الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نستأنف قراءتنا في كتاب الفوائد للعلامة ابن القيم رحمه الله وقفنا على قوله فائدة متعلقة بكمال النفس المطلوب ما تضمن امرين. فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا علم النافع والعمل الصالح. نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله وصحبه. اما بعد فاللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين. قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ايه ده؟ كمال النفس المطلوب مطلوب كمال النفس المطلوب ما تضمن امرين يصير هيئة راسخة وصفة لازمة لها. الثاني ان يكون صفة كمال في نفسه. فاذا لم كذلك لم يكن كماله. فلا يليق بمن يسعى في كمال نفسه المنافسة عليه ولا الاسف على عفوته يعني مراد المصنف رحمه الله من هذا ان من اراد الكمال فانه ينبغي عليه ان ينظر الى امرين اولهما هل هذه الصفة التي يريدها ويبحث عنها هي صفة كمال في نفسك؟ بغض النظر عن المضافات. العلم كمال في نفسي. الحلم كمال في نفسي. الكرم كمال في نفسي. الشجاعة كمال في نفسها. هذا الاول. اذا ينبغي ان يسعى الى ما هو كمال في نفسي. والامر الثاني الذي ذكره المصنف اولا ان اجتهد حتى يصبح هذا الوصف فيه راسخا ثابتا. لماذا ان كون الوصف عارضا ليس كمالا للنفس. كون الانسان يحلم مرة يكرم ومرة يكون شجاعا مرة فهذا ليس فيه كمال النفس. وانما كما كما كمال النفس برسوخ الصفات الحميدة. كمال النفس برسوخ الصفات الحمي. ولهذا المؤمن انما يمدح متى ما ترسخ متى ما ترسخت الصفات الحميدة في. ولهذا قال جل وعلا قد المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. في الاية الاخرى الذين هم على صلاتهم دائمون. فمدحهم الله على الصفات الحميدة التي هي حميدة في نفسها وعلى رسوخها فيهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا لم يكن كذلك لم يكن كمالا فلا يليق بمن يسعى فيك ما لنفسه المنافسة عليه وللاسف على فوته. وذلك ليس الا معرفة الا وذلك ليس الا معرفة وفاطرها ومعبودها والهها الحق الذي لا صلاح لها ولا نعيم ولا لذة الا بمعرفة وارادة وجهه وسلوك الطريق وصلت اليه والى رضاه وكرامته. وان تعتاد ذلك فيصير لها هيئة راسخة لازمة. يعني اعظم من الحميدة هي صفة الايمان. ورسوخ هذا الوصف في النفس من اعظم كما النفس فالنفس البشرية لا تكمل الا بالايمان وكل ما عدا وصف الايمان فهي اما تابع لهذا الوصف واما له تعلق بهذا الوصف من الكمالات والا فليس منها في شيء. نعم. قال رحمه الله وما عدا ذلك من علوم والايرادات والاعمال فهي بين ما لا ينفعها ولا يكملها وما يعود بظررها ونقصها والمها ولا لا سيما اذا صار هيئة راسخة لها فانها تعذب وتتألم به بحسب لزومه لها. كل ما عدا آآ ما يتعلق بالايمان من العلوم والايرادات والاعمال. العلوم هذي في جهة المعارف والايرادات في جهة النيات. والتخييف والاعمال في جهة الافعال. كل ما ليس له تعلق بالايمان فهي سواء كانت من المعارف او من النيات والخيالات او من الاعمال فهي اما انها لا تنفع واما انها لا تكمل النفس البشرية واما انها تعود بالظرر والنقص والالم. ايا كان هذا الوصف ومما يزيد الالم في النفس البشرية ان يترسخ فيه ما يضاد الايمان او ينقصه كالجهل مدد البدعة مثلا والشرك والكفر والغضب والضجر ونحو ذلك. نعم. واما الفضائل المنفصلة عنها كالملابس والمراكب الساكن والجاه والمال فتلك في الحقيقة عوار فتلك في الحقيقة عوار اعيرتها مدة اعيرتها اعيرتها مدة ثم يرجع فيها الى النفس. ايه. او عيرتها اي النفس البشرية. نعم. ثم فيها المعير فتتألم وتتعذب برجوعه فيها بحسب تعلقها بها. ولا سيما اذا كانت هي غاية غاية كما فاذا سلبتها احضرت اعظم النقص والالم والحسرة. الفظائل المنفصلة عن النفس البشرية مثل الملابس والمراكب والمساكن والجاه والمال. هي هذه الخمس. فظائل البشرية المنفصلة صلة التي يبحث عنها اهل الدنيا هي هذه الخمس. الملابس والمراكب والمساكن والجاه والمال. هذه الخمس عند من اعطي عقلا ولبا وايمانا وزكاة فانه يدرك انها من الاشياء المعارة فالارض كان لمن قبله قبل ان يتملك. وهذا الثوب يصير الى غيره ان لم يبلى. وهذا وهذه الدار يتوارث غيره اذا لم ينهدم وهذا الجاه ينتقل الى غيره. وهذا المال يدل الى غيره هي فضائل من حيث انها فضلة. فضائل من حيث انها فضلة وفضلها ان تكتسب من طريقها الشرعي وتصرف في مصاريفها الشرعية. فان لم تكن كذلك فهي من الرذائل وهي مما يؤلم الانسان. ولذلك ترى البخيل يتألم من انتقال المال من يدي الى غيره لانه لم يتصور انها عارية بخلاف الكريم المؤمن هكذا لو تلفت المساكن لو ذهب الجاه فاهل الدنيا يتألمون جزعين فزعين ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا هذا حاله الا المصلي ولهذا من اراد كماله وكمال نفسه فعليه الا يتعلق بهذه الفضائل المنفصلة. لا يبالي بملبسه. ولا بمأكله. ولا بمسكنه ولا بجاهه ولا بماله وانما يبالي برضى الله جل وعلا لعلمه ان هذه عوار. عوار جمع عارية. نعم. فليتدبر من اريد سعادة نفسي ولذتها هذه النكتة. فاكثروا هذا الخلق فاكثروا هذا الخلق انما يسعون في حرمان نفوسهم. والم وحسرتها ونقصها من حيث يظنون انهم يريدون سعادتها ونعيمها. فلذتها بحسب ما حصل لها من تلك المعرفة والمحبة والسلوك والمها وحسرتها بحسب ما فاتها من ذلك. ومتى عدم ذلك وخلى منه لم يبقى لم يبقى فيه ومتى عدم ذلك وخلى منه لم يبقى فيه الا القوة البدنية النفسانية التي بها يأكل ويشرب وينكح ويغضب ينال سائر لذاتي ومرافق حياته ولا يلحقه من جهتها شرف ولا فضيلة بل خساسة وملقصة. اذا اذا كان انما يناسب بتلك القوى البهائم. ويتصل بجنسها ويدخل في جملتها ويصير كاحدها. ربما في تناولها عليه واختصت دونه بسلامة عاقبتها والامن من جلب الضرر عليها. فكمال تشاركك فيه البهائم وتزيد عليك وتختص عنك فيه بسلامة العاقبة حقيق ان تهجره الى الكمال الذي لا كمال سواه وبالله التوفيق. يعني الذي يغتر بمسكنه ويتعب نفسه افتخروا به فلينظر الى مسكن النحل. شاركه فيها. والذي يفتخر بجمع المال فلينظر الى النملة فانها تجمع. وتدخر والفأرة. فانها تجمع وتدخر تشبه النملة والفأر وان كان يفتخر بجاهه وقوته وجبروته فلينظر الى الاسد فشاركه فيها ومآله الى الهلاك فما من انسان يفتخر بشيء من هذه العوار الزائلة الا وله قرين من البهائم فلو افتخر بملابسه لكان شبيها بالطاووس واي فخر للطاووس على الانسان العاقل اللبيب فكمالات البشر في الايمان ونقص البشر في مشاركتها فيما يؤلم الانسان عندما يذهب ولذلك المؤمن سبحان الله لا يبالي بملبس ومأكل وانما يهتم بما يستر عورته. ويسد جوعته ويغنيه عن سؤال الناس فهذا هو المهم عنده. وبه يعتز لا تجده ضجرا اذا ما تحول العواري عنه لانه سعيد بايمانه. ويفتخر بكمال الايمان ويعتز بكمال العين. وكمال العمل. نعم. قال رحمه الله جليلة اذا اصبح العبد وامسى وليس همه الا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه كل ما اهمه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته. الباب يروى حديث رواه الترمذي وحسنه وظعفه بعظ اهل العلم. من شغله ذكري ومسألتي اعطيت افضل ما اعطي السائل. وايضا حديث من اصبح وهمه الدنيا شتت الله عليه شمله. وجعل فقره بين عينه. ومن اصبح وهم الاخرة شوف الحديث العجيب. لا لا بس ما يجوز. ومن اصبح وهم امه الاخرة عطب عمر. ومن اصبح وهمه الاخرة جمع الله له شمله. وجعل الغناه في قلبه. فرق عظيم. فرق عظيم. ولهذا ينبغي للعاقل هل يدرك كيف يجعل الهم هما واحدا؟ كيف؟ كل علاقاتك اربطها بالله جل وعلا. حبك وبغضك مع زوجتك مع اولادك مع والديك لله وفي الله ليس للنفس ولا للعطاء ولا و اذا اصبح الانسان يربط كل شيء ما حوله كيف اجد رضا الله في هذا القول في هذا الفعل تجده سعيد الابد. نعم. قال رحمه الله وان اصبح وامسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وانكادها ووكله الى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق. ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم واشغالهم فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره. كالكير ينفخ بطنه ويعصر اظارعه في نفخ غيره. الله المستعان هذا امر عجيب. هي قاعدة مضطربة. ان من اصبح وهمه الدنيا اصبح يعمل لغيره لا لنفسه. قاعدة مطربة من اصبح همه الدنيا لن يعمل الا لغيره. لا يعمل لنفسه. من الذي يعمل لنفسه؟ هو الذي يدخر ويقدم في اخرته. هو الذي يقدم لحياته المستقبلية حقيقية نعم فكل من اعرض عن العبودية لله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا. فهو له قرين قال سفيان ابن عيينة رحمه الله لا تأتون بمثل مشهور للعرب الا جئتكم به من القرآن فقال قائل فاين في القرآن اعطي اخاك تمرة فان لم يقبل فاعطه جمرة. فقال في قوله ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطان الاية. يعني المقصود ان القاعدة مطردة. من شغل عن عبودية الله صار عبدا لغير الله. مثل بعظ الناس يغني على ليلى. مثل بعظ الناس يغنيه على دنيا البعض الناس يغني على جاهه. يغني على داره. يفتخر بريشه. كالطاغوت يتبختر في ملابسي في مراكبي وما درى المسيكين انها عنه زائلة او هو عن هزا نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فائدة. العلم نقل صورة المعلوم من الخارج واثباتها في النفس. العلم العلم هل هو تصور لاحظ الان او هو تصديقه الصحيح ان العلم الشرعي تصور وتصديق او تصديق وتصور. واخطأ من ظن ان العلم الشرعي مجرد تصديق. كما هو قول عامة المرجية. فالعلم اذا كان المقصود العلم الشرعي فانه مبني على تصديق وتصور. التصديق الاقرار والتصور العمل. ونقل صورة المعلوم من الخارج واثباتها في النفس. علمت ان الله هو المعبود بحق. انقل هذه المعلومة انقل هذا العلم الى نفسك. واطبعها في نفسك. بعد ذلك اذا طبعتها في فانت الان تحتاج الى ايجاد صورة المعلوم واقعيا ولذلك العلم الشرعي تصديق وتصور. نعم. قال رحمه الله والعمل نقل صورة عملية من النفس واثباتها في الخارج. الله اكبر. يعني انطبع العلم التصديقي ها في القلب في النفس ثم نقلها العمل على صورة تصورية كيفية وهيئة في الخارج عملا. نعم. وكثيرا ما يثبت ويتراءى في النفس صور ليس لها وجود حقيقي فيظنها الذي قد اثبتها في نفسه علما. وانما هي مقدرة لا حقيقة لها واكثر علوم من هذا الباب كل علم تصور فيه عالمه شيئا ليس له وجود حقيقي فهذا ليس علما شرعيا. ذلك قال الله عن المشركين ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم. تقولون الهة؟ انتم سميتوها اله. في الواقع لا يوجد اله الا الله طيب المبتدع ابتدع البدعة يريد بها التقرب الى الله قال الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. فهذه ليست طريقة تقرب الى الله جل وعلا ولذلك قال المصنف رحمه الله واكثر علوم الناس من هذا الباب. مصداق لقوله تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت مؤمنين اكثر الناس علومهم مبنية على جهالات. على ظنون على تخمينات ليست على معلومات حقيقية واقعية نعم قال رحمه الله وما كان منها مطابقا للحقيقة في الخارج فهو نوعان. نوع تكمن النفس بادراكه والعلم به وهو العلم بالله واسمائه وصفاته وافعاله وكتبه وامره ونهيه. ونوع لا يحصل للنفس به كمال هو كل علم لا يضر الجهل به. فانه لا ينفع العلم به. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من علم لا يلزم يستعيذ بالله من علم لا ينفع ما كيف يكون علمه لا ينفع؟ لانه يشغل العلم الذي يشغل عن الله علم لا ينفع. نعم. وهذا حال اكثر العلوم الصحيحة المطابقة المطابقة التي لا يضر الجهل بها شيئا كالعلم بالفلك ودقائقه ودرجاته وعدد الكواكب ومقاديرها والعلم بعدد الجبال والوانها حاتيا ونحو ذلك. يعني الانشغال بهذه العلوم ان كان لمقاصد شرعية مثل معرفة المواقيت بالنسبة للفلك ومعرفة مواقيت الزرع بالنسبة للحرث الانشغال بالجبال اللي يسمونه الجيولوجيا اذا كان لمقصد معرفة الطرقات والوصول بها الى المقاصد الشرعية كالحج او الاماكن لمعرفة القبلة فهي علوم تبعية لا بأس بها. لكن الاشغال بها اشغال بها والاشتغال بها شغلا يفني العبد عمره فيها هذا مما لا ينفع. نعم قال رحمه الله فشرف العلم بحسب شرف معلومه وشدة الحاجة اليه. وليس ذلك الا العلم بالله وتوابع ذلك نعم واما العمل فافته عدم مطابقته لمراد الله الديني الذي يحبه الله ويرضاه وذلك يكون من فساد العلم تارة ومن فساد الارادة تارة. اي عمل غير مطابق لمراد الله ورسوله فانه لا يخلو اما ان يكون شركا واما ان يكون بدعة. اي عمل؟ لا يطابق مراد الله الله ورسوله فانه اما ان يكون شركا واما ان يكون بدعا وهذان راجعان الى فساد العلم تارة وفساد الارادة تارة اخرى. نعم. ففساده من جهة العلم ان يعتقد ان هذا مشروع محبوب لله وليس كذلك. او يعتقد انه يقربه الى الله وان لم يكن مشروعا فيظن انه فيظن وانه يتقرب الى الله بهذا العمل وان لم يعلم انه مشروع. واما فساده من جهة القصد فان لا يقصد به وجه والدار الاخرة بل يقصد به ثناء بل يقصد به الدنيا والخلق. وهاتان الافتان في العلم والعمل لا سبيل السلامة منهما الا بمعرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في باب العلم والمعرفة. وارادة وجه الله تعالى والدار الاخرة في باب القصد والارادة. فمتى خلا من هذه المعرفة وهذه الارادة فسد علمه وعمله. نعم والايمان واليقين يورثان يورثان صحة المعرفة وصحة الارادة وهما يورثان الايمان ويمدان ومن هنا يتبين انحراف اكثر الناس عن الايمان انحرافهم عن صحة المعرفة وصحة الارادة. يعني عندنا صحة المعرفة هذا ينشأ عن الايمان. وصحة الارادة ينشأ عن اليقين فاذا جمع العبد بينهما بين الايمان واليقين حصل له مرتبة عالية في الدين ولا يزال الانسان يمد ايمانه بالمعرفة ويمد ارادته باليقين او يمد يقينه بالارادة حتى يصبح من السابقين وما تخلف الارادة او تخلف الايمان الا بسبب تخلف المعرفة او له في الارادة نعم ولا يتم الايمان الا بتلقي المعرفة من مشكاة النبوة وتجريد الارادة عن شوائب الهوى وارادة الخطر. فيكون علم مقتبسة من مشكاة الوحي وارادته لله والدار الآخرة. فهذا شخص الناس علما وعملا. وهو من الأئمة الذين يهدون بامر الله من خلفاء رسوله صلى الله عليه وسلم في امته قال رحمه الله نسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من خلفاء رسوله صلى الله عليه وسلم في الامة وهذا لا يتأتى الا بصحة المعرفة وصحة الارادة المبني على الايمان الصحيح واليقين الراسخ كما قال عز وجل في سورة الاحزاب وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا ها لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون فجمع له بين الصبر واليقين. فحصل الامامة في الدين نعم قاعدة الايمان له ظاهر وباطن ظاهره قوم اللسان وعيون الجوارح وباطنه تصديق القلب والقيادة ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له. وان حقن به الدماء وعصم به المال والذبيحة. ولا ينشر باطل لا ظاهرة له الا اذا تعذر بعجز او اكراه او خوف وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل على فساد الباطل وخلوه من الايمان. ونقصه دليل نقصه. قوته فالايمان قلب الاسلام والوطن. يقين قلب الايمان كل علم وعمل لا يزيد الايمان واليقين قوة فمدخول. كل ايمان لا يبعث على العمل فمدخول. يعني يريد الامام رحمه الله ان يبين بالتلازم بين الظاهر والباطن. يريد ان يبين ايش؟ التلازم. بين الظاهر والباطن فاذا كان الباطن صحيحا فان الظاهر يكون صحيحا واذا كان الظاهر صحيحا فالباطن يكون صحيحا واذا كان في الباطن دخن ففي الظاهر دخن واذا كان في الظاهر دخن ففي الباطن دخن الا ترى ان المنافقين في اعمالهم دخن لدخني ما في مواطنهم الا ترى ان في اعمال المبتدعة دخن لدخن ما في بواطنه فهذه مسألة من باب التلازم ينجب ان ينتبه لها العبد واذا كان الايمان قلب الاسلام ولبه. فان اليقين قلب الايمان ولبه وكل علم وعمل لا يزيدك ايمانا ولا يقينا فاعلم انه مغشوش هذا معنى مدخول وكل ايمان لا يبعث على العمل فاعلم انه مغشوش مدخول اذا قرأت كتاب في الايمان ما ازددت ايمانا ولا عملا فاعلم ان في نفسك قصورا وفيما اخذته قصورا نعم قال رحمه الله قاعدة التوكل على الله نوعان. احد ما توكل عليه في جلب في جلب حوائج العبد وحظوره الدنيوي او دسم كرهات مصائبه الدنيوية. وهذا حال اكثر الناس في التوكل حنا توكلهم منصب على ماذا؟ منصب على جلب الحوائج الدنيوية والحظوظ الدنيوي يقول انا متوكل على الله يبارك له في تجارته. ما في شي هذا اكثر حظوظ الدنيا في التوكل اكثر حظوظ اهل الدنيا في التوكل في امورهم الدنيوية والثاني والثانية التوكل عليه في اصول ما يحبه هو ويرضاه من الايمان واليقين والجهاد والدعوة اليه. هذا النوع من الكل يغفل عنه كثير من الناس بل لا ينتبهوا اليه الا الخواص من امة محمد صلى الله عليه وسلم وهو ان الانسان يتوكل على ربه في نيل رضاه يتوكل على ربه في ان يسلك به سبيل المحبين يتوكل على ربه في تحصيل الايمان واليقين الكامل هذا امر عظيم وباب كبير. ينبغي للعبد ان يفطن له نعم وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه الا الله. فمتى توكل عليه العبد؟ فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الأول تمام الكفاية. ومتى توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه ايضا لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه الى الله نعم. فاعظم التوكل عليه التوكل في الهداية وتجريد التوحيد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله وجهاد اهل الباطل فهذا توكل الرسل وخاصة اتباعهم. نسأل الله ان يجعلنا منهم. نسأل الله ان يجعلنا منهم ولهذا لا تخرج الى طاعة الا وتتذكر التوكل لا تقصد طاعة سواء كان علما او عملا الا وتتذكر التوكل لا يكن ذكرك لا يكن ذكرك عند الامور الدنيوية فقط. تتوكل. لا نعم قال رحمه الله التارة والتوكل تارة يكون توكل القرار وانجاح بحيث لا يجد العبد ملجأ الولاء الا التوكل. كما اذا ضاقت عليه الاسباب وضاقت عليه نفسه وظن ان منجا من الله الا اليه. وهذا لا تخلفوا عنه الفرج والتيسير البت. هذا التوكل الملجي هذا حال يقع فيه حتى المشركين اذا ركبوا في الفلك انقطعت عنهم حبائل الاسباب فصاروا يتوكلون على خالق الاسباب فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين نعم وتارة يكون توكل اختيار وذلك التوكل مع وجود سبب المفضي الى المراد فإن كان السبب مأمورا به ثم على وان قام السبب وترك التوكل ثم على تركه ايضا فانه واجب باتفاق الامة الواجب القيام بهما والجمع بينهما. وان كان السبب محرما حرم عليه مباشرته وتوحد السبب في حقه في التوكل ولم يبقى له سبب سواه فان التوكل من اقوى الاسباب في حصول المراد وتفكيم القلوب. بل هو اقوى الاسباب على الاطلاق وان كان السبب مباحا نظرته هل يضعف قيامك به التوكل او لا يضعفه؟ فان اضعفه وفرق عليك قلبك وشتت المكان تركه اولى وان لم يضعفه فمباشرته اولى. لان حكمة احكم الحاكمين اقتضت ربط المسبب به فلا تعطل حكمته مهما امكنك القيام بها. لا سيما اذا فعلته اذا فعلته عبودية فتكون قد اتيت بعبودية القلب بالتوكل وعبودية الجوارح بالسبب المبني بالقربى. والذي يحقق التوكل القيام بالاسباب المقدور بها. فمن عطلها ان يصح توكله. كما ان القيام من الاسباب المفضية الى حصول الخير وجاء فمن لم يكن بها كان رجاؤه تمنيا كما ان من عطلها فهو توكله عزا توكلا وسر حقيقته اعتماد القلب على الله. وحده. فلا يضره مباشرة الاسباب. المباشرة الاسباب من حقيقة التوكل والعلم بخشيته وان يجعلنا ممن يعرفون خبايا نفوسهم ومزلاتها وينتبهون له يصلحون ونسأل الله عز وجل ان يعطي نفوسنا تقواه وان يزكيها فانه خير لكن لابد ان يكون القلب خاليا عن التعلق بالسبب نعم يضره مباشرة الاسباب مع خروج القلب من الاعتماد عليها والركون اليها كما لا ينفعه قوله توكلت الله مع اعتماده على غيره ومكونه اليه وثقته به. فتوكل اللسان شيء. توكل القلب شيء. كما ان توبة اللسان القلب شيء وتوبة القلب وان لم ينطق اللسان شيء. فقول العبد ان توكلت على الله فاعتماد قلبه على غيره الى الله فهو مصر على معصيته مرتكب لها. يعني هذا تشبيه جميل. الذي يقول تبت الى الله وهو لم يقلع من الذنب وليس في قلبه نية ترك الذنب هذا ما هو تائب لان من شرط التائب ترك المعصية رأسا والعزم على عدم العود قطعا وهكذا من يقول في قلبه انا متوكل على الله في لسانه لكن قلبه معلق بالاسباب ها يا ترى فلان ايش سوى يا ترى فلان جاد في العمر بيخلص لي اياه ولا ما يخلص لي فلان عبد كيف يخلص لك اياه؟ الامور بيد الله نعم قال رحمه الله سائدة الجاهل يشكو الله الى الناس. لا حول ولا قوة الا بالله نعم وهذا غاية الجهل من مشبوه والمشهور اليه. فانه لو عرف ربه لما شكى. لو عرف الناس لما شك اليهم يعني الانسان العاقل كيف يشكي الرحيم الكريم الرحمن الغفور الودود الى عبد مهما كان صفاته الكمالية فانها لا تعدو ان تكون وقتية وجزئية هذا من ما هو فقط مجرد نقص في الايمان بل هو قباحة في العقل كيف يشكو العبد ربه يشكو الخالق الى مخلوق كيف نعم ورأى بعض السلف رجلا يشكو الى رجل حاقته وضرورة فقال يا هذا والله ما جئت على ان شكرت لمن يرحمك الى من لا من يرحمك الى من لا يرحمك نعم لان من هنا ليست شرطية وانما موصولة نعم وفي ذلك الحين اذا شكرت الى ابن ادم انما تشكو الرحيم الى الذي لا يغفر. الله اكبر والعارف انما يشكو الى الله وحده واعرف العارفين من جعل شكواه الى الله من نفسه ما من الناس. هذا هذا باب اخر اعرف العارفين هو الذي يرى ان كل تقصير يصيبه بسبب نفسه فلا يلوم عبدا فضلا ان يلوم ربا واضح؟ اعرف العارفين من اذا اصيب بشيء يلوم نفسه. يقول هذا انا استاهل هذا مني هذا بيدي ما يلوم الناس يقول الناس سووا لي لا لا ولا يلوم اذا كان لا يلوم الناس فقط ان لا يلوم رب الناس هذا حال المؤمن الكامل الايمان لا يلم عبدا على منع ولا على ذم وانما لومه راجع الى نفسه يقول انا استاهل هذا بذنبي هذا بتقصير وهكذا نعم قال رحمه الله اعرف العارفين من جعل شكواه الى الله من نفسه لا من الناس. فهو يشكو من موجبات تصديق الناس عليه. فهو لا الى قوله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم. وقوله وما اصابك من سيئة فمن وقوله او لما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم ان هذا قل هو من عند انفسكم فالمراتب الثلاثة اخسها ان تشكو الله الى خلقه. لا حول ولا قوة الا بالله تقول والله ما لقى غيري يبتليني الله مرضني شسوي الله بلاني ايش اسوي بدال ما يقول الله اراد به خير يقول الله بلانا سبحان الله العظيم نعم واعلاها واعلاها ان تشكو نفسك اليها. الله! تشكو نفسك الى الله. تقول يا رب هذا اللي صابني انا اعلم انه بذنب تقصيري بضعف عجز انا استاهل لكن كرمك وجودك وعفوك اعظم نعم واوسطها ان تشكو خلقه اليه. وهذه شكاية ايش؟ المظلومين. نسميه يسمونها شكاية المظلومين المظلوم يشكو الظالم الى الله لكن العارف بالله لا يشكو الظالمة الى الله العارف بالله يعلم ان ما اصابه انما هو بتقصيري بسبب نفسي ولهذا لو نتأمل نوح عليه السلام تسع مئة وخمسين سنة يدعو قومه ما رأيناه انه وجه ها شكاية قومه الى ربه. بل كل يوم يقول يا رب اهديني يا رب يا رب يا ربي الا بعد ما اوحى الله اليه انه ما راح يؤمن احد لما جاء الخبر من الله قال يا رب انا سويت اللي علي. اني دعوت قومي ليلا ونهارا سرا وجهارا. وو والى اخره. فاعتذر الى ربي وهذا الاعتذار في حد ذاته يتضمن ماذا ايش يظمن ان هذا اللي هو قدر عليه ما عنده وسعه الطاقة اكثر من هذا فكأنه يقول استغفرك كانه يقول اغفر لي فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم معرفته