والاية شاهدة يا اخواني لقاعدة ذكرها الشيخ عبدالرحمن القاعدة الحادية والاربعون في قواعد التفسير ان الانسان لا ينظر الى المستقبل هنا يعلق اماله واعماله بما يستقبل وانما ينظر الى اي شيء الى العمل الحاضر العمل الذي بين يديه يحرص على ان ان يؤديه ويقوم به واما المستقبل فانه ان اشغل نفسه به فلعله ان اتى لا يقوم به. وهؤلاء طلبوا القتال ولم يكتب عليهم ولم يفرض عليهم فلما فرض عليهم ابوا ان يقاتلوا ونظير هذا قوله عز وجل الم تر للذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لما طلبوا القتال قبل الاستعداد له فقيل لهم كفوا ايديكم ولديكم من الاعمال الكبيرة ما لو تشاغلتم به اذا اصبتم خيرا اقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله وشدها ونظيره ايضا هذه الاية قوله عز وجل ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله. لنتصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فظله ماذا حصل به وتولوا وهم وهم معرضونه فلا ينبغي للانسان يا اخوان ان يعلق عمله على امن المستقبل. ان حصل كذا فعلت كذا وكذا وانما يجتهد في العمل الحاضر ويكون كما يكون الابن وقته حتى اذا جاء المستقبل يؤدي منه ما يستطيع ان يؤديه