الا على صراط مستقيم في قضائه وقدره ونهيه وامره ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم من يشاء الى صراطه المستقيم بفضله ورحمته وجعله الهداية وجعله الهداية حيث تصلح ويصرف من يشاء فاراني صورته معلق في هويته وهو شاب. والله ما تقول هذه الصورة لهذا الانسان ابدا ما تقول الموجود يا ايها الاخوة انسان الشريعة هذه حرمت علينا الخبائث حتى لا تخبث نفوسنا من سيئات الاعمال وعقوباتها التي تسوء صاحبها. فانه سبحانه متى وقاهم؟ متى وقاهم العمل السيء وقاهم جزاءه السيء ان كان قوله ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته اظهر في العقوبات الاعمال المطلوب المطلوب الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس التاسع عشر من القراءة والتعليق على كتاب الداء والدواء او الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح كنا قد وقفنا على قول المصنف رحمه الله فصل واما العقوبات القدرية اي العقوبات القدرية المترتبة على الذنوب نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح فنبدأ على بركة الله تعالى. نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد اللهم اغفر لشيخنا ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين. قال رحمه الله فصل واما العقوبات القدرية فهي نوعان نوع على القلوب والنفوس ونوع على الابدان والاموال. والتي على القلوب نوعان احدهما الام وجودية يضرب بها القلب. والثاني قطع المواد التي بها حياته وصلاحه عنه. واذا قطعت واذا قطعت عنه حصل له اضدادها. وعقوبة القلب اشد العقوبتين. وهي اصل عقوبة الابدان وهذه العقوبة تقوى وتتزايد حتى تسري من القلب الى البدن. كما يسري الم البدن الى القلب. فاذا فارقت النفس البدن فاذا فارقت النفس البدن صار الحكم متعلقا بها فظهرت عقوبته فظهرت عقوبة حينئذ وصارت عيانية ظاهرة وهي المسماة بعذاب القبر ونسبته الى البرزخ كنسبة العذاب كنسبة عذاب الابدان الى هذه الدار. بالنسبة للعقوبات القدرية المترتبة على الذنوب مثل ما قال المصنف منها الام وجودية يضرب بها القلب ومنها قطع المواد التي بها حياة القلب والنفس صلاح القلب والنفس وكلاهما من العقوبات تأملوا معي ان انسان عنده من المال وعنده من الجاه وعنده وعنده لكن لا يجد السعادة. السبب في ذلك هي عقوبات القدرية التي ترتبت على الشرك والكفر والبدع والمعاصي وقد يجد بعض الناس الاما قد لا يجد الاما في قلبه لكنه لا يحس بنفسه وروحه هذه العقوبة التي هو لا يشعر بها هي من اشد انواع العقوبات. الا يعلم المرء لماذا خلق. ان لا الم المرء لماذا خلق؟ لماذا وجد؟ ان لا يعلم المرء من الذي خلقه؟ ما وصفه ما اسمه؟ الا يعلم المرء ما مصيره؟ هذه كلها عقوبات. بينما المؤمن يعيش في سعادة وهناءة يعلم ان خالقه الله الذي رفع السماء بغير عمد ومهد الارض من غير نصح وانه العلي الاعلى وانه فوق مخلوقاته على العرش استوى وانه خلقه لعبادته وانه المصير الى رضوانه والى دار كرامته. نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم والواجب على الانسان المسلم ان يهتم بصلاح نفسه حتى لا يعاقب بالعقوبات القدرية نعم قال رحمه الله فصل والتي على الابدان ايضا نوعان. نوع في الدنيا ونوع في الاخرة. وشدتها ودوامها بحسب مفاسد ما رتبت عليه في الشدة والخفة. فليس في الدنيا والاخرة شر اصلا الا الذنوب وعقوباتها. الشر اسم ذلك كله واصله من شر النفس وسيئات الاعمال وهما الاصلان اللذان كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منهما في خطبته بقوله ونعوذ بالله ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. سيئات الاعمال من شرور النفس فعاد الشر كله الى شر النفس فان سيئات الاعمال وفروعه وثمرات فان سيئات الاعمال من فروعه وثمراته. على هذا يكون من لبيان النوع. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن نوع شر النفس السيئات التي ترتكبها وهذا كلام عظيم ليس في الدنيا ولا في الاخرة الشر الا الذنوب وعقوباتها نعم اي ما يترتب على الذنوب. نعم. وقد اختلف وقد اختلف في معنى قوله ومن سيئات اعمالنا. هل معناه هل معناه السيء من اعمالنا فيكون من باب اضافة النوع الى جنسه ويكون بمعنى من وقيل معناه من عقوباتها التي تسوف يكون التقدير ومن عقوبات اعمالنا التي تسوءنا. ويرجح هذا القول ان الاستعاذة تكون وقد تضمنت جميع الشر فان شرور الانفس تستلزم الاعمال السيئة وهي تستلزم العقوبات السيئة فنبه فنبه بشرور الانفس على ما تقتضيه من قبح الاعمال. واكتفى بذكرها منه اذ هي اصله. ثم ذكر غاية الشر ومنتهاه السيئات التي تسوء العبد من عمله من العقوبات والالام. فتضمنت هذه الاستعاذة اصل الشر وفروعه وغايته ومقتضاه ومن دعاء الملائكة للمؤمنين قولهم وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته. فهذا يتضمن طلب وقاية يومئذ فان قيل فقد سألوه سبحانه ان ان يقيهم عذاب الجحيم وهذا هو وقاية وهذا هو وقاية العقوبات السيئة. فدل على ان المراد دل على ان المراد بالسيئة التي كانوا التي قالوا وقايتها الاعمال السيئة. ويكون الذي سأله الملائكة نظير ما استعاذ منه. النبي نظير ما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرد على هذا قوله يومئذ فان المطلوب وقاية الشرور ووقاية شرور السيئات الاعمال ذلك وهي سيئات في انفسها. قيل وقاية السيئات نوعان احدهما وقاية فعلها بالتوفيق فلا منه والثاني وقلبه هذا التوفيق من الله سبحانه وتعالى. ويعطيه الله جل وعلا لمن حسنت نيته وصفت سريرته وهذا التوفيق يجعله الحكيم سبحانه وتعالى في المكان اللائق به فلا ينثر الدر على الخنازير وانما يوفق الله من عباده من كان طيب النفس. صالح السريرة هذا ينبغي على الانسان ان يصلح قلبه وسريرته. نسأل الله ان يوفقنا واياكم للوقاية من السيئات والعصمة منها نعم قال والثاني وقاية جزائها بالمغفرة فلا يعاقب فلا يعاقب عليها. فقد تضمنت الاية سؤال الامرين والظرف والظرف الجملة الشرقية لا للجملة الطلبية. الظرف تقييد للجملة الشرطية لا للجملة الطلبية. وتأمل ما تضمنه هذا الخبر عن الملائكة من مدحهم بالايمان والعمل الصالح والاحسان الى المؤمنين بالاستغفار لهم. وقدموا بين يدي استغفارهم توسل توسلهم الى الله سبحانه علمه وسعة رحمته. وسعة علمه تتضمن علمه بذنوبهم واسبابها. وضعفهم عن العصمة واستيلاء عدوهم وانفسهم وهواهم وطباعهم وما زين لهم من الدنيا وزينتها من الدنيا وزينتها وعلمه بهم وعلمه بهم احسن الله وعلمه بهم اذ انشأهم من الارض واذ هم اجنة في بطون امهاتهم. وعلمه السابق بانه لا بد ان يعصوه وانه يحب العفو والمغفرة غير ذلك من ساعة علمه الذي لا يحيط به احد سواه. وسعة رحمته تتضمن انه لا يهلك عليه احد من المؤمنين به اهل به اهل توحيده ومحبته. فانه واسع الرحمة لا يخرج عن دائرة رحمته الا ولا اشقى ممن لم تسعه رحمته التي وسعت كل شيء. تأملوا معي من رأي عظيم رحمة الله. اذا اراد الانسان ان اعرف رحمة الله فلينظر الى الواقع فقط ينظر الى الواقع لو ان ابنك او اخاك او من يعملون تحتك او صاحبك نهيته عن امر فلم ينتهي ثم نهيته فلم ينتهي ثم نهيته فلم ينتهي شتسوي له في الرابع تكسر رقبته تضرب كف على وجه. يمكن الاب يقول لا انا لا مع ابوك ولا انت ابني. هذا هذا رحمة هذا حده لو رحم عشر مرات عشرين مرة مئة مرة سيأتي يوم ويقطع هذه الرحمة تأملوا معي في عظيم رحمة الله على عباده يرى الكفار على كفرهم وينعمهم ولا يعاجلهم بالعقوبة يرى المشركين على شركهم ولا يأخذ القرى باهلها ويمهلهم سبحانه وتعالى ويمهلهم ويمهلهم ويمهلهم حتى ان المسلم هذا واقع ترى. يمهلهم ويمهلهم حتى ان المسلم يمل من امهال الله لهم وهو سبحانه لا يمل من امل من امعاءه. هذا مشاهد بعض المسلمين يدعو على بعض الكفار بالهلاك السنة والسنتين والثلاث والاربع بعدين يمل في المقابل لو نظر الى رحمة الله بهم لما مل هو لان رحمة الله بهم امهالهم ورحمة الله بك انك تدعو ولذلك ايها الاخوة رحمة الله لذلك قال ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وتأمل تقديم الرحمة على العلم تقديم الرحمة على العلم. لان الباب باب طلب العفو. فناسب تقديم الرحمة على العلم نعم قال رحمه الله ثم سألوه ان يغفر للتائبين الذين اتبعوا سبيله وصراطه الموصل الموصل اليه الذي هو ومحبته وطاعته. وتابوا مما يكره واتبعوا السبيل التي يحبها. ثم سألوه ان يقيهم عذاب الجحيم وان يدخلهم والمؤمنين من اصولهم وفروعهم وازواجهم جنات عدن التي وعدهم بها. وهو سبحانه وان كان لا يخلف الميعاد فانه وعدهم بها باسباب من جملتها دعاء الملائكة لهم بانهم يدخلوها بان بان يدخلهم اياها برحمته فدخلوها برحمته التي منها ان وفقهم لاعمالها. وقام ملائكته يدعون لهم بدخولها. ثم اخبر كان مع الملائكته انهم قالوا عقيب هذه الدعوة انك انت العزيز الحكيم. اي مصدر ذلك وسببه صادر عن كمال قدرتك وكمال علمك. فالعزة كمال القدرة والحكمة كمال العلم. وبهاتين الصفتين يقضي سبحانه يشاء ويأمر وينهى ويثيب ويعاقب. وهاتان الصفتان مصدر الخلق والامر. والمقصود ان عقوبات السيئات تتنوع الى عقوبات شرعية وعقوبات قدرية وهي اما في القلب واما في البدن واما فيهما. وعقوبات في دار البرزخ بعد الموت عقوبات يوم الحشر يوم حشر الاجساد. يعني عقوبات متعددة يجب على العاقل ان ينزجر عقوبات في القلب في البدن فيهما معا في دار البرزخ يوم حشر الافساد ثم النار شيء شيء عظيم. شيء عظيم. اليوم الحكام والمسؤولون المرور مثلا يرتبون على بعض المخالفات المرورية بعض الجزاءات القوية. فينزجر الناس يقول لي تعدى الاشارة حمرا غرامة مئة دينار وسحب سيارة خلص الناس ينزجرون طيب هذي ستة عقوبات خطيرة. نسأل الله جل وعلا ان يجعل لنا في قلوبنا واعظا من انفسنا نعم. فالذنب لا يخلو من عقوبة من عقوبة البتة. ولكن لجهل العبد لا يشعر بما هو فيه من العقوبة لانه بمنزلة السكران والمخدر والنائم الذي لا يشعر بالالم. واذا استيقظ وصحى احس احس المؤلم فترتب العقوبات على الذنوب كترتب الاحراق على النار والكسر على الانكسار. والاغراض على الماء وفساد البدن على السموم والامراض على الاسباب الجالبة لها. هذه القاعدة العظيمة الذنب لا يخلو من عقوبة البتة. هذه القاعدة لو لم تكن لك انت منافية لحكمة الله عز وجل لابد الانسان يستيقن ان الذنب لا يخلو من عقوبة البتة قد تكون العقوبة شيء وقد تكون العقوبة كل الذنب او بعض الذنب انية وحاليا او بعدية واجلة قد تكون العقوبة حسية وقد تكون العقوبة غير حسية ربما يجد الانسان عقوبة ذنبه على عدم صلاح اولاده شي غريب جدا وهذا رأيته بام عين كم من انسان عقه ابنه لشيء كان عليه حاله فينبغي على الانسان ان يحذر من هذا الذنب لا يخلو من عقوبة البتة لو خلت لو خلت الذنوب من العقوبات لكانت مخالفة للحكمة لان الله قال والذين اهتدوا زادهم هدى لما زاغوا ما زاغ الله قلوبهم. هذا مرتب على هذا. مثل ما قال ابن القيم الاحراق مرتب على النار. الكسر على الانكسار فالاغراق عن الماء وهكذا نعم قال وقد تقارن المضرة للذنب وقد تقارن المضرة بالذنب وقد تتأخر عنه اما يسيرا واما مدة كما يتأخر المرض عن سببه او يقارنه. وكثيرا ما يقع الغلط للعبد في هذا المقام ويذنب الذنب فلا يرى اثره عقيبة احسن عقيدة احسن الله اليك فلا يرى اثره وعقيبه ولا يدري انه يعمل عمله على التدريج شيئا فشيئا كما تعمل السموم والاشياء الضارة حذو القذة بالقذة. فان تدارك العبد بالادوية والاستفراغ والحمية والا فهو صائم الى الهلاك. هذا اذا كان ذنبا واحدا لم يتدارك وبما يزيل اثره. فكيف بالذنب على الذنب كل يوم وكل ساعة الله المستعان. الان بعض السموم لو اكل الانسان منه يعني مثلا نظر مثال مشروب الطاقة المعروف اليوم في الاسواق تاخذ علبة واحدة يقول الاطبا ما يضر طيب خذ علبتين خذ بعد ساعة الثالثة خذ بعد ساعة الرابعة ما تجيك الساعة الرابعة والعشرين الا وانت ميت. بشهادة الاطبا انفسهم لان شيء لا يظر مصاحبا مباشرة ظرره مرتب الذنوب هكذا لا تحسب انك انت مثل قوم من بني اسرائيل كما ينقل انه اذا اذنب احدهم الذنب يصبح يكتب على باب بيته فلان اذنب. لا تحسب هذا لكن تتراكم. لذلك كان الاستغفار افضل شيء مصاحبا للابرار افضل شيء تصحبه مع نفسك الاستغفار نعم والصلوات لكن المشكلة في الاصرار على الذنب. نعم قال رحمه الله فصل فاستحضر بعض العقوبات التي رتبها الله سبحانه على الذنوب. وجوزوا صور بعض وبعضها اليك فاجعل ذلك داعيا للنفس الى هجرانها. وانا اسوق لك منها طرفا يكفي العاقل مع التصديق ببعضه نعم فمنها الختم على القلوب والاسماع. الغشاوة على الابصار والاقفال على القلوب. وجعل الاكنة عليها. والرين والرين عليها والطبع وتقليب الافئدة والابصار. والحيلولة بين المرء وقلبه. واغفال القلب عن ذكر وانشاء الانسان نفسه. وترك ارادة الله تطهير القلب وجعل الصدر ضيقا حرجا كانما يتصاعد في السماء صرف القلوب عن الحق وزيادتها مرظا على مرظها واركاسها ونكسها بحيث تبقى منكوسة كما ذكر الامام احمد عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما انه قال القلوب اربع. فقلب اجرد فيه سراج يزهر قلب المؤمن وقلب اغلف فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب المنافق والقلب قلب مادتان مادة ايمان ومادة نفاق وهو لما غلب عليه منهما. ومنها التثبيت عن الطاعة والاقعان عنها اذا رأيت من نفسك تثبيط على الطاعة كسل خمول لابد تكثر من الاستغفار اما ذنب يجعلك مثبطا. وانت لا تدري ما هو فان كنت تعلم لابد ان تتركه بعينه احيانا الانسان ربما يذنبه لا يشعر. لا سيما مع كثرة وسائل الاتصالات والمجالسات يغتابه ما يدري يكذبه ما يدري ينمه ما يدري هذا يحصل فما العلاج؟ استغفار نعم وبهذا يعلم ان الصمم قال ومنها جعل القلب اصم لا يسمع الحق ابكم لا ينطق بالحق اعمى لا يراه يوم ان اجلس بين البخاري ومسلم. الله اكبر والله يعني هذه شهادة نسأل الله جل وعلا ان يجعلها له فهو كان مع البخاري ومسلم نسأل الله ان يلحقه بهم. نعم. امين فيصير النسبة بين القلب وبين الحق الذي لا ينفعه غيره كالنسبة بين اذن الاصم والاصوات وعين الاعمى والالوان ولسان الاخرس والكلام. وبهذا يعلم ان الصمم والبك والبك والبكمة البكم. احسن الله اليك. والبكم والعمى للقلب بالذات الحقيقة وللجوارح بالعرض والتبعية. فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ايش المراد نفي العمل حسي عن البصر. كيف وقد قال تعالى ليس ليس على الاعمى حرج. وقال عبس وتولى ان جاءه اعمى وانما المراد ان العمى التام في الحقيقة عمى القلب. حتى ان عمى البصر بالنسبة اليه كلاعمة. حتى انه يصح بالنسبة الى كماله وقوته كما قال صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب وقوله ليس المسكين بالطواف الذي ترده اللقمة اللقمتان. ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس ولا يفطن له فيتصدق ونظائره كثيرة. وهكذا اذا كنت طالب علم ورأيت ان المسائل تنغلق عليك وانك اصبحت لا تفهم لا لافة في البدن ولا لمرض في الجسم فلا بد ان تستيقن ان ما شيء مؤثر على النفس والقلب فماذا تفعل؟ تكثر من الاستغفار فيفتح لك الباب العزيز الغفار الامور عملية لابد من تطبيقها ومن هنا ندرك معنى كلام شيخ الاسلام كما نقله ابن القيم انه كان اذا انغلق عليه الشيء يجلس يستغفر نعم قال رحمه الله وما المقصود ان من عقوبات المعاصي جعل القلب اعمى اصم ابكم ومن الخسف بالقلب كما يخسف بالمكان وما فيه ويخسف به الى اسفل سافلين وصاحبه لا يشعر. وعلامة الخسف علامة الخسف به ان لا يزال جوالا حول السفلية السفليات والقاذورات والرذائل. لا حول ولا قوة الا بالله نعم كما ان القلب الذي رفعه الله قربه اليه لا يزال جوالا حول البر والخير ومعالي الاعمال والاقوال والاخلاق الذي رفعه الله لا يزال جوالا حول البر والخير ومعالي الاعمال والاقوال والاخلاق ورأس ذلك كله التدبر. لا يزال متدبرا لا يزال متفكرا لا يزال في كل شيء يرى اثر فعل الله عز وجل يرى في كل شيء عظيم خلق الله عز وجل عظيم الخالق يرى في النظم الدقيق حكمة الباري جل وعلا نسأل الله سبحانه ان يرفع قلوبنا. نعم قال بعض السلف السلف ان هذه القلوب جوالة فمنها ما يجول حول العرش ومنها ما يجول حول الحش منها ما يرتفع ومنها ما يسفل هذا المقصود نعم ومنها مسخ القلب فيمسخ كما تمسخ الصورة ويصير قلبه على القلب الحيوان الذي شابهه في اخلاقه واعماله بطبيعته فمن القلوب ما يمسخ على خلق خنزير لشدة شبه صاحبه بشدة شبه صاحبه به منها ما يمسخ على خلق كلب او حمار او حية او عقرب او غير ذلك وهذا تأويل سفيان ابن عيينة رحمه الله لقوله تعالى وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امثالكم قال منهم من يكون على اخلاق السباع العادية منهم من يكون على اخلاق الكلاب واخلاق الخنزير واخلاق الحمار ما عنده الا النهيق والشهيق والدوران حول القاذورات والاول ما عنده الا العدوان. نسأل الله السلامة والعافية. نعم. ومنهم من يتطوس في ثيابه كما يتطوس طاووس في ريشه ومنهم من يكون بريدا كالحمار. منهم من يؤثر من يؤثر على نفسه كالديك. ومنهم من ويؤلف كالحمام منهم كالجمل ومنهم الذي هو خير كله كالغنم. ومنهم اشباه الذئاب ومنهم اشباه الثعالب التي تروه كروغانها. وقد شبه الله تعالى اهل الجهل والغي بالحمر تارة وبالكلب تارة وبالانعام تارة وتقوى هذه المشابهة باطنة حتى تظهر في الصورة حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهورا خفيفا يراه المتفرسون وتظهر في في الاعمال ظهورا نراه كل احد. ولا يزال يقوى حتى يستتبع الصورة فتنقلب له الصورة باذن الله وهو المسخ التام يقلب الله سبحانه الصورة الظاهرة على صورة ذلك الحيوان كما فعل باليهود واشباههم ويفعل بقوم من هذه الامة يمسخهم قردة وخنازير. والله ايها الاخوة رأيت في المسجد النبوي انسانا يمشي هو قد جاوز الخمسين قطعا. يمشي يقفز مثل القرد. لا حول. رأيته بام عين ووجهه اذا نظرت اليه ما تقول ان شاء لولا كلامه ابدا ممسوخ القرد والله ايها الاخوة هذا امر عظيم امر عظيم فسألت احد الناس قلت ما سبب هذا قال لا يعرفون الاطباء لا يعرفون ما سبب هذا التحول في جسمه بعظ الناس يأبى الا الدوران حول الخبائث نعم. قال رحمه الله فسبحان الله كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر بقلب ممسوخ وقلب من مخسوف به وكم من مفتون بثناء الناس عليه ومغرور بستر الله عليه ومستدرج مستدرج بنعم الله وهذا اشد ان يكون الانسان مفتونا بثناء الناس مغرورا بستر الله عز وجل مستدرجا بنعم الله علامة الافتتان بثناء الناس انه يحزن اذا لم يثنوا عليه وعلامة الاغترار بستر الله انه لا يتوب وعلامة الاستدراج بنعم الله انه يرى نفسه على خير ويتكبر ويتجبر ولا حول ولا قوة الا بالله نعم وكل هذه عقوبات واهانة. ويظن الجاهل انها كرامة. منها مكر الله بالماكر ومخادعته للمخادع واستهزاءه وبالمستهزئ وازاغته لقلب الزائر عن الحق. ومنها نكس القلب حتى يرى الباطل حقا والحق باطلا. والمعروف منكرا والمنكر معروفا ويفسد ويرى انه يصلح ويصد عن سبيل الله وهو يرى انه يدعو اليها ويشتري الضلالة بالهدى وهو يرى انه على الهدى ويتبع هواه وهو يزعم انه مطيع لمولاه. وكل هذا من عقوبات الذنوب الجارية القلوب ومنها حجاب القلب عن الرب في الدنيا. حجاب الاكبر يوم القيامة كما قال تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. ومنعتهم الذنوب ان يقطعوا المسافة بينهم وبين قلوبهم ويصل اليها فيروا ما يصلحها ويزكيها وما يفسدها ويشقيها وان يقطعوا المسافة بين قلوبهم وبين ربهم فتصل القلوب اليه فتفوز بقربه وكرامته وتقر به عينا وتطيب به نفسا بل كانت الذنوب حجابا بينهم وبين قلوبهم وحجابا بينهم وبين ربهم وخالقهم. ومنها المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الاخرة. قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا نحشره يوم القيامة اعمى. وفسرت المعيشة الضنك بالعذاب عذاب القبر. ولا ريب انه من المعيشة الظنك الاية تتناول ما هو اعم منه وان كانت نكرة في سياق الاثبات. فان فان عمومها من حيث المعنى فانه سبحانه رتب المعيشة الضنك على الاعراض عن ذكره. فالمعرض عنه له من من من ضنك بحسب اعراضه وان تنعم في الدنيا باصناف النعيم ففي قلبه من الوحشة والذل والحسرات التي تقطع القلوب والامان الباطلة والعذاب الحاضر ما فيه وانما يواريه عنه سكر الشهوات والعشق. حب الدنيا والرياسة ان لم ينضم الى ذلك سكر الخمر سكر هذه الامور اعظم من سكر الخمر فانه يفيق صاحبه ويصحو وسكر الهوى وحب وحب بالدنيا لا يصحو صاحبه الا اذا صار في عسكر الاموات. الله المستعان. فالمعيشة الضنك لازمة لمن اعظم ذكر الله الذي انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم في دنياه وفي البرزخ ويوم ميعاده. ولا تقر العين ولا يهدأ ولا تطمئن النفس الا بالهها ومعبودها الذي هو حق. كل معبود سواه باطل. من قرت عينه بالله مرت به كل عين من لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه عن الدنيا حسرات. والله تعالى انما جعل الحياة الطيبة لمن امن به وعمل صالحا كما قال تعالى. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. فظمن لاهل الايمان والعمل الصالح الجزاء في الدنيا اياتي الطيبة وبالحسنى يوم القيامة فلهم اطيب الحياتين وهم احياء في الدارين. ونظير هذا قوله تعالى للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة ولدار الاخرة خير ولنعمة دار المتقين ونظيرها قوله تعالى وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتيكم والذي فضل فضله. وفاز المتقون المحسنون. وفاز المتقون المحسنون بنعيم الدنيا والاخرة. وحصلوا على حياتي الطيبة في الدارين فان طيب النفس وسرور القلب وفرحه ولذته وابتهاجه طمأنينته وانشراحه او ونوره وسعته وعافيته من الشهوات المحرمة. الشبهات الباطلة هو النعيم على الحقيقة. ولا نسبة لنعيم البدن اليه فقد كان يقول بعض من ذاق هذه اللذة لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف فقال اخر كان شيخنا الشيخ مفلح رحمه الله الرشيدي كان يقول ان الذ ساعات حياتي قال رحمه الله وقال اخر انه ليمر بالقلب اوقات نقول فيها ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش وقال اخر ان في الدنيا جنة هي في الدنيا كالجنة في الاخرة ومن دخلها دخل تلك الجنة ومن لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة قد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذه الجنة بقوله اذا مررتم برياض في الجنة فارتعوا. قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر. ابشروا بالخير يا طلاب العلم ابشروا بالخير كله هذه بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهل حلق الذكر وقطعا ليس المقصود بحلق الذكر الا مجالس العلم اما ما يسميه بعض الناس بحلقة الذكر وهم يرقصون فهذه حلقات الشيطان نعم. وقال صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة. ولا ان قوله تعالى ان الابرار لفي نعيم. وان الفجار لفي جحيم مختص بيوم المعادي فقط بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة. وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة. واي لذة ونعيم في الدنيا اطيب من بر القلب. وسلامة الصدر ومعرفة الرب تعالى ومحبته. والعمل على موافقته وهل العيش في الحقيقة الا عيش القلب السليم؟ فان قال قائل كيف يكون المقصود ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم الدور الثلاث وفي الاية بعدها يصلونها يوم الدين الجواب ان النعيم على وجه التمام يكون يوم الدين. والجحيم على وجه الكمال يكون يوم الدين نعم قال رحمه الله وقد اثنى الله تعالى على خليله بسلامة قلبه فقال وان من شيعته لابراهيم اذ جاء ربه قلب سليم. وقال حاكيا عنه انه قال يوم لا ينفع مال ولا بنون. الا من اتى الله بقلب سليم والقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة. فسلم من كل افة من الله وسلم من كل شبهة تعارض خبره من كل شهوة تعارض امره وسلم من كل ارادة تزاحم مراده سلم من كل قاطع يقطع عن الله. فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا وفي جنة في البرزخ وفي يوم المعاش ولا تتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة اشياء من شرك يناقض التوحيد وبدعة تخالف السنة شهوة تخالف الامر وغفلة تناقض الذكر وهوى يناقض التجريد والاخلاص. وهذه الخمسة عن الله وتحت كل واحد منها انواع كثيرة تتضمن افرادا لا تنحصر. ولذلك الشدة اشتدت حاجة العبد بل ضرورته الى ان يسأل الله ان يهديه الصراط المستقيم. فليس العبد احوج منه الى هذه الدعوة. وليس شيء انفع له منها. فان الصراط المستقيم يتضمن علوما وايرادات واعمالا وتروكا ظاهرة وباطنة. تجري عليه كل وقت. فتفاصيل الصراط قد يعلمها العبد وقد لا يعلمها. وقد يكون ما لا يعلمه اكثر مما يعلمه. وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه وهو من الصراط المستقيم وان عجز عنه. وما يقدر عليه قد تريده نفسه وقد لا تريده كسلا وتهاونا او لقيام ما له وغير ذلك وما تريده قد يفعله قد لا يفعله ما يفعله قد يقوم فيه بشروط الاخلاص وقد لا يقوم وما يقوم فيه بشروط الاخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة قد لا يقوم. وما يقوم فيه من متابعة قد يثبت عليه. وقد يصرف قلبه علم. وهذا كله ساري في الخلق ومستقل ومستكثر. اذا الواجب على المسلم ان يغلق على نفسه قدر المستطاع. هذه الابواب الخمسة التي هي حجب عن الله باب الشرك وهو اوسع الابواب واشدها باب البدعة ثم باب الشهوة هذا متعلق بالبدن باب الشهوة متعلق بالبدن وباب الغفلة وهذا متعلق بالعقل وباب الهوى متعلق بالنفس والروح هذه الخمسة ابواب يجب على الانسان ان يصدها الشرك والبدعة والشهوة والغفلة والهواء فان نجا منها فوالله هو الناجي الشرك بتحقيق التوحيد البدعة بتحقيق المتابعة الشهوة بصرفها في الحلال الغفلة بمداومة الذكر والاستغفار والهوى بمخالفتها وتذكر العقوبات المترتبة على متابعتها. نعم وليس في طباع العبد الهداية الى ذلك بل متى وكل الى طباعه حيل بينه وبين ذلك كله. وهذا هو الاركاس الذي اركس الله به المنافقين بذنوبهم واعادهم الى طباعهم وما خلقت عليه نفوسهم من الجهل والظلم. والرب تبارك وتعالى عن صراطه المستقيم بعدله وحكمته لعدم صلاحية المحل. وذلك موجب موجب صراطه المستقيم الذي هو عليه فهو على صراط مستقيم ونصب لعباده ونصب ونصب احسن الله اليك ونصب لعباده من امره صراطا لمن دعاهم جميعا اليه حجة منه وعدله. وهدى من شاء منهم الى سلوكه نعمة منه وفضله. ولم يخرج بهذا العدل وهذا الفضل صراطه المستقيم الذي هو عليه. فاذا كان يوم لقائه نصب لخلقه صراطا مستقيما يوصلهم الى جنته. ثم صرف عنهم عنه من صرف عنه في الدنيا واقام عليه من اقامه عليه في الدنيا وجعل نور المؤمنين به وبرسوله وما جاء به الذي في قلوبهم في الدنيا نورا ظاهرا يسعى بين ايديهم وبايمانهم في ظلمة الجسر وحفظ عليهم نورهم حتى قطعوه كما عليهم الايمان به حتى لقوه. واطفى نور المنافقين احوج واطفى نور المنافقين احوج ما كانوا اليه. كما اطفأه من قلوبهم في الدنيا واقام اعمال العصاة بجنبتي الصراط كلاليب وحسكا تخطفهم. كما خطفتهم في الدنيا عن الاستقامة عليه وجعل قوة سيرهم وسرعتهم عليه على قدر قوة سيرهم وسرعتهم اليه في الدنيا. ونصب للمؤمنين الى حوض يشربون منه بازاء شربهم من شرعه في الدنيا. وحرم من الشرب منه هناك من حرمه من الشرب من من شرعه ودينه ها هنا فانظر الى الاخرة كانها رأي عين وتأمل حكمة الله سبحانه في الدارين تعلم حينئذ يقينا لا شك فيه ان الدنيا مزرعة الاخرة وعنوانها ونموذجها وان منازل الناس فيها في السعادة الشقاوة وكمان على حسب منازلهم في هذه الدار في الايمان والعمل الصالح وضدهما. وبالله التوفيق. فمن اعظم عقوبات الذنوب الخروج عن الصراط المستقيم في الدنيا والاخرة. نكتفي بهذا القدر نسأل الله الثبات على الصراط المستقيم وان يعيذنا واياكم من الشرك والبدع وان يجنبنا واياكم الشهوات والشبهات والهوى والغفلة سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك