بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى ذلك بان الله لم يكن مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم وان الله سميع عليم ذلك العقاب الشديد بسبب ان الله اذا انعم على قوم نعمة من عنده لم ينزعها منهم حتى يغيروا انفسهم من حالها الطيب من الايمان والاستقامة وشكر النعم الى حال سيئة من الكفر بالله ومعصيته وكفران نعمه وان الله سميع لاقوال عباده عليم بافعالهم لا يخفى عليه منها شيء اذا ايها الاخوة هذه الاية فيها بيان حال الكفار حينما اهملوا نعمة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمنوا به بل حاربوه وكسر الله تعالى شوكتهم والمؤمن حينما يقرأ هذه الايات يأخذ العبرة ويحذر مخالفة امر النبي صلى الله عليه وسلم ويحذر الانسان ان يضع النعم في غير محلها ذلك بان الله لم يكن مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم فعلى الانسان ان يحفظ النعم هو ان يطلب استزادة الطاعات بها وايضا المؤمن يرجع الى سورة الرعد ليعلم انه اذا غير الى السيء فانه يحاسب عاجلا ام اجلا وختمت الاية الكريمة وان الله سميع عليم فينبغي على الانسان ان يكثر الضراعة واللجأ الى الله سبحانه وتعالى وان يحذر مغبة الذنوب وفي هذه الاية ايها الاخوة دليل على ان الله تعالى قد يسلب النعم بفعل المعصية عقوبة لفاعليها. فهو سبحانه لا يغير ما بهم حتى يحدثوا احداثا يعاقبهم الله عليها في غير ما بهم ويكون الاحداث سببا للتغيير كدأب ال فرعون والذين من قبلهم كذبوا بايات ربهم فاهلكناهم بذنوبهم واغرقنا ال فرعون وكل كانوا ظالمين شأن هؤلاء الكافرين كشأن غيرهم ممن كفر بالله مثل ال فرعون والامم المكذبة من قبلهم كذبوا بايات ربهم فاهلكهم الله بسبب ما ارتكبوه من المعاصي واهلك الله ال فرعون بالغرق في البحر. وكل من ال فرعون والامم من قبلهم كانوا ظالمين بسبب كفرهم بالله وشركهم به فاستوجبوا بذلك عقابه سبحانه فاوقعه عليهم اذا الانسان يقرأ بالسنن الالهية ويحذر سطوة الجبار ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ان شر من يدب على الارض هم الذين كفروا بالله وبرسله وهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية لاصرارهم على الكفر فقد تعطلت فيه وسائل الهداية من عقل وسمع وبصر ايضا في الاية ايها الاخوة تذكير بالنعم التي لم يضعها الانسان في محلها ولذلك كل حركة تتحركها على الارض عليك ان تحتسبها عند الله تعالى وبعض الناس بل كثير من الناس يسكنون في شقق اذا مشى سريعا ربما يؤذي جيرانه الذين تحته فكلما احتسب الانسان بهدوءه كتب الله له الاجر باحتسابه وبعمله الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون الذين عقدت معهم العهود والمواثيق كبني قريدة ثم ينقضون ما عاهدتهم عليه في كل نظم وهم لا يخافون الله فلا يوفون بعهودهم ولا يلتزمون بالمواثيق المأخوذة عليهم وهذه صفة المنافق حينما ينقض الانسان الميثاق فينبغي على الانسان ان يكون صادقا في مواثيقه وان يكون صادقا مع نفسه مع الاخرين وتأمل هنا ربنا جل جلاله قال عن اليهود الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون فقاد ينقضون بفعل الاستقبال مع انهم كانوا قد نقضوه قبل نزول الاية لماذا جاء الفعل مضارع الذي فيه الاستمرار؟ لافادة استمرارهم على ذلك وانه لم يكن هفو رجعوا عنها وندموا عليها بل انهم ينقضونه في كل مرة وان تكرر والانسان يحذر اولئك الذين يقعون في هذا ويحذر الانسان ان يتشبه بهم فاما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون نعم. ايس ان قابلت ايها الرسول هؤلاء الناقدين لعهودهم في الحرب فنكل بهم اشد تنكيل حتى يسمع بذلك غيرهم لعلهم يعتبرون بحالهم فيهابون قتالك ومظاهرة اعدائك قال واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء ان الله لا يحب الخائنين وان خفت ايها الرسول من قوم عاهدتهم غش ونقدا للعهد بامارة تظهر لك فاعلمهم بطرح عهدهم حتى يستووا معك في العلم بذلك ولا تباغثهم قبل اعلامهم فان مباغتتهم قبل اعلامهم من الخيانة والله لا يحب الخائنين بل يمقتهم فاحذر انت من الخيانة وهذا يتعلم الانسان فيه العدل حتى مع المخالفين وان الانسان يكون شجاعا لا انه يضمر شيء وانه يقود شيء اخر فحتى الذي ينقض العهد اذا رأيته هاجر خلاص لا تفعل الامر مباغتة فعليك ان تعلمه بان تعلمه بانك قد يعني تركت ما عاهدته عليه ثم قال تعالى ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا انهم لا يعجزون اي ولا يظنن الذين كفروا انهم فاتوا عقاب الله وافلة انهم لا يفوتونه ولا يفلتون من عقابه بل هو مدركهم ولاحق بهم فهذا الخلق خلق الله والامر امر الله ولا يحصل شيء في ملكوت الله تعالى الا بامره. فربنا جل جلاله محيط قادر على كل شيء ثم امر الله المؤمنين فقال واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفى اليكم وانتم لا تظلمون واعدوا ايها المؤمنون ما قدرتم على اعدادهم من العدد والعدة كالرمي واعدوا لهم ما حبستم من الخيل في سبيل الله يخوفون اعداء الله واعدائكم من الكافرين الذين يتربصون بكم الدوائر وتخوفون به قوما اخرين. لا تعلمونهم ولا تعلمون ما يضمرون لكم من عذاب بل الله وحده هو الذي يعلمهم ويعلم ما يضمرون في انفسهم وما تنفقوا من مال قل او كثره يخلفه الله في الدنيا ويعطكم ثوابه كاملا غير منقوص في الاخرة. فبادروا الى الانفاق في سبيله فاللسان ايها الاخوة يتدبر هذه الاية واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل حيث عطف رباط الخيل على من قوة والعطف يبتغي المغايرة ونكر قوة ليدل على انها شاملة لجميع انواع القوة غير الخيل واعظم القوة هي قوة الايمان ثم قال تعالى وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم اي وان مالوا الى الصلح وترك قتالك. فمل ايها الرسول اليهم وعاهدهم وعاهدهم واعتمد على الله وثق به فلن يخذلك انه هو السميع لاقوالهم العليم بنياتهم وافعالهم من فوائد الايات اولا من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي انها سبب لازدجار من لم يعمل بالمعاصي كما انها زجر لمن عملها ان لا يعاودها من اخلاق المؤمنين الوفاء بالعهد مع المعاهدين الا ان وجدت منهم الخيانة المحققة يجب على المسلمين الاستعداد بكل ما يحقق ارهاب العدو من اصناف الاسلحة والرأي والسياسة جواد السلم مع العدو اذا كان فيه مصلحة للمسلمين. طبعا هنا في الكتاب لم يحدد السلم يحدد لكن شريطة ان لا يزيد على عشر سنوات لان اكثر شيء عاهد به النبي صلى الله عليه وسلم الكفار عشر سنوات ولا يزاد على شيء هو اخر حد فعله النبي صلى الله عليه وسلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته