اي تصيرون اليه احياء لا الى غيره فيجازيكم باعمالكم. مئة ملك الموت بعزرائيل لم يصح فيه حديث. وان ما هو مأخوذ من الاسرائيليات والذي صح فيه ان اسمه ملك الموت هذا هو اسمه ملك الموت الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن والاه بعد. هذا هو والمجلس الثامن عشر من مجالس قراءتنا لكتاب زبدة التفسير عصر الاحد الرابع عشر من رمضان عام اربعين مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. كنا قد وقفنا على سورة الروم. تفسير سورة الروم فبسم الله الرحمن الرحيم نبدأ القراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن سليمان الاشكر رحمه الله الله تعالى في كتاب زبدة التفسير سورة الروم غلبت الروم قال اهل التفسير غلبت فارس الروم وكان ذلك قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم باعوام ففرح بذلك كفار مكة وقالوا الذي ليس لهم كتاب غلبوا الذين لهم كتاب. وافتخروا على المسلمين. وكان المسلمون يحبون ان تظهر الروم على فارس انهم اهل كتاب. فذكروه لابي بكر رضي الله عنه فذكره ابو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انهم سيغلبون. فذكره لهم ابو بكر رفقاء اما انهم سيغلبون. فذكره لهم ابو بكر. الصواب اما انهم هذا خطأ مطبع. اما انهم سيغلبون. نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انهم سيغلبون فذكره لهم ابو بكر فقالوا اجعل بيننا وبينك اجلا فان ظهرنا كان لنا كذا وكذا. وان ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل بينهم الخمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك او وكيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا جعلته اراه؟ قال دون العشر فوهرت الروم بعد ذلك في ادنى الارض في اقرب ارضهم من ارض العرب قيل هي ارض الجزيرة وقيل اذر اذرعات من بعد غلب فارس اياهم سيغلبون اهل فارس في بضع سنين البضع بين الثلاثة الى العشرة لله الامر من قبل ومن بعد. اي من قبل من قبل الغلب وبعده اي هو المنفرد بالقدرة وانفاذ الاحكام فكل ذلك لله سبحانه وارضائه ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. اي يوم ان تغلب فارس في بضع سين يفرح المؤمنون بنصر الله للرومي لكونهم على كتاب وهذه الايات من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لانها اخبار بما سيكون بعد عدة سنين. وقد كانت الغلبة بعد ذلك بضع سنوات ما سيكون ينصر من يشاء وينصره وهو العزيز الغالب القاهر الرحيم الكثير رحمة لعباده المؤمنين. وعد الله لا يخلف الله وعده اي هذا وعد من الله تعالى مؤكد بذلك وعد مؤكد بذلك وعدا لا لا يخلفه وهو ظهوره وهو الروم على شدة دعوا ربهم ان يرفع ذلك عنهم مستويات به. منيبين اليه راجعين اليه متجهين به لا يعولون على غيره. ثم اذا ذاقهم منه رحمة باجابة دعائهم ورفع تلك الشدائد الى فريق منهم بربهم يشركون. رجعوا الى عبادة غير الله وهم يعلمون انه ما رفع الضر عنهم وهو ظهور الروم على فارس ولكن اكثر الناس لا يعلمون ان الله لا يخلف وعده وهم الكفار. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا اي يعلمون ظاهر ما يشاهدونه من الدنيا وملأت فيها وامر معاشيهم واسباب تحسين فوائدهم الدنيوية وهم عن الاخرة التي هي النعمة الدائمة واللذة خالصة وهم غافلون لا يريدون اليها ولا يعدون لها ما يحتاج اليه. او لم يتفكروا في انفسهم بمعنى ان اسباب التفكر حاصلة لهم وهي انفسهم فلم فلو تفكروا في خلق الله ما هم كما ينبغي لعلوا استحقار الله تعالى للعبادة وحده لا شريك له غير المعنى ان يتذكر الانسان خاليا بنفسه وفي خلق السماوات او لم يتفكروا في خلق الله اياهم ولم يكونوا شيئا ما خلق الله السماوات والارض وما بينهما الا بالحق اي بالعدل وقيل بالحكمة واجل مسمى. اي وباجل مسمى للسماوات والارض وما بينهما تنتهي اليه وهو يوم القيامة وان كثيرا من الناس بلقاء ربهم كافرون الى كافرون بالبعث بعد الموت. اولم يسيروا في الارض والمعنى انهم قد ساموا فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من طوائف الكفار الذين اهلكهم الله بسبب كفرهم بالله وجحودهم للحق وتكذيبهم للرسل كانوا اشد منهم قوة كانوا قدر من كفار مكة ومن تابعهم على الامور الدنيوية واثار الارض حرثوها وقلبوها للزراعة وزاوروا اسباب ذلك وعمروها اكثر مما امروها اي عمرة الموت السابقة بالبنيان والزراعة عمارة اكثر امارة اكثر مما عمرها هؤلاء لان اولئك اولئك كانوا اطول منهم اعمار واجساما واكثر تحصيلا لاسباب المعاش. وجاءتهم رسلهم بالبينات والمعجزات ومع ذلك لم يؤمنوا بالرسل وما جاءوا به من التوحيد فاهلكهم الله فما كان الله ليظلمهم بتعذيبهم على غير ذنب ولكن كانوا انفسهم يظلمون بالكفر والتكذيب. ثم كان عاقبة الذين اساءوا ماء السوء اي كانت عاقبته العقوبة التي هي اسوأ العقوبات. وقيل هي اسم لجهنم كما ان الحسنى اسم للجنة ان كذبوا وايات الله لانهم كذبوا بايات الله التي انزلها على رسله. وقيل المعنى ثم كان التكذيب والاستهزاء عاقبة الذين عملوا اسوء الاعمال وهو الشرك بالله تعالى وكانوا بها الله يبدأ الخلق ثم يعيده اي يخلقهم اولا ثم يعيدهم بعد الموت احياء كما كانوا ثم اليه يرجع ثم اليه ترجعون. ايها الى مقيم الحساب فيجازي المحسن باحسانه والمسيء بساءته. ويوم تقوم الساعة يبرز المجرمون. اي ييأس المشرك ومن كل خير حين يعاينون العذاب ولم يكن لهم من شركائهم الذين عبدوا من دون الله شفعاء اي شفعاء يجيرونهم من عذاب الله. وكانوا في ذلك الوقت بشورى بالهتهم الذي الذين جعلوهم شركاء لله كافرين اي جاحدين لكونه ما الهة لانهم علموا اذ كانهم لا ينفعون ولا يضرون. ويوم تقوم سعد يومئذ يتفرقون فريقين فالمؤمنون يصلون الى الجنة والكافرون الى النار. فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فهم في روز يحلق في حبور وسرور ينعمون ويكرمون وقيل هو السمع والغناء الذي لا يسمعونه في الجنة. واما الذين كفروا بالله وكذبوا اياتنا بالقرآن وكذبوا بلقاء الاخرة اي البعث والجنة والنار. اي مقيمون فيه وقيل بمعنى انه يحضروا ويجمعوا اليه. فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. اي فاذا علمتم ذلك فسبحوا الله نزهوه عما لا يليق به بيوم في الصباح والمساء وفي العشاء وفي وقت الظهيرة وغير المراد بالتسبيح من الصلوات الخمس. فقوله حين تمسون صلاة المغرب والعشاء وقوله وحين تصبحون صلاة الفجر وقوله عشية صلاة العصر وقوله وحين تظهرون اي صلاة الظهر. يخرجون الحي من الميت فليس ام النطفة والطير من البيضة والشجرة والبذرة ويخرج الميت من الحي كالنطفة والبيضة من الحيوان والبذرة من الشجرة. ويحيي الارض بعد موتها يحييها بالنبات بعد موتها باليأس وكذلك تخرجون من قبوركم ومن اياته الباهظة الدالة على البعث ان خلقكم اي خلق اباكم ادم من تراب وخلق لكم في ضمن خلقه ثم اذا انتم بشر تنتشرون. اي ثم وتنازلتم من ادم على الوجه الذي قدره الله تعالى حتى نشركم في الارض كلها. ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا يوم من علاماته ودلالاته والانسانية نساء تتزوجون بهن لتسكنوا اليها اي تألفوها وتميلوا اليها قدر لكم ما فيه سكنكم وراحة نفوسكم فيهن وجعل بينكم مودة ورحمة. اي ودادا وتراحما وشفقة وحبا بين الرجل وزوجته في ظل في ظل عصمة النكاح بعضكم على بعض من غير ان يكون بينكم قبل ذلك معرفة فضلا عن مودة ورحمة. وقال مجاهد المودة الجماع والرحمة الولد. ان في ذلك المذكور سابقا ايات عظيمة الشأن بديعة البيان على قدرته سبحانه وحكمته. ومن اياته خلق السماوات والارض فان من خلق هذه الاجرام العظيمة فان من خلق هذه الاجرام والعظيمة وخلق فيها من عجائب الصنع وغرائب التكميم ما هو عبرة للمعتبرين. قادر على ان يخلقكم بعد موتكم وينشركم من قبوركم. واختلاف اي لغاتكم العربية وفارسية وفارسية وهندية وبومية وغير ذلك من اللغات والوانكم من البياض والسواد والحمرة والصفرة والخضرة مع كونكم او لا لرجل واحد وام واحدة ويجمعكم نوع واحد وهو الانسانية بل في كل فرد من افرادكم ما يميز عن غيرهما عن عن غيره من الافراد لايات للعالمين اولي العلم والبصائد. ومن هنا قوله ويجمعكم نوع واحد وهو الانساني. قد القائل الانسانية جنس وليس نوع. هو نوع باعتبار الاجناس الاخرى. لان المخلوقات جنس. تحت الجنس انواع الانسان الجان البهايم الطيب بهذا الاعتبار فالانسان نوى. وباعتبار ان الناس انواع فالانسان جنس نعم فان كل واحد منهما يقع في ذلك وانه موسى بالموت والتصرف في الحاجات وسعوا في المكاسب شبيه بالحياة بعد الموت. ان في ذلك الايات لقوم يسمعون اي يسمعون الايات والمواعظ ان السماع تفكر فيستدلون بذلك عن البعث. ومن اياته يدرك البرق خوفا وطمعا وطمعا في الغيث وخوفا من البرد اي ان يهلك الزرع وطمعا في المطر ان يحيي الزرع وينزل من السماء ماء فيحيي به الله بعد موتها اي يحييها بالنبات بعد موتها باليأس ان في ذلك لايات لقوم ويستدلون بها على القدرة الباهرة. ومن اياته ان تقوم السماء والارض به قيامهما واستمساكهما سبحانه بقدرته بلا عمد يعمدها ولا مستقر يصغران عليه. ثم اذا دعاكم دعوة من الارض تخرجون من غير تلبس ولا توقف كما يجب المدع مطيعة دع كما يجيب المدعو المطيع دعوى الداعي المطاع وله من في السماوات والارض من جميع المخلوقات ملكا وتصرفا وخلقا ليس لغيره تالت اشي كل له قانتون اي مطيعون طاعة القيادة وهم الذي يبدأ الخلق ثم يعيده بعد الموت فيحييه الحياة الدائمة وهو اهون عليه قال مجاهد اعادة اهون عليه على الله من البداية يئسا وان كان جميعه على الله حين وقيل المراد ان الاعانة فيما بعد الخلق اهون من البداية نعلن الوصف الاعلى في السماوات والارض قوله وهو اهون عليه قد ضربه لكم مثلا فيما يصعب ويسهل وليس كمثله شيء. وهو العزيز القادر فلا يغالب الحكيم في اقواله وافعاله ضرب لكم مثلا من انفسكم اي مثلا منتزعا منتزعا ومأخوذا من انفسكم فان اقرب شيء منكم على بطلان الشرك فانتم فيه سواء وينتظرون لانفسكم الحال وان عبيدكم وايمانكم وامتنانكم في امثالكم في البشرية ان يساووا ان يساووكم في التصرف فيما رزقناكم من الاموال ويشارككم فيها من غير فج من غير فرق بينكم وبينهم بحيث تخافونهم كخيفتكم انفسكم كما تخافون الاحرار المشاركين لكم بالاموال فانهم لابد ان يكونوا لا نرضى بذلك فاذا بطلت الشركة بين العبيد وساداتهم فيما يملك السادة مرت الشركة بين الله وبين احد من خلقه لان الكل عبيده بل اتبع الذين ظلموا اذ لم يعقلوا الايات بغير علم يجاهدن بانهم على ضلالة وما لهم من ناصية يحولون بينهم وبين عذاب الله سبحانه فيقم وجهك للدين حنيفا مائلا اليه مستقيما عليه غير ملتفت الى غيره من الاديان الباطلة فطرة الله التي بفضل نزعها فقره الله عن الاسلام لولا عوائق تعرض ولهم فيلقون بسببها على الكفر. كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا يولد على الفطرة ولكن ابواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه وفي المسند رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما فقال في خطبته حاكم عن الله سبحانه اني خلقت عبادي كلهم وانهم اتتهم الشياطين فاضلتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم لا تبديل لخلق خلق الله الفطرة هو الدين المستقيم. منيبين اليه المعنى بناء الله واتقوه واقيموا الصلاة التي امرتم بها ولا من المشركين بالله من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعة فرغوا فرغا في الدين يشاع بعضهم بعضا من من اهل البدع والاهواء واليهود والنصارى كل حزب يظنون انهم على الحق وليس بايديهم منه شيء ليكم بما اتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون. ما يتعقب ما ما يتعقب هذا التمتع الزائل من العذاب الاليم. ام ان انزلنا عليهم سلطانا بمعنى بل هل انزلنا عليهم برهانا ظاهرا فهو يتكلم بما كانوا به مشركون اي ينطق باشراكهم بالله سبحانه اي يدل الاشراك هم حق. واذا بغن الناس رحمة خصبا ونعمة وسعة وعافية فرحوا بها فرح بطر واشر. لا فرح شكري بها يبسم الرزق لمن يشاء من عباده ان يوسع له ويقدر ان يضيق على من يشاء ان في ذلك لآيات لقوم يؤمنون فيسترون على الحق لذلك على كمال القدرة. فاتنا القربى حقه والصلة والبر والمسكين وابن السبيل وحق المسكين ان يتصدق عليه ويعان وحق وحق ابن السمين الضيافة والمعونة ذلك خير للذين يريدون وجه الله اه اي ذلك ليتوضأ من الامساك لمن يريد التقرب الى الله سبحانه واولئك هم المفلحون اي الفائزون بمطلوبهم حيث انفقوا لوجه الله امتثالا لامر وما اتيتم من ربا اي مما ان طلبا لزناة خالية عن عوض ليربو في اموال الناس ليزيد وينمو في اموالهم فلا يرجو عند الله اي لا يبارك الله فيه وقيل لا يستوي الاية هكذا بل قال المفسرين الربا في هذا الموضع ما يفعله بعض الناس بالهدية يهديها الرجل لاخيه يظلمك فان ذلك لا يرجو عند الله فلا يؤجر عليه صاحبه ولا يتبع يعني دفع يعني دفع الانسان يعوض ليعوض اكثر منه الانسان واحد ان ينتفع به في دنياه بين ذلك النفع الذي يجزى به من الخدمة لا يربو عند الله وكان حراما على النبي صلى الله عليه وسلم على الخصوص لقوله سبحانه ولا تمنوا ان كلمة الربا الربا ربا وان. فالربا حلال وربا حرام. فما الربا الحلال فهو الذي يهدي يهدي يلتمس ما هو افضل من يعني كما في هذه الاية وما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله يوم اعطيت من صدقة لا تطلبون بها المكافأة وانما تقصدون بها ما عند الله فاولئك هم المضعفون. يعطون بالحسنة عشرا عشرة امثالها الى سبعمائة ضعف اولئك من يفعل من ذلكم من شيء ومعلوم انهم يقولون ليس فيه ما يفعل شيئا من ذلك فتقوم عليهم الحجة سبحانه وتعالى عما يشركون ينزهون عن اشراك المشركين اي نزهوه تنزيها عن اشراك المشركين. ظهر الفساد في البر والبحر ببحر المدن والقرى التي هي على النهر والبحر والبر والبر المدن ليست على بحر او نار بين كسلتين الناس بين الله سبحانه وان الشرك والمعاصي سبب لدور الفساد في العالم وظهور الفساد والقهر وعدم النبات والرزق وكثرة الخوف والكسل يعني وقلة المعاش وقطع السبل والظلم والظلم وغير ذلك. ليذيقهم بعض الذي عملوا ان يذيقهم عقاب بعض عملهم لعلهم يرجعون عما لهم فيه من المعاصي ويتوبون الى الله. ظهر الفساد في البر والبحر ظاهر. حتى في البحر المراكب اليوم في البحار. كم فيها من المفاسد. كم فيها من الكبائر والفواحش وهي في البحار في لجج البحار. فضلا عن البرق نعم فان منازلهم قامية واراضيهم مضطرة وموحشة. مكفرة وحشة من طوائف الكفار كان اكثرهم ايضاح الاسلام الذي صارت عاقبتهم به الى ما صارت اليه. فاقم وجهك للدين القيم معنى اذا ظهر لك ان الفساد ما حصل الا بالسن المتقدم فاق وجهك يا محمد ويجعل دماء الدين القيم وهو الاسلام مستقيم من قبل ان يأتي يوم يعني يوم القيامة لا مرد له من الله. اي الى سبيل الى ربه ومنع حصونه عند ولا يقدرها احد على ذلك اي يفترق الناس فيه باهل الجنة يصيرون الى الجنة واهل النار يصيرون الى النار ايها الطيئون لانفسهم منزلة في الجنة بالعمل الصالح. اجزي الذين امنوا الله المؤمنين بما يستحقونه من فضله اي مما مما يبطل اي يزيد على على استحقاقهم اضعافا لا يقدر قدرها الا لا يقدر قدرها الا الله انه لا يحب الكافرين كناية عن بغضه له الموجب لغضبه سبحانه وغضبه وغضبه يستتبع عقوبته. ومن اياته ان يقصد الرياح مبسرات تتقدموا وليذيقكم من رحمته يعني الغيث والخصم بالتجارة التي تحملها السفن. ولقد ارسلنا من قبلك رسلا الى قومهم كما ارسلناك الى قومك اي بعد اجراء الوعد لا يخلف الميعاد. الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاب تبنيت ارفعه يقال مياه البحار فيبسطه في السماء كيف يشاء تارة وتارة واقفا وتارة مطبقا وتارة غير مطبق وتارة فانه يراك. وذلك ان من راقب الله تعالى وعلم انه مطلع عليه حين يعمل عبد الله باحسن عبادته فاتى بالاعمال الصالحة في افضل اوقاتها وعلى خير الكيفيات التي هداه اليها الى مسافة قديمة ويجعله كسفا انقطعا متفرغا فترى الودق يخرج من خلالها الودغ ويو المطر من خلاله من وسطه فاذا وبه يمضي من يشاء من عباده اي بلادهم وارضهم اذا هم يستبشرون الاستبشار والفرح وان كانوا من قبل ان ينزل عليهم من قبله لمبلسين اي قد كانوا من قبل تنزيل الغيج عليهم او من قبل الزرع والمظهر يائسين من حصونهما والثمار والزرائع التي بها يكون خصم رخاء العيش لتستدل بذلك عند موعد الله. لتستدل بذلك على توحيد الله وتبرده من الصنع العجيب موتها اينظر الى كيفية هذا الاحياء البديع للارض. ان ذلك ان المخترع لهذه الاشياء المذكورة لمحيي الموتى في الاخرة وبعثهم ومجازاتهم كما حيل ارض الميتة بالمطر لظلوا من بعدي يكفرون بالله ويجحدون نعمه في هذا دليل على سرعة تغلبهم وعدم صبرهم وضعف قلوبهم وليس هكذا حال اهل الايمان فانك لا تسمع الموتى اذا فكذا هؤلاء لعدم فهمهم للحقائق ومعرفتهم الصواب ولا تسمعوا الصمود عن الحقد اهل التدبر والتدبر والاستدلال بالاثار على على المؤثر على المؤثر يعني الاستدلال بالاثار على المؤثر من اعظم الادلة على وجود الخالق من جهة وعلى عظيم صفاته من جهة اخرى وعلى عظيم وحدانيته سبحانه وبديع صنعه من جهة ثالثة. نعم الله الذي خلقكم من ضعف هذا مثل اخر وضربه الله تدليلا على كمال قدرته وهو خلق الانسان نفسه المراد حاله حال الطفولية والصيام ثم جعل من بعد قوة وضعفا اي عند الكبر والهرم وشيبة الشيبة يتامى الضعف من جميع الاشياء ومن جملتها القوة والضعف في بني ادم وهو العليم بتدبيره القدير وعلى اخذه ما يريده. ويوم تقوم الساعة من القيامة قيل سميت ساعة انها تقوم في اخر ساعة من ساعة الدنيا يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة اي يحلفون انهم ما لبثوا في الدنيا وفي قبورهم اكثر من ساعة واحد استقلوا مدة لبسهم واستقر ذلك يدهنين فحلبها عليه وقيل كذبوا في هذا الوقت كما كانوا يكذبون من قبل كذلك كانوا يؤفكون مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون عنك مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون ينهض وهو دليل على ان حليفهم كان كذبا وقال الذين اوتوا العلم والايمان قيل لهم الملائكة وقيل الانبياء وقيل علماء هذه الامة لقد لبثتم في حياتكم وفي في كتاب الله في علم الله المثبت في اللوح المحفوظ الى يوم البعث. فهذا الوقت الذي يصام فيه هو يوم البعث ولكنكم كنتم هل تعلمون انه حق؟ بل كنتم تستعجلونه تكذيبا واستهزاء. فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا ينفعهم اعتذار يومئذ ولا يفيدهم علمهم بالقيامة ولا هم يستعتبون اين ازالة عتبهم من التوبة والطاعة كما دعوا الى ذلك في الدنيا والاستعتاب والاستعتاب الاسترضاء وطلب الموافقة للناس بهذا القرآن من كل مثل من الامثال التي تدلهم على توحيد الله بكل حجة تدل على بطلان الشرك عرضا من وجوه كثيرة وعلى صور متعددة وبادلة وبادلة وامثلة مختلفة اين انت يا محمد واصحابك ان اصحاب اباطيل؟ ببطان قولك من ايادي وتكذيب تكذيب ينشأ وان الله تعالى طب على قلوبهم حتى يعرضوا الحق وعادوه ولم يخضعونه. ومثل هذا الطبع يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون الفاقين للعمل النافع الذي يهتدون به الى الحق وينجون به من الباطل. فاصبر على ما تسمعه منهم علمينا الاذى وتنظروا من الافعال الكفرية الله حق اي فان الله قد وعدك بالنص عليه واعلاء حجتك واظهار دعوتك ووعده حق لا خلف فيه ولا يستخفنك اي لا يحملنك على ولا يستفزنك على دينك وما انت عليه الذين لا يوقنون بالله ولا يصدقون انبيائه ولا يؤمنون بكتبه. بعض الناس يقول ما دام الله طبع على قلبه فكيف يعاقب؟ هذه الاية تبين كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون. ان الكاف هنا بمعنى اي لذلك. فالمعنى ان الطبع على القلوب سببه اعمال العباد انفسهم. وليس ابتداء من الله. تعالى الله عن الظلم جل في علاه. نعم تلك ايات الكتاب تقدم الكلام على امثال فاتحة هذه السورة فلا نعيده الحكيم ذو ذو الحكمة البالغة هدى ورحمة للمحسنين. المحسن العامل بالحسنات او من يعبد الله كانه يراه. كما في حديث جبريل عليه السلام انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم الاحسان فقال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن رسوله صلى الله عليه وسلم فكان احسانه سببا لمزيد الهداية له وذلك سبب لتوال الرحمات الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون العبادات الثلاث انها عمدة العبادات وضم اليها الايمان بالاخرة عن يقين انه هو الذي يحمل صاحبه على تقوى الله واتباع هداه ومن الناس من يشتري له حديثي وين هو الحديث كل ما يلهو به الناس للغناء والملاء والاحاديث والقصص يضل عن سبيل الله يتبع هذه الملاهي قاصدا ان يضل غيره عن طريق الهدى ومنهج الحق فهو يدعوهم الى الله لي الا يستمع القرآن ويتدبرون وانما يستحق الذنب من اشترى له والحديث في هذا المقصد. بغير علم اي حال كونه غير عالم البحار ما يشتريه او بحال ما من التجارة وما يضرهم فلهذا استبدلوا بالخير ما هو شر محض ويتخذها هزوا يسري له حديثا للضلال عن سبيل الله ولاجل السخرية بكتاب الله اولئك لهم عذاب مهين. واشهدوا الذي يصير به من وقع عليه مهينا. واذا اتت عليه اياتنا ايات القرآن على هذا المستهزئ ولى مستكبرا ان يعرض عنه باب مبالغا في التكبر كأن لم يسمعها مع انه قد سمعها كأن في اذنيه وقرى الوقف الثقل فبشره بعذاب الله لم يخبره بان لهم العذاب البليغ في الالم اي وعدهم الله ذلك وعدا وحق ذلك حقا ولا خلف فيه. وهو العزيز الذي لا يضربه غالب الحكيم في كل افعاله واقواله. خلق السماوات بغير عمد ترونها فيمكن ان تكون ثم عمله ولكن لا ترى ويجوز ان يكون معنى ولا عمد البتة والقى في الارض ثوابت ان تميد بكم جعلناها مستقرة ثابتة لا تتعرض لدماء جعلها عليها وارساها على ظهرها وبث فيها من كل داء من كل نوع من انواع الدواب وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم. اي من كل صنف ووصفه بكونه كريما لحسن لونه وكثرة منافعه. هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه من الهتكم لتعبدونها؟ ويقاربهم بل الظالمون في ضلال مبين انتظرم ظلمهم ولو ضلالهم ثانيا. ولقد اتينا لقمان الحكمة لقمان ذهب اهل العلم الى انه ليس بنبي والحكمة التي اتاهم الله الفقه والعقل والاصابة بالقول اي اشكر لله فشكر فكان حكيما بشكره. ومن يشكر فانما يشكر لنفسه لان نفع ذلك راجع اليه وفائدته حاصلة له اذ به تستبق النعمة ونسبه يستجلب المزيد منها من الله سبحانه. واذ قال لقمان ابنه وهو يعظه يخاطب ابن المواعظ التي تنظمه في التوحيد وهو حسنته وتصده عن الشرك وما اليه. يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم بل هو اعظم ظلم ان حقيقة ظلم هي صرف الحق عن اهله والحق في العبادة لله تعالى وحده لا يستحقون غيره لان الخلق خلقه والامر امر لان الخلق خلقه والامر امره فصرف شيء من عبادته عن الله تعالى الى غيره وضع للحق في غير موضعه فيكون اعظم الظلم وان كان الله تعالى لا يبلغ احد ضره بل هو الغني الحميد اذ اوصينا الانسان بوالديه فجعل في جعل الشكر لهما مقتنيا من شكر الله دال على ان حقهما من اعظم الحقوق على الولد واكبرها واشدها وجوبا حملته امه على وهن حملته في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفا على ضعف الوقية بمعنى ان المرأة ضعيفة الخلقة ثم ثم يضعفها الحمل وفصاله في هذا مضمون وصية الله بهما. فانظر هل قمت بحق واذا جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم اي ما لا علم لك بكونه شريكا لله فلا تخلعهما في ذلك وصاحبهما في الدنيا البر بهما والاحسان اليهما والمجاهدان كي تشرك بالله واتبع سبيل من اناب اليه اي اتبع سبيل من رجع اليه بالعباد الصالحين بالتوبة والاخلاص ثم فانبئكم ما يخبركم عند رجوعكم بما كنتم تعملون. من خير وشر فاجازي كل عمل بعمله ثم شرع سبحانه ببقية كلام لقمان في وعظه لابنه فقال يا بني انا ان تك مثقال حبة من خردل اي ان الخطيئة ان تكن بوزن خردلة اصغر الحبوب ولا يدرك بالحس ثقلها ولا ترجح بالميزان اي او حيث كانت من بقاع السماوات يأتي بها الله ويحضرها ويحاسب فاعلها عليها لكل غبي خبير بكل شيء لا يغيب عنه شيء. يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهي عن المنكر واصبر على ما اصابك. وجهت وجه تخصيص هذه الطاعات امهات العبادات وعماد الخير ان ذلك اي الطاعة مذكورة. من عزم الامور اي مما جعله الله عزيمة واوجبه على عباده. ويحتمل انه مكارم الاخلاق وعزائم اهل الحزم ولا تصعن خدمة للناس لا تعرض عن الناس تكبرا عليهم وقيل معنى ولا تنوي شدقا اذا ذكر الرجل عندك تحتقره ولا تمشي في الارض والمعنى النهي عن التكبر والتجبر ان الله لا يحب كل مقتنع فخور الاختيار البخور هو الذي يفتخر على الناس بماله وشرفه وقوته وليس منه التحدث بنعم الله فان الله يقول واما بنعمة ربك فحدث في وجهك ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا مشى اسرع فإنه لا تختلي لا تختلبي في في مشيتك. وقال والسكينة انقص منه وفض واتكلف رفعه فان الجار باكثر باكثر من الحاجة يؤدي السامع. فان الجرب يكثر من باكثر من الحاجة يؤذي السامع قد يزور الحميد تسخيرها يا جميل وتمكينهم من الجماع بها فمن مخلوقات السماوات المسخرة ونحو ذلك. ومن جملة ذلك ما رأيت فانه حافظة لبني ادم بامر الله سبحانه من مخلوقات الارض الاحجار والتراب والزرع والشجر والثمر والحيوانات التي ينتفعون بها والعشب وغير ذلك والمراد بالتسخين جعل المسخر حيث يجوب بحيث ينتفع به المسخر المسخر له. نعم المسخر الاول المسخر يسم مفعول والثاني مسخر اسم فاعل سواء كان مقابلا له وداخلا تحت تصرفه ام لا؟ واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ان يتم العيد نعمة والنعمة ظاهرة ما يدرك بالعقل او الحس ويعرف من يتعرفه كالصحة وجمال وكمال الخلق والمال والجاه والجمال وفعل الطاعات والنعم والنعم والمعرفة والعقل وما يجده المرء العلم بالله وحسن اليقين وما يتبعه الله عن العبد من الافات ومن الناس من يجادل في الله في توحيده واثباته ومكابرة وعنادا بعد ظهور الحق له قيام بحجة عليه بغير علم من عقل ولا نقل ولا هنا يهتدي به انزله الله سبحانه بالمجرد تعنت ومحض عناد انزله الله ورسوله بالكتاب تمسكوا بمجرد التقليد البحث وقالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ابائنا فنعبد ما كانوا يعبدون من اصنام ونمشي في التي كانوا يمشون بها في دينهم او لو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السير كأنه تعالى يقول ويتبعون ابائهم ولو كان الشيطان هو الذي سوى لابائهم ما كانوا عليه حتى وقعوا في الشرك فاوردهم بذلك عذابا جهنم مستعد. فما معنى اتباع فما معنى اتباع فمعنى اتباع الاباء والحال هذه؟ ومن يسلم الله يفوض اليه امره ويقبل عليه بكليته وهو محسن في اعماله واحسان ان تعبد الله كما اكثره فان لم تكن تراه فانه يراك. فقد استفزك من عروة فتمسك باوثق عرى حب فتمسك باوثق عرى حبل متدل منه والى الله عاقبة الامور اي مصيرها اليه لا الى غيره من كفر فلا يحزن كفره فان كفره لا يضرك الينا مرجعهم فننبههم بما عملوا اي نخبرهم قبائح لاعمالهم وان يجازيهم عليها لا تقنعني من ذلك طافية مسروك عندهم كالعلانية. نمتعهم قليلا اي نبقي الكفار في الدنيا مدة قليلة يتمتعون بها فان النعيم الزين هو اقل قليل بالنسبة النعيم الدايم غير ذلك قل يا محمد الحمد لله على اعترافكم فكيف تعبدون غيره وتجعلونه شريكا له بل اكثرهم لا يعلمون اي لا ينظرون ولا يتدبرون وما حتى يعلموا ان خالق هذه الاشياء هو هو الذي تجب له العبادة دون غيره الا امام السماوات والارض ملكا وخلقا فلا يستحق العباد غيره الحميد واي المستحق ولله الحمد. ما نفذت كلمات الله. المعنى ان الاشجار التي في الدنيا لو كانت كلها اقلاما وكان ماء البحر وكان ماء وكان البحار مدادا اي اي حبرا فكتب بها كلمات الله التي يتكلم بها اذا شاهدنا فدا لنفذ ماء البحر وانتهى ولم تنتهي كلمات الله ولو كان وراءهم وراء البحر سبعة ابحر تمده قيل قيل انها لما نزلت وما اوتيتم من العلم الا قيلا ومن انزل التوراة فيها كلام الله واحكمه فنذرتان الاية مخلوقاته خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة. اي قدرة الله على بعث الخلق كلهم وعلى خلقهم كقدرته على خلق نفس واحدة وبعد نفس واحدة. يقول ان الله سميع لكل ما يسمع بصير بكل ما يبص. بكل ما يبصر يغفل كل واحد منهما في الاخر وسخر الشمس والقمر وتتميما للمنافع مسمى قيل الاجل هو يوم القيامة وقيل وقت وقت طلوع وقت الكفون وان الله بما تعملون خبير لا تخفى عليه منها خافية في هذه الامور العظيمة قدوتهم على العلم ما تعملونه بالاولى. اي فعل ذلك ليعلموا انه الحق وانما يدعون من دونه الباطل هو وما يشرف به من غيره ام ترى ان الفرقة تجري في البحر بنعمة الله بلطف ورحمة ما يشاهدونه من اذان قدرة الله وما يرزقهم بالبحر ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور بل له صبر بليغ وشكور وشكر كثير يصبر عن معاصي الله ويشكر نعمه واذا غشيهم موج كالذعر سب الموج لكبرهما بما يضل الانسان من جبل او سحاب او غيرهما دعا الله مخلصين له ديننا يعولون على غير الله في خلاصه من وجوه البهيمة هذه لانهم يعلمون انه لا يضر ولا ينفع سواهم فلا يدعون اصنامهم بل ينسونها في تلك الحال فلما اخرجه ومنهم كافر وما يجحد من اياتنا الا كل ختار كفور الختام كثير الختر وهو الغدر وعدم الوفاء بالعهد يا ايها الناس اتقوا ربكم واختم يوما لا يجزي والد عن والده لا ينفعه بوجه من وجوه النفع لاشتغاله بنفسه لا ينفعه بوجه من وجوه النفع لاشتغاله بنفسه ولا مولود هو جاز عن والده فما عدا هو من القرابات لا يجزي من اولى فكيف الى جانب اللهم اجعلنا ممن لا يرجو سواك ولا يعول على غيرك فما وعد به من الخير او اوعد به من الضر فهو كائن لا محالة ولا يغرنكم بالله الغرور الغرور هو الشيطان يبر الخلق ويمنيهم الى باطل بلا اماني الباطنات ويلهيهم عن الاخرة. ان الله عنده علم السعة اي علم واقتنا لا يعلمه احد الا الله عز وجل بالاوقات التي جعلها معينة لانزاله. ويعلم ما في الارحام من الذكور والاناث والصلاح والاحسان حتى الملائكة والانبياء ماذا تكسب غدا من كسب دين او كسب دنيا وما تدري نفس الاحياء في اي مكان يقضي الله عليه بالموت اخرج عن مجاهد انه قال جاء رجل من البادية الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان امرأتي حبلى فأخبرني ما ترد وبلادنا مجدبة فأخبرني مات ينزل الغيث. وقد علمت متى ولدت فاخبرني متى اموت. فانزل الله عز وجل ان الله عنده علم الساعة الاية. واخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله وسلم مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله. لا يعلم ما في غد الا الله ولا متى تقوم الساعة الا الله ولا ما ولا ما في الارحام الا الله ولا متى الى الله كذبهم سبحانه الله الغسل اي ليس لكم من دون الله ومن دون عذابه من ولين واليكم ويرد عنكم عذابهم ولا شفيعا يشفعونكم عنده تذكر وتسمعون هذه المواعظ سماع من يفهم ويعقل وحتى تنتفعوا بها يدبر الامر من السماء ربيا يحكم الامر بقضائه وقدره من السماء والارض معنى يدبر امور الدنيا باسباب سماوية من الملائكة وغيرها نازلة احكامها واثارها الف سنة مما تعدون. اي ثم يرجع ذلك ثم يرجع ذلك ثم يرجع ذلك الامر ويصعد ذلك التدبير الى الله سبحانه. في يوم مقداره والفساد يدبر الامر للحوادث اليومية باثباتها باللوح المحفوظ بها الملائكة ثم تعرض اليه في زمان هو كالف سنة من ايام الدنيا. ايام خروج الف سنة في سورة المعارج خمسين الف سنة. هذا الاختلاف باختلاف المعارج وباختلاف العارجين وباختلاف في المعروج نعم. اتقن واحد كما خلق مخلوقاته وبعضا وبعض وبعض وبعض المخلوقات وان لم تكن حسنة المنظر في نفسها فهي متقنة محكمة. وبدأ خلق الانسان من طين. يعني هذا ما خلقه من طين على صورة بديعة وشكل حسن ثم اجعل من ماء حقير وهو المني ثم سوى انسانا الذي بدأ خلقه من طين وهو ادم عدل خلقه وسوى شكله وناسب بين اعضائه. ونفخ فيه من روحه نسم الله الله تعالى الروح لنفسه تكريما له تشديدا. وجعل وجعل لكم السمع والابصار لنعمته عليكم وتتميلا لتسويته لخلقكم حتى تجتمع لكم النعم وتسمعه كل مسمع وتبصره كل مبصر وتتعلق وتتعقل وكل متعقل وتفهم كل ما يفهم قليلا ما تشكرون بيان الكفر لنعم الله وتركهم لشكرها الا ما الا فيما ندر من الاحوال غبنا عن الاعين وعنادا وليتوفاكم ملك الموت دينه وعزرائيل الذي وكل بكم وكلوا وكل وكل بقبض ارواحكم عند حضور اجائكم ثم الى ربكم نعم فرضني على ما فرط منه بالدنيا من الشرك بالله والعصيان له عند ربهم عند محاسبته لهم رأية العجب يقولون ربنا ابصر الآن ما كنا نكذب به وسمعنا ما كنا ننكره وقيل ابصرنا صدق وعيدك وسمعنا تصديق رسلك ابصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع الى الدنيا نعمل عملا صالحا كما امرتنا انا موقنون. اي مصدقون بالذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وصفوا انفسهم بالايقاء حين طمعا فيما طلبوه من ارجاع من الدنيا وان لهم ذلك ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون ولو جئنا لاتينا كل نفس هداها فهدينا الناس جميعا فلم يذكر منهم احد ولكن حق القول مني اي سبقت كلمتي وقضيت اي اي سبقت كلمتي وفضيت قضائي هو القول الذي وجه الى الله وحق على عباده ونفذ فيه قضاءه لانه سبحانه قد علم انه من اهل الشقاوة فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا يا عذاب لقاء يومكم هذا بسبب ترككم لما امرتكم به وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون. اي ذوقوا عذاب الدائم الذين ينقطع عبدا بما كنتم تعملونه في الدنيا من الكفر والمعاصي انما يؤمن باياتنا يصدق بها وينتفع الذين اذا ذكروا بها صاروا سجدا ايقاظ من الله فقاموا يصلون له الصلوات الخمس وقيل النوافل تعظيم لايات الله وخوفا من سطوته وعذابه وسبحوا بحمد ربه ما ينزهوا عن كل ما لا يليق به وحمد على نعمه التي اجلها واكمله والهداية الى الايمان. والمعنى قاموا في سجودهم سبحان الله وبحمده او سبحان ربي الاعلى وبحمده له تتجافى جنوبهم عن المضاجع ترتفع وتنو وقيل المعنى فلا ينامون حتى يصلوا العشاء للصلاة بالليل يدعون ربهم خوفا وطمعاين ربهم خوفا من عذابه وطمعا في رحمته ينفقون وذلك الصدقة الواجبات وهي صدقة النفل. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. اي لا تعلم نفسك فلا تعلم نفس مما اخفي لهم من قرة اعين اي لا تعاون نفس من انفسهم هي نفس كانت الله سبحانه لاولئك الذين تقدم ذكرهم ما تقر به اعينهم اخرج البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال ابو هريرة رضي الله عنه واقرأوا ان شئتم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا. اي ليس المؤمن كالفاسق فقد ظهر ما بينهما من التفاوت لا يستوون اما الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى والمأوى هو الذي يأون اليه بالجنات هي الماء الحقيقي نزلا معدة لهم عند واما الذين فسقوا عن طاعة الله وتمردوا عليهم وعلى رسله فمأواهم النار منزلهم الذي يصيرون اليه ويستقرون فيه هو النار عذاب النار الذي كنتم به تكذبون. القائل هو خزنة جهنم من الملائكة والقائل لهم هو الله عز وجل هذا بلادنا وهو عذاب الدنيا من مصائبها واسقامها وقيل القتل بالسيف يوم بدر دون العذاب الاكبر قبل عذاب الاخرة لعلهم يرجعون عما هم فيه من الشرك بسبب ما ينزل به من عذاب الايمان والطاعات ويتوبون عما كانوا فيه ربه ثم اعرض عنها. اي لا احد اظلم منه لكونه سمع من ايات الله ما يوجب الاقبال على الايمان والطاعة فجعل الاعراض مكان ذلك انا من المجرمين منتقمون. يدخل فيه من اعرض عن ايات الله. ولقد اتينا موسى الكتاب لا تكن يا محمد في مرية اي شك وريبة من لقاء شك وريبة من لقائه هذا وعد من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انه سيلقى موسى قبل ان ثم لقيه في السماء وهو في بيت المقدس حين اسري به وقيل فلا تكن من شك من لقاء موسى يوم القيامة وستلقاه فيها الجنة وان تهدى لبني اسرائيل واجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا قادة الى الخير يدعونهم الى الهداية بما يلقونه اليهم من احكام التوراة ومواعظها صبروا وجعلناهم ائمة لصبرهم على مشاق التكليف والهداية للناس. رضينا صبروا عن الدنيا وكانوا باياتها التنزيلية يوقنون يصدقونها انها حق وانها من عند الله لكثرة تدبرهم ان ربك هو يفصل بينهما يقضي بينهم ويحكم بين المؤمنين والكفار يوم القيامة فيما كانوا يختلفون وقيل يقضي من الانبياء واممهم او لم يهد لهم اي او لم يبين لهم كم اهلكنا من قبلهم من القرون عاد وثمودا ونحوهم يمشون في مساكنهم ويشاهدونها ويمضون الى ما فيها من العبر واثار العذاب ولا يعتبرون بذلك. ان في ذلك المذكور لايات عظيمات لا يسمعون لها ولا يتعظون بها. اولم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجرد اي التي لا لا تنبت الا بسوء اليها فنخرج به اي بالماء زرعا تأكل منه العموم اي من الزرع كالتبن والورق ونحوهما مما لا يأكله الناس وان وانفسهم يكونون الحبوب الخارجة في الزرع مما يقتاتونه افلا يبصرون هذه النعمة ويشكون المنعم والوحيدونه ويقولون متى الفتح ان كنتم صادقين. ايمتى الفتح الذي تعدوننا به وهو يوم البعث الذي يقضي الله فيه بين عباده الذين كفروا ايمانهم ان امنوا ولا هم يوضعون لا يمهلون ولا يؤخرون. فاعرض عنهم اي عن سفاههم وتكذيبهم ولا تجبهم الا بما امرت به انتظر انهم منتظرون. ايها انتظر يوم الفتح وهو يوم القيامة انه منتظرون بك حوادث الزمان من موت او غلبة. سورة الاحزاب يا ايها النبي اتق الله اي دم على تقوى الله وازدد منها ولا تطع الكافرين من اهل مكة ومن هو على مثل كفرهم والمنافقين الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر. وذلك انهم قالوا النبي صلى الله عليه وسلم اترك سبانيتنا ولا تذكرها بسوء وقال ان لها وقل ان لها شفاعة لمن عبدها يلين لكلامهم واتبع ماؤه واتبع ما يوحى اليك من ربك اتبع الوحي هي في كل امورك ولا تتبع مشهورات الكافرين والمنافقين وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا. ايعتمد عليه ويفوض ركنيه وكفى به من يحفظ من توكل عليه ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه كان واحد من المنافقين يقول لي قلب يأمرني بكذا وقلب بكذا فبين الله تعالى انه لا يكون للانسان الا ضرب واحد ليس فيه الا اسلام او كفر او نفاق. وما جعل ازواجكم اللائيت غايون منهن امهاتكم. الظهار ان يكون رجلا واتيا يعني يجئ ظهر امه وكان هذا في الجاهلية طلاقا. فبين الله تعالى ان الزوجة ليست امة. وان هذا القول منكر ممن قاله وزور وايت وجعل على من قاله كفارة اول سورة المجادلة. وما جعل ادعيائكم مبناكم. اي لم يجعلهم ابناءكم حقيقة وشرعا والادعاء هم الابناء بالتبني ما تقدم من ذكر الظهار وادعاء قولكم بافواهكم اي ليس بذلك الا مجرد قول بالافواه ولا تأثير له فلا تصير المرأة به اما ولا يصير ابن الغير به ادنا ولا يترتب على ذلك شيء من احكام الامومة والبنوة. ادعوهم لابائهم الصلب وانسبوهم اليهم ولا تنسبوهم الى غيرهم هو اقسق عند الله. اي اعدل من قولكم هو ابن فلان ولم يكن ابنه. فان لم تعلموا فكونوا اخي ومولاي ولا تكونوا الى فلان حيث لم تعلموا ابائهم على الحقيقة. وليس عليكم جناح فيما اخطأتم بها لا اثم عليكم فيما وقع فيما وقع منكم ذلك خطأ من غير عمد. اي لا اثم عليكم فيما وقع منكم ذلك فيما وقع منكم من ذلك خطأ من غير عمد ما تعمدت قلوبكم بالنسبة الابناء الى غير ابائهم مع علمكم بتحريم ذلك. قال قتادة ولو دعوت رجلا غير ابيه وانت ترى انه ابوه لم يكن عليه لا بأس النبي مولى بالمؤمنين من انفسهم اي هو احق بهم في هو الدين والدنيا واولى بهم من انفسهم فضلا ان يكون اولى بهم من غيرهم فيجب عليهم ان يطيعوه ويقدم طاعته على ما تميل به على ما تميل اليه موسى ويطلبه خواطرهم. المراد ان النبي اولى بالمؤمنين من بعضهم بعض من بعضهم لبعض اخرج البخاري وغيره عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال من انفسهم فايما مؤمن ترك مالا فلترثوه عصبته من كانوا. فان فان ترك دين مضياعا فليأتني فانا وازواجه امهاتهم اي مثل امهاتهم في الحكم بالتعليم ومنزلات منزلتهن في استحقاق التعظيم فلا يحل لاحد ان يتزوج بواحدة من امهات المؤمن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بعدها كما لا يحل له ان يتزوج بامه وهن امهات المؤمنين رجالا ونساء واولو الارحام بعضهم اولى ببعض المراد اي بعضكم احق بعض وقد تقدم تفسير هذه الاية في اخر سورة الانفار وهي ناسخة لما كان في صدر الاسلام من من التواغث بالهجرة والموالاة في كتاب الله القرآني في ايات المواريث من المؤمنين المعنى ان ذوي القرابات من المؤمنين والمهاتين بعضهم اولى ببعض من المؤمنين والمهاجرين الذين هم اجانب ولو كانوا فبينهم حلف او صداقة الا ان تفعلوا الى اوليائكم معروفا من صدقة وواصية فان ذلك جائز فلما نسخت تمارة بالحلف والهجرة اباح ان يوصى لهم كان ذلك اي كان نسخ الميراث بالهجرة والمخالفة والمعاقدة ورده الى ذوي الارحام الغابات الكتاب مستورا اي في اللوح المحفوظ او في في القرآن مكتوبا اي فيجب عليكم العمل به. هنا في الاية وازواجه امهاتهم. كيف كان يوقر امة يحترم امة يحافظ على سمعتها يجلها يوقرها هذا هو الواجب على الانسان. بل ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يجعلهن الله تبارك وتعالى امهات لنا اولى بالتوقير واولى بالاحترام من امهاتنا ان لا لولدنا ذلك لانهن نقلن الينا الشريعة فان احكام الخاصة ما يتعلق بالبيتوتية وما يتعلق ما بين الزوجين هذه ما ما نقلت الينا الا من طريقهن. رضي الله تعالى عنهن. نعم ميثاقهم على ان يعبدوا الله ويدعوا ويدعوا الى عباد الله ويصدق بعضهم بعضا وينصحوا لقومهم وموسى وعيسى ابن مريم والصامدون اولي العزم من الرسل وتقديم ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع تأخر زمانه فيه من التشريف له والتعظيم ما لا يخفى واخذنا منهم ميثاقا عهدا شديدا على الوفاء بما حمل وما اخذه الله عليهم. ليسأل الصادقين عن صدقهم في الوفاء بهذا الميثاق يومهم تبلغ الرسالة الى قومهم واذا كانوا يسألون عن ذلك فكيف غيرهم وعدل الكافرين عذابا اليما. اي ويسأل الكافرين عما جاءوا به رسلهم واعد لهم عذابا اليما. اذ جاءتكم جنود الاحزاب الذين تحزموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووازوهم في المدينة وهي الغزوة المسماة بغزوة الخندق او غزوة الاحزاب. وهم ابو سفيان ابن الحق وهم ابو سفيان ابن حرب ابن حصن ابن حصن الفزاري وقومه غضفان وبنو قريظة والنظير من اليهود في شوال سنة خمس من الهجرة فارسلنا عليهم ريحا حتى ونزعت فساطيطهم وجنودا لم تروها. هم الملائكة بعث الله عليهم الملائكة فقالت نيران واكفأت القدور وجالت الخيل بعضها في وجالت الخيل بعضها في بعض وارسل الله عليهم رعب اذ جاءوكم من فوقكم نعل الوادي وهو جهة المسجد ومن اسمى منكم من اسماء الوادي من جهة المغرب شخص الدهش من فرط الهول والحيرة. وبلغت القلوب ارتفعت القلوب من مكانها ووصلت من الفزع والخوف الى الحناجر وهو على طريق المبالغة والمعنى انهم جبنوا وجزع اكثرهم وتظنون بالله الظنون فبعضهم ظن النصر وبعضهم ظن خلاف ذلك. هنالك ابتلي المؤمنون. اي بالقتال والجوع والجوع والحصر والحصن والنزال يتبين من الكافر وزلزل زلزالا شديد فمنهم من اضطرب في نفسه ومنهم من اضطرب في دينه. واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض وهم اهل الشرك والظفر الا غرورا اعترضتهم في حقل الخندق صخرة فضربها النبي صلى الله عليه وسلم بالفأس فطغت منها قطعة فقال ان الله اعطاني ملك فانسا ثم ضربها اخرى فقط قطعة فقال ان الله اعطاني ملك الروم فقال بعض المنافقين ملك كسرى وغيصر واحدنا يخاف ان يذهب ليقضي حاجته. من المنافقين يا اهل يثرب لا مقام لكم ها هنا ابي العسكري فارجعوا امامهم بالهرب من عسكر النبي صلى الله عليه وسلم الى منازلهم المدينة ويستأذن فريق منهم النبي اي فريق اخر من بعقل ما يقولون ان اي ضائعة سالمة ليست بحصيلة نقش عليها العدو ولا نأمن على اهلها فكذبهم الله سبحانه فيما ذكروه الا فرارا. لما يريدون الا الهرب من القتال. ولو دخلت عليهم من اقدارها اي لو دخلت عليهم بيوتهم اول المدينة من جوانبها اي لو دخلت عليهم بيوتهم او المدينة من جوانبها ثم سئلوا الفتنة خيانة المؤمن وفتح الضليل للعدو وقيل هي القتال والعصبية لا توها الى لا لا لاعطوها وما تبثوا بها الا يسيرا. بل هم مسرعون اليها ولا يتعللون عن الاجابة بان بيوتهم في هذه حالة عورة نشهد الله قتالا نقاتلا قيل هم بنو حارثة وبنوا سليما. وكان عهد الله مسئولا مطلوبا من صاحبه بالوفاء به ومجازا على ترك الوفاء به يذكره الله تعالى عهده مع رسوله بنصرته وحمايته عندما هاجر اليهم قليلا بعد انفاق بعد فرارهم الى ان تنقضي اجالهم وكل ما هو ات فهو قريب. قل من ذا الذي يعصمكم من الله يحميكم منه ان اراد بكم سوء اي هلاك او نقص في الاموال وجزبا وما مضى او اراد بكم رحمة يرحمكم بها من خصم واصل وعافية ويدفع عنهم ولا نصير ينصرهم قد يعلم الله المعوقين منكم هؤلاء قوم منافقين كانوا يثبتون انصار النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لهم ما محمد واصحابه الا اكلت رأس اي جماعة قليلة يغلبهم ابو سفيان وحزبه والقائلين اخوانهم هلموا علينا ان يكون لقاربه من تخلوا عن محمد واصحابه وانضموا الينا ولا يأتون البأس الحرب الا قليلا الموت يحكم القتال من غير احتساب اشحة عليكم اي بخاء عليكم لا يعاونونكم بحفر الخنق ولا بالنفقة في سبيل الله اذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور اعينهم يمينا وشمالا وذلك وضع الجبل اذا سأل ما يخافه كالذي ينصر كالذي موسى عليه من الموت اي كعين كعين الذي نزل به الموت ويشخص يشخص بصره يشخص بصره فلا يطرف. نعم اذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حدادنا ياذوكم بالكلام في الامن بانسية سليطة ذريبة فهم عند عند السمع اشح اشح قوم وابسطهم لسانا وقت البأس اجبن قوم واخوفهم واخوفهم اشحة على الخير على الغنيمة وقيل على ينفقوه في سبيل الله اولئك لم يؤمنوا بل هم منافقون بل هم منافقون فاحبط الله اعمالهم ابطل الله جهادهم لانه لم يكن في ماء وكان داري جعل الله يسيرا كان نفاقهم على الله هينا. يحسبون الاحزاب لم يذهب ويحسب هؤلاء المنافقون لجبنهم ان الاحزاب باقون في معسكرهم. لم يذهبوا الى ديارهم يأتي الاحزاب مرة اخرى بعد هذه المرة يسألون عن يسألون عن اخباركم وما اجراكم من جهتكم بفرض نومهم وظعف نياتهم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا. خوفوا من العار وحمية على الديار وقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اي قدوة صالحة حيث بذل نفسه للقتال وخرج الى الخندق نصرة دين الله وللمؤمنين جميعا نصوة برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع احواله بمن كان يرجو الله واليوم الاخر يرجون ثواب الله وقاؤه ويرجون رحمة الله يوم يوم القيامة ويصدقون بحصونه وانه كائن لا وذكر الله كثيرا فان بذلك تتحقق الاسوة الحسنة برسول الله. ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله قالوه استبشارا بحصون ما وعدهم الله ورسوله من مجيء هذه الجنود وانه يتعقب مجيئهم اي نزول النصر والنظر من عند الله. وصدق الله ورسوله. اي ظهر صدق خبر الله ورسوله. وما زادهم الا ايمانا وتسليما ما زاده النظر الى الاحزاب الا ايمانا وتسليما لامر الله وذلك يؤدي الى بذل الجهد في القتال ورد كيد اعداء الله ورسوله من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم يعاهدوا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة المواطن حتى يقتنوا يفتح الله لهم ففي غزوة الاحزاب واستشهدوا ومنهم من ينتظر قضاء نحبه حتى يحضر اجله فانه مسلمون على الثبات والغذاء. ومنتظرون لقضاء حاجاتهم وحصول امنياتهم بالقتال وادراك فضل سادة وما بدلوا تبديلا. اي ما غيروا عهدهم الذي عاهدوا الله ورسوله عليه كما غير المنافقون عهدهم. ويعذب المنافقين بما صدر عنهما التين والتبديل ان شاء تعذيبهم اذا ضاعوا عن النفاق ولم يتركوه ويتوبوا عنه او يتوب عليهم ان شاء رحيما اي لمن تاب منهم واقلع عن النفاق. ورد الله الذين كفروا وهم الاحزاب بغيضهم لم ينالوا خيرا. ردهم لم يشفي صدورهم ولا نالوا خيرا في اعتقاده وهو الظفر بالمسلمين المؤمنين القتال بما ارسلهم من يده وجنود الملائكة وكان الله قويا على كل ما يريده عزيزا غاربا قاهرا لا يعارضه معارض في سلطانه وانزل الذين ظهروهم من اهل الكتاب اي عاضدوهم وعاونوهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بنو قريظة فانهم عون واحزم ونقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاموا يدا واحدة من معنى احزاب سيصل سيصل هنا الحصون التي يحتمون بها حتى سلموا انفسهم القتل واولادهم نساءهم السبي. فالفريق الاول هم الرجال والفريق الثاني هم النساء ذرية واورثكم يا خيبر ولم يكونوا اذكار قد نالوها فوعدهم الله بها وقيل هي كل ارض تفتح الى يوم القيامة. احسنت بارك الله فيك. القراءة مع السلام. هذه الغزوة غزوة الاحسان التي قال الله فيها وبلغت القلوب الحناجر ومع ذلك فضح الله عز وجل المنافقين ومدح الانصار والمهاجرين. وانهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى يا ايها النبي قل لازواجك قال المفسرون ان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم سألناه الزيادة فبالنفقة واذينه بغيرة بعضهن على بعض فالى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهن شرا وانزل الله اية التخيير هذه ان كنتن تريدن الحياة الدنيا وزينتها سعتها ونضارتها ورفاهيتها والتنعم فيها. فتعالينا اقبلنا اليه ومتعكن يعني متعة الطلاق واسرحكن سراحا جميلا اطلق طلقكن من غير ضرار بل على مقتضى السنة ليكون ليكون لكن لكن احسن الله اليك جنة ونعيمها فان الله اعد للمحسنات منكن اللاتي عملن عملا صالحا اجرا عظيما وبعد نزول هذه الاية دعا النبي صلى الله عليه وسلم نساءه وقرأها عليهن واحدة واحدة. فاخترن البقاء قالت عائشة خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعد طلاقا بفاحشة مبينة اي ظاهرة القبح واضحة الفحش وقد عصمهن الله عن ذلك وبرأهن وطهرهن ضاعفناها العذاب ضعفين. ان يعذب يعذبهن مثل عذاب غيرهن من النساء اذا اذا اتينا بمثل تلك الفاحشة. وذلك لما النبي صلى الله عليه وسلم وعلو درجته انه كان ذلك على الله يسيرا لا يتعاظمه ولا يصعب عليه. ومن يقنط منكن لله رسوله اي من يلزم منكن الطاعة الكاملة لله ورسوله نؤتيها اجرها مرتين ضعف ما يستحق غيرهن من النساء اذا فعلن تلك الطاعة. يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتن فبين سبحانه وان هذه الفضيلة لهن لا من مجرد اتصالهن بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد وقعت منهن ولله الحمد التقوى البينة والايمان الخالص والمشي على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته فلا تخضعن بالقول لا تلن القول عند مخاطبة الرجال كما تفعله المريبات من النساء فيطمع الذي في قلبه مرض اي فجور او نفاق وقلن قولا معروفا عند الناس بعيدا عن الريبة على سنن الشرع لا ينكر لا ينكر لا لا ينكر منه سامعه. لا ينكر منه سامعه شيئا وقرن في بيوتكن معناه الامر لهن بالقرار والسكون في بيوتنا والا يخرجن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى التبرج ان تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها ما يجب عليها ستره. مما تستدعي به شهوة الرجل. واطعن الله ورسوله في كل ما هو شرع. واطعنا رسول الله فيما يأمركن به من شؤون الدنيا انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت اي انه اوصاكن بما اوصاكن به من التقوى والطاعة. ليذهب عنكم يا اهل بيت النبوة الاثم والذنب المدنسين للاعراض الحاصلين بسبب ترك ما امر الله به وفعل ما نهى الله عنه. ويطهركم طمئن الاجاس والاضران واهل البيت المذكورون في الاية قال ابن عباس وعكرمة واعطى وسعيد ابن جبير هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وهو الحق لان الاية نازلة فيهن وما قبلها وما بعدها وفيهن ايضا. وليس في شيء من ذلك ذكر لعلي وزوجته واولاده رضي الله وقيل هي شاملة للمتقين من ال البيت من ازواجه وذريته واعمامه واولادهم ولا تشمل غير المتقين كابي لهب واشباههم منهم في كل ويا صبح الاية انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت. كما قال الشيخ وهو باتفاق المفسرين الاية في زوجات النبي صلى الله وسلم. فهن داخلات في يذهب عنكم الرجس اهل البيت. واما دخول علي الحسن والحسين وفاطمة رضي الله تعالى عنهم جميعا في هذه الاية انما هو بالحديث كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم هؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجس. في قصة الكساء هي قصة معروفة الحديث رواه الترمذي وغيره من حديث ام سلمة رضي الله عنها اذا يريد الله ان يذهب عنكم اهل البيت بنص القرآن الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم والحديث دل على ان الحسن والحسين وفاطمة وعلي رضي الله تعالى عنهم يدخلون تحت هذا المعنى اه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لا بخبر الله. وفرق بين الامرين. نعم المسلمين والمسلمات الاسلام الدخول في الدين والانقياد له مع العمل ثم عطف على المسلمين والمسلمات تشريفا لهن بالذكر وهكذا فيما بعد. وان كن داخلات في لفظ المسلمين والمؤمنين ونحو ذلك والمؤمنون والمؤمنات هم من يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وكتبه واليوم الاخر والقدر خيره وشره والقانت العابد المطيع وكذا القانتة وقنا المداومين على العبادة والطاعة والصادق والصادقة هما من يتكلم بالصدق ويتجنب الكذب ويفي بما فهدى عليه والصابر والصابرتهما من يصبر عن شهواته وعلى مشاق التكليف الخاشع والخاشعة والمتواضعة لله خائفان منه الخاضعان في عبادتهما لله والمتصدق والمتصدقة هو من تصدق من ماله بما اوجبه الله عليه وما ندبه اليه وكذلك الصائم والصائمة والحافظ فرديهما عن الحرام بالتعفف والتنزه والاقتصار عن الحلال والذاكر والذاكرتهما من يذكر الله على كل احواله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون له الخيرة من امرهم لا يحل لمن يؤمن بالله اذا امر الله والنبي امرا يختار من من لنفسه ما شاء بل يجب علي ان يفعل ما طلب منه ويوقف نفسه تحت امر الله ورسوله ومن يعصي الله ورسوله في امر من الامور فقد ظل ضلالا مبينا. اي ضل طريق الحق ضلالا ظاهرا واضحا لا يخفى نزلت هذه الايات في زينب بنت جحش بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب اني اريد ان ازوجك زيد ابن حارثة فاني قد رضيته لك. قالت يا رسول الله لكني لا ارضاه لنفسي وانا اي مقومي وبنت عمتك فلم اكن ليفعل فنزلت هذه الاية. قالت قد اطعتك فاصنع ما شئت فزودها زيدا فدخل عليها واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه وهو زيد الحادثة انعم الله عليه بالاسلام وانعم عليه رسول الله صلى الله عليه فلم ينعتقه من الذي وكان من سبي الجاهلية اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية واعتقه وتبناه وزوجه امرأة من قريش وهي بنت عمتي زينب وبنت جحش امسك عليك زوجك يعني زينب واتق الله في امرها ولا تعجل بطلاقها وتخفيها رسولنا في نفسك والله ونكاحها وان طلقها زيد وكان الله تعالى قد اوحى اليه ان زيدا سيطلقها. وانك ستتزوجها بعده لتبطل عادة التبني واثارها وتخشى الناس اي تستحيي او تخاف من تعييرهم بان يقولوا امر مولاه بطلاق ثم تزوجها والله احق ان تخشاه في كل حال وتخاف منه وتستحي. فلما قضى زيد منها وطر انقضى وطره منها بنكاحها والدخول بها ثم طلقها بحيث لم يبقى له فيها حاجة زودناك. فلما اعلمه الله بذلك كان ذلك تزويجا من الله له ولذلك دخل عليها بغير اذن ولا عقد ولا تقدير صداق ولا شيء مما هو معتبر في النكاح في حق امته وبه جاءت اخبار الصحيحة لكي لا يكون على المؤمنين حرج لضيق ومشقة في ازواج ادعيائهم اي في التزوج بازواجهم من يجعل انهم ابناءهم بالتبني كما كانت تفعله العرب. ويعتقدون انه يحرم عليهم نساء من تبنوهم كما تحرم عليهم نساء وابنائهم حقيقة فاخبرهم الله تعالى ان نساء الادعية حلال لهم اذا قضوا منهن وترا بخلاف من الصلب فان امرأته تحرم على بالعقد عليها سنة الله في الذين خلوا من قبلها هذا هو السنن الاقدم في الانبياء لن ينالوا ما احله الله له من امر النكاح وغيره. الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله. اي فكذلك انت يا رسولنا لا تبالي بما يقول الناس فيك بسبب تبليغك ايات الله. وكفى بالله حسيبا محاسبا لهم في شيء ولما النبي صلى الله عليه وسلم زينب قال بعض الناس تزوج امرأة ابنه فانزل الله تعالى مكان محمد ابا احد من رجالكم ليس هو بابي زيد بن حارثة عن الحقيقة حتى تحرم عليه زوجته ولا هو اب لاحد لم يلده وقد ولد له من الذكور ابراهيم والقاسم وعبدالله ويدعو الطيب والمطهر او الطاهر ولكن لم يعش له ابن حتى يصير رجلا ولكن كان رسول الله وخاتم النبيين خاتم خاطب الشيء اخر فلا نبي بعده اخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل الانبياء كمثل رجل ابتنى دار اكملها واحسن الا موضع لبنة فكان من دخلها فنظر اليها قال ما احسنها الا موضع اللبنة. فانا تلك اللبنة حتى ختم بي هو الذي يصلي عليكم وملائكته والصلاة من الله على العباد رحمة ولا مبركته عليهم وبالملائكة الدعاء لهم والاستغفار ليخرجكم من الظلمات الى النور من ظلمات المعاصي الى نور الطاعات ومن ظلمة الضلالة الى نور الى نور الهدى. هذا احد التفاسير بمعنى الصلاة من الله على العباد رحمته لهم وبركته عليهم. وقال ابو العالية الرياحي من التابعين كما رواه البخاري في صحيحه صلاة الله على عباده ثناؤه عليهم بالملأ الاعلى. وهو لازم للرحمة والبركة. او الرحمة والبركة لازم للاول فهذا كله من باب تفسير الشيء باللوازم. نعم. تحيتهم يوم يلقونه سلام تحية المؤمنين من الله سبحانه يوم لقائهم له عند الموت او عند البعث او عند دخول الجنة التسليم عليهم منه عز وجل وقيل المعنى فيسلمهم الله من الافات اللسان امانة والبطن امانة واليد امانة والرجل امانة فبين ان يحملنها واشفقن منها فان السماوات والارض والجبال على كبر اجرامها لو كانت بحيث يجوز تكليفها لثقل عليها لك. لثقل عليها بالامن من المخافات يوم يلقونه. يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا اي على امته يشهد لمن صدقه وامن به وعلى من كذبه وكفر به وداعيا الى الله يدعو عباد الله الى التوحيد والايمان بما جاء به والعمل بهما شرعه لهم باذنه بامره له بذلك وتقديم وسراجا منيرا يرتضى بهديه في ظلمات الحياة كما استضاء بالمصباح في الظلمة. ولا تطع الكافرين والمنافقين فيما يشيرون به عليك من المداهنة في الدين ودعا ذا هم الى كبار ما يصدر منهم اليك من الاذى بسبب دعوتك الى دين الله وشدتك على اعدائك. يا ايها الذين امنوا بذلك احتموا المؤمنات اي تعقدتم معهن عقد الزواج ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن من قبل ان تجامعوهن فكنا عن ذلك بلفظ المس. فما لكم عليهن من عدة تهتدونها وهذا مجمع عليه واسناد ذلك الى الرجال دلالة على ان العدة على ان العدة حق لهم يحاسبوا. يحاسبونهن عليه النبي فمتعوهن فالمطلقة قبل الدخول مع التسمية للصدائق تستحق نصف المسمى ومع عدم التسمية تستحق المتعة عملا بهذه الاية واما زوجها اذا مات بعد العقد عليها. وقبل الدخول بها كان الموت كالدخول فتعتد اربعة اشهر وعشرة ايام بالاجماع. وسرحوهن عن جميع اي ائذنوا لهن بالخروج من منازلكم ان كنا دخلنها اذ ليس لكم عليهن عدة والسراح الجميل الذي لا ايذاء معه يا ايها النبي انا احلنا لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن ذكر سبحانه في هذه الاية انواع النكاح التي احلها لرسوله وبدأ بازواجه قد اعطاهن نورهم لانهن قد اخترنه على الدنيا وزينتها وما ملكت يمينك مما افاء الله مما رده عليك من الكفار من غنيمة بالنساء والمأخوذات على وجه القهر والغلبة وتحل له ايضا السرية المشترة والموهوبة ونحوهما السر بضم السين بفتح السين هي الغزوة الصغيرة. اما السرية هي المرأة التي اسرت الحرب نعم. وتحن له ايضا السرية المشترة والموهوبة ونحوهما وبنات عمك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك ايهن حلال ان تخطب منهن من شئت فتتزوجها ولا تحل له من لم تهاجر من هؤلاء وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي وهبت نفسها منك بغير صداق واما من لم تكن مؤمنة فلا تحل لك فلا تحل لك بمجرد اذهبت يا نفسها لك. ان اراد النبي ان يستنكح يصيرها منكوحة له ويتملك بضعها تلك الهبة بلا نهر خالصة لك من دون المؤمنين اي هذا الاحلال الخالص للمرأة الموهوبة نفسها بلا مهل وخاص بك دون غيرك من المؤمنين ولا يجوز لغيره قد علمنا ما فرضنا عليه في ازواجهم بما فرضه الله سبحانه على المؤمنين في حق في حق زوجاتهم من شرائط العقل وحقوقه لا يحل لهم الاخلال به والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما خصه الله به فيما خصه الله به توسعة عليه وتكريما له فلا يتزوج الا بمهل وشهود وولي ولا يزيد الواحد منهم عن اربع زوجات. وما ملكتهم ايمانهم اي وعلمنا ما فرضنا عليه فيما ملكت ايمانهم من كونهن ممن يجوز السبعي هو حظه لا من كان لا يجوز سبيه وكان له عهد من المسلمين. لكي لا يكون عليك حرج ويوسعنا عليك في التهنئة لان لا يضيق صدرك فتظن انك قد اثمت في بعض المنكوحات واجبا عليه صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الاية فارتفع الوجوب وصار الخيار اليه فكان صلى الله عليه وسلم ما من نسائه في القسم كان يقسم لمن اردأها ما شاء. ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك المعنى انه ان اراد ان يؤوي اليه امرأة ممن قد عزلهن عن القسمة ويضمها اليه فهو فلا حرج عليه في ذلك. ذلك ادنى تفر اعينهن لذلك التخير الذي خيرناك في صحبتهن ادنى الى رضاهن اذ كان من عندنا اذ كان من عندنا لانهن اذا علمنا انه من الله قرة اعينهن ولا ذلك بعضهن دون بعض ويرضين بما اتيتهن كلهن بما اعطيتهن من تقريب وارجاء وعزم وايواء. والله يعلم ما في قلوبكم من من كل ما تضمرونه ومن ذلك ما تضمرونه من امور النساء. لا يحل لك النساء من بعد حرم الله وبهذه الاية على رسوله صلى الله عليه وسلم ان يتزوج على نساء مكافئة لهن بما فعلن حين اخترن الله ورسوله والدار الاخرة على الحياة الدنيا وزينتها ولا ان تبدل بهن من ازواجا ليس لك ان تطلق واحدة منهن واكثر وتزوج بدال من طلقت منهن ولو اعجبك حسنهن ولو واعجبك حسن التي اردت ان تجعلها بدلا من احداهن الا ما ملكت يمينك كيف يجوز لك ان تستبدل بمن عندك من الايمان وتستزيد من وقد قالت عائشة وبعض الصحابة من مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى احل حتى احل الله له ان يتزوج من النساء ما شاء الا ذات محرم يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي هذا نهي عام لكل واحد من الصحابة ان يدخل بيتا من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم الا باذن الا الا ان يؤذن لكم الى طعام الا ان يؤذن لكم مدعوين الى طعام غير ناظرين غير ناظرين الى اي غير منتظرين نضجه وادراكه ولكن اذا دعيتم فادخلوا واذا دعيتم واذن لكم فادخلوا والا فلست الدعوة لا تكونوا اذنا كافيا في الدخول. فان اعطيته فانتشر المراد والزام الخروج من المنزل الذي وقعت الدعوة اليه عند القضاء المقصود من تناول الطعام ولا مستأنسين لحديث مراد النهي لهم عن ان يجلسوا بعد الطعام يتحدثون مستأنسين بالحديث الدخول بغير اذن او الدخول باذن مع الانتظار والاستئناس للحديث كان يؤذي النبي لانه كانوا يضيقون المنزل عليه وعلى اهله ويتحدثون بما لا يريد. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل اطالتهم كرما منه فيصبر على الاذى في ذلك فعلم فعلم الله من يحضره الاجل فصار ادبا لهم ولم بعدهم فيستحي منكم من يستحيي ان يقول لكم قوموا او اخرجوا والله لا يستحي من الحق اي لا يترك ان يبين لك ما هو الحق واذا سألتموهن سألتم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم تعمل ماعون وغيره متاعا من الماعون وغيره يعني او او كلمتموهن فاسألوهن من وراء حجاب اي من وراء ستر بينكم وبينهم. ذلكم السؤال المتاع من وراء الحجاب اطهر لقلوبكم وقلوبهن يكثر تطهيرا لها من الريبة. اي اكثر تطهيرا لها من الريبة وخواطر السوء التي تعرض للرجال في امر النساء وللنساء في امر الرجال. وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ما صح لكم ولا استقامتوا بشيء من اشياء كائنا ما ولا تنكحوا ازواجهم من بعده ابدا بعد وفاته لانهن امهات المؤمنين ولا يحل للاولاد نكاح الامهات ان ذلكم اي نكاح زوجاته من بعدي كان عند الله عظيما اي ذنبا عظيما وخطبا هائلا شديدا. ان تبدوا شيئا او تخفوه فان الله كان بكل شيء عليما. قيل نزلت لما قال بعض الصحابة اما رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانا من زوجاتي. لا جناح عليهن ثيابهن فهؤلاء لا يجب على نسائه رسول الله صلى الله عليه قال المفسرون لماذا حرم الله التزوج بزوجات النبي صلى الله عليه لانهن زوجاته في الدنيا وفي الاخرة فكيف يجوز ان تتزوج احداهن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. لا يناح عليهن في ابائهن فهؤلاء لا يجب على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجاب منهم ولا نسائهن اي من قرابات او من لهو بلقائهن حاجة من النساء. ولا ما ملكت ايمانهن من العبيد واتقين الله في كل الامور التي من دون ما هو مذكور هنا اخرج البخاري ومسلم عن انس قال عمر عن انس قال قال عمر بن الخطاب يا رسول الله ان نسائك يدخلن يدخل عليهن ان البر والفاجر فلو فلو فانزل الله اية الحجاب صلى الله عليه وسلم هو كان الحاكم المسلمين وعن الكفار وعن المنافقين وعلى اهل الكتاب. فيأتي اي انسان يدخل الى بيت الحاكم يريد ان يسأل شيء ولم يكن الحجاب قد فرض. فقال عمر يا رسول الله لو حجبتهن فانزل الله اية الحجاب. نعم ان الله وملائكته اخبر الله عباده بمنزلة نبيه عنده في الملأ الاعلى بانه يثني عليه عند ملائكته وان الملائكة تصلي عليه وامر عباده بان يقتدوا بذلك ويصلوا عليه وقد اتفق العلماء على ان الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فرض على كل مسلم واقلها في العمر مرة. ولفظ الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله ولفظ الصلاة والسلام على رسول الله اشعار له فلا ينبغي قال صلى الله على فلان او فلان عليه السلام استقلالا ويجوز تبعا. الصحيح من اقوال اهل العلم ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض في كل صلاة. والا ما صحت الصلاة. يعني لو الانسان صلى اي صلاة ولم يأتي بالصلاة إبراهيمي اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد لم تصح صلاته هذا هو الصواب وهو قول الشافعية و المذهب عند الحنابلة نعم. ان الذين يؤذون الله ورسوله مشركون واليهود والنصارى لله الولد ويدخل في هذا كل من سب الله تعالى وتقدس ونسب اليهما فيه اهانة باي طريق كان. والذين فيؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين كذبوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وشجوا وجهه وكسروا ربايته وقالوا مجنون او شاعر او كاذب او ساحر وكل وكذا كل ما يؤذيه من الاقوال والافعال. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بوجه من وجوه الاذى من قول او فعل بغير ما اكتسبوا اي بغير حق وذلك كان يشتم المؤمنين احد كي يشتم المؤمن احد. كي يشتم المؤمن احدا او يضربه او يقتله فيجوز ان يفعل المؤذى به مثل ذلك قصاص وان اتلف مالا فعليه غرامة مثله وربما كان فعله معصية فيعزر. يدنين عليهن من جلابيبهن الجلباب الملحفة وهو ثوب يستر جميع بدن المرأة واذ دناؤه ان تقربه وتلمه حتى يغطي زينتها التي امر الله بسترها. ذلك ايدناه الجلابيب ادناه عرفنا يقرأهن من يراهن فيتميزن عن الاماء ويظهر للنساء انهن حرائر كريمات طاهرات فلا يؤذين من جهة اهل الريبة بالتعرض لهن. فان لم ينتهي المنافقون عما هم عليه من النفاق والذين في قلوبهم مرض ان شكوى الغريبة بامر الدين والمرجفون في المدينة بذكر الاخبار الكاذبة المتضمنة لتوهين جاهل جانب المسلمين وظهور المشركين عليهم وذلك بان ان هؤلاء المرجفين كانوا يخبرون عن سرايا المسلمين بانهم هزموا وتارة بانهم قتلوا وتارة بانهم غلبوا نحو ذلك. مما تنكسر له قلوب المسلمين من فتوعدهم الله سبحانه بقوله اي لنسلطنك عليهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا اي بامرنا لك بنفيهم المدينة ملعونين مطرودين اينما سقفوا وجدوا وادركوا خذوا وقتلوا تقتيلا لن يجدوا احدا يأويهم بل الناس اسرا وقتلا لغضب الله ورسوله عليه ولن تجد لسنة الله تبديلا تحويلا وتغييرا بل هي ثابتة دائمة في امثال هؤلاء من الخلف والسلف ساعتين عن وقت قيامها وما يدريك يا رسولنا لعل الساعة تكون قريبا اي في زمان قريب. والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان انها اذا محجوبة عنه لا يعلم وقتها وهو رسول الله فكيف بغيره من الناس؟ ان الله لعن الكافرين اذ طردهم وابعدهم مع الرحمة واعد لهم في الاخرة سعيا نارا شديدة التسعير. نارا شديدة التسعر يوم تقلب وجوههم في النار تقلب وتقلبهم تارة على جهة منها وتارة على جهة اخرى او ظهرا لبطن او تغير الوانهم بلفح النار فتسود تارة وتخضر اخرى. يقولون يا ليتنا اطعن الله واطعنا الرسول تمنوا انهم اطاعوا الله والرسول وامنوا بما جاء به لينجوا مما هم فيه من العذاب كما نجى المؤمنون. وقال ربنا انا اطعنا سعادتنا وكبراءنا هم الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون امرهم في الدنيا ويقتدون بهم فاضلون السبيل بما زينوا لنا من الكفر بالله ورسوله وبناتهم ضعيفين من العذابين مثل عذابنا مرتين وعذاب الكفر وعذاب الاضلال والعنهم لعنا كبيرا اي لعنا عظيم القدر شديد الموقع لا تكونوا كالذين اذوا موسى واعد الله بدنا الا يؤذوا محمدا صلى الله عليه وسلم كما اذى بنو اسرائيل موسى واخرج ابن ابي شيبة وابن جنين وابن يعني ابن عباس قال قال لموسى قومه انه ادر فخرج ذات يوم ليغتسل فوضع ثيابه على حجره فخرجت الصخرة تشتد بثيابه فخرج موسى يتبعها عريانا حتى انتهت به الى مجالس بني اسرائيل فرأوه وليس بادر. وكان عند الله وجيها وكان موسى عند الله اذا وجعته حتى انه كلمه تكنيما. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله في كل الامور وقولوا قولا سديدا صوابا وحق من كل امر من ويدخل فيه القول في شأن زيد وزينب ولا تنسبوا النبي الى ما لا يحل. ما ادري لماذا المصنف؟ قال اخرج ابن ابي شيبة ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وترك الحديث من مسند ابي هريرة في صحيح البخاري. يعني هذا غريب جدا. يقول الشوكاني ما نسي انه في صحيح البخاري. والا في قصة موسى عليه السلام مع بني اسرائيل وايذائهم له في صحيح البخاري من مسند ابي هريرة رضي الله عنه نعم ان عضل الامانة على السماوات والارض والجبال امانة منها الطاعة والفرائض التي يتعلق بأدائها الثواب وبتضييعها العقاب وكل اداؤها الى الانسان لا يطلع عليه اذا تركه الا الله. ومنها ما نزل مالكا وغيرها مما لا مما لا بينة عليه. وغسل لنابت امانة والفرج امانة والاذن والعين والاذن امانة والعين امانة الشرائع الموكولة الى الانسان مما لا عليه اذا قصر فيه غيره. مما لا يطلع عليه اذا قصر فيه غير الله تعالى لما فيها من الثواب والعقاب. وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا اي التزم بحقها وهو في ذلك ظلوم لنفسه جهول لقدر ما دخل فيه وقيل ما لا حملها صار مستعدا مستعدا لها بالفطرة او حملها عند عرضها عليه في عالم الذر الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات اي حمل هم لها الانسان ليعذبهم الله بما خانوا من الامانة وكذبوا من الرسل ونقضوا من ميثاق ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات الذين ادوا ما حملوه من الامانات من العبادة وغيرها. سورة سبأ الحمد لله تائب العبد ما تقدم تحقيقه بفاتحة الكتاب والثناء على المحمود بجميل صفاته وافعاله. الذي له ما في السماوات وما في الارض ان جميع ما هو فيهما في ملكه وتحت تصرفه يفعل به ما يشاء ويحكم فيه بما يريد فحمده على ما في السماوات والارض وحمد له على النعم الذي انعم به على خلقه مما خلقه لهم كما انه حمد له على صفات الكمال من القدرة والحكمة والعلم والخبرة التي يعلمها العباد باستلزام خلق الله في السماوات والارض لها. التي يعلمها العباد باستلزام خلق الله للسموات والارض لها. وله الحمد في الاخرة له حمد عباده الذين يحمدونه في الدار الاخرة اذا دخلوا الجنة كما في قوله تعالى وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده. فهو المحمود في كما انه محمود في الدنيا وهو الحكيم واحكم امر الدارين الخبير بامر خلقه فيما يلج في الارض من ماء او كنز دفين وما يخرج منها من زرع ونبات حيوان ما ينزل من السماء من الامطار والثلوج والبرد والصواعق والبركات وما ينزل منها من الملائكة وكتبه الى انبيائه وما يعرج فيها من اعمال العباد وهو الرحيم بعباده الغفور لذنوبهم. وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة وهي القيامة والبعث قالوا ذلك انكارا منه لوجوه وجحودا للاخبار الواردة اليه من ربهم على السنة انبيائه والتي تضمنتها كتبه. قل بلى وربي لتأتينكم امر الله تعالى نبي ان يخبرهم وان يقسم بالله على صحة خبره تقوية وتأكيدا ان القيامة لابد اتية. عالم الغيب لا يعزم عنه لا يغيب عنه ولا مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك مثقال ولا اكبر منه الا في كتاب مبين المعنى الا وهو مثبت في اللوح المحفوظ يجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات ان اتيان الساعة فائدة وجزاء المؤمنين بالثواب والكافلين بالعقاب اولئك لهم مغفرة لذنوبهم اي محوها من قبل الليل تعالى يساوي غلبته ايمانهم واعمالهم الصالحة على ذنوبهم. او بتفضل الله تعالى عليهم ورزق كريم وهو ما يقيض له مما الاطعمة في الجنة. والذين سعوا في اياتنا معجزين اساءوا في قال اياتنا المنزلة على رسل يحسبون انهم يفوتوننا ولا ولا ولا يدركون وذلك باعتقادهم انهم لا يبعثون. اولئك الذين سعوا لهم عذاب من رجل هو اسوأ العذاب واشد واليم الاليم الشديد الالم. ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق اي ويعلم اهل العلم الذين هم على الحق انما انزل انما انزل الله ان ما انزل انما انزل ما انزل اليك من الله هو الحق وهم الصحابة وقيل هم مؤمنوا اهل الكتاب ويهدي الى صراط العزيز الحميد اي ويعلم العلماء بكتاب الله ان هذا الكتاب يهدي الى دين الله وهو التوحيد وقال الذين كفروا قال بعض الكفار لبعض هل ندلكم على رجل يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم ينبئكم ان يخبركم بامر عجيب ونبأ غريب انكم اذا مزقتم كل ممزق اي فرطتم كل تفريغ وقطعتم كل تقطيع. وصرت وصرتم بعد موتكم رفاة وترابا متفرغ الاجزاء مبددا للذرات انكم لفي خلق جديد تغلبون خلقا جديدا وتبعثون من قبوركم احياء وتعودون الى الصور التي كنتم عليها قالوا ذلك استهزاء بما وعدهم الله على لسان رسوله من البعث افترى افترى على افترى على الله كذبا امره جنة اي قالوا اهو كاذب فيما قال وبه جنون بحيث لا يعطل ما يقوله. بل الذين لا يؤمنون بالاخرة من عذاب الضلال البعيد. ليس الامر كما زعموا حقيقة الامر ان الذين وادراك الحقائق فكفروا بالاخرة ولم يؤمنوا بما جاءهم به الرسول صاروا بسبب ذلك في العذاب الدائم في الاخرة غاية البعد. افلم يروا وبخ وبخهم مبينا لهم ان ذلك لم يصدر منهم الا لعدم التفكر والتدبر في خلق السماء والارض الى ما بين ايديهم وما خلفهم انهم اذا نظروا رأوا السماء خلفهم وقدامهم وكلها عجائب تدل على قدرة الله وحدانيته وكذلك اذا نظر اذا نظروا في الارض رأوها خلفهم وقدامهم تنطق بمثل ما تنطق به السماء من الدلالة. فلو نظروا اليهما لعلموا ان الله ان خالقهما قادر على العذاب لهم. ان شئ نخزي بهم الارض كما خسف بقارون او نسقط عليهم كسفا قطعة من السماء كما اسقطها على اصحاب الايكة فكيف يؤمنون؟ ان في ذلك المذكور من خلق السماء ورد لاية واضحة ودلالة بينة لكل عبد منيب راجع الى ربه بالتوبة والاخلاص. ولقد اتينا داود منا فضلا وهو النبوة والزبور. وقيل القوة بالانبل الى وقيل القوة بالانة الحديد والاولى ان يقال هو ما ذكره الله من قوله يا جبال الى اخر الاية يا جبال صوبي معه ويقولن يا جبال سبحيه بتسبيحه والطير المعنى وسخرنا له الطير تسبح معا ولنا له الحديد اي جعلنا له جعلناه ليعمل به ما شاء. قيل صار الحديد كالشمع بيعمله من غير نار والله اعلم. ان اعمل سابغات درعا سابغات والسابغات الواسعة التي تغطي البدن كله. وقدر في السرد السرد نسج الدروع ويقال السرد والزرد الا تعملها خلاص لا تعملها صغيرة فتضعف ولا يقوى الدرع على الدفاع ولا تعملها كبيرة فتثقل على لابسها وذلك تقديرها. ولسليمان تقدير وسخرنا لسليمان الريح قال السدي تحمل بساطه غدوها شهر ورواحها شهر وهي تسير بالغداة مسيرة شهر وتسير بالعشي كذلك واسمنا له علاقة له عين النحاس كما النا الحديد لداوود ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه المعنى وسخرنا له من الجن من يعمل بين يديه فيما يأتي ذكره من المحارم وغيرها بامر الله وتسخيره اياه لسليمان. ومن يزغ منهم عن امرنا الذي امرناه به وهو طاعة سليمان الذي ومن عذاب السعير وذلك في الاخرة وقيل في الدنيا يعملون له ما يشاء من محاريب وهي الابنية الرفيعة قصور العالية وقيل المراد بالمحارم هنا محاريب المساجد وتماثيل تماثيل كل شيء مجسم صورته وبصورة الحيوان من نحاس او زجاج او رخام او لذلك قيل كانت هذه التماثيل سور الانبياء والملائكة والعلماء والصلحاء. وقد قيل ان التصوير كان مباحا في شرع سليمان ثم نسك ذلك بشرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الصواب ان هذا ليس بصحيح. انما تماثيل تماثيل ما ليس فيه روح. مثل من ما يسمى بالنصح البنيان الصور التي لا ارواح فيها. تماثيل ما لا روح فيه. نعم وجفان كالجواب قصاعا في في العظم كحياض كحياض الابل يجتمع على الواحدة جمع كبير يأكلون منها. والجواب الحياض التي يجبى فيها الماء للابل. وقدور ثابتة لا تحمل ولا تحرك لعظمها يطبخ له فيها الطعام لاطعام الجنود اعملوا ال داوود وقلنا لهم اعملوا بطاعة الله يا ال داود شكرا لله على ما اتاكم. فلما قضينا عليه الموت حكمنا عليه به والزمناه اياهما عليه السلام وهو قائم متكئ على عصاه فلم تعلم الجن بموته وبقوا يعملون خوفا منه ما دلهم على موته الا دابة يعني الارضة تأكل منسأته اي تأكل عصاه التي كان متكئا عليها. فلما اخذ سقط عندما وقعت عصاه تبينت الجن اظهر لهم بل لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا اي لو صح ما يزعمونه من انهم يعلمون الغيب لعلموه بموته ولم يلبثوا بعد موته مدة طويلة. في العذاب المهين في العمل الذي سخرهم فيه والطاعة له وهو اذ ذاك ميت حتى اكلت النهضة عصاه فخر ميتا. فعلموا بموته وعلم الناس ان ان لا تعلم الغيب لقد كان لسبأ سبأ قبيلة كانت من اليمن وكان منها ملوك اليمن في مسكنهم هو مأرب الى الشرق من صنعاء بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال. ايته دنتان عن يمين وشمال عن يمين واديهم وشماله وكانت مساكنه في الوادي وفي الجنتين من جميع الثمار والاية والاية هي الجنتان كلوا من رزق ربكم اي قيل لهم ذلك والمراد بالرزق ثمار الجنتين واشكروا على ما رزقكم من هذه النعم واعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه. طيبة لكثرة اجدانها وطيب ثمارها ورب غفور اي ان المنعم عليهم رب غفور لذنوبهم. فاعرضوا عن الشكر وكفروا بالله فارسلنا عليهم سيل العرب فاتقى الله عليهم سد مأجرهم حتى انتقض فدخل الماء جنته فغرقها ودفن السيل بيوته. والعالم السيل الذي لا يطاق لقوته وشدته وبدلناه بجنتهم جنتين اعطيناهم بدلهما جنتين لا خير فيهما ولا فائدة لهم فيما هو نابت فيهما. كل شجرة مرة لا تشواك واثن والشجر المعروف الشميع بالسرور ولا ثمر له. وشيء من سدر قليل نهلك اشجارهم المثمرة سواء بتمد لها الاراك والطرفاء والسدر ما مما لا ثمر له. وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها وهي الشامخون الظاهرة متواصلة وكان متجر من ارضهم التي هي مأرب الى الشام وكانوا يبيتون بقرية ويطيرون باخرى حتى يرجعوا قدرنا في السير قال المفسرون المقير في القرية والمبيت في قرية اخرى الى ان يصل الى الشام السوء فامصروا في تلك القوى المتصلة ليالي وايامنا مما يخافون. قال قتاد كانوا يسيرون غير الخائفين ولا جياع ولا ظما فلم يشكروا النعمة بل طلب التعب والكد. وقالوا ربنا باعد بين اسفار الناس ولم يصبروا على العافية فتمنوا الضوء على الاسفار والتباعد بين كيف جعلناهم احادث يتحدث الناس باخبارهم من بعدهم تعجبا من فعلهم واعتبارا بحالهم وعاقبتهم ووزقناهم كل ممزقنا فرقناهم في كل وجه من البلاد كل تفريغ فصارت العرب تضرب بهم الامثال فتقول تفرغ فتفرغ القوم ايدي سبأ. فلحقت الاوس والخزرج اثرب وغسان بالشام والازد بعمان وخزاعة تهامة. ولقد صدق اليهم ابليس ظن وظن بهم انه اذا اغواهم فاتبعوه فاتبعوه قال الحسن ما ضربهم بسوط ولا بعصا وانما ظن ظنا فكان كما ظن بوسوسته. وما كان له عليه من سلطان لم يقهرهم على الكفر وانما كان منه الدعاء والوسوسة والتزيين الا لنعلم من يؤمن بالاخرة من هو منها في شك اي ولكن ابتليناهم بوسوسته لنعلم ذلك ان ظهور والا فالله بكل شيء عليم. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله ليكشفوا عنكم الضر الذي نزل بكم في سنين في سنين الجوع ثم اجاب سبحانه عنهم فقال لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. اي ليس له قدرة على خير ولا شر في امر من الامور وما لهم فيه ما من شرك اليث للاصنام في السماوات والارض قلت مشاركة لا بالخلق ولا بالملك ولا بالتصرف. وما له منهم من ظهير من معين يعينه على شيء من السماوات والارض ومن فيهما. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له ولا تنفعه الشفاعة في حال من الاحوال الا لمن اراد لمن اذن الله له ان يشفع من الملائكة والنبيين واهل الايمان والعلم والعمل. وهؤلاء لا يشفعون الا لمن يستحق الشفاعة لا للكافرين حتى اذا فز عن قلوبهم هذا الفجر يكون للملائكة بكل امر يأمر به الرب. والمراد ان الملائكة وهذا فزع من امر الله كيف يشفعون لديهم لمن لا يرضاه. واخرج البخاري وابو داوود من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعان لقوله كان انه سلسلة على صفان ينفذون ذلك. فاذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير. قل من يرزقكم من السماوات والارض فان الهتكم لا يملكون مثقال ذرة والرزق من السماء والمطر والرزق الارض هو النبات والمعادن ونحو ذلك كن الله. اي هو الذي يرزقكم من السماوات والارض وانا او اياكم لعلى هدى وفي ضلال مبين. والمعنى ان احدا فريقين على هدى والاخر وانا ضلال معلوم ان من عبد الذي يخلق ويرزق وينفع ويضر هو الذي على الهدى ومن عبد الذي لا يقدر على خلق ولا رزق ولا نفع ولا من هو الذي على الضلالة؟ قل لا تسألون عما اجرمنا ان كانت عبادتنا الا يوضعتنا له جنيمة فلست مسؤولين عنا ولا نسأل عما تعملون اينالنا بكفركم وترككم لاجابة ضرر. قل يجمع بيننا ربنا يوم القيامة ثم يفتح بيننا بالحق اي يحكم ويقضي بيننا بالحق فيثيب المطيع ويعاقب العاص وهو الفتاح ويحاكم بالحق القاضي بالصواب العليم ما يتعلق بحكمه وقضائه من المصالح. قل اروني الذين الحقتم به شركاء يروني الذين الحقتم بالله فجعلتموهم شركاء له حتى اراهم وارى ما يقدرون عليه. كلا بل هو الله العزيز الحكيم يرتدع دعوة المشاركة بين المنفرد بالإلهية والله القائل الغالب الحكيم بالحكمة الباهرة. وما ارسلناك الا كافة سيما ارسلناك الا للناس جميعا عربهم وعجمهم بشيرا ونذيرا مبشرا لهم بالجنة ومنذرا لهم من النار. ولكن اكثر الناس لا يعلمون الاصنام فاليوم لا يملك بعضكم يعني المعبودين لبعض يعني العابدين نفعا اي شفاعة ونجاسة ولا عذابا وهلاكا ونقول للذين ظلموا انفسهم عبادة غير الله ذوقوا عذابا النار التي كنتم بها تكذبون في الدنيا. الايات القرآنية بينات واضحات عند الله وما لهم من نفع في ارسال الرسل. ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين؟ قالوا استهزاء بما اخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم من البعث والحساب قل لكم ميعاد يوم ويوم وهو يوم البعث لا تستأثرون انه ساعة ولا تستقدمون اي هذا الميعاد المطلوب لكم لا تتأخرون عنه ولا يتقدمون عليه بل يكون لا محالة في الوقت الذي قدر الله وقوعه فيه ولن يأتي قبل الموعد الذي وقته الله تعالى له وهو ات في ذلك الموعد قال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه وهي الكتب القديمة في التوراة والانجيل والرسل المتقدمين ولو ترى للظالمين الظالمون موقوفون عند ربهم محبوسون في موقف الحساب. يرجع بعضهم الى بعض القول يتراجعون الكلام فيما بينهم باللفظ والعتاب بعد ان كانوا في الدنيا متعضدين متناصرين متحابين يقولون يقول الذين استضعفوا هم الاتباع الذين استكبروا وهم الرؤساء المتموعون بالله والاتباع لرسوله لكنا مؤمنين بالله مصدقين رسوله وكتابه. قال الذين استكبروا الذين استضعفوا مدمين لهم مستنكرين لما قالوا ها نحن صددناكم دائما اعناكم عن الايمان بعد ان جاءكم الهدى بل كنتم مجرمين اي مصلين على الكفر كثير الاجرام عظيم الاثام. وقال الذين استطعوا للذين ردا لما اجابوا به عليهم ودفعا لما نسبوا اليه من صدهم لانفسهم بل مكر الليل والنهار مكر الخديعة والحيلة والمعنى بل مكركم بنا والليل والنهار ودعوتكم المستمرة المدبرة دوما لنا الى الكفر هو الذي حملنا على هذا اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له انداد نشماها اشباها وامثالا وسروا الندامة لما رأوا العذاب راجع الى الفريقين اضمر الفريقان ندامت على ما فعلوا من الكفر واخفوها عن غيرهم او اخاها كل منهم عن الاخر مخافة الشماتة وتبينت الندامة في وجوههم. وجعلنا الاغلال في اعناق الذين جعلت الاغلال من الحديد في اعناق هؤلاء في النار هل يجزون الا ما كانوا يعملون من الشرك بالله والمكر بدعوة للحق؟ انا بما اوتيتم به الكافرون يكذبون لكم بما ارسلتم به من التوحيد والايمان. وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن المعذبين اي قالوا ان الله فضلنا عليكم الاموال ولا اولادي في الدنيا وذلك يدل على انه قد رضي ما نحن عليه من الدين فما نحن المعذبين في الآخرة بعد احسانه الينا في الدنيا ورضاه عنا ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء وان يبسطه له ويقدر ان يضيق على من يشاء ان يضيقه عليه وليس مجرد بسط الرزق لمن بسطه له يدل على انه قد رضي عنه ورضي عمله ولا قبضه عمن قبضه عنه يدل على انه لم يرضه ولا رضي عمله. وما اموالكم على اولادكم التي تقربكم عندنا زلفاء وليست كثرة اموالكم واولادكم هي ما يقال مما يقربكم الى رحمتنا وفضلنا فانما اموالكم واولادكم فتنة واختبار على من يسيرها في طاعة الله ممن يعصي ممن يعصي الله فيها. الا من امن وعمل صالحا اي لكن من امن لو عمل صالحا واستعمل امواله التي اعطاه الله اياها في طاعته وكان مؤمنا فانها تقربه فانها تقربه لدينا وكذلك الولد من رباه على طاعة الله. فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وان جزاء مضاعف للحسن في الغرفات امنون من جميع ما يكرهون والمراد غرفات الجنة. والذين يسعون في اياتنا بالرد لها والطعن فيها حال كونهم عاجزين وسابقين لنا زاعمين انهم يفوتوننا بانفسهم اولئك بالعداء محضنون تحضرهم الزباء تحضرهم الزبانية اليها ولا يجدون عنها محيصا وما انفقتم من شيء اي في فعل الخيرات التي امر الله بها في كتابه وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم يخلفه اي يخلفه عليكم. احسن الله اليك. اي يخلفه عليكم وذلك البدن اما في الدنيا واما في الاخرة وهو خير فان رزق العباد بعضهم لبعض انما هو بتيسير الله وتقديره وليسوا برازقين على الحقيقة. ويبشرهم جميعا لحساب العابد والمعبود والمستكبر والمستضعف ثم يقول للملائكة هؤلاء اياكم كانوا يعبدون تقريعا للمشركين وتوبيقا لمن عبد غير الله عز وجل. قالوا انت ولينا من دون مجزيا لك انت الذين تولاه نطيعه ونعبده من دونه ما اتخذناهم عابدين ولا توليناهم وليس لنا غير كوني بل كانوا يعبدون الجن والشياطين وهم ابليس وجنوده كانوا يزعمون انهم يرونهم وانهم ملائكة وانهم بنات الله. اكثرهم بهم مؤمنون اي اكثر المشركين بالجن مؤمنون يصدقون ما يلقونه ما يلقونه اليهم من الوساوس والاكاذيب ومنها امرهم الدلالات ظاهرات المعاني قالوا ما هذا التالي لها؟ وهو النبي صلى الله عليه وسلم الا رجل يريد ان يصدكم عن ما كان يعبد اباه اي اسلافكم من الاصنام التي كانوا اسلافكم من الاصنام التي كانوا يتخذونها الهة يعبدونها؟ وقالوا ثانيا ما هذا القرآن الكريم الا مفترا كذب مختلق اي كذب مختلق وقال الذين كفروا ثالثا للحق لما جاءهم من امر الدين الذي جاءهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن والمعجزات ان هذا الا سحر مبينا ليس هذا الا من جنس السحر في كتب يدرسونها بما انزلنا على العرب كتبا سماوية يدرسون فيها وما ارسلنا اليهم قبلك من الذين يدعوهم الى الحق وينذرهم بالعذاب فليس بالقرآن وبالرسول وجه ولا شبهة يتشبثون بها فمن اين كذبوك ولم يأتهم كتاب ولا نذير بهذا الذي فعلوه وكذب الذين من قبلهم من القرون الخالية وما بلغوا معشار ما اتيناهما الا مشركي قريش وغيرهم من العرب على ما اتيناهم من القوة وكثرة المال يبلغ عشر ما اتينا من قبلهم من القوة وكثرة المال. فاهلكهم الله كعاد وثمود وامثالهم وقيل معشار الجزء الواحد من الف جزء من الشيء الواحد فكيف كان نكير اي فكيف كان الكاري عليهم بالعذاب والعقوبة. قل انما اعظكم بواحدة ان يحذركم وانذركم سوء عاقبة ما انتم فيه بان اوصيكم بخصلة واحدة وهي ان تقوموا لله مثنى افرادا. اي هي قيامكم وبالحق بالفكرة الصادقة متفلقين اثنين اثنين واحدا واحدا لان الاجتماع يشوشه الفكر. ثم تتفكر وينصح بعضكم بعضا باخلاص ان وفي الحقيقة ان النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء به من الكتاب فانكم عند ذلك تعلمون انه ما بصاحبكم من جنة لا هو مسحور ولا مجنون فليس من احواله ولا ما يدل على انه كذلك ما جاء به من الوحي دلائل الصدق عليه ظاهرة. ان هو ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد بين يدي الساعة وقد علموا انه ارجح الناس عفوا وانهم ما جربوا عليه كذبا مدة عمره وعمرهم. قل ما سألتكم من فهو لكم اي ما طلبت منكم من مال تجعلونه لي مقابل الرسالة فهو لكم ان سألت ان سألتكموه ان اجري الا الله لا على غيره وهو على كل شيء شهيد اي مطلع لا يغيب عنه منه شيء فهو شاهد على اني اطلب منكم على دعوته لكم الى الاسلام وان كل اجر طلبته فسوف ارجعه اليكم. قل ان ربي يقذف بالحق يتكلم بالحق وهو القرآن والوحي يلقيه على الى انبياء يلقيه الى انبيائه وقيل المعنى يرمي الباطل بالحق فيدمغه عن علام الغيوب الغيب هو ما غاب عن ابصار بني ادم وادراكهم. الاسلام والتوحيد والقرآن الذي فيه البراهين والحوت فقوته ودولته اتية لا ريب. وما يبدل وما يبدئ الباطل وما يعيده. اي ذهب الباطل ذهابا لم يبقى منه اقبال ولا ادبار ولا ابداء ولا اعادة. قل ان ضللت عن الطريق الحقت الواضحة فانما اضل على نفسي اي اثم ضلالتي يكون على وان اهتديتم بما يوحي الي ربي من الحكمة والموعظة والبيان بالقرآن انه سميع قريب مني ومنكم يعلم الهدى والضلالة ولو ترى اذ فزعوا عند نزول الموت وقال قتلته وفزعهم اذا خرجوا من قبورهم اي لرأيت امرا هائلا. فلا فوت فلا يفوتني احد منهم ولا ينجو منهم ناد واخذوا من مكان قريب من ظهر الارض ومن القبور او من موقف الحساب فهم من الله قريب لا يبعدون عنه ولا يفوتونه وقالوا امنا به اي بمحمد صلى الله عليه وسلم وانا له تناغش التناغش التناول اي كيف له من يتناول الايمان من بعد بعد يعني في الاخرة وقد تركوه في الدنيا وهو معنى من مكان بعيد اي هو تمثيل لحال في طلب الخلاص بعد ما فاتهم عنهم فهو بعيد بالنسبة اليه اذ قد كفروا به من قبل. ويقذفون بالغيب ان يرمون بالظن فيقولون لا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار من مكان بعيد. اي من بعيدة ليس بها مستند لظنهم الباطل. وفيه تمثيل لحالهم بحال من يروي شيئا ليصيبه وهو لا يراه من مكان بعيد لا مجال في اصابته وحيل بينهم وبين ما يشتهون في الدنيا من اموالهم واهليهم او من الرجوع الى الدنيا كما فعل باشياعهم من قبل اي بامثالهم ونظرائهم من كفار الامم الماضية. انهم كانوا في شك مريب من امر الرسل والبعث والجنة او في التوحيد وما جاءتهم به الرسل من شأن الدين. احسنت بارك الله فيك. نكتفي بهذا القدر وصلى الله على نبينا محمد. سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك