بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين اذا هذه السورة سورة التوبة وهي مدنية من مقاصد السورة كشفوا احوال الطوائف بالمفاصلة مع الكافرين وفضح المنافقين وتمييز المؤمنين اذا هذه السورة الكريمة فيها بيان الولاء والبراء وفيها صفات الذين ينقضون الميثاق وان الله سبحانه وتعالى قد فضحهم بصفاتهم حتى يبقى هذا المنطلق في جميع المنافقين على جميع العصور الاية الاولى هذه براءة من الله ومن رسوله واعلانا بنهاية العهود التي عاهدتم ايها المسلمون عليها المشركين في جزيرة العرب وتأمل بداية الاية براءة وهنا اضافة الاذان الى الله ورسوله كما في الاية الثالثة من السورة واذان من الله ورسوله الى الناس فالاية الاولى اثبتت براءة وفي الاية الثالثة اعلام واضافة الاذان الى الله ورسوله دون المسلمين لانه تشريع وحكم في مصالح الامة فلا يكون الا من الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حتى نعلم اننا لا نتعبد الله تعالى الا بما جاء به الشرع فسيحوا في الارض اربعة اشهر واعلموا انكم غير معجز الله وان الله مخز الكافرين فسيروا ايها المشركون في الارض مدة اربعة اشهر امن ولا عهد لكم بعدها ولا امان وايقنوا انكم لن تفلتوا من عذاب الله وعقابه ان استمررتم على كفركم به وايقنوا ان الله مضل الكافرين بالقتل والاسر في الدنيا وبدخول النار يوم القيامة ويشمل هذا من نقضوا عهدهم ومن كان عهدهم مطلقا غير مؤقت واما من له عهد مؤقت ولو كان اكثر من اربعة اشهر فانه يتم له عهده الى مدته وتأمل ايها الاخ الكريم كيف ان الاسلام امر بالعدل مع الجميع وان الانسان لا يهرب من شيء بل على المؤمن ان يكون صادقا صريحا واذانا من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله فان تبتم فهو خير لكم. وان توليتم فاعلموا انكم غير معجز الله وبشر الذين كفروا بعذاب اليم واعلام من الله واعلام من رسوله الى جميع الناس يوما نحرم ان الله سبحانه بريء من المشركين وان رسوله صلى الله عليه وسلم بريء كذلك منهم فان تبتم ايها المشركون من شرككم فتوبتكم خير لكم وان اعرضتم عن التوبة فايقنوا انكم لن تفوتوا الله ولن تفلتوا من عقابي واخبر ايها الرسول الذين كفروا بالله بما يسوؤهم وهو عذاب موجع ينتظرهم الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا فاتموا اليهم عهدهم الى مدتهم ان الله يحب المتقين الا الذين عاهدتم من المشركين ووفوا بعهدكم ولم ينقصوا منه شيئا وهم مستثنون من الحكم السابق فاكملوا لهم الوفاء بعهدهم حتى تنقضي مدته ان الله يحب المتقين في امتثال اوامره. ومنها الوفاء بالعهد وباجتناب نواهيه ومنها الخيانة. نعوذ بالله من الخيانة ثم قال تعالى بعد هذا فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. ان الله غفور رحيم فاذا انتهت الاشهر الحرم التي امنتم فيها اعدائكم تقتلوا المشركين حيث لقيتموهم وحاصروهم في معاقلهم وترصدوا لهم طرقهم فان تابوا الى الله من الشرك واقاموا الصلاة واعطوا الزكاة اموالهم فقد اصبحوا اخوانكم في الاسلام فاتركوا قتالهم ان الله غفور لمن تاب من عباده. رحيم بهم ثم قال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بانهم قوم لا يعلمون وان دخل احد من المشركين مباح الدم والمال وطلب جوارك ايها الرسول فاجبه الى طلبك حتى يسمع القرآن ثم اوصلهم الى مكان يأمن فيه ذلك ان الكفار قوم لا يعلمون حقائق هذا الدين فاذا علموها من سماع قراءة القرآن ربما اهتدوا ولذلك ينبغي علينا ان نبلغ رسالات الله وان نبلغ القرآن وان نبلغ مقاصد القرآن ومعاني الايات. وان نبثها في الالم من فوائد الايات في الايات دليل واضح على حرص الاسلام على تسوية العلاقات الخارجية مع الاعداء على اساس من السلم والامن والتفاهم الاسلام يقدر العهود ويوجب الوفاء بها ويجعل حفظها نابغا من الايمان وملازما لتقوى الله تعالى ان اقامة الصلاة وايتاء الزكاة دليل على الاسلام. وانهما يعصمان الدم والملبوس ويجيبان لمن يؤديهما حقوق المسلمين من حفظ دمه وماله الا بحق الاسلام بارتكاب ما يوجب القتل من قتل النفس البريئة وزنا الزاني المحصن وضد الى الكفر بعد الايمان مشروعية الامان الجواز وتأمين الحربي اذا طلبه من المسلمين ليسمع ما يدل على صحة الاسلام وفي هذا سماحة وتكريم في معاندة الكفار ودليل على ايثار السلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته