والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين لا يصح ان يكون للمشركين بالله عهد وامان عند الله وعند رسوله الا عهد اولئك المشركين الذين عاهدتموهم ايها المسلمون عند المسجد الحرام في صلح الحديبية فما اقاموا لكم على العهد الذي بينكم وبينهم ولم ينقضوك فاقيموا انتم عليه ولا تنقضوه ان الله يحب المتقين من عباده الذين يمتثلون اوامره ويجتنبون نواهيه ويتأمل الانسان كيف ان الاية الكريمة قد ختمت بقوله تعالى ان الله يحب المتقين ونعلم ان تطبيق ما في هذه الاية من التقوى وان تقوى الله تعالى تستجلب محبة الله تعالى فالسعيد من عمل بطاعة الله ونال محبة الله تعالى ثم قال تعالى كيف وان يظهر عليكم لا يرقب فيكم الا ولا ذمة يرضونكم بافواههم وتأبى قلوبهم واكثرهم فاسقون كيف يكون لهم عهد وامان وهم اعداؤكم وان يظفر بكم لا يراع فيكم لا يراعي فيكم الله ولا قرابة ولا عهدا بل يصومونكم سوء العذاب يرضونكم بالكلام الحسن الذي تنطق به السنتهم لكن قلوبهم لا تطايع السنتهم فلا فلا يفون بما يقولون واكثرهم خارجون عن طاعة الله لنقضهم العهد اذا ربنا جل جلاله يحذر المؤمنين من الكافرين وهو اعلم بهم اشتروا بايات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله انهم ساء ما كانوا يعملون اعتاضوا واستبدلوا عن اتباع ايات الله التي منها الوفاء بالعهود. ثمنا حقيرا من حطام الدنيا الذي يتوصلون به الى شهواتهم واهوائهم فصدوا انفسهم عن اتباع الحق واعرضوا عنه وصدوا غيرهم عن الحق انهم ساء عملهم الذي كانوا يعملون ولينتبه الانسان الى ما قاله العرب البراطيل تنصر الاباطل فهؤلاء لاجل حطام الدنيا والدنيا كلها قليل كما قال تعالى قل متاع الدنيا قليل فربنا قال اشتروا بايات الله ثمنا قليلا. فصدوا عن سبيله. صدوا انفسهم وصدوا غيرهم ثم قال انهم ساء ما كانوا يعملون. اي ساء عملهم ثم قال تعالى لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة واولئك هم المعتدون لا يراعون الله ولا قرابة ولا عهدا في مؤمن لما هم عليه من العداوة فهم متجاوزون لحدود الله لما يتصفون به من الظلم والعدوان ثم قال تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين ونفصل الايات لقوم يعلمون فان تابوا الى الله من كفرهم ونطقوا بالشهادتين واقاموا الصلاة واعطوا زكاة اموالهم. فقد صاروا مسلمين وهم اخوتكم في الدين لهم ما لكم وعليهم ما عليكم لا يحل لكم قتالهم فاسلامهم يعصم دماءهم. واموالهم واعراضهم ونبين الايات ونوضحها لقوم يعلمون فهم الذين ينتفعون بها وينفعون بها غيرهم ثم قال تعالى وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون وان نقض هؤلاء المشركون الذين عاهدتموهم على ترك القتال مدة معلومة عهودهم ومواثيقهم وعابوا دينكم وانتقصوا منهم فقاتلوهم فهم ائمة الكفر وقادته لا عهود لهم ولا مواثيق تحقن دماءهم قاتلوهم رجاء ان ينتهوا عن كفرهم ونقضهم للعهود وانتقاصهم للدين قال تعالى الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم اول مرة اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين لم لا تقاتلون ايها المؤمنون قوما نقضوا عهودهم ومواثيقهم وساعوا في اجتماعهم في دار الندوة الى اخراج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة وهم بدؤوكم بالقتال اول مرة عندما اعانوا بكرا حلفاء قريش على خزاعة حلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم اتخافونهم فلا تغضبون على قتالهم فالله سبحانه احق ان تخافوه. ان كنتم مؤمنين حقا من فوائد الايات اولا دلت الايات على ان قتال المشركين الناكثين العهد كان لاسباب كثيرة اهمها نقضهم العهد يعني ان هذا النقض للعهد متجذر في قلوبهم لعدم ايمانهم ولعدم صدقهم ثانيا في الايات دليل على ان من امتنع من اداء الصلاة او الزكاة فانه يقاتل حتى يؤديها كما فعل ابو بكر رضي الله عنه ثالثا استدل بعض العلماء بقوله تعالى وطعنوا في دينكم على وجوب قتل كل من طعن في الدين. عامدا مستهزئا به بعد استتابته. يستتاب والا يقتل رابعا في الايات دلالة على ان المؤمن الذي يخشى الله وحده يجب ان يكون اشجع الناس واجرأهم على القتال وهكذا ينبغي على الانسان ان يكون قويا وفي الاية الثالثة عشرة اشار الراجح في تفسيره عند قوله وهم بدأوكم وقال بان البادي اظلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد