المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السادس والثمانون والمئة الحديث الرابع عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال ما هذا قالوا صائم قال ليس من البر الصيام في السفر وفي لفظ لمسلم عليكم برخصة الله التي رخص لكم رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث جابر كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال ما هذا قالوا صائم الى اخره فيه ان الصيام في السفر اذا بلغ هذه الحالة لا ينبغي وليس من البر وفيه ان الصوم في السفر ليس برا يقصد وفيه ان الرسول واصحابه لم يكن من عادتهم الترف والترفه لا في الحضر ولا في السفر ويؤخذ من هذا ان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما رأى الزحام والرجل قد ظلل عليه استغرب ذلك وسأل عنه فلم يكن عادتهم الترفه واتخاذ الاظلة كالشماسي ونحوها واما ما وقع فيه الناس اليوم من ذلك فانما دخل عليهم من الاعاجم وهم يظنون ان هذا مصلحة للجسم والحقيقة انه مضرة فانهم تأخذ اجسامهم على الترف فتستنكر اقل ما تلاقي من شمس وخشونة ونحو ذلك وكان من عادة العرب التجلد والخشونة ولهذا قال عمر اخشوشنوا واحتفوا وتمعددوا اي استعملوا الخشونة وعدم الترف في الملابس والمآكل ونحو ذلك واحتفوا اي لا تداوموا على لبس النعال وتم عددوا اي اتبعوا سنة جدكم معد ابن عدنان وقوله في لفظ مسلم عليكم برخصة الله التي رخص لكم اي اتبعوها فان الله يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى عزائمه والله تعالى غني عن عباده لم يشرع لهم الشرائع ليكلفهم وانما هو لمحض مصالحهم وليتم نعمته عليهم والا فهو غني عنهم لا تضره معصية العاصين ولا تنفعه طاعة الطائعين والله اعلم