بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الاربعين النووية للحافظ النووي رحمه الله وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك شيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء كم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تزيده امامك لعل الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك. وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر وان من خرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. وهذا الحديث عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له. ويقول اللهم فقهه وفي الدين اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل يعني التفسير. فكان اية من ايات الله في العلم في الفقه وفي تفسير القرآن حتى لقب بترجمان القرآن وحبر الامة رضي الله عنه وكان طفلا صغيرا توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لم يبلغ. يبلغ الحلم. ومع هذا اعطاه الله الله هذا العلم الغزير وهذا الفهم العظيم ببركة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يا غلام والغلام هو الصغير فهذا فيه دليل على العناية بالصغار على العناية بالصغار وتوجيه الصغار يا غلام اني اعلمك كلمات وهذا فيه ان العلم يؤخذ شيئا فشيئا الكلمات يسيرة اول شيء ثم ينمو يزداد يؤخذ العلم دفعة واحدة اعلمك كلمات كلمات يعني يسيرة لكنها كلمات جوامع. لان كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم ليست ككلمات غيره كلمات احفظ الله يحفظك. احفظ الله يعني احفظ اوامر الله. وفرائض الله احفظها واحفظ محارم الله واجتنبها. احفظ الله بفعل اوامره وترك نواهيه. هذا حفظ الله حفظ دينه احفظ الله اي احفظ دينه. لان الله جل وعلا لا يحتاج الى حفظ. هو الذي يحفظ الناس ويحفظ خلق والكون انما المراد انه انه يحفظ دينه. دين الله جل وعلا. وظلاها هذا من قبل العبد. يحفظ من قبل الله هذا جزاء والجزاء من جنس العمل. فاذا حفظت الله فان الله يحفظك عما تكره يحفظك عما تكره في دينك ودنياك. هذه ثمرة حفظ الله وحفظ اوامره ونواهيه احفظ الله يحفظك. هذي واحدة. الثانية احفظ الله له تأكيد. تجده تجاهك يحفظك وهذا تجده تجاهك. وفي الرواية الاتية تجده امامك. تجاهك يعني امامك. بمعنى ان الله جل وعلا قريب منك. قريب من عباده سبحانه وتعالى. وايضا هو جل وعلا يبادر الى الى مثوبة مثوبة عباده كما في الحديث من من اتى الي يمشي من من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن اتاني يمشي اتيته هرولة بمعنى ان الله يبادر سبحانه يبادر يبادر بالاثابة لمن اطاعه تجده تجاهك او امامك هذا جزاء والجزاء من جنس العمل حفظ الله جل وعلا له فائدتان الاولى يكون اه ان الله يحفظك الفائدة الثانية انك تجد الله قريبا منك امامك تجده امامك تجاهك ثم الكلمة الثالثة اذا سألت فاسأل الله اذا سألت فاسأل الله اذا طلبت شيء فاطلبه من الكريم المنان سبحانه الذي كل شيء عنده. ولا تسأل الناس لا تسأل الناس. وسؤال غير الله على نوعين. سؤال غير الله في ما لا يقدر عليه الا الله وهذا شرك. سؤال غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. فهذا شرك اكبر كالذين يدعون الاموات ويستنجدون بالموتى ويستغيثون بهم ويطلبون منهم الحوائج هذا شرك لكم ويجي عند القبر يا فلان يا اغثني يا فلان كذا يا ولي الله يا هذا شرك لك النوع الثاني سؤال الناس فيما قادرون عليه فيما يقدرون عليه. هذا جائز لكن الاحسن انك تتعفف. الاحسن انك تتعفف ولا جائز انك تسأل اذا احتجت لكن الاحسن انك تتعفف عن السؤال لان السؤال ذلة السؤال ذلة وهو نقص في التوحيد. فاسأل الله جل وعلا. والله غني كريم وينزل الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى في الليلة الاخر فيقول من يسألني فاعطيه؟ من يسألني فاعطيه؟ واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. اذا سألت فاسأل الله. واذا استعنت فاستعن بالله الاعانة الاستعانة وطلب العون طلب العون اياك نعبد واياك نستعين فهو نوع من العبادة وعطفه على العبادة للاهتمام به. للاهتمام به والا هو نوعا من العبادة. الاستعانة فالاستعانة مثل السؤال ان كان الاستعانة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله فهذا شرك اكبر وان كانت الاستعانة بالمخلوق في شيء يقدر عليه فهذا يجوز لكن تركه احسن لان فيه في ذلة لان فيه ذلة وحاجة الى الناس كونك تستغني بالله عز وجل هذا افضل لك. اذا استعنت فاستعن بالله. هذه اربع كلمات. والخامسة فيه فيها الايمان بالقضاء والقدر. واعلم ان الخلق لو اجتمع الخلق كلهم لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك يعني قدرك قدره لك كتبه لك في اللوح المحفوظ ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. فهذا فيه الايمان بالقضاء والقدر وان الناس لا يقدرون على ان ينفعوك او يضروك الا بما كتبه الله لك على ايديهم من نفع او ضر على ايديهم. هم سبب فقط. واما النافع الضار فهو الله جل وعلا. انما الناس سبب اذا امرهم الله نفعوك واذا لم يأمرهم الله لم ينفعوك. فعليك الايمان بالقضاء والقدر. ثم قال الله عليه وسلم رفعت الاقلام جفت الصحف معناه ان ان القدر قدر وانتهى ولن يغير ان القضاء الذي قدره الله لا يغير. رفعت الاقلام اقلام الكتابة القضاء والقدر. وجفت الصحف التي كتبت فيها المقادير فهذا فيه الايمان بالقضاء والقدر وهو وصية لابن عباس وغيره انه يؤمن بالقضاء والقدر. واذا امن بالقضاء والقدر فانه يستغني عن سؤال الناس الاستعانة بالناس وآآ في الرواية الثانية احفظ الله تجده امام هذي تفسر الرواية الاولى وعرفنا معنى احفظ الله. احفظ الله تعرف الى الله في الرخاء. يعني في الشدة كن قريبا من الله في جميع احوالك. في حال رخائك وعدم حاجتك وعدم لا لا تغيب عن الله جل وعلا. كن قريبا من الله. لطاعته وترك معصيته الانسان اذا انه استغنى نسي الله عز وجل. كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى آآ اذا استغنى نسي الله عز وجل وظن انه ليس بحاجة الى الله واذا مرظ الانسان لجأ الى الله واذا صحا وشفي نسي الله عز وجل. فهذه حالة سيئة تدل على ضعف الايمان وتدل على ضعف الايمان. يعرفك في الشدة اذا وقعت في خطر وفي شدة وانت مطيع لله في حالة الرخاء فان الله ينقذك باعمالك الصالحة. مثل حديث اصحاب صخرة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار ولم يستطيعوا الخروج لما كانت لهم اعمال صالحة سابقة فرج الله هذا دعا توسل الى الله ببره بوالديه وهذا توسل الى الله جل وعلا حفظ فرجه من الزنا بعد ما تمكن منه تركه خوفا من الله وهذا توسل الى الله بامانته وحفظه لاجرة الاجير الذي ترك اجرته عنده وذهب حفظها له ونمى فلما جاء اعطاها اياه ففرج الله عنه فرج الله عنهم الله جل وعلا يقول عن اصحاب الجنة انهم كانوا قبل ذلك قبل ذلك اي في الدنيا محسنين. كانوا قليلا من الليل ما يهجعون بالاسحار هم يستغفرون قبل ذلك. وهم في الدنيا. وقال الله جل وعلا في يونس عليه السلام صاحب الحوت فلولا انه كان من المسبحين. يعني من المصلين في حالة الرخاء للبث في الى يوم يبعثون. انجاه الله بسبب اعماله الصالحة. التي اسبقها. فالمسلم ما ما هو ما يعرف الله الا في حالة الشدة. هذا الكفار الكفار يعرفون الله بحالة الشدة. واذا مسكم في البحر ظل من تدعون الا اياه. الكفار يعرفون الله في حالة الشدة. اذا وقعوا في في الخطر اخلصوا الدعاء لله عز وجل المؤمن لا المؤمن يعرف الله في كل الاحوال في حال رخائه وفي حال شدته تعرف الى الله في الرخاء اي في حالة السعة وحالة الغنى وحالة الصحة وحالة يعرفك اذا وقعت في يعني ينقذك ينقذك اذا وقعت في ورطة تعرف الى الله بالرخاء يعرفك في الشدة هذه وصية عظيمة واعلم ان النصر مع الصبر. الانسان يبتلى في هذه الحياة تعرض له الام وساق ومكاره لكن عليه بالصبر يتحمل والشدائد ما تدوم الشدائد تزول لابد من الصبر يقابل الشدائد بالصبر عليها حتى يزيلها الله عنه ولا يجزع ولا يسخط اعلم ان النصر مع الصبر. اما اذا جزع الانسان سخط فان الله يخذله. وان الفرج مع الكرب. كل ما اشتد الكرب تتطلع الى الفرج فان الفرج قريب. فان الفرج قريب اذا اشتد الامر. والله جل وعلا يقول ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان والله قريب. فاذا اشتد الامر فاعلم ان الفرج قريب. ولا تيأس. ولا تيأس وتقنط من الفرج وان مع العسر يسرا. هذا كما في القرآن فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. العسر مرة واحدة لانه بالالف واللام واليسر مرتين لانه منكر. يقتضي التكرار. فكل عسر معه يسران ما هو بيسر واحد فقط فهذا من فضل الله سبحانه وتعالى ويدل على ان الانسان لا يضيق به الامر ابدا ولا يقنط من رحمة الله. وان يتوقع الخير من الله دائما وابدا. ولان احد في هذه الدنيا مسالم لابد يحصل عليه ما يحصل. فعليه ان يقابل هذه الامور. بالصبر مع الصبر ولا الفرج مع الكرب والعسر يصبر عليه بانتظار اليسر من الله سبحانه وتعالى. الله لا اتركوا عبده ابدا لكن يبتليه. الله لا يترك عبده ولكنه يبتليه. ليظهر صبر وتحمله وآآ ايمانه بالله عز وجل فهذا حديث عظيم ووصايا عظيمة وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الامة بواسطة هذا الغلام المبارك. نعم