قضاء كونية وفلكية الا انه حديث ضمن السياق مرتبط باثبات الخالق وبيان الحكمة في خلقه وليس القرآن كتاب علوم او فلك او فضاء. فخذ من هذه العلوم ما ينفعك اما التوسع فيما لا ينفع هو كحال الشخص الذي يأتي البيوت من ظهورها. كفعل للجاهليين. ولذا كان الجواب على طريقة اسلوب الحكيم وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدون ان الله لا يحب المعتدين. هذه الاية وما بعد من اوائل ما نزل في شأن قتال مشرك مكة. الذين ظلموا المسلمين واخرجوهم من مكة المكرمة وصادروا اموالهم وحقوقهم وهي متضمنة للاذن لرسول الله عليه الصلاة والسلام والمؤمنين بقتال من يقاتلهم والكف عن من يكف عنهم. فالقتال في الاسلام ليس من اجل الغنائم او بسط السيطرة او سرقة مقدرات الشعوب. بل من اجل اقامة العدل ورفع الظلم والدفاع عن الحق واهله. وفق شرع الله ومنهجه. وبهذا تسعد الانسانية وتنال ما تصبو اليه من عزة وفلاح وامان وسلام. والايات هنا ذكرت قواعد من قواعد القتال في سبيل الله. نبدأ بالقاعدة الاولى. مشروعية القتال لصد ديوان لكن بدون اعتداء. يا ايها المسلمون قاتلوا لاعلاء دين الله من قاتلكم من الكفار صدوكم عن دين الله. ولكن لا تعتدوا في القتال. باي نوع من الاعتداء فلا تقتلوا النساء ولا الصغار ولا الحيوان والعجزة ولا الشيوخ ولا الاطفال ولا الرهبان ولا تعتدوا بالتمثيل بجثث القتلى ونحو ذلك فان الله لا يحب المتجاوزين لحدوده وقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم اقتلوهم حيث وجدتموهم. واخرجوهم من المكان الذي اخرجوكم منه. وهو مكة. والفتنة اشد من القتل. اي فتنة المؤمن بصده عن دينه اشد واعظم من قتله. والقاعدة الثالثة المسجد الحرام له حالة خاصة. فلا يبدأ المسلمون القتال فيه تعظيما له فان بدأ العدو بقتالكم في المسجد الحرام فلكم حينئذ قتالهم. لانهم انتهكوا حرمته قاضي بالشر اظلم. وهذا جزاء من كفر بالله وظلم غيره فان انتهوا فان الله غفور رحيم فان انتهوا عن قتالكم فكفوا عنهم. وان انتهوا عن كفرهم فان الله لمن تاب واناب وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين القاعدة الرابعة في القتال ان غاية القتال المشروع شيئان. منع الفتنة في الدين قرار السلم وبث الامن. قاتلوا المحاربين الذين اعتدوا عليكم. واستمروا في قتالهم حتى تكسبوا شوكتهم فلا تبقى لهم قوة تمكنهم من ان يفتنوكم عن دينكم. استمروا في قتالهم حتى يكون الدين خالصا لله. وحتى يأمن المسلم في الحرم في ظهر دينه بلا خوف وقد كان الكفار بمكة في امن وطمأنينة يقيمون الباطل ويعبدون الاصنام. بينما المسلمون مطرودون منها. ومن بقي في مكة فهو خائف. لا يستطيع اظهار دينه ولا الجهر به فان انتهوا عن قتالكم فكفوا عن قتالهم. فانه لا قتال ولا عدوان الا على الظالمين يمين والصادين عن سبيل الله الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين القاعدة الخامسة في القتال لا قتال في الشهر الحرام. ويستثنى من ذلك دفع فيه. الشهر الحرام بالشهر الحرام. اي اذا قاتلوكم في الشهر الحرام فقاتلوهم في الشهر الحرام معاملة بالمثل. والحرمات التي يجب المحافظة عليها ان اعتدى عليها احد وجب فيها القصاص والاخذ بالمثل فمن اعتدى عليكم بحرب او غيره فعاملوه بمثل فعله. ولا تتجاوزوا حدا المماثلة واتقوا الله ولا تظلموا ولا تعتدوا واعلموا ان الله مع المتقين نصري والتأييد في الدنيا والاخرة. وانفقوا في سبيل ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين القاعدة السادسة في القتال ان القتال في سبيل الله يتطلب التضحية بالنفس وبالمال. فيجب الانفاق بالمال لان الانفاق في الحروب وسيلة النصر والغلبة. وترك الانفاق مهلكة للامة ومضيعة للجماعة انفقوا في الجهاد في سبيل الله وفي سائر وجوه القربات. ولا تلقوا انفسكم بايديكم الى الهلاك بترك الجهاد وعدم الانفاق فيه. او الدخول في الحرب بغير بصيرة ولا استعداد. وعليكم بالاحسان في كل شئونكم في عباداتكم ومعاملاتكم واخلاقكم. حتى يحبكم الله تعالى من اوليائه المقربين. لما خرج المسلمون الى القسطنطينية لغزو الروم حمل رجل على العدو حتى دخل في صف الروم. فقال الناس ما ما القى بيديه الى تهلكة. فقال ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه انكم تتأولون هذه الاية هذا التأويل. وانما انزلت هذه الاية فينا معشر الانصار. فالالقاء بالايدي الى التهلكة ان نقيم في اموالنا وندع الجهاد في سبيل الله. اذا الاية الكريمة تأمر المؤمنين ببذل المال في هذي بصفة خاصة اضافة الى بذله في كل مواطن الخير بصفة عامة. لان عدم البذل يؤدي الى ضعف الامة واضمحلالها. اللهم عز الاسلام والمسلمين وابرم لهذه الامة امرا رشدا. ونذوق طعم في كلماته متعلمين الفقم لمحاته اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير للقرى قصص به تعطي لنا اسم العبر تحكي لنا انباء فيها مستجرون عن قصة الرسل الكرام مع البشر وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا. بخلاصة التفسير القرآن بخلاصة التفسير للقرآن