الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد كنا قد وقفنا في كتاب اصول الايمان للامام المجدد ابي عبدالله محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله تعالى على باب قبض العلم اورد رحمه الله تحت هذا الباب عدة احاديث فنسمع هذه الاحاديث ممن يعلق عليها بما يتيسر. نسأل الله ان يرزقنا واياكم الايمان التام والعمل الصالح والعلم النافع نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ما بعد الله قال الشيخ انا بتودع رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره الى السماء ثم قال هذا اواه على شيء بعد زيارة نبيك رضي الله عنه وارضاه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذلك عند اوائل ذهاب العلم قلت يا رسول الله كيف يذهب العلم؟ ونحن نقرأ القرآن الى يوم القيامة. قالت لا اراك ان كنت اراك خطأ مقنع اوليس هذه اليهود والنصارى لا يعملون بشيء مما فيهما رواه احمد ابن مالك وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال تعالى عليكم بالعلم عند احدكم لا يدري متى يفتقر فيه او يفتقر الى ما عنده اقواما يزعمون ان يدعون الى وراء ظهورهم واياكم وعليكم بالعتيق وبالصوالحين علي بن عوف علي بن عمر ان الله لا يقبض العلم يتسعه من العباد ولكن يخفض علمنا بموت العلماء الطاعات اتخذوا الناس رؤوسا موسى جبالا فسئلوا بغير علم فظلوا واضلوا وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمشركوا ان يأتي على الناس زمان لا يلقاه للاسلام الا اسمه ولا يكفاه تجده عامرة وهي فراغ الهدى. علماؤهم شر من شر من شر من تحت به السماء. من عندهم ظروف الفتنة وفيه الفعول رواه البيهقي في شعب الايمان اورد المصنف رحمه الله تحت هذا الباب خمسة احاديث وقبل ان نقرأ هذه الاحاديث ونعلق عليها نسأل انفسنا سؤالا ما علاقة قبض العلم باصول الايمان الجواب ان الايمان والعلم متلازمان فلا يمكن كمال الايمان ولا يتصور وجوده في الانسان الا بكمال العلم وكمال العلم داع الى كمال الايمان ووجود العلمي سبب لوجود الايمان والمقصود بالعلم هنا العلم الشرعي المنزل وهو الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة واما العلوم الدنيوية فهي ليست علما في اصطلاح وعرف الشارع لان العلوم الدنيوية هي صنائع الطب والهندسة وغيرها واكبر دليل على ذلك ان اهلها يبيعونها ويشترون بها اما العلم الشرعي فهو الذي لا يباع ولا يشترى قبض العلم يعني قبض الايمان وقبض الايمان يعني قبض العلم المنزل ولذلك اذا كان اخر الزمان ولم يوجد من يحمل العلم سيأتي زمان لا يوجد من في قلبه ايمان واذا عدم اهل العلم عدم اهل الايمان واذا عدما معا رفع العلم المنزل لماذا يرفع العلم المنزل لان اهله غير موجودين ولان الذين يعملون به غير موجودين وهذا هو معنى من معاني رفع العلم فالعلم والايمان متلازمان تلازم الروح والجسد تلازم الرأس والبدن من ظن ان بينهما فكاكا فليراجع نفسه الا ترى ان اهل العلم اهل العلم هم اهل الرسوخ وهم اهل الثبات الا ترى ان الطيش والسفه مع الرعاع والغوغاء بسبب عدم العلم و قبض العلم ايضا اية من الايات الدالة على صحة الايمان لان من الايمان بالله عز وجل والايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم والايمان بالمنزل من القرآن الايمان بانه سيأتي زمان يقبض فيه العلم واذا رأى الانسان هذا الاوان فانه يزداد ايمانا لانه رأى خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واقعا وقبض العلم على صورتين قفز مكاني قطري حصريا وليس هذا هو المعني بهذا قد نجد في بعض الازمنة وفي بعض الامكنة قلة العلم وقبظه عن ديارهم او قبضه عن افرادهم وانكماشه في بعض الاقطار كمكة والمدينة وهذا من معاني قوله عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها اذا ما المقصود بقبض العلم؟ المقصود بقبض العلم القبض الكلي التام وهو ان الناس يصبحون لا يجدون في مصاحفهم رسم حروف القرآن وكلماته واياته وسوره يصبح الرجل وقد كان ممسيا حافظا للقرآن وليس في قلبه شيء منه هذا هو المقصود بقبض العلم اما القبض الذي يكون جزئيا فليس هو المعني في هذا الباب ولا في هذه ولا بهذه الاحاديث اذا تقرر هذا فان المصنف رحمه الله اورد عدة احاديث للدلالة على خطورة قبض العلم وانه ينبغي على الامة المسلمة بذل الغالي والرخيص لكي لا يضيعوا العلم اورد حديث ابي الدرداء رضي الله عنه عامر بن عويمر الانصاري قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره الى السماء اي بمعنى انه كان في فضاء فنظر الى السماء فيه دلالة على جواز التأمل في الايات الافاقية والنظر في السماء وما جاء من النهي عن النظر الى السماء على الصحيح من اقوال اهل العلم انه خاص بالدعاء والصلاة قال فشخص ببصره الى السماء وشخوص البصر يعني تحديد النظر وتحديقه ثم قال هذا اوان على التنكير وقطع الاظافة هذا اوان او هذا اوان اذا قلنا هذا اوان قسم الاشارة ليس الى شيء مكاني منظور فيه الى السماء وانما استعمل ها هنا مع كلمة اوان بمعنى القرب والوقت هذا اوان يعني قرب وقته قرب وقت اختلاس العلم قابض قرب وقته ان يختلس فيه العلم وليس في هذا الحديث ممسك للمنجمين الذين يقولون ان قوله هذا اوان ربط للامور الواقعية بالنجوم السماوية فهذا ما قاله احد من علماء الاسلام هذا اوان يعني قرب وقته او هذا اوان يعني على سبيل التنوين والتنكيل اي اذا اردتم ان تعرفوا وقتا يقام تقام الساعة فيه فان يختلس فيه العلم هذا وقته وان وما بعده من الفعل المضارع مؤول بالمصدر والمعنى هذا وقت اختلاس العلم ان يختلس فيه العلم وفي قوله عليه الصلاة والسلام يختلس اشارة الى انه يذهب من الصدور والسطور شيئا فشيئا وليست دفعة واحدة وذلك بقبض العلماء وقلتهم كما سيأتي في الروايات الاخرى يختلس فيه العلم من الناس اما بسبب انشغالهم بصنايعة دنيوية سموها علما زورا وبهتانا واما بسبب اغترارهم بالدنيا او غفلتهم عن الدين او بسبب بدعهم ومحدثاتهم وكل هذه المعاني مجتمعة سبب للاختلاس وكل سبب من هذه الاسباب منفردة سبب من اسباب الاختلاس. وكلها واقعة لكنها تزداد شيئا فشيئا حتى لا يقدروا على شيء حتى لا يقدر على شيء يريد الرجل ان يقرأ شيئا كان يحفظه فلا يجده في صدره يريد الرجل ان يفتح مصحفه ليراجع حفظه فلا يجد في المصحف شيئا مكتوبة تصبح الاوراق بيظاء هذا احد معاني حتى لا يقدر على شيء وقال بعض الشراح حتى لا يقدر على شيء اي انهم يصرفون عن العلم الشرعي بالقيل والقال بالمنطق والفلسفة بالعقول فتراهم يقدمون عقولهم فلا يصلون الى المنزل او تراهم يقدمون شعورهم احاسيسهم ووجدانهم فلا يصلون الى المنزه كما هو واقع اليوم من طوائف منتسبين الى الاسلام منهم من يقدم عقله على النقد ومنهم من يقدم ذوقه وشعوره على النقل فهذا يقول الدين ما اراه وما اظن وما يقوله قياسه وظنه والاخر يقول الدين ما احس به ما اجده ما احبه ما اغضبه ما اغضبه ما ارضاه ونحو ذلك حتى لا يقدروا على شيء اي بسبب الصواف والذي يظهر ان السبب محذوف فيعم بيكون المعنى حتى لا يقدر على شيء من العلم بسبب الصوارف كانت النتيجة النهائية وهي رفع العلم المنزل من المصاحف من الصدور والسطور واورد حديث زياد ابن لبيب رضي الله عنه وكان من علماء الصحابة ومن كبارهم وفقهائهم وكان له نظر في العلم قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال ذلك عند اوان ذهاب العلم ان يكون الامر الذي ذكره عند وقت ذهاب العلم وقد اختلف الشراح في الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لكن الصحيح ان هذا جاء في روايات اخرى الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وان ذلك عند اوان ذهاب العلم يكون عندما يتكلم الرويبضة والسفيه في امر العامة والتافه في امر الخاصة والذي لا يفقه شيئا يتكلم في دين الله عز وجل يظن العلم ان قرأ وكتب ويقول في نفسه متصدرا ما دمت اقرأ واكتب فليا الحق ان اقول واتكلم بل وربما يتقدم بين يدي الله ورسوله ويقترح ويتقدم بين يدي السلف الصالح ويأتي بالتأويلات السمجة والتحريفات الباطلة قال عند اوان ذهاب العلم ووقت ذهاب العلم له زمن اما المقصود به النهاية وهو رفعه من الصدور والسطور او المقصود به البداية وهو قلة حملته وقلة الدعاة اليه وقلة الجالسين له والناشرين له بسبب انشغالاتهم وبسبب الغفلات والواردات وغير ذلك من الصوارف الكثيرة التي يتأتى على حملة العلم وطلاب العلم قلت يا رسول الله القائل هو زياد بن لبيب رضي الله عنه كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن هذا الاستفهام من باب الاستخبار وليس من باب الانكار كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرؤه ابناءنا ويقرئه ابناؤنا ابناءهم الى يوم القيامة وهذا الحديث من افرح الاحاديث الدالة على اقرار النبي صلى الله عليه وسلم لسلسلة الرواة فان الصحابي بين ان سلسلة الرواية للقرآن مستمرة الى يوم القيامة ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم السلسلة وانما ذكر امرا اخرا هو سبب لذهاب العيد وفي قول زياد رضي الله عنه ونحن نقرأ القرآن المقصود بالقراءة هنا ليس مجرد كون الرجل يقرأ ويكتب لان القارئ في عرف الصحابة هو العالم القارئ في عرف الصحابة هو العالم يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله يعني اعلمه و اذا اريد قراءة الحفظ فقط فيحمل على الرواية الاخرى احفظهم و لكن عند اطلاق القراءة فلان كان قارئا وهو اقرأ وفلان اقرأ يعني اعلم قال ونحن نقرأ القرآن فيه دلالة على اهمية قراءة القرآن ونقرؤ ابناءنا وهذا واجب الابوة ان الشبية وواجب الابوة الروحية فيجب على الاب نسبا ان يعلم اولاده القرآن ويجب على العالم ان يعلم من يعيش معهم القرآن والسنة وان لا يتكاسل والا يتخاذل فان تكاسله وتخاذله سبب الانقطاع العلم قد يكون هو معول هدم في الامة مش سبب خذلانه بسبب تكاسله بسبب انشغاله قال ويقرئه ابناؤنا ابناءهم الى يوم القيامة مقصود بيوم القيامة ليس النفخ في الصور لانه من المعلوم عند الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ان ارواح المؤمنين تقبض بعد طلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الارض فلا يبقى على وجه الارض مؤمن فالمقصود الى يوم القيامة يعني الى اشراطها قال النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت لك امك يا زياد وهذه الكلمة تطلق عند العرب ولا يراد معناها فهي مثل تكاية الكلام ومع هذا فقد قال عليه الصلاة والسلام ايما رجل سببته يعني انتقصته لان هذا يفهم منه الانتقاص فاجعل ذلك مغفرة له. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء العام ثكلتك امك يا زياد يعني فقدتك امك طلبت العلم واصبحت عالما يشار اليك ولم تنتبه الى هذا الامر ان كنت لاراك ان كنت تاء المتكلم يقصد به النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ان كنت لاراك من افقه رجل في المدينة وفي بعض الروايات من افقه من بين لعبتيها وهذا يدل على فضل زياد وانه كان من فقهاء الصحابة رضوان الله عليهم من افق رجل في المدينة اوليس الان بين له انه ما كان ينبغي له ان يقع في مثل هذا الغلط وهو من هو في العلم وهذا فيه اشارة من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انه ينبغي على العالم وعلى الفقيه ان يتروى وان يتريث وان لا يعجل قال اوليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والانجيل لا يعملون بشيء مما فيهما اذا بين له كيفية ذهاب العلم وهذه الكيفية لذهاب العلم كيفية مبدئية يعني مبدأ ذهاب العلم ترك العمل بالمنزه ومنتهى ذهاب العلم عدم وجود رسم القرآن لا سطرا ولاست صدرا قال اوليس هذه اليهود وانما قال هادي بظمير التأنيث لان الاشارة الى الطائفة الى جماعة يعني اوليس جماعة اليهود اوليس طائفة اليهود اوليس فرق اليهود والنصارى يقرأون التوراة والانجيل ليل نهار يقرون يعني اليهودي ليل نهار يقرأ التوراة النصراني الحبر منهم يقرأ الانجيل. يمكن احدهم يقرأ الانجيل عشرين مرة اربعين مرة لا يعملون بشيء مما فيهما يقرأ في التوراة يا موسى رب الهك واحد ثم يقول يا عزير يقرأ النصراني في الانجيل ان يا موسى الرب لا كواحد ثم بعد ذلك يقول يا عيسى المدد ما يعملون ولذلك لو سألت اليهودي والنصراني الى اليوم الى اليوم مع انهم حرفوا وغيروا ولا زالوا يحرفون ويغيرون لان الله جل وعلا ذكر تحريفه بصيغة الماضي ولا بصيغة المضارعة سنة المضارع والماظي الماضي يعني وقع. والمضارع انه سيقع ولا يزالون يحرفون ويجدون فلا يزالون يزيدون وينقصون قال عليه الصلاة والسلام لا يعملون بشيء مما فيهم التوحيد موجود في التوراة التوحيد موجود في الانجيل موجود في التوراة والانجيل وجوب اتباع المنزه وتجد اليهودي يتبع المشناة ويترك ما في التوراة موجود في الانجيل الى اليوم انه يجب اتباع ما يقوله عيسى عليه السلام. وتجد ان النصارى يتبعون رسائل بولس ورسائل الحواريين المزعومة التي هي مقولة على اكثرهم ومحرفة بعضها في دين عيسى عليه السلام اذا مبدأ ذهاب العلم ترك العمل بالمنشط ومن هنا نفهم عظيمة اجري وثواب من يحيي السنة فان احياء السنن يعني العون على بقاء العلم في الامة ونشر السنن المتروكة نشر السنن المتروكة سبب في بقاء العلم في الامة. واما حديث ابن مسعود رضي الله عنه رواه موقوفا قال عليكم بالعلم يعني الزموا واطلبوه احفظوه وانشروه قبل ان يقبض وقبضه ذهاب اهله هذه الصور منصور القبض يذهب ابن باز فيذهب نصف العلم ويذهب الالباني فيذهب الى النصف الاخر فاذا لم يكن في تلامذة ابن باز والالقاني من يحمل علمه يذهب العلم كله فكان لابد لطلبة العلم ان يطلبوا العلم عليكم بالعلم الزموه سنة سنتين ثلاثة اربعة خمسة ستة سبعة عشرة عشرين سنلزمه قال عليكم بالعلم فان احدكم لا يدري متى يفرغ اليك او يفتقر الى ما عنده ما يدري الانسان تطلب العلم يمكن بكرة شيخك يموت والناس يحتاجونك تضمن الحياة لشيخك؟ لا اذا اطلب العلم خذ علمه واستفد منه والزمه جلس الامام ابو يوسف يعقوب ابن ابراهيم الانصاري عند الامام ابي حنيفة والاعجم عشرين سنة عشرين سنة والربيع بن سليمان المرادي لازم الامام الشافعي عشرين سنين وهكذا الائمة يلازم بعضهم بعضا حتى اذا هلك الاول يحمل العلم الثاني قال ابن مسعود رضي الله عنه وستجدون اقواما يزعمون انهم يدعون الى كتاب الله مثل القرآنيين اليوم يقولون حنا حملة القرآن حنا دعاة القرآن وكذبوا والله لو كانوا القرآنيين لو كانوا قرآنيين حقا لعملوا بالسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لان الله امر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في اكثر من ثلاثين اية ستجدون اقواما يزعمون انهم يدعون الى كتاب الله مثل الحداثيين اليوم يقولون بس دين القرآن يزعمون انهم يدعون الى كتاب الله العلمانيين اليوم نديرو الدين في كتاب الله منين جبتوا لنا السنن هذي ما مقصوده؟ مقصودهم اسقاط الدين العملي اذ قامت السنة فاذا ما قطعوا على الناس طريق الاستفادة من السنة فحينئذ كل احد سيترجم القرآن كيفما يريد ويفسر القرآن كيفما يهوى ويأخذ من القرآن كيفما يعقل وحينئذ تختلف العقول والانظار والمشاعر فتختلف الامة فلا يمكن ان يعرف الدين بالحق قال يزعمون انهم يدعون الى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم يحفظ القرآن ثم اذا به لا يعمل يحفظ القرآن ويقيم حروفه ولا يقيم حدوده قال عليكم بالعلم الجموه واياكم والبدع والتنطع والتعمق اذا دل على ان ان الامة يجب على بعض افرادها ان يلزموا طلب العلم حتى اذا مات العلماء يقومون مقامهم وان يقوموا ويلزموا العلم حتى يكشف الكذابين المفترين الذين يزعمون انهم يدعون الى كتاب الله ان يلزموا ويطلبوا العلم وينشروه ويحذر من البدع والمحدثات والتنطع والتعمق كحال الخوارج والتكفيريين وامثالهم من الفرق الضالة والمنحرفة وعليكم بالعتيق او عليكم بالامر الاول وعليكم بالعتيق ان الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وهذا من اثر ابن مسعود عليكم بالعتيق لان الدين لا يمكن ان ينسخ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وما لم يكن يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم دينا لا يمكن ان يكون بعد ذلك دينا وما لم يكن من الايمان يومئذ لا يمكن ان يكون من الايمان بعد اذ ولذلك قال وعليكم بالعتيق يعني السلوى انفسكم هل كان هذا عليه الصحابة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي ان كان الجواب نعم فهو عتيق فالزموه ان كان الجواب لا او لا ندري فاحذروا فهو المحدث ثم اورد احاديث عبدالله بن عمرو في الصحيحين مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ان الله لا يقبض العلم يعني هكذا فجأة سيقبض العلم يعني فجأة بلا سبب موجب ولا داعي لانه الحكيم العليم فامره الكوني مبني على الحكمة وامره الكوني مبني على الرحمة ومقتضى الحكمة والرحمة الا يقبض العلم فجأة وانما يقبضه عند وجود دواعيه عند عدم استحقاق الناس لوجود المصحف بين ايديهم عند عدم استحقاق الناس لوجود العلم بين ظهرانيه قال لا يحفظ العلم انتزاعا ينتزعه من العباد اي في الارض ولكن يقبض العلم بموت العلماء يحفظ العلم بموت العلماء لما مات الشيخ ابن باز رحمة الله عليه انا ما علمت كنت في الجامع فاتيت الى المسجد النبوي وكان لنا درس مع شيخنا الشيخ يوسف رحمه الله تعالى اول ما رآني اذا به يبكي بكاء الصبي وينوح قلت له ما لك يا شيخنا؟ قال توفي ابن باز قبض العلم ليس امرا هينا قد يكون قبض العالم قد يكون قبض العالم بعدم استحقاق اهل الارض اياه وهذا امر عظيم قال ولكن يقبض العلم بموت العلماء وتأملوا كيف ان السلف الصالح كان اذا مات تتابع موت العلماء كانوا يحثون الناس على الاستغفار والتوبة ويرون ان ذلك بلاء قال حتى اذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤساء جهادا وروي الحديث على وجه اخر حتى اذا لم يبقي عالما اي لم يبق الله عالما اخذه وقبض ارواحهم لعدم استحقاق الناس وجودهم حتى اذا لم يبقى عالم ما الذي يحصل اتخذ الناس رؤساء جهالا او رؤوسا جهالا كما في بعض الروايات والرئاسة رئاسة رئاسة دنيوية لامراء الدنيا ورئاسة دينية لامراء العلم وفقد امراء الدنيا يعني عدم الامن وفقد امراء العلم يعني عدم الايمان و اذا مات العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالا. لانه لابد لهم من يفتي له ويقولون من فيشار اليهم بانه فلان وهو لا يعرف انه جلس عند العلماء فعلمه مدعاة وعلمه مقطوع ليس بالسند موصولا وليس له بالعلم خبرة الا من رأسه وكراسه وما كان من الرأس والكراس فانه يظل الناس وما كان موصولا وبالخبرة محصولا فانه يسمر وينتج قال فسئلوا فافتوا بغير علم فظلوا مات العالم يتخذ اهل القرية اتخذ اهل الناحية اهل البلد مفتيا فيستفتون فيفتي لهم بالطواف يفتي لهم بالمحدثات والبدع يفتي لهم بالمنكرات يحل لهم المحرمات ويحرم عليهم الطيبات فاي رشد من الاسلام سيبقى واي علم يفرح به قال فافتوا بغير علم فظلوا اي في انفسهم واضلوا يعني غيرهم وهذا اخطر ولهذا جاء في القرآن فان الله لا يهدي من يضل كونك ظال يمكن ان يرجى لك الهداية لكن كونك تضل الناس هذا ابعد من الهداية وهذا من معاني قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حجر التوبة على صاحب البدعة لانه يضل الناس ثم ختم هذا الباب بحديث علي رضي الله عنه وآآ رواه البيهقي في شعب الايمان وقال بعض العلماء ان في سنده مقالة لكنه وان لم يصح مرفوعا فانه معناه صحيح وهو عن علي رضي الله عنه وامثاله من التابعين ومن الصحابة والتابعين مشهور المعنى يوشك ان يأتي على الناس زمان لا يبقى من الاسلام الا اسمه وهذا موجود في صحيح مسلم في حديث حذيفة قال لا تقوم الساعة حتى لا يوجد في الارض من يقول الله الله وجاء في حديث انس في الصحيح قال لا تقوم الشاعر وفي الارض من يقول الله الله اذا قوله يأتيها الناس زمان لا يبقى من الاسلام الا اسمه مسلم نعم لا يعرف صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حج يعني بالعامية مسلم بالهوية مسلم بالهوية ولا يبقى من القرآن الا رسمه لا يتحاكم اليه لا يعمل به لا يستشفى به لا يتعلم ودخلت مرة مع شيخنا ابي زكريا رحمه الله الى المسجد النبوي بعد صلاة العصر فقال اليس ها هنا حلق علم فقلت بلى لكن اكثر الحنق بعد المغرب فقال اذا اريد ان اجلس في حلقة علم للتفسير واقلب رأسي يمينا يسارا اين اجد حلقة تفسير في المسجد النبوي تفكرت فقلت لعل شيخنا لعل شيخنا ابا بكر الجزائري يكون موجودا ويفسر القرآن وكان الشيخ يفسر القرآن في يوم واحد من الاسبوع في الايام الاخرى يدرس اشياء اخرى فاتينا واذا الشيخ لم يكن يوم التفسير فاخذت بيد الشيخ وركازه بيده فقلت لعل في درس شيخنا علي بن ناصر الفقيه ان يكون يدرس التفسير فذهبنا واذا الشيخ كان يدرس التوحيد فذهبنا الى حلقة ثالثة ورابعة حتى اني خجلت واحسست اني اتعبت الشيخ وقد جاوز السبعين فقلت يا شيخ اعذرني لانه لا يوجد اليوم درس تفسير فجلس الشيخ وهو يبكي يقول اذا لم يكن هذا وان رفع العلم فمتى يكون وين رفع العيد في المسجد النبوي مع كثرة هؤلاء الجمهور من الناس لا يوجد مدارسة لكتاب الله عز وجل هذا امر خطير ايها الاخوة امر خطير يمر عليك عمرك وصلت الاربعين والخمسين والستين ما فكرت مع نفسك يوم تقرأ تفسير كامل للقرآن قال ولا يبقى من القرآن الا رسمه يعني حروفه كلمات وهذا قبل الرفع لانه جاء في حديث ابن مسعود قال القرآن منه بدا واليه يعود يعني يرفع قال مساجدهم عامرة عامرة اي بالبنيان كما هو حاصل اليوم والعمارة المطلوبة للمساجد بالانسان وليس بالبنيان ولما حمر عثمان رضي الله عنه سقف مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالجص انكر عليه بعض الصحابة رضوان الله عليهم مع ان هذا كان امر خفيف لتثبيت الشخص حتى لا يسقط فكيف لو رأى الصحابة مساجدنا اليوم تنفق على المساجد للزينة حتى يصبح معلما كما يقال معلما سياحيا ليزور الناس المسجد سياحة ما هو عبادة وطاعة نسأل الله السلامة والعافية والله هذا الشرط من اشراط الساعة ظاهر جليل قال مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ولا حول ولا قوة الا بك المساجد اليوم جرب ادخل اكثر من مسجد بعد صلاة الفجر في المنطقة الكاملة ربما لا تجد درس والهدى هنا العلم شراب من الهدى ليس فيها خلف علم تصلي الظهر لا تجد حلق حلقة علم تصلي العصر ربما تجد في المنطقة الكاملة درسنا ودرسين وعنده اثنان او ثمان قال وهي خراب من الهدى علماؤهم شر من تحت اديم السما نعوذ بالله ان نكون من هؤلاء علماؤهم هذا هذه الاشارة في حديث علي هو نفسه المشار اليه في حديث عبدالله بن عمرو في الصحيحين لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا يعني علماؤهم علماء بالاسم وهم رؤساء جهال ضالين مضلين علماء شر من تحت اديم قديم يعني السقف وهذا يؤكد ان السما سقف محفوظ وليس كما ظن بعض الناس ان المقصود بالسماء يعني السحاب من عندهم تخرج الفتنة يعني امتحانات الناس الا ترون اليوم كم ممن ينتسب الى العلم حمل رايات الثورات والفتن الا ترون اليوم كم ممن ينتسب الى العلم يدعو الناس الى التمسحي بالقبور والاضرحة الا ترون اليوم ممن ينتسب الى العلم من يرقص في المسجد طربا مع الدفوف والطبول يرقص رقصات القرود وينبح نباح الكلاب ويظنون انهم على خير علماءهم شر من تحت اديب الاسلام لماذا هم شر من العوام لانهم يعلمون انهم ضالون مضلون بخلاف العوام فانهم مع مع التبعية له قال من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود من عندهم تخرج الفتنة هم الذين يثيرون وهم الذين تعود وبال الفتن عليهم وهم لا يشعرون علينا ايها الاخوة بوصية ابن مسعود بلزوم العلم المنزه العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هذا هو العلم الصحيح العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة. ليس بالتمويه منع المنصبكة للخلاف سفاهتك بين قول رسول ورأي فقيه نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يأخذ بايدينا وايديكم العلم النافع والعمل الصالح الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه