بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين وان قصدوا بميلهم للصلح وترك في القتال ان يخدعوك ايها الرسول بذلك ليستعدوا لقتالك فان الله كافيك مكرهم وخداعهم هو الذي قواك بنصره وقواك بنصر المؤمنين لك من المهاجرين والانصار والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم وجمع بين قلوب المؤمنين الذين نصرك بهم بعد ان كانت متفرقة لو انفقت ما في الارض من مال لتجمع بين قلوبهم المتفرقة ما جمعت بينهم لكن الله وحده جمع بينها انه عزيز في ملكه لا يغالبه احد حكيم في قدره وتدبيره وشرعه وربنا جل جلاله يعدد نعمه على نبيه صلى الله عليه وسلم لان الانسان حينما يطالع النعم يزداد حبا لله ويزداد قوة في اداء حق الله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين يا ايها النبي ان الله كافيك شر اعدائك وكافي المؤمنين معك فثق بالله واعتمد عليه فالانسان يتوكل على الله تعالى والتوكل هو صدق اعتماد القلب على الرب. ويأخذ المؤمن بالاسباب ولذلك فان قراءة القرآن تقوي الايمان وتقوي التوكل يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وان يكن منكم مائة يغلب الفا من الذين كفروا بانهم قوم لا يفقهون يا ايها النبي حث المؤمنين على القتال وحضهم عليه بما يقوي عزائمهم وينشط هممهم ان يكن منكم ايها المؤمنون عشرون صابرون على مقاتلة الكفار يغلب مائتين من الكفار وان تكن منكم مائة صابرا يغلب الفا من الكافرين ذلك بان الكافرين قوم لا يفهمون سنة الله بنصر اوليائه ودحر اعدائه ولا يدركون المقصود من القتال فهم يقاتلون من اجل العلو في الدنيا اذا المؤمن لما يخلص لله تعالى يزداد قوة ونشاطا الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلب مائتين وان يكن منكم الف يغلب الفين باذن الله والله مع الصابرين الان خفف الله عنكم ايها المؤمنون لما علمه من ضعفكم فخفف عنكم لطفا منه بكم فاوجب على الواحد منكم ان يثبت امام اثنين من الكفار بدل عشرة منهم فإن يكن منكم مئة صابرة على قتال الكفار يغلب مئتين وان يكن منكم الف صابرون يغلب الفين من الكفار باذن الله والله مع الصابرين من المؤمنين بالتأييد والنصر والنسخ ايها الاخوة من الاعلى الى الاخف فيه بيان المنة وفي هذه حكمة عظيمة حتى لا يكون الامير يحمل رعيته فوق ما يطيقونه وتأمل كيف ان لاية قد ختمت والله مع الصابرين فهذه المعية خير من الدنيا وما فيها ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم ما ينبغي لنبي ان يكون له اسرى من الكفار الذين يقاتلونه حتى يكثر القتل فيهم ليدخل الرعب في قلوبهم حتى لا يعودوا الى قتاله تريدون ايها المؤمنون باتخاذ اسرى بدر اخذ الفداء والله يريد الاخرة التي تنال بنصر الدين واعزازه والله عزيز في ذاته وصفاته وقهره لا يغالبه احد حكيم في قدره وشرعه لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم لولا كتاب من الله سبق به قضاؤه وقدرهم انه احل لكم الغنائم واباح لكم فداء الاسرى لاصابكم عذاب شديد من الله بسبب ما اخذتم من الغنيمة والفداء من الاسرى قبل نزول وحي من الله باباحة ذلك وهذه حقيقة الواقعة يعني فيها تربية فثبت في الشريعة العفو عن الخطأ في الاجتهاد وهذا امر قد بسطه اهل العلم لا سيما علماء الاصول وما استدلوا به هذه الاية ولذلك على الاب هو المربي والقائد ان يراعي ذلك في معاملته لمن دونه فلا يعاقبهم او يستهزئ بهم على اجتهادهم. لا سيما اذا كان الاجتهاد سائرا فالقرآن يعالج الاخطاء ويعاتب المخطئين لا لذات العقاب او التشفي. كلا وانما لاجل ان لا يتكرر الخطأ ولاجل ان يتوب المخطئ ولذا تجد السعة والرحمة بعد التهديد والوعيد فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله ان الله غفور رحيم فكلوا ايها المؤمنون مما اخذتم من الكفار من غنيمة فهو حلال لكم واتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ان الله غفور لعباده المؤمنين رحيم بهم من فوائد الايات اولا في الايات وعد من الله لعباده المؤمنين بالكفاية والنصرة على الاعداء فالذي ينبغي ان الانسان يسير على ما يريده الله تعالى فاذا كان الانسان منتصرا على هواه وعلى نفسه مؤديا حق الله فان الله ناصره لا محالة ولكن الخذلان من اين يأتي حينما يخالف الانسان امر الله تعالى فيخذله الله والخذلان هو الترك والتخلية الثبات امام العدو فرض على المسلمين لا اختيار لهم فيه ما لم يحدث مما يرخص لهم بخلافه الله يحب لعباده معالي الامور ويكره منهم سفاسفها ولذلك حثهم على طلب ثواب الاخرة الباقي والدائم اذا ايها الاخوة العمل الصالح باق نفعه وهذه الايام التي نعيشها ايام خوالي وفي الاخرة ايام بواقي فيعمل الانسان في الايام الخوالي لاجل الايام البواقي مفادات الاسرى او المن عليهم باطلاق سراحهم لا يكن الا بعد توافر الغلبة والسلطان على الاعداء واظهار هيبة الامة الاسلامية في وجه الاخرين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته