بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم يا ايها النبي قل لمن وقع في ايديكم من اسرى المشركين الذين اسرتموهم يوم بدر ليعلم الله في قلوبكم قصد الخير وصلاح النية يعطكم خيرا مما اخذ منكم من الفداء فلا تحزنوا على ما اخذ منكم منه ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور لمن تاب من عباده رحيم به وقد تحقق وعد الله للعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن اسلم اذا هذا امر من الله تعالى لنبيه ان يخاطب هؤلاء وكل امر للنبي صلى الله عليه وسلم فهو امر لامته. ما لم يرد الدليل بتخصيصه وهؤلاء كانوا في حال الكفر حينذاك ولكن الله سبحانه وتعالى قد امر نبيه ان يعظهم هذه الموعظة. لعلهم ينتفعون وفي اي شيء في مال انفقوه لان المال عزيز على النفوس فجاء بعضهم بهذا الامر ثم تأمل هنا ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا بعض القراء هكذا يقف على خيره ثم يعيدها. ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم وفي هذا ملمح وتأكيد على امر النية وصلاح النية فاذا كان هذا في حق الكافر نزلت فبالمؤمن اولى انه حينما يقصد الخير فان الله تعالى يعطيه خيرا كثيرا ثم قال تعالى وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فامكن منهم والله عليم حكيم وان يقصد يا محمد خيانتك بما يظهرون لك من القول فقد خانوا الله من قبل وقد نصرك الله عليهم فقتل منهم من قتل واسر من اسر فلينتظروا مثل ذلك ان عادوا والله عليم بخلقه وبما يصلحهم حكيم في تدبيره وذاك الانسان يحذر الخيانة لان كل ذنب فهو من الخيانة. ان نظرت الى الحرام فهي نظرة خائنة ولذا ربنا قال يعلم خائنة الاعين وهكذا كل جارحة تضعها في غير محلها فهو من الخيانة وكل درهم تنفقه في غير محله فهو من الخيانة وكل وقت تقضيه في الحرام فهو من الخيانة. فليحذر الانسان خيانة الامانة وليحرص المرء ان يؤدي حق الله تعالى كاملا موفرا ثم قال تعالى ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك بعضهم اولياء بعض والذين امنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير ان الذين امنوا بالله وصدقوا رسوله وعملوا بشرعه وهاجر من بلد الكفر الى بلد الاسلام او الى المكان او الى مكان يعبدون الله فيه امنين وجاهدوا ببذل اموالهم وبذل انفسهم لاعلاء كلمة الله والذين انزلوهم في منازلهم ونصروهم اولئك المهاجرون والذين نصروهم من اهل الدار بعضهم اولياء بعض بالنصرة والمعونة والذين امنوا بالله ولم يهاجروا من بلد الكفر الى بلد الاسلام ليس عليكم ايها المؤمنون ان تنصروهم وتحموهم حتى يهاجروا في سبيل الله وان ظلمهم الكفار فطلبوا منكم النصر فانصروهم على عدوهم الا اذا كان بينكم وبين عدوهم عهد لم ينتقضوه والله بما تعملون بصير لا يخفى عليه شيء من اعمالكم وسيجازيكم عليها ثم قال تعالى والذين كفروا بعضهم اولياء بعض الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير والذين كفروا بالله يجمعهم الكفر فيناصر بعضهم بعضا فلا يواليهم مؤمن ان لم توالو المؤمنين وتعادوا الكافرين تكن فتنة للمؤمنين حيث لم يجدوا من يناصرهم من اخوانهم في الدين. ويكن فساد في الارض عظيم بالصد عن سبيل الله اذا شخصية المؤمن لابد ان تكون معروفة مبينا ونحن نقرأ قبل النوم اخر ايتين من سورة البقرة وفي ذلك تأكيد على مسألة الولاء والبراء وكذلك نقرأ في كثير من السنن في الشفع من الوتر نقرأ قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد ونقرأها في السنة البعدية المغرب ونقرأها في السنة القبلية للصبح لماذا؟ يعني في اول النهار وفي اول الليل وفي اخر الليل وفي اخر النهار لماذا؟ حتى يحقق الانسان عقيدة الولاء والبراء عمليا ثم قال تعالى والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك هم يؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم والذين امنوا بالله وهاجروا في سبيله والذين اووا المهاجرين في سبيل الله ونصروهم اولئك هم المتصفون بصفة الايمان حقا وجزاؤهم من الله مغفرة لذنوبهم ورزق كريم منه وهو الجنة ثم قال تعالى والذين امنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فاولئك منكم واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ان الله بكل شيء عليم والذين امنوا من بعد ايمان السابقين الى الاسلام من المهاجرين والانصار وهاجروا من بلد الكفر الى بلد الاسلام وجاهدوا في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى اولئك منكم ايها المؤمنون لهم ما لكم من الحقوق وعليهم ما عليهم من الواجبات واصحاب القرابة في حكم الله بعضهم اولى ببعض في الارث من التوارث بالايمان والهجرة الذي كان موجودا ام سابقة ان الله بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء فهو يعلم ما يصلح لعباده فيشرعه لهم. ربنا يعلم ما يصلح لعباده. ويعلم ما يصلح فيشرعه لعباده من فوائد الايات اولا يجب على المؤمنين ترغيب الاسرى بالايمان تضمنت الايات بشارة للمؤمنين باستمرار النصر على المشركين. ما داموا اخذين باسباب النصر المادية والمعنوية ان المسلمين اذا لم يكونوا يدا واحدة على اهل الكفر لم لم تظهر شوكتهم. وحدث بذلك فساد كبير فضيلة الوفاء بالعهود والمواثيق في شريعة الاسلام وان عارض ذلك مصلحة بعض المسلمين فلابد من الوفاء بالعهود وهذا من عدل الاسلام وعظمة الاسلام هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته