المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. ولهذا قال كما قال تعالى وبرزت الجحيم للغاوين. اي عرضت لهم لتكون مأواهم ومنزلهم. وليتمتعوا باغلالها وسعيرها وحميمها وزمهريرها يذوق من العقاب اتبكم له القلوب وتصم الاذان؟ وهذا اثار اعمالهم وجزاء افعالهم فانهم في الدنيا كانت اعينهم هم في غطاء عن ذكري اي معرضين عن الذكر الحكيم والقرآن الكريم. وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعونا اليه. وفي اعينهم اغطية تمنعهم من رؤى ايات الله النافعة. كما قال الله تعالى وعلى ابصارهم غشاوة. وكانوا لا يستطيعون سمعا اي لا يقدرون على سمع ايات الله الموصلة اليه الايمان ببغضهم القرآن والرسول فان المبغض لا يستطيع ان يلقي سمعه الى كلام من ابغضه. فاذا انحجبت عنهم طرق العلم والخير فليس لهم سمع ولا بصر ولا عقل نافع فقد كفروا بالله وجحدوا اياته وكذبوا رسله. فاستحقوا جهنم وساءت مصيرا انا اعتدينا كافرين نزلا. وهذا برهان وبيان لبطلان دعوى المشركين الكافرين. الذين اتخذوا بعض الانبياء والاولياء شركاء لله يعبدونه ويزعمون انهم يكونون لهم اولياء ينجونهم من عذاب الله. وينيلونهم ثوابه وهم قد كفروا بالله وبرسله. يقول الله لهم على للاستفهام الانكاري المتقرر بطلانه في العقول. افحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دون اولياء. اي لا يكون ذلك. ولا يوالي ولي الله معاديا لله ابدا. فان الاولياء موافقون لله في محبته ورضاه. وسخطه وبغضه. فيكون على هذا المعنى مشابها لقوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم. فمن زعم انه يتخذ ولي الله وليا له وهو معاذ لله فهو كاذب. ويحتمل وهو الظاهر ان المعنى افحسب الكفار بالله المنابذون لرسله ان خذوا من دون الله اولياء ينصرونهم وينفعونهم من دون الله ويدفعون عنهم الاذى. هذا حسبان باطل وظن فاسد. فان جميع المخلوقين ليس بيده من النفع والضر شيء. ويكون هذا كقوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. ولا يملك الذي حين يدعون من دونه الشفاعة ونحو ذلك من الايات التي يذكر الله فيها ان المتخذ من دونه ولي ينصره ويواليه ضال خائب الرجاء غير مائل لبعض مقصوده. اي ضيافة وقراء فبئس النزل نزولا وبئست جهنم ضيافتهم. اي قل يا محمد للناس على التحذير والانذار هل اخبركم باخسر الناس اعمالا على الاطلاق سبعون انهم يحسنون صنعا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا. اي بطل واضمحل كل ما عملوه من عمل. يحسبون انهم محسنون في صنعه فكيف باعمالهم التي يعلمون انها باطلة؟ وانها محادة لله ورسله ومعاداه. فمن هم هؤلاء الذين خسرت اعمالهم فخسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة. الا ذلك هو الخسران المبين. الذين كفروا ايات ربهم ورقائه فحبطت اعمالهم. فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناب. اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه. اي جحدوا الايات القرآنية والايات العيانية. الدالة على وجوب الايمان به وبملائكته ورسله وكتبه واليوم الاخر. فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا لان الوزن فائدته مقابلة الحسنات بالسيئات. والنظر في الراجح منها والمرجوح. وهؤلاء لا حسنات لهم لعدم شرطها وهو الايمان. كما قال الله قال ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هظما. لكن تعد اعمالهم وتحصى ويقررون بها ويخزون بها على رؤوس ثم يعذبون عليها. ولهذا قال واتخذوا اياتي ورسلي هزوا. ذلك جزاؤهم اي حبوط اعمالهم وانهم لا يقام لهم يوم القيامة وزنا لحقارتهم وخستهم بكفرهم بايات الله واتخاذهم اياته ورسله هزوا يستهزئون بها ويسخرون منها. مع ان الواجب في ايات الله ورسله الايمان التام بها والتعظيم لها والقيام بها اتم القيام. وهؤلاء عكسوا القضية فانعكس امرهم وتعسوا كسوا في العذاب ولما بين مآل الكافرين واعمالهم بين اعمال المؤمنين ومآلهم فقال