المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي قل يا من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصمنا مأواهم جهنم مأواهم جهل سعيرا. يخبر تعالى انه المنفرد بالهداية والاضلال. فمن يهدي فييسره لليسرى ويجنبه العسرى. فهو المهتدي على الحقيقة. ومن يضلله فيخذله. ويكله الى نفسه. فلا هادي له من دون الله وليس له ولي ينصره من عذاب الله حين يحشرهم الله على وجوههم خزيا عميا وبكما لا يبصرون ولا اينطقون وصم من لا يسمعون. مأواهم اي مقرهم ودارهم. جهنم التي جمعت كل هم وغم وعذاب. كلما اي تهيأت للانطفاء. اي سعرناها بهم لا يفتر عنهم العذاب ولا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. ولم يظلمهم الله تعالى. ذلك جزاؤهم بانهم بل جزاهم بما كفروا باياته وانكروا البعث الذي اخبرت به الرسل ونطقت به الكتب وعجزوا ربهم فانكروا تمام قدرته اي لا يكون هذا لانه في غاية البعد عن عقولهم الفاسدة ثم جعل لهم اجلا لا ريب فيه. فابى الظالمون الا كفورا. اولم يروا ان الله الذي الذي خلق السماوات والارض وهي اكبر من خلق الناس. قادر على ان يخلق مثلهم. بلى انه على ذلك قدير. ولكن انه قد جعل لهم اجلا لا ريب فيه. ولا شك. والا فلو شاء لجاءهم به بغتة. ومع اقامته الحجج والادلة على البعث فأبى الظالمون الا كفورا. ظلما منهم وافتراء قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي التي لا تنفد ولا تبيد. اذا لامسكتم خشية الانفاق اي خشية ان ينفد ما تنفقون منه. مع انه من المحال ان تنفد خزائن الله. ولكن الانسان مطبوع على الشح والبخل ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات اي لست ايها الرسول المؤيد بالايات اول رسول كذبه الناس. فلقد ارسلنا قبلك موسى ابن عمران الكليم الى فرعون وقومه. واتيناه تسع ايات من بينات كل واحدة منها تكفي لمن قصده اتباع الحق. كالحية والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واليد وفلق البحر. فان شككت في شيء من ذلك فاسأل بني اسرائيل اذ جاءهم. فقال له فرعون مع هذه الايات فقال له هؤلاء الا رب السماوات والارض قال له موسى لقد علمت يا فرعون ما انزل هؤلاء الايات الا رب السماوات والارض بصائر منه لعباده. فليس قولك هذا بالحقيقة وانما قلت ذلك ترويجا على قومك واستخفافا لهم اي ممقوتا ملقا في العذاب لك الويل والذم واللعنة فاراد فرعون ان يستفزهم من الارض ان يجليهم ويخرجهم منها. واورثنا بني اسرائيل ارضهم وديارهم ولهذا قال جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا. اي جميعا ليجازى كل عامل بعمله اي وبالحق انزلنا هذا القرآن الكريم لامر العباد ونهيهم وثوابهم وعقابهم. وبالحق نزل اي بالصدق والعدل والحفظ من كل شيطان رجيم. وما ارسلناك الا مبشرا من اطاع الله بالثواب العاجل والاجل. ونذيرا لمن عصى الله بالعقاب العاجل والآجل ويلزم من ذلك بيان ما يبشر به وينذر ايوة انزلنا هذا القرآن مفرقا. فارقا بين الهدى والضلال بالحق والباطل. اي على مهد ليتدبروه ويتفكروا في معانيه ويستخرجوا علومه. اي شيئا فشيئا مفرقا في ثلاث وعشرين سنة. ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. فاذا تبين انه الحق الذي لا شك فيه ولا ريب بوجه من الوجوه قل لمن كذب به واعرض عنه امنوا به او لا تؤمنوا. فليس لله حاجة فيكم ولستم بضاريه شيئا وانما ضرر ذلكم عليكم. فان لله عبادا غيركم وهم الذين اتاهم الله العلم النافع اي يتأثرون به غاية التأثر ويخضعون له. ويقولون ويقولون سبحان ربنا عما لا يليق بجلاله مما نسبه اليه المشركون. ان كان وعد ربنا بالبعث والجزاء بالاعمال لمفعولا لا خلف فيه ولا شك ويخرون للاذقان اي على وجوههم يبكون ويزيد القرآن خشوعا وهؤلاء كالذين من الله عليهم من مؤمني اهل الكتاب كعبد الله ابن سلام وغيره ممن انا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا يقول تعالى لعباده ادعوا الله او ادعوا الرحمن اي ايهما شئتم ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى. اي ليس له اسم غير حسن حتى ينهى عن دعائه به. اي اسم دعوتموه به حصل المقصود والذي ينبغي ان يدعى في كل مطلوب مما يناسب ذلك الاسم. ولا تجهر بصلاتك اي قراءتك ولا تخافت بها فان في كل من الامرين محظورا اما الجهر فان المشركين المكذبين به اذا سمعوه سبوه وسبوا من جاء به. واما المخافة فانه لا يحصل المقصود لمن اراد استماعه مع الاخفاء. وابتغي بين ذلك ان يتخذ بين الجهر والاخفاء سبيلا اي تتوسط فيما بينهما. وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولده ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبر المتكبيرا. وقل الحمد لله الذي له الكمال والثناء والحمد والمجد. من الوجوه المنزه عن كل افة ونقص. الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. بل الملك كله لله الواحد القهار فالعالم العلوي والسفلي كلهم مملوكون لله. ليس لاحد من الملك شيء. ولم يكن له ولي من الذل. اي لا احدا من خلقه ليتعزز به ويعاونه. فانه الغني الحميد الذي لا يحتاج الى احد من المخلوقات. في الارض ولا في السماوات ولكنه يتخذ احسانا منه اليهم ورحمة بهم. الله ولي الذين امنوا. يخرجهم من الظلمات الى النور وكبره تكبيرا اي عظمه واجله بالاخبار باوصافه العظيمة وبالثناء عليه باسمائه الحسنى وبتحميده بافعاله المقدسة وبتعظيمه واجلاله بعبادته وحده لا شريك له واخلاص الدين كله له