بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين من السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير واعلموا ايها المؤمنون ان ما اخذتم من شيء من الكفار قهرا في الجهاد في سبيل الله فانه يقسم خمسة اخماس اربعة اخماس منها تقسم على المجاهدين والخمس الباقي يقسم على خمسة اقسام قسم لله ورسوله يصرف في المصارف العامة للمسلمين وقسم لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب وقسم لليتامى وقسم للفقراء والمساكين وقسم للمسافرين الذين انقطعت بهم السبل ان كنتم امنتم بالله وبما انزلنا على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر الذي فرق الله به بين الحق والباطل حين نصركم على اعدائكم والله الذي نصركم قدير على كل شيء وتأمل اخي الكريم ان الاية الكريمة قد ابتدأت بالامر واعلموا فينبغي على الانسان ان يتعلم امر الدين واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذلك ثمة مصالح مهمة ينفق عليها هذا المال وذي القربى واليتامى والمساكين فقرابة النبي صلى الله عليه وسلم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم قد طهرهم الله تعالى من اوساخ الناس فهم يعطون من هذا واليتامى فثمة في هذه الدنيا معوزين ليس لهم من يرفدهم بالمال والمساكين وهم الذين اسكنتهم الحاجة وابن السبيل الذين تنقطع بهم السبل كما يوجد الان كثيرون في المطارات عالقون وضعت بهم السبل نسأل الله العافية ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان اي تطبيق هذا من لوازم الدين ويوم بدر سمي بيوم الفرقان لان الله تعالى فيه نصر دينه واصبح على العيان ان هذا الدين منصور من عند الله تعالى ويبقى هذا الامر الى يوم القيامة من نصر امر الله نصره الله تعالى والله على كل شيء قدير. فربنا جل جلاله الذي اهان قريش في تلكم الساعة قادر على كل شيء المهم ان الانسان يتعلم ويعمل لاجل ان يسير على ما يريده الله تعالى اذ انتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب اسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. وان الله لسميع عليم واذكروا حين كنتم بالجانب الادنى من الوادي. مما يلي المدينة والمشركون بالجانب الاقصى منهم مما يلي مكة والعير في مكان اسفل منكم مما يلي ساحر البحر مما يلي ساحل البحر الاحمر ولو توعدتم انتم المشركون على ان تلتقوا في بدر لخالف بعضكم بعضا. ولكنه سبحانه جمع بينكم في بدر على غير ثواعد ليتم امرا كان مفعولا وهو نصر المؤمنين وخذلان الكافرين واعزاز دينه واذلال الشرك. ليموت من مات منهم بعد قيام الحجة عليه بنصر المؤمنين عليهم مع قلة عددهم وعدتهم. ويعيش من عاش عن بينة وحجة اظهرها الله له فلا يبقى لاحد على الله حجة يحتج بها. والله سميع لاقوال الجميع. عليم بافعالهم لا يخفى وعليه منها شيء وسيجازيهم عليها. اذا لا يحصل شيء في هذا الكون الا بامر الله تعالى. كل شيء الله وتقديره. المهم على العبد انه يعلم يتعلم العلم ويعمل به ويخلص لله ويسير يسير على ما يحبه على ما يحبه الله وفي كل ذلك يصبر. اذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو اراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الامر. ولكن الله سلم انه عليم بذات الصدور. اذكر ايها الرسول من نعم الله عليك وعلى المؤمنين. اذ الله المشركين في منامك قليلي العدد. فاطلعت المؤمنين على ذلك فاستبشروا به خيرا. وقوي عزائمهم على لقائي عدوهم وقتالهم. ولو انه سبحانه اراك المشركين في منامك كثيرا لضعفت عزائم اصحابك. وخافوا القتال ولكنه سلم من ذلك. فعصمهم من الفشل ولكن ايها الاخوة لابد ان نعلم ان الفشل هو ترك نصرة النبي صلى الله عليه وسلم. كما مر معنا في سورة ال عمران اذ همت طائفتان منكم ان تفشل فليرجع الى ذلك الموطن. ولكنه سلم من ذلك فاعصمه من الفشل فقللهم في عين رسوله صلى الله عليه وسلم انه عليم بما تنطوي عليه القلوب وبما تخفيه نفوس. ولذلك هذه النفوس فيها خفايا واغوار لا يعلمها الا الله. ولا يصلحها الا كلام الله فلا يصلحه القلب الا كلام الرب سبحانه وتعالى. واذ يريكموهم ان التقيتم في اعينكم قليلا في اعينهم ليقضي الله امرا كان مفعولا. والى الله ترجع الامور. واذكروا ايها المؤمنون اذ يريجهم الله المشركين. حين التقيتم بهم قليلا فجرأتم على الاقدام على قتالهم ويقللكم في اعينهم فيتقدمون لقتالكم ولا يفكرون في الرجوع. ليقضي الله امر كان مفعولا بالانتقاء من المشركين بالقتل والاسر. والانعام على المؤمنين بالنصر والظفر بالاعداء والى الله وحده ترجع الامور فيجازي المسيء على اساءته. والمحسن على احسانه ثم ختمت هذه الصفحة بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله اذا واجهتم جماعة الكفار فاثبتوا عند لقائه. ولا تجبنوا. واذكروا الله كثيرا وادعوه فهو القادر انا نصركم عليهم رجاء ينيلكم ما تطلبون. ويجنبكم ما تحذروه. وادبه يا اخي الكريم الامر بذكر الله تعالى جاء مقدما بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله لتعلم ان ذكر الله تعالى معين. فالذكر هو روح الاعمال. فاذا خلى العمل عنه كان كالجسد الذي لا ره فيه. فينبغي على الانسان ان يكثر من التحميد والتهليل والتسبيح والتكبير والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كي يفلح الانسان ويسعد الانسان ويفوز في الدنيا والاخرة من فوائد الايات اولا الغنائم لله. يجعلها حيث شاء. بالكيفية التي يريد فليس لاحد فليس لاحد شأن في ذلك. وجميع الاحكام هي لله سبحانه وتعالى. فربنا جل جلاله له الخلق وله الامر. من اسباب النصر تدبير الله للمؤمنين بما يعينهم على النصر والصبر والثبات والاكثار من ذكر الله تعالى. اذا هذه من اسباب النصر. قضاء الله نافذ وحكمته بالغة وهي الخير لعباد الله وللامة كلها. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته