ستجول بنا ايات سورة ال عمران مع قصة غزوة احد وقد انزل الله فيها ستون اية باستحضار اهم احداثها ووقائعها وستذكر المسلمين بغزوة بدر وما تم لهم فيها من نصر مؤزر. منحه الله لهم اه الف وجودك نعمة القرآن هو روضة تزداد في الوجدان هل في وجودك نعمة القرآنية هو روضة تزدان في الوجدان. وبانعم ارواحنا لمراتب الاحزاب زهراء وحي نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ادهاما الطائفتان منكم ان تفشلا والله وعلى الله فليتوكل المؤمنون الايات التالية تتحدث عن غزوة احد. فقد انتقلت سياق القرآن من معركة المناظرة والجدال الى معركة الميدان والقتال. لما كانت غزوة احد خرج النبي عليه الصلاة والسلام ام للقتال ومعه الف رجل والمشركون ثلاثة الاف. فلما قاربوا عسكرهم ان رأس المنافقين عبدالله ابن ابي ابن سلول. وقال على ما نقتل انفسنا واولادنا فتأثر بكلامه بعض المسلمين ورجع ومعه ثلث الجيش. وهم بنو سلمة وبنو وهما حيان من الانصار هما بالرجوع والفرار. خوفا من لقاء العدو. فعصمهم الله تعالى وثبتهما. وان مضيا مع النبي عليه الصلاة والسلام. فكان الله تعالى ناصرهما امرهما. فيا معشر المؤمنين على الله تعالى وحده اعتمدوا في كل شؤونكم ثم ذكرهم الله تعالى بالنصر يوم بدر. تسلية لهم على مصابهم من الهزيمة يوم احد ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون. تذكروا يا معشر المؤمنين بان الله تعالى نصركم يوم بدر والحال انكم يومئذ ضعفاء بسبب قلة عددهم وسلاحكم لتعلموا ان النصر انما يأتي من عند الله. لا بكثرة عدد ولا عدة فاتقوا الله تعالى لعلكم تشكرون نعم الله عليكم ومنها نعمة النصر في غزوة بدر. والشكر سبب لحصول النعم ومجيء النصر. اذ تقول للمؤمنين اليت يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من منزلين اذكر يا محمد حين قلت المؤمنين في غزوة بدر وقد رأوا العدو يفوقهم في العدد والعدة. فقلت لاصحابك مثبتا لهم. الا يكون كافيا لكم ان الله تعالى يعينكم بثلاثة الاف من الملائكة. ينزلون من السماء لنصرتكم والقتال معكم. بلى. ان تصبروا وتتقوا وان يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم امددكم ربكم بخمسة الاف من كت مسويمي بلى هذا الامداد من الملائكة يكفيكم حاجتكم ولكم بشارة بامداد وعون اخر من الله. ان صبرتم على القتال زمتم تقوى الله ويأتوكم المشركين مسرعين لقتالكم ان حصل ذلك فان الله تعالى برعايته سيعينكم بامداد اكبر سيعينكم بخمسة الاف من الملائكة. معلمين انفسهم وخيولهم بعلامات مخصوصة ظاهرة وما ان قلوبكم به. ومن النصر الا من عند الله العزيز الحكيم وما جعل الله تعالى ذلك الامداد بالملائكة في غزوة بدر الا بشارة لكم ايها المؤمنون ازدادوا ثباتا. ولتسكن قلوبكم وتهدأ نفوسكم. فلا تخافوا من قوة عدوكم ولا تتوهموا ان النصر يكون بكثرة العدد والسلاح. انما النصر في الحقيقة يكون بعون الله تعالى وحده بقطع النظر عن العدو وعدده وعدته. ولقد حرص القرآن الكريم على تثبيت هذا المعنى في نفوس المؤمنين. حتى لا يتكلوا على الاسباب والوسائل. ويغتروا بها دون ان يلتفتوا الى قدرة الله سبحانه وتعالى خالق الاسباب والوسائل. فالله تعالى هو العزيز الغالي الذي لا يغالبه احد والحكيم في تقديره وتدبيره ومن حكمة الله تعالى انه يقدر حينا نصر اوليائه كما وقع في غزوة بدر. وحينا يقدر هزيمتهم كما وقع في غزوة احد ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم انقلبوا لقد نصركم الله تعالى في غزوة بدر لغايات وحكم عظيمة. منها اهلاك طائفة من الكفار حيث قتل صناديدهم واسر شبابهم او يغيظ ويخزي طائفة اخرى حين رجعوا منهزمين محملين والفشل ارادوا اطفاء نور الاسلام فخاب قصدهم وعادوا وقد فقدوا سبعين من عن عديدهم واسر سبعون من شبابهم. اما الاسلام فقد ازداد نوره تألقا وازداد اتباعه يقينا. ورزقهم الله تعالى نصره المبين من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم غالبون اعاد السياق القرآني الى غزوة احد فقد اوذي النبي عليه الصلاة والسلام فيها ايذاء شديدا. كسروا رباعيته وشجوا رأسه فاخذ عليه الصلاة والسلام يدعو على رؤساء المشركين ويقول كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وشجوا وهم يدعوهم الى الله. فانزل الله تعالى هذه الاية. ليس لك بالامر شيئا. اي يا محمد ان شأن هؤلاء الكفار راجع الى الله وليس اليك. فالله تعالى مالك امرهم. فقد يتوب عليهم ان اختاروا الاسلام او يعذبهم ان اصروا على الكفر فانهم بذلك ظالمون يستحقون العذاب. اما انت يا محمد اصبر على ما اصابك، وامض لشأنك في تبليغ رسالة ربك. ولله ما في السماوات وما في الارض. يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. والله غفور رحيم لقد اكد الله تعالى في الاية بان الامر بيده وحده فله ما في السماوات وما في الارض خلقا وتدبيرا. لا ينازعه في ذلك منازع وهو سبحانه وتعالى يغفر الذنوب لمن يشاء برحمته. ويعذب من يشاء بعدله وهو غفور يستر الذنوب قيم يعفو عن العباد ما اضعافا مضاعفة. واتقوا الله لعلكم تفلحوا وهنا نلحظ بان السياق القرآني ينعطف بنا من التوجيهات العسكرية الى التوجيهات المالية. ليؤكد لنا خاصية من خواص الاسلام وهو الوحدة والشمول في منهج الله. وهيمنته على السلوك الانساني في كل احواله وفي كل شؤونه. فالمسلم مستسلم لله تعالى في سلمه وحربه. وفي عبادته ومعاملته وفي اخلاقه وسلوكه وفي اخذه عطائه وفي تجارته وفي ماله وفي سائر ميادين الحياة. يا اهل الايمان تجنبوا اخذ الربا زيادة مضاعفة على رؤوس اموالكم التي اقرضتموها. كما كان يفعل اهل الجاهلية حيث ان الدائن كان اذا حل وقت اخذ ماله يقول للمقترظ اما ان تدفع مالي واما ان تربي فان لم يقضي دينه زاده في المدة وزاده في قدر المال. وهكذا كل عام يزيد ويتضاعف فربما تضاعف المال القليل حتى صار كثيرا مضاعفا. فاتقوا عذاب الله بترك اكل الربا واجتناب كل ما حرمه الله. ففي ذلك فلاحكم في الدنيا والاخرة واتقوا النار التي اعدت للكافرين يا معشر المؤمنين هذه النار التي اعدها الله تعالى للكافرين اجعلوا بينكم قم وبينها وقاية. وذلك بعمل الصالحات وترك المحرمات. فاكل الربا ليس من شأن المؤمنين. بل من سمات الكافرين الذين يستكثرون اموالهم بطرق محرمة. اما المؤمنون فيتحرون الحلال اللهم اجعل رزقنا حلالا طيبا مباركا وروضة تزدان في الوجدان وبنعمان ازدهت ارواحنا سما تبيها لمراتي بالاحساني. زهراء وحي النفس بخلاصة التفسير للقرآن امين