وعن ابي بردة عن نبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة نحن ستة نفر بيننا بعير نعتقده. فنقبت اقدامنا ونقبت قدميه. وسقط الاظفار فكنا نلف على ارجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على ارجلنا الخرق. قال ابو بردة حدث ابو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك وقال ما كنت اصنع بان اذكره. قال كانه كره ان كون شيئا من عمله يفشاه. متفق عليه. وعن عمرو ابن تغلب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتي بمال او سبي فقسمه فاعطى رجالا وترك رجالا فبلغه ان الذين ترك عتبوه فحمد الله ثم اثنى عليه ثم قال اما بعد فوالله اني لاعطي وادعوا الرجل والذي يدع احب الي من الذي اعطيه ولكني انما اعطي اقواما لما ارى في قلوب بهم من الجزع والهلع واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو ابن تغلب قال عمر ابن تغلبة فوالله ما احب ان لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمرا نعم. رواه البخاري وعن حكيم ابن حزام رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلى بمن تعون وخير الصدقة عن ظهر غناه. ومن يستعفف يعفه الله. ومن يستغني يغنه الله متفق عليه وهذا لفظ البخاري ولفظ مسلم اقصر وبالله التوفيق الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد. هذه الاحاديث التي قبل بالحث على القناعة هو لزوم الاقتصاد والحذر من بل والاسراف والتبذير والحرص على جمع المال الذي يسأله عن الاخرة ويصده عن ما ينبغي له من طاعة الله ورسوله فالمؤمن يحرص على القناعة وما يكفيه ويسده ويقوم بحاله حتى لا يحتاج الى التطلع الى ما في ايدي الناس. وحتى لا يشغل بطلب الدنيا عن الاخرة تقدم قول صلى الله عليه وسلم قد افلح من اسلم ورزق جفافا وقنعه الله بما اتاه فالانسان يطلب الرزق ويحرص على ما ينفعه لكن من غير تكلف ومن غير يشاء ومن غير اسراف ولا تبذير ولكن يحرصوا على القناعة والكفاف والغني عما في ايدي الناس هذا ابو موسى يقول انهم غزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات الرقاع وكان منهم كان الستة يعتقدون جملا واحدا حتى نقفت اقدامهم ولفوا عليها الخرى وصبروا على الجهاد مع ان كثيرا منهم من اجل الرحل بل يعتقدون على الجمل الواحد الخمسة والستة لقلة الظهر وشدة الحاجة وصبروا رضي الله عنهم حتى فتح الله على ايديهم الفتوح فالمؤمن هكذا يكون صبورا ويقول صلى الله عليه وسلم لما جاءه مال وقسمه بين الناس وبلغه ان بعض الذين لم يعطوا وجدوا في انفسهم شيئا فقال صلى الله عليه وسلم اني لاعطي اقواما واذروا اخرين لما اراه في قلوب المعطين من الهاع والجزع اترك اخرين لما ارى عندهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تعلب قال عمر رضي الله عنه قال ان بكلمة ما احب ان لي بها حورا؟ نعم. يعني كلمة حسنة طيبة خير من حمر النعمين خير لي من جميع ما في الدنيا من ابل من الابل الحمر. منهم عبر هتال اذر اخرين مما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير منهم امر مبتلى هذا يفيد ان الجزع والجشع والحرص على المال ليس من اخلاقه الايمان والاستقامة ولكن اهل الايمان والاستقامة يحرصون على الاقتصاد والغنى بما يسره الله وطلب الرزق الحلال والاكتفاء بالميسور حتى يفتح الله قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وقال عليه الصلاة والسلام لما سئل اي الكسب اطيب؟ قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور. فالمؤمن يحرص على ما ينفعه من قريب الكسب الحلال بيع شراء نجارة حدادة احتشاش احتطاب يطلب الرزق لكن لا يحرص على جمع اموال على وجه يصده عن الاخرة ويشغله عنها ويكون همه الاستكثار له ولكن يكون حريصا على ما يسد حاجته ويغنيه عما بايدي الناس ويعينها على طاعة الله والرسول كذلك حديث حكيم يقول صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى ضد العليا المنفقة المعطية والسفلى على الاخرة السائلة وابدأ بمن تعود الانسان في الصدقات والاحسان يبدأ بمن يعود من والديه واولاده وزوجته ومن يلوذ به يبدأ بهم على البعيدين وخير الصدقة ما كان على ظال غنى خير الصدقة ما كان عن فظل اما القليل يجعله في من تعول فان فضل شيء تصدق على البعيدين ومن يستعفف يعفه الله من يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنيه الله يا اما في ايدي الناس يرزقه الله العفاف ومن يستغني عما في ايدي الناس يمنه الله وتقدم قول النبي صلى الزبير لان يكون له احد حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من سؤال الناس اعطوه يقول النبي لعمر كان النبي يعطي عمر بالعطاء فيقول عمر اعطي لمن خير من من هو احوج اليه مني فيقول لها النبي يا عمر ما جاءك من هذا المال وانت غير مسرف ولا سائل فخذه. وماذا؟ فلا تشبعه نفسك هذا يستفاد منه ان الانسان يحرص على القناعة والكفاف والغنى عما في ايدي الناس وما يسد حاجته ويغنيه عن استكثار والبلغ الاسراف والتبذير بل يكون طالبا للحلال والغني عما في ايدي الناس وفق الله الجميع. احسن الله اليك